كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم يحاول هذه المرة ايقافها أو منعها من الخروج فركضت مسرعة بأتجاه غرفتها ولأول مرة في حياتها أقفلت الباب بالمفتاح ,كانت ركبتاها ترتجفان وقلبها يخفق بشدة فأستندت الى الحائط لتحفظ توازنها , فهذه هي المرة الأولى التي تشعر فيها بعنف الرغبة بهذا الدفق الطاغي من الأحاسيس وهذه الحقيقة كانت تخيفها حتى الأعماق . وبهدوء وروية رفعت عينيها بأتجاه المرآة وكأنها تنظر الى وجه آخر غير وجهها , فهي لم تعد كما كانت قبل ساعات أمام هذه المرآة نفسها تسرح شعرها وتزين وجهها ...ما ستفعل؟ الهرب... أنه الحل الوحيد , فهي لن تترك لمشاعرها أن تسيطر عليها , أنها فكرة لوران , لكن قلبها يقول العكس ولا تستطيع نكران ذلك.
رفعت كم الكنزة التي تلبسها ورأت علامات أصابع الشاب مطبوعة على زندها ,وكأنها علامات أبدية.
" لم يمتلكني ولن يستطيع أبداً".
قالت لنفسها وهي تفكر من الغضب , يجب الأبتعاد عنه وألا خانت نفسها وفقدت كل احترام كان لها حتى الآن , فهذا الرجل يستفيد من كل اظروف , موت الوالد , وفقدان النزل وهذا العرض المغري لوالدتها جعله في موقع قوة وجعلها في موقع ضعف بلا دفاع , أنه حقير , نذل .... بعد الظهر ستنزل الى القرية وتشتري كل الجرائد مفتشة فيها عن عروض عمل , ليس لديها الوقت لتضيعه , يجب أن تقاوم وبسرعة , لكن طرقات على الباب أرجعتها الى الواقع.
" من , من هناك؟".
" أنا يا عزيزتي".
كان صوت الوالدة القلق جاء يهدىء قليلاً من روعها .
" لحظة".
قامت مورغانا تفتح الباب الذي أغلقته عند دخولها لتدخل والدتها مندهشة:
"لقد أغلقت الباب بالمفتاح ؟ لماذا؟ ما بك؟".
" لا شيء , شعرت بألم في رأسي وأردت الراحة".
" هل كان لوران هو السبب ؟ لماذا تأخذين مزاحه على محمل الجد؟".
" لا أحبه , نعم لا أحبه ولا أطيقه , هذا كل شيء , لكنني أعدك بأنني سأتحمله من الآن حتى رحيلي من هذا البيت".
" رحيلك؟ ماذا تريدين أن تقولي؟".
" مستقبلك أصبح مؤمناً , أما أنا فعلي أن أفكر ماذا سأفعل يا أمي".
" لكن لديك عملاً هنا , ألم يقل لك لوران ذلك؟".
" آه بالطبع , وذلك لن يغير شيئاً , فأنا لا أريد البقاء هنا , وهو يعرف ذلك تماماً".
" أنه لا يعرف شيئاً فهو يعتقد أنك ستبقين هنا وتعملين معي , وهذا ما يسميه على ما أظن( العقد المتكامل)".
" أعرف لكنني سأرحل".
نظرت مورغانا الى والدتها المدهوشة ثم زفرت قائلة:
" ماذا هنالك أيضا يا والدتي؟".
" حسناً أظن أنك لم تفهمي الأشياء جيدا , أعني أن لوران يريد أن يبقى كل شيء على ما هو عليه كما في السابق , فهو يحب البيت وأجواءه , هل ترين ما أعني؟".
" أنت التي تعرفين كيف تعيدين هذه الأجواء وليس أنا".
" لكنك لم تفهمي بعد , أنه يريد الجميع في مكانه المعتاد , أنا والزا وأنت وألا فلن يقبل بتوظيفنا , أي ثلاثتنا أو لا أحد".
|