هزت رأسها
"اذن عودي الي هنا"
رأي رأسها ترتفع وكتفيها يرجعان الي الوراء, وهذا التصرف أصبح كايل يعرفه جيدا, هي تتصرف هكذا عندما تشعر بعناد قوي وها هي تضع الحواجز بينهما ثانية, لكن ان كانت تعرف ذلك أم لا, فهي له, انه الفارس الأبيض ,قوي ومتأكد من قراراته, وهي امرأة حياته.
قالت من دون أن تنظر اليه" أعتقد أن ستيفاني أفسدت تلك اللحظة"
"آه, لا أعلم.. لكنني أعتقد أننا نستطيع العودة الي ما كنا عليه بسهولة"
قالت بنعومة" كايل, يبدو أنني أنسي أعمالي المهمة, ويجب أن أحافظ عليها جيدا, ستيف تحتاجني أكثر بكثير مما كانت عليه"
"وما علاقة أعمالك بما بيننا؟" سألها وقد ضاقت عيناه, عندما لم تجب أكمل" اذن تريدينني أن أنسي ما الذي بيننا؟"
"أعتقد أن ذلك سيكون أفضل"
أفضل؟؟ هي تعتقد أن النسيان أفضل؟. يعلم كايل أن النساء والرجال مختلفون ,تبا, كان هذا هو آخر ما يتوقعه. لم يكن يؤمن أنهما مختلفان الي هذه الدرجة, فليس هناك من مجال لينساها وهو متأكد أنها هي أيضا لا تستطيع نسيانه , لسوء الحظ... كلاريسا عنيدة جدا لدرجة أنها تعتقد انها تستطيع نسيانه, والآن سيتركها تعتقد أنها تستطيع.
أجبر نفسه علي القول بهدوء" حسنا, ريسا, ربما أنت علي حق"
لم يكن ذلك الحديث الذي يرغب بمناقشته لكنه وجد نفسه يسألها" ما هي النسبة لطفل جديد لك أن يولد ولديه تشويه خلقي؟"
"لم يكن هناك سبب لتولد ستيفاني هكذا كايل, لكنني لا أستطيع المخاطرة , لا أستطيع أن أسمح لأي طفل جديد أن يمر بكل هذا ,وأنا أيضا لا أستطيع تحمل كل ذلك مجددا"
شعر بأن عينيه تضيقان وعمل جاهدا ليسيطر علي صوته, أبقي صوته هادئا وهو يقول" لن تكوني بمفردك عندما نتزوج , سيكون طفلي أيضا, ريسا"
نظرت له لفترة طويلة بنظرة قاسية وأخيرا أجابت" هذا ما قاله والدي, وهذا ما قاله جوناثان أيضا"
اذا فقد عادت لنقطة الصفر, أليس كذلك؟ وضعته في ذات القائمة مع زوجها السابق ووالدها وقررت أن تتركه هناك, لن تفعل ذلك مطلقا..
قال "لقد سئمت من ذلك الشجار, ريسا, لكنني أحبك ولهذا سأسامحك, كما وأنني مصمم علي اثبات أنك مخطئة بشأن قدرة الرجال علي التحمل, اذا كنت لا تريدين المزيد من الأطفال , حسنا.. سأصبح والد ستيف, فهناك ما يكفي من الرجال في عائلة هاريس ليحملوا اسم العائلة"
كانت كلاريسا تحدق به وكأنه أحمق لكنه تابع" أنت تحبينني, لكنك عنيدة لتعترفي بذلك ولكن هذا لا يهم, فأنا باق حتي تدركين ذلك بنفسك"
قال ذلك وخرج من الغرفة, شعرت بأذنيها تطنان وبقلبها يضطرب بعنف, انه ألم أقسمت أنها لن تسمح لنفسها بالشعور به مرة أخري.
انه يحبها... لقد قال ذلك من قبل لكنها لم تفكر بالأمر وافترضت أنه استعمل كلمة حب مكان اعجاب. والآن أدركت أنها كانت مخطئة, هي منزعجة من الاحساس بالأمل الذي ملأ صدرها لأن الأمل يجعلها ضعيفة والضعف يسبب أزمة في القلب ,لا تستطيع أن تأمل بحب كايل ,لأنها لا تستطيع تحمل أزمة قلبية, سارت بهدوء الي الغرفة التالية لتتأكد من نوم ستيفاني وكانت ابنتها تنام بسلام, خرجت من غرفتها ووجدت نفسها تحدق بالمرآة في غرفة النوم الثانية.
هاودتها ذكريات التي التقت بها بكايل, ذكريات عن اللقاء الأول في زفاف ميتش و راين, وكيف ذهب الي بيتها صباح عيد الميلاد ويداه محملتين بالهدايا, ذكريات عن بناء رجل الثلج وذكريات عن بناء عاطفة قوية بينهما, لقد قال لها أن يحبها من قبل, فلماذا لم تصغي؟ وبدلا من أن تنهي علاقتهما, وافقت أن تأتي معه الي عالم ديزني ,منذ اللحظة الأولي التي قابلته فيها...فكرت بأن تبقيه بعيدا عنها.
منذ البداية, أرادت التركيز علي حلمها بشأن ستيفاني ,حلمها بأن ابنتها ستسير بمفردها, وبعد أن قابلت كايل, بدا من الصعب عليها أن تركز علي حلم واحد.
اعتقدت ان أبعدته عن بيتها ستبعده عن قلبها لكنه كلن في منزلها, كان في اللعبة التي تنام بجانب ستيفاني كل ليلة, في الصوت الذي تصغي اليه في الراديو, كان في كل مكان.. في السيارة, في اللوحات الاعلانية في المجسم لرجل الثلج في مكتبها وفي الزهرة الراقصة علي طاولة الماكياج في غرفتها, لقد كان في ذكرياتها والآن هو في قلبها.
تجمدت... انها تحبه, حتي انها لا تستطيع لومه كيف تسلل الي قلبها, لقد أقدمت علي هذه العلاقة والي الآن يفاجئها.
"كايل"
قاطعها" اسمعي ريسا, ربما بالغت قليلا, فأنت لا تدينين لي بشيء , حتي ولا أي تفسير, لقد قلت لي منذ البداية أن ستيف هي أولي اهتماماتك وأنا أحترم هذا ,مع أنني لا أمانع أن أخبرك أنني أحب أن أشاركها ذلك المركز"
أرادت أن تجادله لكنه تابع" حقيقة الأمر, أننا أتينا الي فلوريدا لنستمتع ونهرب من مشاكلنا ولعدة أيام قليلة, وحتي الآن, أستطيع القول أن الرحلة ناجحة, أليس كذلك؟"
"لا نستطيع أن نهرب من مشاكلنا ,كايل"
"هذه هي المشكلة بالتحديد, لدينا يوم واحد قبل أن نعود للواقع, وكلانا يعلم أن عملية ستيف قريبة جدا, وعلي أن أجد طريقة لأتمكن من حضور حفلة العم مارتن بعد عدة أيام, أما الآن, ما رأيك بالقيام باتفاقية؟"
سمعت صوت أغنية ناعمة في الغرفة الهادئة ,انها أغنية أصبحت كلاريسا تميزها جيدا, فكلمات الأغنية ناعمة ومؤثرة, (اذا ,عزيزتي, اتركي الرقصة الأخيرة لي) انها الأغنية الأولي التي أهداها اياها في الاذاعة, والآن, كما حدث حينذاك, تشعر بنفسها ضائعة.