كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عندما وصلا الى المزرعة , دلته مورغانا أين يوقف سيارته , بينما كان روبير يخرج من أحد الأسطبلات هاشاً مع أبتسامة كبيرة على شفتيه للفتاة التي جاء يستقبلها:
" نهارك سعيد يا عزيزتي مورغانا , كيف حالك؟ نهارك سعيد يا سيد كوسين".
خرج لوران من سيارته ناظراً حواليه بتمعن , لا شيء يسمح بالأنتقاد أو الملاحظة , فالمباني جميعها في حالة جيدة والأسطبلات معتنى بنظافتها , لكن ذلك لم يمنعه من توجيه بعض الأسئلة , فهو رجل أعمال وهذا من طبيعته , وكان روبير يجيب عليها بكل طيبة خاطر.
سأله روبير مازحاً:
" أليس لديك النية بأنشاء مدرسة مشابهة في بولزيون؟".
ولكن مزاحه كان يكفي خشية لديه من أن يقيم رجل الأعمال القوي مدرسة أخرى تأخذ منه زبائنه.
هز لوران رأسه مجيباً:
" بالعكس فأنا أفكر كيف يمكن أن أجلب لك زبائن جدداً".
ثم ألتفت الى مورغانا مكملاً:
" ألم يفكر والدك بالشراكة مع عائلة دونليفين , لتقديم أسعار مخفضة لمن يأتي لتعلم ركوب الخيل؟".
" لا أبداً".
كان جوابها حاداً وجافاً فوالدها لم يكن رجل أعمال ناجحاً , ولوران يعرف ذلك جيداً فلم هذه الأسئلة ؟ لكن روبير تدخل مجيباً:
"أنها فكرة جيدة , سنناقشها يوماً ما".
" بكل سرور فأنا سآتي كثيراً الى هنا في الأشهر القادمة".
" آه حقاً".
قالت مورغانا لنفسها وهي تسمع هذا الحوار الذي يزيد من عصبيتها.
وفي هذه اللحظة وصلت ايلين في لباس الفروسية فأستقبلها لوران بأبتسامة كبيرة :
" أنه يطيل أقامته لهذا السبب".
كانت مورغانا تحدث نفسها , نظرته تعبر عن أعجابه الكبير بأيلين , التفتت اليها متفحصة , كانت ايلين متفتحة كالوردة في نور الشمس , تستخدم كل فتنتها لأغوائه.
كانت هذه الأفكار تتوارد في خاطر مورغانا فلم تشعر بأظافرها تنغرس لا أرادياً في راحة يدها , لكنها أستفاقت وكأنها كانت في حلم مزعج , فماذا يحصل أمامها الآن؟ ماذا سيفعل هذا الشاب الجذاب البهي الطلعة , القوي الشخصية؟ أجابت على هذه الأسئلة بينها وبين نفسها بمرارة مؤلمة ... لوران وايلين شخصان من عالم واحد , يتكلمان لغة الأغنياء , يعيشان الأجواء نفسها , ومتعودان على نمط واحد من العيش , أنهما على الأقل يفهمان مشاعرهما وحدودهما , ثم أن ايلين تعرف ماذا تريد على الأقل , فلا تترك نفسها مبهورة بسحر هذا الشاب كما تفعل هي.
خاطبت مورغانا نفسها...
" على الأقل سأكون مرتاحة لو أنشغل الواحد منهما بالآخر ,ولن أكلف نفسي حينذاك عناء التفكير به".
كانت هذه الخاطرة تريحها كنتيجة حتمية لتفكيرها هذا , لكن مع ذلك شعرت بألم غامض يلفها , كانت تحس بأنها فارغة مجوفة غير قادرة على التمييز بين مشاعرها العديدة , أذ ما كادت ايلين تلامس لوران بنعومة مرحبة بقدومه حتى أقشعرت مورغانا وأحست بأن ناراً من الغيرة تلسعها , فأغمضت عينيها مفكرة:
" يا الهي , أنني غيورة الآن , لا لا يمكن أن يحدث هذا, مستحيل , فهذا يعني أنني .... لا , لا يمكن".
|