كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثالث عشر
***************
قبل داور كما توقعت ليز معاونة زاكارى بحماس بالغ كان مكتب مكافحة المخدرات قد أكتشف نورم الذى يدعى فى الحقيقة نورمان فينيلا يعمل لحساب جونى هوج
كان موسم كرة القدم فى قمته وكان زاكارى قد عاد إلى سان فرانسيسكو وبناء على لادور الذى رسم له أتصل زاكارى بنورم تليفونيا وأدعى أنه تناول كل كبسولات الدناميت التى حصل عليها والتى كانت فى الحقيقة موجودة فى معمل مكتب مكافحة المخدرات لتحليلها
وسأل زاكارى:
-هل تستطيع أن تحصل على المزيد منها من صديقك الكيميائى؟
-ليس هناك أى مشكلة سأرسلها لك مع ليز
ولم يطلب منه ثمنا لها
قالت ليز لنفسها فى ارتياح :
-إذا كانوا يستخدمونى كوسيطة فهذا يعنى أن عصابة هوايتيكر أصبحت تثق بى تمام الثقة
كان زاكارى وليز يتقابلان كلما سنحت لهما الفرصة لذلك ولم يغب ذلك عن عين رجال الصحافة اللذين كرسوا المقالات الطويلة لقصة حب لاعب الكرة الشهير وحسناء برنامج الحب من أول نظرة
كان زاكارى يردد على سمعها كل مرة يلتقيان فيها :
-أحبك يا ليز
وتهمس هى بدورها :
-وأنا أحبك يا زاكارى
لم تحاول أن تخفى مشاعرها عنه نعم أنها تحبه لقد أصبحت حياتها رائعة معه الآن على الأقل
فلا يوجد فى المهنة التى تزاولها مكانا للحب ولكن ليز كانت تتفادى التفكير فى المستقبل وتحاول أن تحيا لحظتها الراهنة فقط
منتديات ليلاس
كان زاكارى يعود إلى ساوث ليك تاهو كلما أتيحت له الفرصة كما كانت ليز تقضى أيام عطلاتها فى سان فرانسيسكو واعتادت ليز مصورى الصحف وفلاش كاميرات التصوير
ولكن ما كان يحزنها هى صورة زاكارى التى بدأت تفقد توهجها فى نظر الجمهور الذى كان لا يريضه أن يرتبط نجمه المفضل بمجرد مضيفة فى كازينو
بعد مضى شهر من مكالمته الأولى عاود زاكارى الأتصال بنورم ليخبره أنه فى حاجة ماسة إلى كبسولات الديناميت
فى هذه المرة كشف نورم لعبته:
-حسنا جدا ولكنى أطلب منك فى المقابل خدمة يسيرة
ولم تستطيع ليز التى كانت تسجل المكالمة أن تخفى قلقها وحاول زاكارى أن يطمئنها بابتسامة عريضة
-أنا مستعد أن أتفاوض معك يا نورم ولكن بشرط أن أقابل رئيسك لا تنس من أنا ولا تعتقد أننى بحاجة إلى دوائك لأكون نجم النجوم فأنا كذلك بكبسولاتك أو بدونها
سرت ليز لأن زاكارى بدأ يلعب دوره بإقتدار وتميز دور الرياضى لاواثق من نفسه والمعتز بكبريائه
رضخ نورم أخيرا
-حسنا سوف أرتب لك لقاء مع جونى هوج فى لاس فيجاس هل يوافقك يوم الأثنين؟
-طلبت ليز التى أرادت أن تحضر اللقاء من هوايتيكر السماح لها بصحبة زاكارى إلى لاس فيجاس
-أن هذا الموضوع يجعله متوتر الأعصاب ووجودى بجانبه سوف يهدئ من ثائرته
أبتسم لها هوايتيكر :
-فتاة ذكية حسنا أذهبى مع ماكينزى إلى لاس فيجاس
كان خبراء مكتب المخدرات قد زودوا ليز بجهاز تسجيل متطور ولكنها لم تتح لها فرصة لأستخدامه لأن جونى هوج قاد زاكارى إلى مكتبه تاركا إياها بجانب حوض السباحة
ولم يستطيع زاكارى أن يخبر ليز الشروط التى قبل جونى هوج بمقتضاها إعطاء كبسولات الديناميت له إلا وهما فى طريق العودة بالطائرة إلى سان فرانسيسكو
