كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" هنا".
قالتها بصوت مسحوق ثم أفسحت المجال ليدخل الشاب , فرأت الوالدة رجلاً طويل القامة أشقر الشعر يلبس سترة جلدية غامقة اللون وتحتها قميص من لونها , وبنطالاً يبرز أناقته.
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه".
خرجت هذه الزفرة من فم الوالدة لأنها لم تجد ما تقوله بعد هذه المفاجأة ,لكن الشاب أستدرك فوراً وقال:
" أنها لحظة صعبة لنا جميعاً , لقد كنت أتمنى أن أتعرف عليكما في غير هذه الظروف".
كانت مورغانا تنظر اليه ملياً وهو يتحدث الى والدتها , أنه فعلا ًجذاب , لكن هذا لا يعني شيئاً فطريقته الواثقة في الكلام وصوته المليء , بل حتى أناقته , كل هذا وكأنه آت من عالم آخر لا تعرفه , عالم لم يعرف التعب والشقاء , ولهذا ربما كانت تحتقره , أما الوالدة فلم تنس واجب الضيافة , فقالت له:
" كنا على وشك تناول الشاي فهل تريد التفضل الى الصالون ؟ سأطلب من الزا تحضير أبريق جديد...".
" لا لزوم لذلك , أرجوك , فليس لدي الكثير من الوقت , ثم علي أحضار سيارتي والذهاب الى ترورو".
" أذن لن تبقى هنا الليلة؟".
" مرة أخرى ربما , عندها لن أرفض دعوتك المحببة".
"آه , طبعاً لا بد من ذلك".
قالتها مورغانا وهي تعض على أسنانها , بينما كانت الوالدة تنظر اليها فزعة , ثم تقود الضيف الى الصالون بينما مورغانا لم تشعر ألا ويد من حديد تمسك بيدها فتنتشلها من أفكارها.
" أحاول جهدي ترطيب الجو, فلا تذهبي بعيداً بأفكارك السيئة , كل هذا أفهمه جيداً ولا يضيرني , وأنت لا تدركين أنك تؤذين والدتك بهذا التصرف".
قال جملته بطريقة صارمة ,ثم ترك يدها ناظراً اليها نظرة قاسية , مبتعداً عنها ... أخذت طريق المطبخ حيث كانت الزا تنظف الصحون , فنظرت هذه قليلاً الى الخلف ثم قالت:
" يا ألهي... هل البيت يحترق؟ ما بك في هذه الحال؟".
" أنه هنا... لقد وصل".
ثم أرتاحت على كرسي بينما ردت عليها الزا:
" وماذا أذن؟".
" ماذا أذن, ماذا أذن؟ هذا كل ما تستطيعين قوله, قلت لك أنه هنا , أنه أشقر الشعر أيضاً...".
" نعم , فالورق لا يكذب يا أبنتي , قلت لك .... أشقر الشعر , ألم وعذاب".
" فعلاً ,فعلاً , وماذا نستطيع أن نفعل الآن؟".
"لا شيء , ننفذ ما يطلبه منا, فلماذا تقلقين من الآن؟".
ثم ناولتها فوطة المطبخ , فأمسكتها مورغانا وبدأت تنشف الصحون قائلة:
" لدينا كل دواعي القلق".
" لا أريد سماعها , ثم من حسن الحظ أنه لن يبيت هنا هذه الليلة , فأنا لا أتحمل التفكير أنه يتقاسم معي سقف البيت".
|