كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أما هي فكانت تعض شفتيها ندماً فحياتها لم تعد تطاق منذ شجارها مع لوران , وأخذ يعاملها كمستخدمة عنده مع كل الأحترام والمسافة المفترضة بينهما( هذا ما أرادته)...كانت تردد ذلك على نفسها وتبتسم أبتسامة مرة وساخرة.
أما هي فكانت تعض شفتيها ندماً فحياتها لم تعد تطاق منذ شجارها مع لوران, وأخذ يعاملها كمستخدمة عنده مع كل الأحترام والمسافة المفترضة بينهما( هذا ما أرادته) ... كانت تردد ذلك على نفسها وتبتسم أبتسامة مرة وساخرة.
لوران أصبح يقيم في البولزيون على فترات متقطعة , فأحياناً يبقى فترة طويلة وأحياناً يغيب لأسبوع أو أسبوعين ثم يعود بغتة ودائماً برفقة مساعديه وبعض مستشاريه , فتمتلىء صالة الطعام بهم ... حياة شاقة وصعبة لم تتعود عليها حتى الآن.
في العمل كان متصلباً لا يقبل عذراً عن أي تلكؤ , ولم تكن تريد أبداً أن تحظى بمعاملة مختلفة , وكانت تلاحظ أنه يعامل سكرتيراته اللواتي يأتين أحياناً برفقته بالطريقة نفسها لا بل أقسى ربما , كان المساء رحمة لها لأن التعب يكون قد أستملك كل حواسها فلا تعود تملك قدرة ألا على النوم.
منتديات ليلاس
أحياناً , كي تقتل الوقت , كانت تذهب الى المزرعة لرؤية روبير الذي كان هو أيضاً متعباً ومرهقاً من العمل المتزايد الملقى على عاتقه, فأيلين لم تعد تهتم كثيراً , فأهتمامها الكبير ينصب على لوران الذي تريده زوجاً مهما كان الثمن , أما مورغانا فقد تغيرت نحوها كثيراً وأصبحت تلاطفها لا بل تداريها والفضل يعود الى روبير الذي كان مصراً على أنهاء الخلاف بين المرأتين , فهو سيتزوج مورغانا وأخته من المحتمل جداً أن تقترن بأبن عم زوجته , لذلك قام بكل ما في وسعه للتقريب بينهما , حتى أنه كان يسعى مرات عديدة للقيام بنزهة رباعية لكن مورغانا كانت ترفض... كما رفضت كذلك خاتم الخطبة الذي حاول خطيبها المستحيل لألباسها اياه , لكنها كانت تعرف الآن أكثر من أي وقت مضى أنها لن تتزوجه ولو حصل ذلك لجلبت اليه تعاسة العالم كلها , فما العمل؟ يجب أن تقول له الحقيقة... أن تصارحه بحقيقة مشاعرها نحوه , ستكون صدمة كبيرة, فكيف أذا لو أكملت وصارحته بعواطفها نحو لوران ... أنها تعيسة تستحق الشفقة , كانت تردد على نفسها هذا الكلام وأحياناً تنتفض على مشاعر الشفقة هذه, وتترك الأمور الى حين حصولها , ولماذا لا تهتم الآن بنفسها, فالغرفة الجديدة أنتهت من التصليح وستنقل كل أغراضها اليها , وبالفعل أخذت تحمل كتبها وثيابها صاعدة نازلة على الدرج الداخلي , وبينما كانت تحمل مجموعة من الملفات والأوراق عند مدخل الغرفة فاجأها لوران:
" على حد علمي أن الأثاث يجب أن ينقل أولاً؟".
ولم تستطع أن تقول له أنها تشغل نفسها بأي شيء حتى لا تفكر به , فردت:
" العيد قريب ,وعلي أن أنتهي من هذه الأعمال الصغيرة".
ورآها الشاب لا تعرف كيف تنزل كتبها وأوراقها فمد يده يساعدها , فتراجعت بسرعة وأوقعت ما تحمله على الأرض:
" لماذا تتراجعين هكذا؟ أنا لست وباء معدياً!".
ثم أنحنى يريد مساعدتها في لم الكتب , لكن ملامح وجهه تغيرت فجأة :
" بحق السماء , من أين لك هذا؟".
|