-علىّ أن أتقاعس فى اللعب فى أثناء مباراة جولد راشر مع فريق لانمور
قالت ليز فى فزع:
-ولكنك لا تستطيع أن تفعل ذلك
-لا تقلقى سوف أرتب الأمور مع بول لقد تدربنا تحسبا لحدوث شئ كهذا
تنهدت ليز فى إرتياح :
-لحسن الحظ أننا كدنا نصل إلى نهاية هذه المهمة
-لا ليس بعد لان جونى هوج ليس رئيس الشبكة لقد أتصل بأحدهما تليفونيا فى أثناء وجودى فى مكتبه ليحصل منه على الموافقة
-أوه ...لا
-فى المرة القادمة التى سأطلب فيها كبسولات الديناميت سأصر على الحديث مع الرئيس الحقيقى للشبكة وسوف أحمل أنا جهاز التسجيل المتطور
كان زاكارى على أتفاق مع داور أخذ جميع المبادرات لاتى قد تبدو ضرورية وكان ذلك يثير قلق ليز فلاعب الكرة الشاب لا يعلم شيئا عن أوساط هؤلاء المتاجرين بهذه لاسموم
لم تمر رحلتهما إلى لاس فيجاس دون تعليق الصحفين فماذا يفعل لاعب كرة قدم فى مدينة القمار ؟إن هذا ليس مكانه ولم يتردد البعض فى التأكيد أن ذلك يرجع لنفوذ صديقته مضيفة الكازينوهات
وحاول الصحفين معرفة المزيد فحاصروه بأسئلتهم ورفض هو الأجابة وأدى عدم تعاونه هذا إلى ظهور عدة مقالات ناقدة لسلوكه وهذا ما كانت تخشأه ليز منذ البداية وأنتشرت الإشاعات لماذا كل هذه الأسرار ؟لابد أن زاكارى ماكينزى يخفى شيئا ما!
وأخيرا حل موعد المباراة بين جولد راشر وفريق النمور وتابعته ليز بقلق وإهتمام على شاشة التليفزيون كان النمور منافسين حقيقين للاعبى جولد راشر وأخطأ زاكارى نتيجة للوعد الذى قطعه على نفسه لجونى هوج باصة سهلة وكاد ذلك يعطى النصر للنمور لولا تدخل بول ترافر الذى التقط الكرة وسجل هدفا خاطفا كان مفأجاة المبارة وهكذا كان النصر حليفا لفريق جولد راشر
منتديات ليلاس
وبالتأكيد كثر القيل والقال من جانب النقاد الرياضين عن الباصة السهلة التى أخطأها زاكارى برعونة شديدة وأشير من جديد إلى سوء صحبته ورحلته الأخيرة إلى لاس فيجاس
قالت ليز لنفسها يجب ألا يستمر هذا الوضه أكثرمن ذلك
وفى يوم الجمعة التالى أنتهزت فرصة وجودها فى سان فرانسيسكو لزيارة ماكينزى لتذهب أولا إلى مقر مكتب مكافحة المخدرات ومعها مجموعة من الصحف التى تهاجم ماكينزى
-إلى متى سيظل ماكينزى عرضة لهذه الهجمات ؟إن مستقبله فى خطر داهم
-أنا قلق من أجله مثلك تماما يا ليز
-إذن أتصل تليفونيا بمحررى هذه الصحف وأشرح لهم حقيقة الموقف
-أنت تخيبين أملى يا ليز كان يجب أن تفهمى أننا فى وضع لا يسمح لنا بذلك لقد وجدت صعوبة شديدة فى إقناع مدرب ماكينزى الذى كاد يفشل خطتنا تماما عندما أحطته بحقيقة الأمر لقد أستثرت روح الوكنية فيه لمنعه من طرد ماكينزى من الفريق
وأبتسم أبتسامة باهتة وأضاف :
-أصبر قليلا يا ليز سوف نحقق هدفنا قريبا
كانت ليز غالبا تعرف كيف تتحلى بالصبر ولكن ذلك خطأها هى هذه المرة
كان زاكارى سيلعب مبارة يوم الأحد وقررت ليز أن تحضرها كانت تعلم أن بعض المشجعين سوف يعرفونها وبالفعل سمعت بعض التعليقات غير الودية بالنسبة لها وإذا كان ذلك لم يؤثر فيها كثيرا فعلى العكس
ملأ صفير الغضب الذى شاع بحنبات الملعب عند ظهور ماكينزى قلبها بالخوف العميق
كانت ليز تشاهد وهى عاجزة أمام عينيها تدهور سمعة زاكارى وماذا يمكنها أن تفعل؟لا شئ!
