كاتب الموضوع :
خيال الخيال
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
ذو العيون 6
بعد أن ودعوا الضيوف اجتمع الشيخ معيض بجماعته وأخبرهم بما قاله ضيفهم ثامر
فعزموا على أن يفعلون ما نصحه به ثامر فجهزوا معروض وسافر الشيخ معيض للرياض وبعد أسبوع من المحاولات لمقابلة الملك نجح الشيخ في ذلك وأصبح في مجموعة من الناس قد اصطفو يريدون أن يقابلوا الملك
وبالفعل صافح الشيخ الملك وقدم له المعروض وشرح له حالة القرية فوعده خيرا
ولما رجع الشيخ لقريته أخبر جماعته بما فعله ولم يمر أسبوع إلا ومندوبي من وزارة الصحة والتعليم يزوروا القرية ويحددوا المواقع التي سيقام فيه المشاريع
وكذلك وصلت معدات من وزارة المواصلات من أجل صيانة الطريق وزفلتته
ولم ينتهي ذلك العام إلا والمباني جاهزة
فأجتمع الشيخ بجماعته وذلك من أجل حل مشكلة سكن المعلمين وكذلك الطبيب وممرضيه
فأقترح أن يبنوا لهم مساكن بجوار مقر عملهم
يكونون فيه ضيوف معززين مكرمين وبالفعل تم الموافقة
من قبل الجميع
وزاد السيف أقتراح آخر أن يبحثوا لهم عن شيخ يجعلونه أمام للجامع وكذلك يعلم أبناءهم القرآن وقت العصر
فقال الشيخ فهل تعرف شيخا يقبل أن يقوم بذلك
فقال أعرف شيخ مصري أسمه محمود
وافق الجميع على ذلك ولكن الشيخ أضاف أن يفرغوا أحد أبناء القرية من الأعمال التي يقوم بها الأبناء من رعي الغنم أو جمع الحطب
ويبقى مع الشيخ محمود فيحفظ القرآن ويتفقه في الدين فأن رحل الشيخ محمود يكون هناك أحد أبناء القرية موجود يعلم ابناء القرية دينهم
فقالوا من تقترح ياشيخ معيض من أولاد القرية
فقال لا أجد أكثر من مهدي أجدر بهذه المهمة
فقال السيف ونعم الأختيار فمهدي من أكثر أولاد القرية صدقا وأمانة
وبالفعل تم تطبيق ما قالوه في واقعهم
وبدأت الأيام تمر لتجري الحياة بعجلتها فتغير الأحداث فيصبح الفتى شابا والشاب مسنا وهكذا الدنيا
ولن أقول لكم أن خالدا أصبح شاب بل أصبح عمره خمس سنوات
وأصبحت جدته او لنقول عنها أمه تعتمد عليه في كثير من الأمور
حيث كان مع الصباح يذهب للحضيره فيطعم أمه لا تعتقد أني أخطأت بل هي الحقيقة التي رسخت بقلب خالد فهو يعتبر الناقة التي أسمها البركة أمه فهو يبر بها كما يبر أمه التي هي جدته
وكان أيضا يجمع البيض لكي تعده أمه للفطور
طبعا كان هناك من أهل القرية وأسمه بشير مشهور بأنه ينتج أجود السمن حيث كان معه خمس بقرات وكانت زوجته هي من تقوم بحلب البقرات ثم أنتاج السمن
ولكن ولأن الحياة يجب لها من نهاية توفت زوجة بشير
فأحتار ما يصنع بعدها
وجاء الشيخ معيض بعد عدة شهور من وفاة زوجته يريد شراء سمن فتفاجأ أنه لا يوجد لديه شيء
فسأله لماذا فقال أنت تعرف بعد وفاة زوجتي لم يعد أحد يحلب البقرات وبناتي رفضن أن يقمن بذلك فلم أرد أجبارهن
فقال الشيخ هل أدلك عن من يهتم بحلب البقرات وتعد السمن
فقال بشير من
قال أم خالد أذهب لها وأعرض لها الموضوع
وبالفعل ذهب بشير لأم خالد وتفاهم معها على الشراكة حيث يحضر بقراته في حضيرته وهو من يتكفل نفقت أكلها
وعليها أن تحلب البقر وتعد السمن والأرباح بالنصف بينهما
وافقت أم خالد مباشرة فهي تريد أن تعتمد على نفسها في نفقتها
وبالفعل بدأت أم خالد بالعمل وأصبحت تنتج سمن أجود من ذي قبل
وبدأت حالتها المالية تتحسن
من بيع السمن وعادت الأموال تتدفق على جيب بشير من هذه الأتفاقية
وكان خالدا يساعد أمه فهو من يحلب الأبقار
وفي أحد المرات أزداد طمع بشير فجاء بثور
لأن أم خالد أخبرته أن أحدى البقرات لم تعد تحلب فقال في نفسه أتي بثور فحل
فأحضره لحضيرة أم خالد من أجل أن يزيد في أعداد الأبقار وبالتالي تزيد الأرباح
وبعد أن أدخل الثور نادى أم خالد ليخبرها أنه أحضر ثورا وأيضا يحذرها بأن لا تدخل حتى يأتي هو ويخرج الثور
ولكنه لم يجدها في البيت فقال في نفسه سأمرها في الليل ولكنه نسي
