كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" تبدو لذيذة الطعم".
فتنهدت الزا قائلة:
" لا تركني للمظاهر فهذه الحلوى حزينة مثل هذا البيت ومثل الورق الذي أمامي , تعب وشقاء , حزن وألم , يا أبنتي هذا مكتوب في الورق".
أضافت بعد صمت قصير:
" ثم هناك شاب أشقر".
" على الأقل لن يكون لوران , فأبناء عائلتنا جميعهم سمر البشرة ".
" في هذه الحالة لا بد أن يكون هابطاً من السماء , حضري الشاي أذا سمحت وأنا سأجهز الصينية".
مهما كانت الأسرار التي تحيط بهذه الحلوى فمنظرها يوحي بلذة طعمها , هكذا كانت تفكر مورغانا في سرها , ثم قالت:
" وماذا عن العشاء؟".
" الجزار أرسل لي قطعة غريبة من اللحم , قال أنها لحم بقر لكني أراها قاسية كالجلد".
" أذا طبخته جيداً فسيصبح طرياً ولذيذاً".
" سأفكر بالموضوع , على كل لست بحاجة الى فتاة صغيرة مثلك تقول لي في مطبخي ماذا أفعل".
" طبعا لا , ليس هذا قصدي".
قالتها مورغانا وأبتسامة خفيفة تعلو شفتيها.
" أفعلي ما هو أفضل , أذهبي وغيري ثوبك بأنتظار الشاب القادم الينا".
" لن أفعل أبداً فثوبي لائق, أرتديته يوم وفاة أبي".
" آه , هذا الثوب هو الذي يستحق أن يدفن , على كل حال أفعلي ما يروق لك , فأنا أقول هذا لأنك جميلة جداً لو أعتنيت بنفسك".
ضحكت مورغانا وقالت:
" لا تكملي يا الزا , فلست بحاجة الى كل هذا المديح".
" لا أظن , فأنت لست مدعية كباقي الفتيات".
خرجت مورغانا من المطبخ وأبتسامة خفيفة على شفتيها , فهي تعرف أن الزا تلمح الى معرفتها بروبير وأيلين دزنيليفين اللذي أشترى والدهما مزرعة العائلة ,وكيف أستطاع هذا الشاب مع شقيقته تأسيس مدرسة لتعليم ركوب الخيل , ثم كيف توطدت صداقة قوية بينها وبين روبير وشقيقته لكنها لم تعرف حتى الآن لماذا لم تعجب الزا بأيلين؟ ربما لأنها لم تر في طريقة حياتها ما يستدعي الأعجاب , فالزا تعتقد أن مدرسة تعليم ركوب الخيل هي تسلية الأغنياء وليست وسيلة لكسب العيش , أما روبير فكان مختلفاً , رقيقاً وحنوناً لذلك حملت له مورغانا الكثير من المعزة وظنت أن مشاعرها يمكن أن تصبح أكثر عمقاً.
منتديات ليلاس
منذ موت والدها أصبح روبير أكثر عطفاً فهو يتصل يومياً ويرسل زهوراً بأسمها , لكن أهله, وهي تعرف ذلك , يظنون أن أبنة النزل لا تليق بأبنهم , فكيف اليوم بعد أن مات والدها وهي على وشك أن تفقد موارد عيشها؟ لكن موقف روبير منها لا يعبر عن ذلك , وهي مسرورة في داخلها لهذا الحنو المتزايد عنده.... وقفزت الى مخيلتها صورته بوجهه الناصع البياض وشعره الأشقر وعينيه الزرقاوين الثاقبتين , أنه اذن الشاب الأشقر الذي نوهت به الزا.
دخلت مورغانا الى الصالون فأختفت أبتسامتها عندما رأت الآنسة ميكنز جالسة على يمين المقعد حاملة حقيبتها في يدها وكأنها عوامة تقيها الغرق , المهم أن الآنسة ميكنز ليست شابة لكن تقدمها في العمر تركها لطيفة ناعمة أحياناً بما حبب مورغانا بها , خاصة أن حديثها يبدو وكأنه أعتذار دائم.
|