قررداور أخيرا الأتصال بجونى هوج عن طريق زاكارى وقام زاكارى كعادته بدوره على خير وجه:
-ليست مبتدئا يمكن التلاعب به مثل حجر الشطرنج فأنا ليست فى حاجة للدناميت لأكون أحسن لاعب
-لقد وعدتنى أن تتقاعس فى اللعب فى أثناء مباراة فرقك مع النمور
قاطعه زاكارى :
-ونفذت كل ما طلبته منى...هل هو خطئى أن ترافر استطاع الأستحواذ على الكرة؟
وخفف قليلا من لهجته:
-أنا أريد التعاون ولكن أرفض التعامل مع المرؤوسين.....أريد التحدث مع الرئيس
وامام أصرار زاكارى أضطر جونى هوج إلى الرضوخ:
-حسنا سوف أتصل بك قريبا
ما كاد زاكارى يضع السماعة حتى أرتمت ليز بين ذراعيه :
-أنى أكاد أموت قلقا ويخيل لى أننى سأفقد عقلى
قلا زاكارى وهو يبتسم:
-هل أعضاء مكتب مكافحة المخدرات معرضون لهذه الأزمات العصبية؟
-نعم خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمن يحبون
-لا تقلقى.....سوف يسير كل شئ على ما يرام سوف يعاود جونى هوج الأتصال بى فى أقل من ساعة هل تراهينى على ذلك ؟
هذا ما حدث بالفعل وبعد أقل من نصف ساعة
-حسنا...سوف ترى الرئيس يوم الثلاثاء القادم طائرة الساعة التاسعة صباحا المتجهة إلى بالم سيرينج سوف تنتظرك سيارة ليموزين بيضاء بالمطار هل ليز معك؟
ولما أجاب زاكارى بالإيجاب أستطرد هوج قائلا:
-دعها تحدثنى
التقطت ليز السماعة فى عجل :
-آلو؟
-حاولى أن تسمعيه صوت العقل يا ليز أن الرئيس يريد نتائج إيجابية وإذا كان ماكينزى غير قادر على إتيان ما يطلب منه فسوف تسوء الأمور وتكون العاقبة وخيمة هل سمعت ما قلت جيدا؟
وأنتهت المكالمة وشعرت ليز بالدم يتجمد فى عروقها
وحاول زاكارى أن يجعلها تبتسم:
-أرى أن الثقة سائدة بيننا
-أن جونى هوج رجل خطر جدا
تبع الصحفون الذين كانوا يراقبون تحركات زاكارى هذا الأخير إلى المطار
-إلى أين أنت ذاهب؟هل إلى لاس فيجاس مرة أخرى؟
-لا إلى بالم سبرينج
-ولماذا؟
تدخلت ليز فى الحديث وقد أستبد بها الغيظ
-لأعمال شخصية ألا يمكنكم أن تتركونا فى هدوء؟
قال زاكارى بلهجة محايدة بعد أن صعدا إلى متن الطائرة :
-يجب ألا تغضبى أبدا من هؤلاء الناس
كانت ليز على وشك لابكاء :
-أعلم ذلك ولكنى لا أحتمل أن يعاملوك.....هكذا......كمجرم....كل ذلك بسببى فلو لم تقابلنى....
