الفصل الثامن
"انني سعيد لتمكني من مقابلتك قبل أن تغادر,كايل"
نظر كايل الي رئيسه الذي دخل للتو غرفة الصوت,سأله" ما الأمر,ويل؟"
وليم جيمس ماكنزي مدير المحطة, ابتسم وضرب الملف الذي وضعه علي المكتب بيده وربت علي كتف كايل باليد الأخري "معدلاتك ,هذا هو الأمر, واذا كانت معدلات السمع لديك مرتفعة,فهكذا هي معدلات المحطة أيضا. انظر الي تلك الاحصاءات" وأشار بيده الي الملف قرب يد كايل اليسرى
استدار كايل وأمسك الملف" هذا رائع, ويل"منتديات ليلاس
هز الرجل الآخر رأسه وقال" أنت تعلم كايل, أنني أكره أن تناديني ويل ولكن احتفظ بمعدلاتك عالية هكذا, ويمكنك مناداتي بأي اسم مزعج تريده"
"هيا ويل, حقيقة أن الاسم هذا لا يعجبك يعطيني المرح"
"سأخبرك ما هو المرح, المرح أن تتلقي اتصالا من صاحب المحطة كأول عمل لديك في الصباح,مادحا بي بسبب جهودي الخلاقة باجتذاب المستمعين, قلت له أن تلك المبادرة كانت منك كلها من مجهودك أنت وأقول لك تقديم الأغنيات القديمة عند الساعة العاشرة وثماني وأربعين دقيقة فكرة رائعة, لكن في المرة القادمة عندما تريد القيام بفكرة رائعة ,هل يمكنك أن تتحدث معي بشأنها"
أخيرا فتح كايل الملف, ونظر الي الصورة البيانية علي الصفحة الأمامية ,من المؤكد أن محطتهم تنتشر في كل مكان,مع ازدياد عدد مستمعيهم عند الصباح أكثر من أي وقت مضي, ومن ثم يأتي برنامجه المسائي في المرتبة الثانية"
"استجابة المستمعون بصورة غير معقولة طوال الأسبوع, وعلي أن أفتح خطا جديدا للهاتف من أجل تعليقاتهم فقط,هم جميعا يميزون صوتك المسجل ويريدون أن يعرفوا من هي المرأة الخاصة, وهذا هو الحماس الذي أريده. هل تذكر تلك اللوحات الاعلانية التي طلبتها العام الماضي؟"
كايل والذي كان يعاني من ايجاد جزء من هذا الحماس, لم يزعج نفسه بالاجابة فالأمر غير مهم, لكن تابع وليم ماكنزي وكأن كايل أجابه" المعتمدون الاقتصاديون للمحطة وافقوا عليها أخيرا, وستوضع تلك الاعلانات في كل مكان هذا الأسبوع, وهناك ارتفاع في مدخولك أيضا, هيا, ان انتهيت من العمل هنا, الغداء سيكون علي حسابي"
جلس بصورة مستقيمة علي كرسيه ومرر يده في شعره وقال" سآخذ العلاوة ويل, لكن سأؤجل موعد الغداء لأنني متفق مع ميتش علي مباراة في كرة السلة"
"مباراة في كرة السلة في شهر كانون الثاني؟"
"انه عمل يبعد التوتر"
"اذا كنت تقول ذلك" سار رئيسه باتجاه الباب الزجاجي واستدار وهو يتابع" اذهب اذا. لكن اعمل علي تصفيف شعرك في ذات الوقت"
"قص شعري؟"
"نعم, ان كنت ستظهر في برنامج صباح الخير فلادلفيا, فيجب أن تبدو في أفضل حالاتك"
"أنت تقصد أنك عملت علي الاتفاق معهم؟"
"لا, لقد اتصل بي أحدهم هذا الأسبوع وقال أن الضيف الذي سيظهر الأسبوع المقبل قد تعرض لألم حاد في معدته ونقل الي المستشفي ولن يتمكن من الحضور, ولذلك اتصل صاحب المحطة التلفزيونية , وبكل الأحوال ...برنامج صباح الخير فلادلفيا هو لك"
خرج ويل من الغرفة لكنه توقف متابعا" آه كايل؟ حظا سعيدا مع تلك المرأة"
"وما الذي جعلك تعتقد أنني بحاجة للحظ؟"
"لأنك تلقيت علاوة علي الراتب للتو, ومعدل مستمعيك في ارتفاع دائم وها أنت تجلس وكأنك مريض بالخدر فلابد أن السبب هي تلك المرأة ومن خلال النظر اليك يبدو أنها لا تجعل الأمور سهلة عليك"
وما أن انتهي من كلامه حتي وضع يده علي ربطة عنقه الغالية الثمن واستدار تاركا الباب مفتوحا وسار عبر الممر الطويل
أحدق كايل بالهدوء والفراغ أمامه ,كانت هناك أوقات حيث زيادة الأجر في العمل وزيادة عدد مستمعيه تجعله يطير في الهواء, أما اليوم فبالكاد شعر بالحماس, لأنه أدرك أنها ليست حقا مهمة, لم يقدم أغنية ليزيد عدد مستمعيه لقد قام بذلك ليذكر كلاريسا به كل ليلة.
وعلي ما يبدو أن نصف سكان فلادلفيا يتعمدون سماعه, كان يشعر أن تلك الأغنية هي الصلة الوحيدة له مع كلاريسا, وهو غير متأكد ان كانت تصغي اليه بعد أول مرة , فهي لم تتصل به في البيت أو المحطة, وبعد عدة أيام من الصمت اتصل بها لمنها لم ترد, ترك لها رسالة علي المجيب الآلي لكنها لم ترد اتصاله, وتصور كايل أنها لا تريد القيام بذلك وكل هذا لأنه قال لها أنه يحبها.
منذ أن التقي بها في المرة الأولي وهي ترفض أن ترقص معه,ترفض أن تخرج برفقته, ترفض حتي أن تراه, كان يعلم أنها عنيدة ومنذ البداية , عنيدة أم لا فهو يريد رؤيتها بالتأكيد, ويريد أن يكون معها ولو لم تكن عنيدة هكذا لكانت أدركت أنها تحبه أيضا,
كانت كلاريسا عنيدة صحيح لكنه يحترم قرارها, ففي النهاية هو واحد من عائلة هاريس وكل واحد منهم لديه عناد شديد وعلي ما يبدو عناده لا يقاوم, أمسك بالملف الذي تركه ويل وأخذ يقلب صفحاته حتي وصل الي موعد لقائه علي التلفزيون, نظر الي الخط الصغير ثم أغلق الملف وعاد لتحريك كتفيه ,لديه عرض عليه القيام به وامرأة يجب أن يقنعها بحبه وهناك الكثير ليحققه للقيام بذلك اذا أراد أن ينجح بالعملين معا.