كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" عموماً, نعم , لكننا نعطي الزبائن فرصة الأختيار , فهناك أسعار متفاوتة بالطبع".
ثم خرجت من جديد الى الممر يتبعها الشاب .
" لحظة من فضلك , اما نسيتي شيئاً؟".
أستدارت الفتاة فأذا بالشاب يقف أمام باب وضع يده على مقبضه فأستدركت :
" هذه غرفتي , هل تريد زيارتها؟".
قالتها بجفاف واضح:
" أريد أن أتعرف على كل شيء , يخيل الي أنني أوضحت ذلك ".
وبيد مرتجفة فتحت مورغانا باب غرفتها ومدتها تبحث عن زر الكهرباء , فالكل كان مقبولاً لكن ما الداعي لزيارة هذه الغرفة؟ كل شيء يخصها موجود هنا أمام نظره , كل حياتها , ألبومات طفولتها , بجانب الروايات التي تقرأها , دبها الكبير وزجاجة العطر... كل شيء هنا حتى ثوب النوم الشفاف ملقى بتأن على السرير .
تقدم الشاب الى وسط الغرفة , يداه في جيبه ,ينظر الى كل شيء بأمعان دون أن يلتفت الى حالة الأحتقار التي أمتلكت مورغانا في تلك اللحظة.
" سأنتظرك في الممر".
قالت جملتها وخرجت شاعرة أن الدنيا تغلب عليها وتمنت لو تستطيع الأنتقام فوراً من هذا الرجل , بعد لحظات خرج لوران من الغرفة وتبعها وعلى شفتيه ابتسامة صغيرة.
لقد فعل ذلك عن قصد , كانت تقول لنفسها , فكيف ستدخل الآن الى غرفتها ولا تتذكر نظراته المقصودة الى أشيائها الحميمة...
" هذه اللوحات تمثل أجدادنا على ما أظن؟ لماذا لا تعرفينني بهم؟".
" أنت تعرفهم أفضل مني".
" أنك تخطئين وتعرفين ذلك , حدثيني عنهم".
ساد صمت غامض بين الأثنين , بدا وكأن شحنات من التوتر تنطلق من كل منهما بأتجاه الآخر ,ثم رفعت مورغانا كتفيها وقالت:
" حسناً , الذي على اليمين جوسيه هو الذي بنى هذا البيت يوم كان استثمار الحديد في أحسن أيامه , وهناك من يقول أنه ينى الأسطبلات بأموال غير شرعية , وأنجب ولدين هما مارك وجيل وهما أمامك في هاتين اللوحتين , جيل لم يسلك طريق والده بل تخطاه فهذا الساحل معروف بخطورته للمراكب ويبدو أن طبيعته كانت تتناسب مع العواصف , أما مارك فكان يمثل العكس...".
ثم توقفت قليلاً مستدركة:
" مارك , جيل ومارتن كانت دائماً أسماء الرجال في عائلتنا".
فهم لوران فوراً ما تعنيه فقال:
" أسمي بالفعل هو أسم عائلة والدتي".
" أعرف ذلك , فلوحات النساء هنا هي لزوجاتهم التعيسات".
" هذه مثلاً لا أراها تعيسة أبداً".
" أي واحدة منهن تقصد؟ آه هذه جدتي".
" كانت جميلة جداً ,لماذا ترتدي ثياب أميرة من القرون الوسطى؟".
" كانت تمثل في مسرحية حينها , وتقوم بدور الجنية مورغان وجدي تعرف عليها في تلك المناسبة ووقع في غرامها ,وبعد الزواج أصر على أن تكون لوحتها في هذه الثياب , كما أصر على والدي أن يسمي ابنته الوحيدة مورغانا".
|