-حبيبتى لا تتكلمى هكذا إن اليوم الذى قابلتك فيه كان من أسعد أيام حياتى وجفف بأصبعه الدمعة التى أنحدرت على وجنتها
-أنا أحبك يا ليز وهذا هو المهم كما لا تنسى أننى أتعاون معكم بمحض إرادتى وسوف نحقق الهدف سويا بكل التأكيد
منتديات ليلاس
كان داور قد قال لها نفس الشئ ومع ذلك فلم تكن تشعر بالاطمئنان
كانت هناك كما كان مقررا سيارة ليموزين بيضاء تنتظرهما فى لامطار وقادهما السائق وهو صامت إلى فيلا فخمة مشيدة على الطراز الأسبانى وصحبتهما خادمة بالزى الرسمى إلى غرفة مكتب ضخمة حيث كان ينتظرهما رجل فى حوالى الستين من عمره يرتدى حلة بيضاء وتأكدت ليز التى أمضت الساعات الطويلة فى فحص الوثائق المصورة لمكتب المكافحة ولوكالة المخابرات المركزية أنه ليس له ملف فى هاتين المؤسستين
قال الرجل بلهجة جافة:
-ماذا تريد بالضبط يا سيد ماكينزى ؟
-أننى يا سيد...يا سيد....أرجو المعذرة ولكنى لم أسمع أسمك
-ذلك لأنى لم أذكره لك
لم يطلب منهما الرجل أن يجلسا وراح زاكارى يتظاهر بالهدوء ولكن ليز كانت تعلم أنها فريسة للاضطراب الشديد
-إن دواءك لا باس به...ولكن يجب تعلم أننى ليست فى حاجة إليه فإذا أردت أمكننى الإقلاع عنه تماما ولكن إذا أعطيتنى كمية تكفينى ثلاثة أشهر ضمنت لك نتيجة أحد المباريات
قال الرجل دون أدنى تردد:
-نيويورك ...23 نوفمبر ؟
-موافق...والآن الكبسولات
أستطرد الرجل قائلا:
-لقد قيل لى إن عليك دينا للنا يا سيد ماكينزى وأنا أجهل عن أى كبسولات تتحدث
-بل تعلم جيدا......الكبسولات...الدينامكيت...أنها كبسولات شفافة بها...
إلى اللقاء يا سيد ماكينزى
-بودرة صفراء اللون....ولن أغادر هذا المكان قبل حصولى عليها
أستدار الرجل صوب ليز وقال بلهجة باردة:
-أنسة رينولدز.....أشرحى لصديقك ماذا تعنى إلى اللقاء
سحبت ليز زاكارى من ذراعه:
-هيا بنا...أنا واثقة بأنهم سيعطونك ما تريد فيما بعد....إن هؤلاء السادة يوفون دائما بتعهداتهم
أمضى زاكارى وليز بعد عودتهما إلى سان فرانسيسكو السهرة مع دارو وأحد رسامى البورتريه المحترفين الذى أستطاع بفضل إرشادتهما رسم صورة دقيقة للرجل الذى أستقبلهما ولكن هذا الأخير كان مجهولا لرجال مكتب المكافحة وقد تتبعوا خطوات زاكارى وليز فور وصولهما بالم سبرينج كانت الفيلا التى تم فيها اللقاء ملكا لأحد ممثلى هوليود الذى كان يصور فيلما فى أوروبا
وأستمرا رجال البوليس فى مراقبتهم وأستطاعوا أخيرا أن يكشفوا هواية قاطنها الحالى ......المدعو هوجو جرينشو
وسأل داور ليز:
-هل يعنى لك هذا الأسم شيئا؟
-جرينشو....البترول ......الثروة المعدنية
-إن هوجو جرينشو هذا لاذى يعيش فى عزلة منذ سنوات عديدة هو واحد من أغنى رجال الولايات المتحدة الأمريكية
-وهل هو رئيس شبكة المهربين ؟
-يبدو ذلك سنقوم ببعض التحريالت الإضافية وبعدها سيجد كل هؤلاء القوم أنفسهم وراء القضبان ........
نهاية الفصل الثالث عشر قراءة ممتعة للجميع
|