وبينما كان الجميع يراقب سوزي واميليا تكبران, ومارتن و كاثي يصبحان عجوزين, ويبحثون عن لمحات لهم في الحفلات أو اجتماع العائلة , قاد كايل كلاريسا الي زاوية بعيدة عن كل شخص آخر في الغرفة قدر المستطاع, ومن النظرات التي كان يرميها الي الأشخاص الذين يمرون بهم, عرفوا انه من الأفضل ألا يقاطعوه, حتي العمة ميلي .
لم يعلم لماذا أتت كلاريسا الي الحفلة ولكنه يعلم أن جوناثان كوهاغن بشعره الأسود وعينيه السوداوين, لن يعطيها طفلا أشقر وأزرق العينين, ويريد كايل أن يعرف ماذا يجري.
في تلك الغرفة المكتظة بالناس, لم تعرف كلاريسا من أين تبدأ , وبعد أن تلعثمت بثلاث بدايات مختلفة ,تخلت عن ذلك أخيرا وقالت بوضوح" أتيت الي هنا الليلة لأخبرك انني أحبك"
راقبت ملامح وجهه تتغير من الخوف الي الدهشة ,فكرت أنه أمر جيد أن تكون هي من تقوم بأمر غير متوقع علي سبيل التغيير, " هذه الحقيقة كايل, أنا أحبك, ولقد عرفت منذ أسابيع, لكنني لم أستطع أن أثق بعواطفي"
"حتي بعد ظهر اليوم لم أكن متأكدة من نفسي, لكن اليوم, كايل, أنا و جوناثان تكلمنا وعرفت عنه أكثر مما عرفته في ثلاث سنوات زواج , لقد أخبرني أخيرا لماذا غادر, ولماذا لم يستطع مواجهة ستيف, لأنه شعر بالمسئولية ثقيلة عليه"
"أنت تعلم كايل أنني كنت أعتقد دائما انه ولد وحيد, لكن اتضح انه كان لديه شقيقة وقد ولدت باعاقة منذ الولادة ,لم يتعامل والديه مع الأمر بحكمة وانتحرت الفتاة عندما أصبحت في السادسة عشر من عمرها, عندما نظر جوناثان الي ستيف علي الفور بعد الولادة, كل الذي استطاع رؤيته هو عذاب أخته وما مرت به, بالنسبة اليه, القرار الوحيد للتخلص من الألم كان الهرب"
سأل كايل" اذا لماذا قرر العودة؟"
"أعتقد أنه عاد ليجعلنا أحرارا من الماضي, وبطريقته الخاصة , هو يحب ستيفاني, لكن ليس الحب الذي يتحمل الألم والعذاب, ليس كما تحبها أنت, كايل, الحب الباقي الذي يملأ الغرفة الليلة , ونوع الحب الذي نشعر به أنا وستيف تجاهك"
حتي تلك اللحظة كان يقف هادئا, أما الآن فقد ضمها اليه , اقترب ميتش منهما وقدم ل كايل الرزمة المغلفة التي أحضرتها كلاريسا معها.
سأل كايل " ما هذا؟"
تمتمت كلاريسا" كن حذرا من هدايا عائلة هاريس"
أصبح صوت ميتش أعلي حين قال" افتحها وانظر اليها"
رفع كايل الغطاء وأخرج جائزة والده القديمة , ضحك الجميع وانتظر ميتش حتي يهدأ الجميع وقال" الرهان هو الرهان, كايل, وأنت ربحت هذه الجائزة, لكنني أقول أن الجائزة الحقيقية هو حب امرأة جيدة ,أليس كذلك؟"
"أنت محق بشأن الجائزة الحقيقية, ميتش, سأقول أنه يمكنك الاحتفاظ بتلك الجائزة القديمة, فأنا لن أحتاجها أبدا"
قالت ابنة العم ترودي" آه, هذا رائع, يبدو و كأنه سيكون لدينا زفاف قريب في العائلة"
من مكان قريب سمع صوت العم مارتن" اذا تايلور, أصبحت الأمور بين يديك , أنت الأخير من عائلة هاريس والذي مازال عازبا, أخبرني بني , هل جربت المخازن الكبري؟"
قال العم جو" وماذا عن مكان الغسيل؟"
قالت العمة ميلي أن كليهما فقدا عقلهما , وتوزع الجميع الي جماعات أصغر , يضحكون ويتسامرون, ليتحدثوا عن الماضي أو الأعمال, عن ذكريات الطفولة وعن الأطفال الذين لديهم الآن, أصبحت كلاريسا وكايل في منتصف الغرفة ووضع في أيديهم صحن الحلوي.
نظر الي عينيها وقال هامسا" تريدين الذهاب من هنا؟"