كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لكن في هذه اللحظة طرأت على بالها صورة المستقبل الذي ما تزال تشك به , شقة خاصة! ولكن الى أي حد؟ وهل سيكون هو قيها؟ أين سينام عندما يأتي الى الفندق؟ كانت تستعرض هذه الأسئلة في رأسها وهي مطرقة الرأس بأتجاه الأرض المغبرة الوسخة , ولم ينبهها الا صوته قائلاً:
"أراك عصبية الآن؟".
" بالفعل , فأنت المسؤول الوحيد الآن , وأنا غير متعودة على هذا النوع من العلاقات أو الأوهام".
" لا أعتقد أنني أوهمك بشيء حتى الآن , ما بك؟ يا مورغانا , ألم تشعري حتى الآن أن رجلاً قد يريدك؟".
" لم أقل العكس".
" لقد أرحتني الآن".
" عرضك يثيرني , لكنني لا أريده , فحياتي الخاصة ملك لي وحدي ولا تخصك أبدا".
" حياتك الخاصة؟ هل تقصدين روبير دونليفين أم العديد غيره من معذبي حبك؟".
" من قال لك عن روبير؟".
" أوه , لا بد أنني سمعت اسمه في أحد الأحاديث".
" طبعاً , فالتجسس من طبعك".
" أذا أردت , أو بالأحرى, أحب أمتلاك المعلومات التي تفيدني".
" لا أرى كيف يدخل موضوع روبير في ما يفيدك؟".
" لا يفيدني , بالعكس , فكل ما أريده هو أخذ صديقته منه , هل هذا الشرح كاف؟".
" لن أسمع هذا الكلام السخيف , ثم أن أراءك لا تسليني مطلقاً".
" وأنا أيضاً , فهدفي ليس التسلية , أنني جاد في ما أقول".
والتقت نظراتهما بينما كان قلب مورغانا يخفق بشدة وسرعة .
وتابع:
" اذا احببت الأطمئنان , فأعلمي أن هذه الشقة ستكون لك ولوالدتك فقط , هل أنت راضية الآن؟".
" نعم".
ابتسم لوران ابتسامة واثقة واتجه الى الغرفة الأخرى , بينما كانت الفتاة تتبعه بخطى متأرجحة , فهي لا تعرف ماذا يجري وكيف , ثم هذه التطورات السريعة تجعلها تفاجأ بتقلبات مزاج هذا الشاب الغريب , أنها لا تفهمه فكيف يصعقها بنظرة واحدة ثم يغرق فجأة في تأمل العوارض الخشبية؟ وفجأة سألها لوران عن اللوحات المصفوفة على الجدار:
" ما هذه اللوحات؟ هل هي أيضا لأفراد العائلة؟".
" لا أعتقد , أنها لوحات عن الطبيعة أو الخيل والكلاب ,ولقد أحتفظنا بها لقيمة أطاراتها فقط".
نظر اليها بأمعان وتفحص كل واحدة منها , ثم قال لمورغانا :
"أسمحي لي أن أعرفك بالجد الكبير بينتريث , جدي أنا وليس جدك أنت , فهو كان قد رحل على ما أظن بعد الخلاف الكبير ".
" بدون شك".
قالتها وهي تنظر الى الوجه الشاب على اللوحة الذي يشبه مرافقها بكل ملامحه , كانت تنتظر تعليقا ساخراً من لوران , لكنها وبصوت هادىء وجدي قالت:
" هذه المشاكل العائلية , كم كانت سخيفة , تبدأ ولا يفكر أحد بأبقافها ووضع حد لها, واتساءل ما اذا كان اجدادي يتذكرون اسباب تلك الخلافات".
|