غاب صوتها وتساءل كايل عن سبب ما رآه في عينيها, لم يتعجب كثيرا...لأنه رأي الاحساس بالذنب واضحا.
وقالت" قال لي الأطباء أنها لن تسير مطلقا مع القضبان المعدنية فكيف بدونها, وكانوا مخطئين. لقد مرت بثلاث عمليات جراحية مع علاج فيزيائي صعب , كل أسبوع طوال الخمس سنين الماضية, عملية واحدة بعد وهي الأهم, والأطباء يقولون أنها قد تتمكن من السير بدون القضبان وأنا لا أستطيع المخاطرة أن تكسر ساقيها....ليس بعد كل الذي عانيناه"منتديات ليلاس
مرة ثانية رأي كايل لمعان الدموع في عينيها, كان يرغب بابعاد شعرها عن وجهها وأن يضع يده علي خدها ليقدم لها الراحة, لكنها لم تكن جاهزة لتقبل مساعدته, في الحقيقة, بدت وكأنها ستتمزق الي آلاف القطع ان لمسها حتي.
أخفض صوته لكنه لم يتمكن من عدم جعل صوته أجش وعاطفي" ما الذي تريدين مني أن أفعله؟"
شحب وجهها وشيء ما عميق لمع في عينيها, ضغطت بقوة علي شفتيها واستدارت مبتعدة عنه, قالت" أريدك أن تستمتع معنا في هذا النهار, وعندما تغادر أريدك أن تأخذ المزلاجين معك"
فهم ما الذي قالته, وما الذي لم تقله, لم تكن تتوقع منه أن يبقي هنا طوال هذه الفترة وبعد اليوم, هي لا تتوقع أن يعود ثانية. ادراكه لذلك جعله يقف مستقيما, لأنه ما أن نظر الي عنقها النحيل وتذكر كيف أن عينيها تتحولان من الدفء الي البرودة ومن دون أي انذار, علم كايل أنه يريد العودة مرة ثانية.
قال "حسنا"
"ما الذي تعنيه بقولك(حسنا)؟"
أدارت رأسها لتنظر اليه وقد ضاقت عيناها وكأنها تشعر بالشك في دوافعه, تمكن من عدم الابتسام لأن لديها كل سبب لتشك به ولأن لديه رغبة قوية ليتعرف عليها بطريقة أفضل...وأفضل بكثير.
علم أن هناك شيئا بينهما منذ اللحظة الأولي التي رآها فيها في زفاف ميتش وقد لمح تحذيرا واضحا في عينيها لمرة أو أكثر, وحقيقة أنها لم تستسلم لاحساسها لا يفقد ذلك الاحساس قوته, بل يجعله أكثر قوة وأكثر تصميما لرؤيتها مرة ثانية, والحقيقة أنه منجذب ل كلاريسا كوهاغن, واذا اعترفت بذلك ...لم لا؟ فالشعور متبادل.
شيئان يعرفهما كايل جيدا, الموسيقي والنساء, فبإمكانه أن يغني وعلي اللحن كل أغنية سجلت منذ عشرين سنة والي الآن,وهو قد عرف ما يكفي من النساء في سنسن عمره الستة والثلاثين ليصبح شهيرا بمغامراته, ومن الواضح جدا أن هذه المرأة لا تثق به, لكنه تصور أنه من المحتمل أن لديها سبب قوي لتفعل ذلك, وهكذا هو لن يستعجلها.
كررت قائلة" ما الذي تعنيه بقولك حسنا؟ "
استغرق للحظة حتي فكر بسؤالها, وعندما فعل لم يعترض" أقصد حسنا, أعدك بذلك, عندما أغادر بعد ظهر اليوم سآخذ معي المزلاجين"
"اذن فهمت"
نظر اليها مفكرا قبل أن يجيب" نعم, ولا...لكن هذا لا يهم, فلقد وعدتك"
"جيد"
استدارا نحو الباب وانضما الي ستيفاني, التي كانت لا تزال جالسة علي الأرض وهي تحاول أن تدخل قدمها باحدي المزلاجين
قالت كلاريسا" ستيفاني حبيبتي, لنري الهدايا الباقية, فكايل لم يكن يعلم بشأن القضبان المعدنية وسيعيد المزلاجين الي المتجر"
أدارت ستيفاني رأسها الي كايل الذي غمز لها وهو يرفع الأوراق عن هدية أخري وقال واعدا" لا تقلقي ستيف, أخبرتني أمك عن القضبان علي ساقيك, وطالما لا نريد أن تكسرين أي عظام في ساقيك, فأنا سأحتفظ لك بالمزلاجين في منزلي"
كايل هاريس, أنت عبقري, سيتمكن من ايجاد وسيلة ليمنع الفتاة من أن تصاب بخيبة الأمل ويستمر برؤية أمها في ذات الوقت
سألت ستيفاني بصوت ضعيف" أنت تقصد أنني أستطيع أن أستعملهما في وقت ما؟"
هي تريد أن تستعملهما في وقت ما؟ لم يفكر بذلك, قال" أعتقد ذلك" ونقل نظره من ستيفاني الي كلاريسا, وشعر أن بعضا من كبرياؤه قد ذاب.
سألته كلاريسا"هل يمكنك أن تضمن أنك ستمسك بها ان وقعت؟"
شحب وجه كايل وفجأة شعر بالإحراج, ف كلاريسا تريد ضمانة أنه سيبقي ابنتها بأمان؟ انه مجرد عازب لا هم لديه وما الذي يعرفه عن حماية الأطفال؟
رأت كلاريسا الرعب في عيني كايل, وفجأة فهمت ما الذي جعلها تعامله بخبث, فهو يذكرها ب جوناثان, والد ستيفاني, فكلاهما يملكان القدرة علي التأثير بالغير في غضون ثوان قليلة.وأكثر من أي شيء آخر ,كيف نظر الي ساقي ستيفاني وكيف أصيب بالرعب عندما سألته ان كان يستطيع ن يضمن سلامة ابنتها وهي علي المزلاجين, اعاقة ابنتها أثارت أعصاب كايل وجوناثان, فلم يكن جوناثان أيضا قادرا علي تحمل المسئولية, ولهذا السبب رحل.
شعرت كلاريسا بالمرارة لرحيل جوناثان منذ وقت بعيد, ولكنها الآن لا تشعر بالمرارة كما وأن اعاقة ستيفاني ليست من مسئولية كايل, لقد بالغ بشراء الهدايا ولم تكن غلطته أن اشتري هدية لا تستطيع ستيفاني استعمالها.
رأته ينزع الورقة عن رزمة أخري وهو يبتسم تقريبا كابتسامة ستيفاني, فالرجل فاتن لا شك بذلك, وقد جعل العيد لابنتها مناسبة خاصة, علي الرغم من اختياره للهدايا, وشعرت كلاريسا بقلبها يصبح ناعما ما أن نظرت الي عيني ستيفاني, وشعرت بنعومة أكثر عندما نظرت الي كايل, لم تكن تشك ولو لدقيقة واحدة أن هذه المناسبة ستكون المرة الأخيرة التي ستراه فيها, لكنه هنا الآن, وفي النهاية...انه العيد.