الفصل الرابع
لم يدر كايل ما الذي سيقوله بعد, كان يرغب في معانقتها لكنها كانت تتصرف بضيق وبرودة.
تمتمت دون أن تنظر اليه" شكرا علي الهدايا"
منتديات ليلاس
ارتجفت يداها وهي تقفل صندوق الموسيقي, فتحه كايل ثانية ووضع شهادة تعلم ارقص بداخله.
أجاب وهو يفكر ما الذي عليه أن يفعله ليجعلها تنظر اليه" أنت علي الرحب دائما, فغداء العيد كان رائعا والرفقة كانت أفضل"
"كايل..."
"ما الذي ستفعلينه في ليلة رأس السنة؟"
همست"لا وقت لدي لمثل هذه الأمور"
"لا وقت لديك للقيام بماذا, ريسا؟"
أخيرا رفعت عينيها اليه" وقت للمرح, وقت للمواعدة, وقت لمطاردة كل العلاقات الفارغة"
آلمه ذلك, لكن من خلال النظر الي عينيها, علم أنها جادة بما قالته, وهذه هي المشكلة, أخذ نفسا عميقا وقال" أنت تعلمين ماذا يقال عن الكثير من العمل ولا وقت للتسلية"
أنهت الكلام عنه" وهذا ما يجعلني انسانة مملة جدا, أعلم ذلك"
"كنت أفكر في نفسي ,فأنت لست مملة, أنت مثيرة للاهتمام وتأسرين من يراك, كما وأنك لا يمكن أن تكوني مملة"
لم تعلم كلاريسا ما الذي ستقوله, فهي لم تلتق مرة رجلا أكثر صعوبة من ثنيه عن مقابلتها. نظر الي ساعته واستدار نحو غرفة الجلوس, كل ذلك في حركة واحدة, وهذا ما جعلها تشعر بدوار.
في غرفة الجلوس حيث كانت ستيفاني نائمة علي الصوفا , قال بنعومة" علي أن أذهب"
أعطته معطفه ومن ثم انحني ليمسك بالمزلاجين, ارتدي معطفه دون أن يبعد نظره عنها. قال" لم تجيبي علي سؤالي بعد"
سألته هامسة"أي سؤال؟" قالت لنفسها أنها تهمس لأنها لا تريد ايقاظ ابنتها, لكنها كانت تعلم أن السبب ليس ستيفاني, همست لأنها عندما نظرت اليه كان يخفض جفنيه وهذا ما جعلها تفعل مثله.
قال"لم تخبريني ماذا الذي ستفعلينه ليلة رأس السنة؟"
مجرد ذكره للسنة الجديدة ذكرها ما الذي ستحضره معها هذه السنة, لمعت في فكرها صفحات دفتر المواعيد والتي ملأت بلقاءات مع العرسان ومتعهدي الطعام وكذلك مواعيد العلاج الفيزيائي ل ستيفاني
"لدي عمل يا كايل"
"لديك حفل زفاف ليلة رأس السنة؟"
وعندما أحنت رأسها تابع" وهل ستبقين هناك طوال الليل؟"
"قد أفعل ذلك"
"ليلة رأس السنة هو الوقت المناسب للاحتفال, لا للعمل"
مع كلماته فكرت بتلك الصفحات الأخري في دفتر مواعيدها, الصفحات التي تركتها فارغة بشكل مطلق.
