كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عندما دخلت غرفتها وقفت للحظات جامدة تنظر الى الحيطان وتتنشق رائحة عطرها الخاص الذي تعودت عليه منذ زمن , ثم عطر آخر .... عطر الدخان الذي تنشقته بمرارة وحسرة وجعلها تصر أسنانها غضباً وحنقاً , ثم تقفز مرة واحدة بأتجاه النافذة تفتحها على مصراعيها ليدخل منها هواء الليل البارد , جلست مورغانا وراء مكتب البهو الكبير تحاول أن تنظم قدر ما تستطيع أوراق النزل , فكاتب العدل أرسل لها مؤخراً رسالة يطلب منها أرسال كل الفواتير غير المدفوعة , ولكن صوت سيارة توقفت أمام الباب قطع عليها تركيزها , لكنها عادت فوراً تكمل عملها ولم تتحرك حتى سمعت صوت الجرس يقرع بقوة , بل سمعت صرير باب المطبخ يفتح ووقع أقدام الزا تتجه لترى من الطارق , ثم تساءلت :
" لماذا لم يدخل بدون انتظار في الخارج؟ ".
لكن صوت ايلين جاءها مفاجئاً:
" دائماً منغمسة بالعمل يا عزيزتي؟".
أنتفضت مورغانا لسماعها صوت الفتاة التي كانت قد دخلت الغرفة تسير الهوينا بأناقتها الزائدة , حاملة بيدها باقة من الزهور , فسألتها مورغانا متعجبة:
" أراك وكأنك جئت لزيارة أحد المرضى مع هذه الزهور؟".
" والدتي هي التي طلبت مني أحضارها لوالدتك , فهذه الزهور في آخر موسمها هذه الأيام".
أرتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي مورغانا تؤكد شكها بأسباب هذه الزيارة , لكنها أستدركت بنعومة ساخرة:
" أنه لطف زائد , أترين فنجان قهوة؟".
" بكل ترحيب , هذا اذا كنت غير مشغولة الآن".
" أبداً".
ودعتها للجلوس على المقعد الوثير المقابل بكل لطف وتهذيب .
وفي المطبخ كانت الزا منقبضة الملامح ووجهها بذكر الأيام التعيسة والسيئة التي عاشتها , ولم تكد مورغانا تدخل حتى فاجأتها بالسؤال:
" هل لي أن أعرف شرف زيارتها الآن؟".
" لقد أحضرت زهوراً لوالدتي , تستطيعين وضعها في أناء مليء بالماء , ثم أرتبها فيما بعد".
" هي وزهورها اللعينة , أتعتقد نفسها ملكة الحظ ؟ أنها مخطئة فأنا لا أرى غير الظلام يحيطها من كل جانب".
منتديات ليلاس
عندما عادت مورغانا الى البهو , وجدت ايلين بالقرب من المدفأة تتفحص أناء البورسلين فخطر ببالها أن تقول لها:
" اتبدأين من الآن تسعير أغراض المنزل؟ ".
لكنها عدلت بدافع صداقتها مع روبير , وما أن رأتها تدخل الغرفة حتى عادت الى مقعدها تقول:
" أرجو ألا أزعجك حقا , فأنا أعرف أنك تمرين بلحظات عصيبة".
" أنه لطف منك أن تكرسي لنا بعض وقتك".
أجابتها باللطف الذي ما تزال تحاول أقناع نفسها به , ثم بعد صمت قليل سألت ايلسن:
" ماذا ستفعل الزا عندما ترحلان عن البيت؟".
" أنها طباخة ماهرة , ولن تجد صعوبة في الحصول على عمل ".
" وبرأيك هل سترفض البقاء هنا بدونكما؟".
" لماذا لا تسأليها هي مباشرة؟".
" يا الهي , لا أجرؤ على ذلك , أنها تخيفني".
قالت ذلك وهي تبتسم ثم أكملت:
" بالمقابل أعتقد أن الوقت مبكر لمثل هذه الأسئلة , لأنها نجهل حتى الآن مشاريع ابن عمك , وبالمناسبة هل تذوق أكلها؟".
" لا , لكنه سيأتي للغداء اليوم".
لم تتمالك مورغانا من كبت ابتسامتها فايلين استطاعت بمهارة معرفة بعض ما تريد على الأقل , فتح الباب فجأة ودخلت السيدة بينتريث:
" الآنسة دونليفين!".
قالتها بتعجب زائد.
|