"علي قدر ما أعلم, هناك يعيش جوناثان زوجي السابق"
لمحت حركة ما في وجهه مع أنه كانت السيارة مظلمة جدا لتدرك ما هي, لكنها شعرت أنه كان يبتسم, انطلق بسيارته من المرآب في الجهة المعاكسة
"الي أين أنت ذاهب؟"منتديات ليلاس
"الي كوكر تاون, سأوصلك الي منزلك"
"اسمع كايل, لدي قاعدة بأن أكون مستقلة"
أسرع في القيادة, وقال" كلاريسا...بما تناديك الناس ؟ كلير؟ ريس, ريسي؟"
انزعاجها جعلها تخفض صوتها"اذا أرادوا مني أن أجيب, فهم ينادونني كلاريسا"
"كلاريسا؟ علي أن أعمل علي ذلك. حسنا, كلاريسا, القواعد صنعت لتكسر, كما وأن ...انه موسم الأعياد والتغيير"
أدار جهاز الراديو فصدحت موسيقي العيد وملأت الشاحنة, ومع تلك الأغنية إحساسها بالانزعاج تبخر, فهذه ليلة العيد وحتي لو كانت في التاسعة والعشرين من عمرها, شعرت بالحماسة والاثارة في تلك الليلة , انها سحر خاص, وعندما انتهت الأغنية وضع مكانها موسيقي هادئة, غني كايل مع الأغنية وسألها" أتساءل كيف هو العيد في مناطق الباهاماس أو بانكوك أو علي متن سفينة؟"
"هل أنت ذاهب في رحلة لامضاء العيد؟"
"لا, لكن عائلتي ستفعل"
"هل يعني أنك ستكون بمفردك يوم العيد؟"
فكرت كلاريسا بالعيد في منزلها , الشجرة المزينة, الهدايا المخبأة في العلية, وبالشخص الوحيد الذي سيشاركها كل هذا.
أجاب باستياء" فقط أنا وظلي"
حاولت أن لا تستمع للغضب الساخط في صوته, وقالت لنفسها لا يمكن أن يكون كايل هاريس وحيدا, لكن كلاريسا تعرف جيدا معني الوحدة وتفهم صداها في صوت أي إنسان آخر
قالت" يمكنك أن تأتي للمنزل في الغد..."
للحظة, سطع مصباح الشارع علي وجه كايل, لم تكن متأكدة من رؤية تعابير المفأجاة علي وجهه من دعوتها, أرادت أن تسترد كلماتها لكنها قالت عوضا عن ذلك" هذا هو الشارع, منزلي في وسط المبني التالي..."
أوقف الشاحنة أمام منزلها واستدار لمواجهتها وهو يقول" أنت تدعينني لامضاء العيد معك؟"
كان صوته يحمل دفئا فتمنت لو بامكانها أن تجد طريقة لتجعله يفهم أنها غير مهتمة به وغير مهتمة بأي كان
سألته" هل هذا يعني أنك ستأتي؟"
"أحب أن أفعل"
فجأة لم تعد قادرة علي التفكير بطريقة واضحة, والسبب يعود الي صوته, فهو يثير العواطف لدي المرأة, ويجعلها تشعر بأنها ناعمة ودافئة, علي الرغم من برودة الطقس, فهو جذاب جدا لكنه من المحتمل أنه يعلم ذلك, أبعدت نظرها عنه وأخذت تفكر بطريقة تجعله يفهم أنه من المستحيل أن يكون هناك شيء بينهما
رأت الستائر أمام نافذتها تتحرك.....ها قد وجدت الوسيلة, الطريقة لتبرهن له أنها لا تستطيع التورط معه, أو مع أي إنسان آخر, لم يكن عليها أن تقول شيئا, صباح الغد سيري بنفسه.
"شكرا لك علي إيصالي للمنزل"
"وشكرا لك علي الدعوة"
أجابت" أهلا بك, كما وأن ابنتي الصغيرة تحب أن يكون لدينا رفقة علي العيد"
"ابنتك الصغيرة؟"
"نعم انها في الخامسة من عمرها واسمها ستيفاني, أراك عند الساعة الحادية عشر غدا"
أغلقت الباب قبل أن يتمكن من قول وداعا, ولكن كايل لم يكن متأكدا أنه قادرا علي قول أي شيء بكل الأحوال.....ابنتها الصغيرة؟
سيمضي العيد مع كلاريسا وابنتها الصغيرة البالغة من العمر خمس سنوات؟ لماذا لم تخبره بأن لديها طفلة؟ ربما لأنه لم يسأل
ما الذي سيقوله لفتاة صغيرة؟ أمر مؤسف أنه لا يستطيع الاتصال ب تايلور أو ميتش , فهما يعرفان ما الذي عليه فعله,ميتش دائما كان يحب الأطفال, وحتي تايلور يبدو مرتاحا حولهم.
عند إشارة حمراء, توقفت أفكار كايل مع المحرك, تساءل ما الذي يفعله ميتش في الباهاماس وتايلور في بانكوك؟ تحت أشعة الشمس الحارقة وهما ممدان علي الرمال البيضاء, عندما تحولت الإشارة الي خضراء, أبعد قدمه عن الفرامل, ما الذي يفعلانه؟ انه ليس بحاجة لأي مقدرة ليتصور ما الذي يفعلانه الآن. بينما هو, في المقابل, هنا ...في جنوب بنسلفانيا حيث الطقس الرطب البارد, وبمفرده مع امرأة بالكاد تبتسم, وعيناها البنيتان تلمحان لأشياء لا يستطيع حتي أن يتخيلها, وسيمضي نهار العيد مع طفلة صغيرة, وهو يعلم وبدون أي شك أن الأطفال تثير قلقه.
"كم من الوقت سيمضي قبل أن يصل ماما؟"
أحاطت كلاريسا رسغ ستيفاني بأصابعها والتي كانت تضع عليه ساعة جديدة و أحنت رأسها الي قرب رأس ابنتها" عندما تصبح الإبرة الجديدة علي الرقم اثني عشر والإبرة الصغيرة علي الرقم الحادي عشر"
عينان بنيتان كبيرتان مليئتان بالفضول نظرت اليها وقالت" الساعة الثانية عشر الحادية عشر؟"
"لا عزيزتي, عند الساعة الحادية عشر" وبصوت ناعم سرحت عن الساعة وكيف تحسب كل خمس دقائق.
قالت ستيفاني" ومتي تعتقدين أنها ستصبح الحادية عشر؟"
"بعد خمس وثلاثين دقيقة"
قالت الفتاة الصغيرة" آه, انه وقت طويل"
هذا يعتمد علي سن الانسان, بالنسبة ل ستيفاني الخمسة وثلاثين دقيقة تعتبر وقتا طويلا, أما ل كلاريسا, التي نظرت حولها الي الأوراق الممزقة وأوراق الهدايا المجعدة والشرائط المكومة والعلب الفارغة, فاعتبرت أن هذا الوقت ليس كافيا.