كل عمل ستيفاني طوال الخمس سنوات وكل العلاج الفيزيائي وكل القلق, كل أحلامها لابنتها يقودها الي آخر أسبوع من يناير(كانون الثاني) حيث ستخضع ستيفاني وكما تأمل كلاريسا الي آخر عملية رئيسية, اذا تمت الأمور علي ما يرام أثناء العملية, ففي السنة الجديدة ستري ابنتها تسير بمفردها , وهذا كان الهدف الوحيد ل كلاريسا طوال الخمس سنوات الماضية, منذ اليوم الذي وضع فيه الطبيب ستيفاني بين ذراعيها, منذ اليوم الذي بكت فيه أن هذه الطفلة الرائعة ستواجه الحياة علي كرسي, ومنذ المرة الأولي التي سمعت فيها كلمتي تشويه خلقي ,حتي أقسمت أنها ستفعل كل ما باستطاعتها لتري ابنتها تمشي. لا يهم كم تشعر بالراحة قرب كايل ولا يهم كم يشعرها بأهميتها ولا كم تشعر بالانجذاب نحوه, فهي لا تستطيع الاستسلام لهذا الانجذاب, ولمصلحة ستيفاني لا يمكنها التخلي عن أهدافها
تمتمت " هناك أشياء أخري في الحياة بجانب المرح,كما تعلم"
لم يزعج نفسه بالاجابة علي ذلك وقال بصوته المميز" وماذا عما بعد أن ينتهي الزفاف؟"
"قلت أن لدينا حفلة ماما, حفلة رأس السنة"
نظرا معا الي الفتاة التي كانت تدفع بنفسها لتجلس علي الصوفا وهي تتابع" هل تعتقدين أن كايل يحب أن يأتي؟"
في أوقات كهذه كانت كلاريسا تتمني أن ابنتها ليست دائما مشرقة وفرحة, قالت لها" أنا متأكدة أن لدي كايل مشاريع أخري" ورمت كايل بنظرة متمنية أن يفهمها جيدا
سألت ستيفاني "هل لديك مشاريع أخري,كايل؟"
هذه المرة تلعثم كايل محاولا أن يجد جوابا, راقب ستيفاني تمسك بالعكازتين ومن ثم تحمل نفسها علي قدميها, منذ لحظات شعر بقوة كبيرة من الانجذاب نحو كلاريسا وهو يعانقها والآن هي تنظر اليه وكأنها تتوسله أن يفهم لماذا لا تريد دعوته مرة ثانية.
كررت ستيفاني ما أن وصلت بجانبه" ألديك؟ ستمضي ايمي جو باركر ليلة رأس السنة في فلوريدا عند جدها, لديه حوض سباحة وقالت لي أنها ستسبح في الشتاء, أنا لا أهتم للسباحة ولكنني سأكون سعيدة جدا ان أتيت الي حفلتنا"
ذكر ستيفاني للسباحة أعاد الي مخيلة كايل صورته وشقيقيه وصديقه المفضل جايسون وهم يقفزون ويلعبون بالماء, كانت الصورة واضحة جدا لدرجة أنه كاد يسمع ضحكة جايسون, تركت تلك الذكري احساس بالفراغ, لأن ذلك اليوم كان آخر مرة سبحوا معا.
أجاب بصدق وهو ينظر الي الفتاة والي أمها" لا أعلم ما الذي سأفعله في تلك الليلة"
أجابت ستيفاني" آه, حسنا...ان كنت لا تفعل شيئا فعليك القدوم الي حفلتنا"
لدي ذكريات ذلك اليوم قدرة علي جعل كايل حزينا, والتحدث عن أي شيء يساعد ,سأل كلاريسا" أي نوع من الحفلات ستقيمان؟"
"فقط أنا وستيفاني, وعدتها أن نستأجر فيلما لعالم ديزني وسنشوي حلوي الخطمى فوق النار وسنحتفل بالسنة الجديدة ونحن نشرب الشوكولا الساخنة, لا شيء مثير"
قالت ستيفاني بحماس" هل تريد أن تأتي؟"
أجاب من دون أي وعد" سنري.."
"جيد"
من الواضح أن كلاريسا لم تكن متحمسة لامكانية رؤيته ثانية كما كانت ستيفاني, لم يستطع أن يفهم تلك المرأة ولا يفهم ما الذي يجعلها دافئة وباردة أيضا, والشيء الوحيد الذي يعرفه حقا أنه يريد رؤيتها مرة ثانية.
استدار ليغادر وقال" عيد سعيد"
قالت ستيفاني بصوت عالي" عيد سعيد وآه ...كايل؟ اذا أتيت الي حفلتنا ,هل يمكنك أن تحضر المزلاج أيضا؟"
أغلق القباب وراؤه وهذا ما أنقذه من الاجابة بضيق وتوتر.
************
كانت هناك موسيقي صاخبة في كل مكان ومع كل صخب يقوم به كل شخص لم يعرف كايل كيف تمكن من البقاء هادئا, كانت هناك أوراق للزينة في كل مكان , وكل شخص هناك, والديه وتايلور و ميتش و راين والصغير جوي, الكل سعيد, يضحك ويسخر ويطلب النكات , الكل ما عدا واحد.... وهو كايل, مع أنه لم يكن يرغب في أن يجعلهم يعرفون ذلك.
شارك بالحديث مع تايلور عن الرهان الجديد, لكنه لم يرتبط بأي كلام, ومن المؤكد أنه لن يقدم علي أمر سخيف بايجاد فتاة يائسة, كما وأه أخبر جميع أفراد عائلته ما الذي يفكر فيه بشأن تركه بمفرده علي العيد.
لقد مر يومان منذ أن رآها ولم يتمكن من ابعادها عن أفكاره ولو للحظة.