كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت تود البكاء لكنها منعت نفسها , فقبل أن تنام يجب أن تضع الستار الحديدي أمام المدفأة وتعيد صينية الشاي الى المطبخ ,وأثناء مرورها في الممر لمحت ايلين واقفة على باب غرفتها ولوران أمامها تبتسم له ثم تمسكه من يده وتدخله الى غرفتها وتغلق الباب , رفعت مورغانا يدها تكتم فمها ثم لم تلبث أن هربت الى غرفتها فالوقت متأخر والتعب قد أخذ منها مأخذه...
في الصباح نزلت متأخرة لتناول الفطور فجلست بالقرب من والدتها معتذرة عن تأخرها.
" هذا طبيعي يا أبنتي فبعد الليلة المتعبة... آه , لقد سمعت كل شيء فالضجيج كان عالياً , حتى أن الآنسة ميكنز شكت لي هذا الصباح أنها لم تمض جفنا طوال الليل , أنك تعبة يا أبنتي فلم لا تعودين الى النوم؟".
" لا , لا لزوم لذلك ... وكيف حال ضيفتنا هذا الصباح؟".
" أنها تتناول فطورها في الغرفة".
نظرت مورغانا الى والدتها ولم تشأ السؤال عن لوران , أنها لا تريد التفكير به ولا بما فعله البارحة , فليفعل ما يشاء مع ايلين , أنها حياته الخاصة ,ثم رفعت رأسها وكأن فكرة طرأت عليها:
"اذا لم تكوني بحاجة الي فسأذهب الى المزرعة".
ثم وقفت بسرعة وأتجهت الى الباب , في المزرعة كان روبير يخرج من الحظائر عندما رآها فترك ما في يده وركض لأستقبالها:
" فاجأتني حقا ... فلم أكن أنتظرك هذا الصباح".
تصنعت مورغانا الأبتسام ثم وضعت يديها في جيوب ردائها:
" روبير , هل كنت جاداً في ما قلته البارحة؟".
نظر اليها بتمعن متفحصاً وجهها الجميل وتعابيره:
" بالطبع يا مورغانا , بالطبع".
" حسناً أذن , أن جوابي هو الموافقة على الزواج منك ,ولكن ليس الآن , فأنت تعرف أن والدي لم يمض على وفاته وقت طويل....".
" طبعا , طبعا".
حاول روبير أن يجد ما يقوله لكن وقع المفاجأة كان أقوى فلم يتمالك نفسه:
" لن تنندمي أبداً على هذا القرار , أعدك.....".
ثم أخذها بين ذراعيه فأغمضت عينيها مفكرة , كيف فعلت هذا؟ ولماذا؟".
أنه الخوف والهرب من حقيقة مشاعرها , وعندما ابتعد روبير أبتسمت قدر ما طاوعتها شفتاها:
" يجب أن أعود الى الفندق فلدي ألف غرض أقضيه".
" سأمر لآخذك هذا المساء فنحتفل بهذا القرار ,موافقة؟".
" موافقة".
ثم أنطلقت مسرعة بأتجاه البيت وأفكارها تتساءل عن جدوى ما فعلت , ثم ما ذنب روبير كي يكون ضحية هربها وخوفها وجبنها ؟ أنها تستخدمه كدرع في مواجهة لوران , أنها تحب لوران , تشعر بذلك, لا بل هي متأكدة أنها مغرمة به, فلم تفعل ذلك أذن؟
دخلت الى البيت بدون حس أو صوت , حتى لا تلتقي أحداً , فعاجلاً أم آجلاً ستخبر الجميع بهذا النبأ ,لكن عليها الآن أن تتعود على ما قررته , فحتى بالنسبة اليها ما يزال هذا القرار غريباً .
لكن لسوء حظها كان لوران في أعلى سلالم الطابق الأول:
" هل لديك نية في الكلام هذا الصباح؟".
" هذا يتعلق بالموضوع".
" الموضوع؟ أنا وأنت , ألا يكفي؟".
|