كانت أم خالد وخالد في زيارة لزوجة السيف وكان خالد يلعب مع أبن السيف الذي كان يصغره بعام وأسمه سلمان
ولما أرادت العودة لبيتها قابلها السيف وسألها هل يوجد لديك سمن فقالت نعم مرني غدا صباحا فقال بكم قالت أما ما يخصني من قيمته فقسما لن أخذ منك شيء فجميلك علي كثير ويبقى عليك ما يخص بشير
فقال السيف كنت أريد أن أربحك ولكنك بقسمك بالله أجبرتيني على أن أخسرك
فعادت لبيتها ومعها أبنها فناما مبكرا فغدا لديهم الكثير من الأعمال
وبالفعل وفي صباح اليوم التالي جاء السيف على موعده وكان خالد متجها كالعادة للحضيرة لحلب الأبقار فسلم على عمه السيف وأستأذنه وما لبث قليل حتى خرجت له أم خالد ومعها السمن فلما أخذه السيف سمع صوت صادر من الحضيرة
حيث أن خالد دخل كالعادة وبدأ يحلب الأبقار ولم ينتبه للثور
فنطحه الثور نطحة أخرج الدماء من رأسه
فأسرع السيف إليه وحمله وذهب به المركز الصحي حيث قاموا بتخيط رأسه بثلاث رتب
فلما أرجعه للبيت وضعته أمه على الفراش وبدأت تضحك وتقول لا تغضب مني كيف لم تنتبه للثور أين كانت عيونك
ثم أستأذنت من أبنها لبضع دقائق كانت تريد أن تشتري له هدية بمناسبة سلامته
فلما أرادت أن تنصرف نظرت له فلم تستطع أن تمسك ضحكتها
فقال يا أمي أعدك أن لا يذهب دمي هدرا
فحين سمعت امه ما قاله زادت في الضحك وقالت أنصحك أن لا تقترب منه فأنا أخشى أن يقتلك
بعد أن رحلت أمه أخد فاسا ودخل للحضيرة وبدأ صراع بينه وبين الثور فبدأ خالد يضرب الثور في رأسه وبطنه ورجله
طبعا ذهب السيف إلى بيت الشيخ معيض فوجد بشير عنده فقال له السيف كاد ثورك أن يقتل خالد
فضرب بشير رأسه وقال يا رب قد نسيت أن أخبرهم سأذهب إليهم قبل أن يقع مكروه آخر
فقال الشيخ سأرافقك لأسلم على خالد فقال السيف وأنا معك
فلما وصلوا للبيت سمعوا أصوات ضرب في الحضيرة فلما أقتربوا من باب الحضيرة شاهدوا الثور ميت بين دماءه وخالد مستمر في ضربه
وصلت أم خالد لترى بأم عينيها وخالد يقطع الثور أمسك السيف وهدأه خوفا أن يكون دم الثور هيجه
وبشير واقف لا يتحرك يناظر في عينا خالد
فما كان من أم خالد إلا أن قالت أنا أعتذر لك مما فعل أبني ولو كان ضربه سيعيد الثور حي لضربته حتى يوشك على الموت
ولكن ما يمكنني فعله أن أقسط لك قيمة الثور
بدأ بشير يهز رأسه بالرفض ويقول أنا أستحق ذلك فلم أخبرك بأمر الثور
وما فعله ثوري كان جديرا بخالد أن يقطع الثور ويقطعني معه
لكن غدا سأتي وأخذ بقراتي
فظلت أم خالد ساكته لا تدري ما تقوله
فلما انصرف بشير تبعه الشيخ والسيف وقالا له ما بك تريد أخذ بقراتك
ألست تكسب من وجودها هنا النقود
قال بلى ولكني بعد أن رأيت نظرات خالد تذكرت نظرات أبوه
وأنتم تعرفون كيف كنت أتعامل مع جابر حيث كنت أقطع له أي سبيل في التعامل معي حتى أكتفي شره وبعد أن أختفى كنت من أكثر الناس فرحا وأن تأكد خبر موته سأكون جدا سعيدا
فنظرات خالد تنذر بشؤم وأخشى أنه أذا كبر سيصبح كأباه
فأنا أريد أن أقطع أي تعامل معه فهو أن كبر سيصبح
وأراد بشير أن يزيد في الكلام ولكن الشيخ قاطعه
وقال لا ورب الكعبة ما هو بمثل أباه فأنا أعرف أباه منذ كان صغيرا حيث كان الشر يظهر في كل أفعاله منذ صغره
فأن أصبح خالد شريرا فأن ذلك بسبب تعاملكم معه ثم افترقوا
وفي صباح اليوم التالي جاء بشير لبيت أم خالد وكانت جالسة بقرب الحضيرة مع خالد فسلم بشير وأخد بقراته
وكانت نظرات أم جابر تودع البقرات بصمت فهذه البقرات قد اغدقت عليهم بالمال
فأحس خالد بغلطته فأخذ عصا وأعطاها أمه وقال له عاقبيني على ما فعلت
فنظرت له وقالت وما فعلت
فأستغرب ألست نادمة
طبعا أخفت الام مشاعرها وقالت بالطبع لا فأنت أرحتني من عمل شاق
ومازال لدينا دجاج نأكل بيضها ولقد جمعت بعض المال يساعدنا أن نشتري بعضا من الخراف
طبعا بات الشيخ محتارا في كيف يساعد أم خالد لكي توفر لها لقمة عيشها
فخطرت في باله فكره
|