صوته الناعم أثر علي أعصابها المشدودة لكنه لم ينزع القلق الشديد من أعماقها" ما تريد قوله أن الأطفال أقوياء حقا"
"أكثر قوة من الوالدين علي ما أعتقد"
سألته" وخطة ميتش و راين للبناء؟"منتديات ليلاس
"مازالت معلقة في الهواء"
هكذا تشعر كلاريسا ,كأن حياتها معلقة في الهواء ولأول مرة أدركت أنها كانت تعيش هكذا لأكثر من خمس سنوات, منذ ولادة ستيفاني ورحيل جوناثان.
"وما الذي قلته ل ستيف عندما سألتك اذا كان والدها سيسمح لها باجراء الجراحة؟"
"لم أقل شيئا, لم أستطع أن أتكلم"
فهي لا تستطيع الكلام عن زوجها السابق حتي بعد كل تلك السنين؟ وكايل لم يشعر بالرضا بسبب ذلك.
لم يعجبه ذلك مطلقا , لقد وقع في غرامها ,هو يريد أن تبادله ذلك الحب, لقد أعطي المسألة الكثير من التفكير وأمضي كل ساعات يقظته يخطط للحظة التي ستدرك فيها كلاريسا أنه هو من الذي تريده.
يعلم كايل أن الرقص يحتاج لشخصين ويعلم أنها أقسمت أنها لا ترقص ولكنه اعتقد أنها لا ترقص بسبب ستيفاني, أما الآن...لم يعد متأكدا.
انحني الي الأمام وأمسك بكرسيها وقال بصوت هامس" ما الذي ستقولينه ان أخبرتك بأنني أحبك؟"
شعر بالدماء تتدفق الي رأسه وهو ينتظر جوابها, لقد خطط لكل شيء لكنه لم يخطط ليقول لها أنه يحبها, علي الأقل ليس الآن, بعد أن قال تلك الكلمات لا يستطيع استعادتها.
"سأقول لا تخلط الحب بالوحدة"
لم يكن ذلك ما أمل أنه سيسمعه, لكن هذا ما جعله يتوقف ليفكر ...حياته المليئة ,عمله, والديه وشقيقيه, أصدقاؤه, ويشعر بالوحدة؟ نعم, اعتقد أنه يشعر بالوحدة فقط من أجلها.
سألها وهو يمسك بذراعها" هل أنت وحيدة, ريسا؟"
اقتربت منه فشعر بمزيد من الشوق اليها, مالت برأسها الي جهة واحدة وشعرت بلطافة هذا الرجل, قالت" أنت حقا لطيف, هل تعلم ذلك؟"
ابتسم باستغراب, قال لها أنه يحبها وقالت له أنه لطيف, الأطفال لطفاء, الهرر لطيفة, الرجال أقوياء مثيرون.
"ان أردت الصراحة ريسا, أنت تبدين كعمتي ميلي, وهي دائما تقول ذلك بصوت كاف ليحطم الحواجز"
"أنت تقصد أنك لم ترث صوتك المثير منها؟"
"أنت تعتقدين أن صوتي مثير؟"
"أنت تعلم جيدا أن صوتك رائع, أخبرني المزيد عن عائلتك"
آخر شيء كان كايل يحب القيام به هو التحدث عن عائلته, لا, هذا غير صحيح, آخر شيء يحب القيام به هو أن يغادر, التحدث عن عائلته ليس بالأمر السيئ.
سأل أخيرا" ماذا تريدين أن تعرفي عنهم؟"
"آه, لا أعلم, قالت لي راين أن لدي ميتش الكثير من الأقارب. أنا لدي ستيفاني بالطبع, لكن كل أقاربي الباقيين هم, أمي التي تعيش في فلوريدا, ابن عم في تكساس, وعمتين في فرمونت. ما هو الشعور أن تكون محاطا بعدد كبير من أفراد عائلتك؟"
تراجع كايل الي الوراء قليلا لكنه لم يبعد يديه عن كرسيها, لم يفكر من قبل بذلك, فقال" في معظم الأحيان...الكثير من الضجة والصخب"
"الضجة؟"
"صحيح, كل شخص يتكلم مع الآخر في وقت واحد, أمي كانت الابنة الوحيدة لعائلتها, لكن لدي أبي ثلاثة أخوة وثلاث شقيقات, وجميعهم متزوجون وأنجبوا العديد من الأولاد وهكذا, لدي الكثير من أبناء وبنات العم"
قالت" اذا لديك عائلة كبيرة ومليئة بالصخب"
"لقد التقيت ببعض منهم في زفاف راين و ميتش, هل تذكرين العم مارتن؟"
"الرجل الذي ناداني كلارا, أري أن تصغير الأسماء أمر متوارث في العائلة"
ابتسم لها وهو يقول" أنني أشعر بالامتنان أن العمة ميلي تزوجت من داخل العائلة ,لا فكرة لديك أي احساس بالراحة لدي لأنني أعرف أنني لن أقلق أن أطفالي سيرثون أي صفات منها"
قالت" لقد تأخر الوقت"
"أنت تقولين ذلك دائما ريسا, قد يكون الوقت متأخرا لكنني لا أريد المغادرة"
"اعتقدت أنك فهمت أن كل ما يمكن أن يجمعنا هي الصداقة" وضعت قدميها علي الأرض ووقفت" ليس لدي ما أقدمه لك, لا شيء, وأنا لا أريد أن أستغلك"
أراد كايل أن يخبرها أنها مخطئة وأن هناك أشياء كثيرة تستطيع تقديمها له, وأشياء تستطيع أخذها منه, وهو لا يمانع في العطاء مادام هما الاثنان يتبادلان.
لكن مجرد النظر اليها عبر الغرفة, علم أنها ليست في حالة من التفكير لتسمع ما يريد أن يقوله, هي هكذا...تتقلب من الدفء والعاطفة الي البرودة. في لحظة كانا يتحدثان عن العائلة, وفي اللحظة الثانية تقفل علي نفسها بعيدا عنه. قال وهو يرفع معطفه عن المقعد" كلاريسا كوهاغن ,أنت امرأة معقدة, وأنا لا أستطيع أن أفهمك بصورة جيدة"
"لا تحاول كايل, لا يستحق ذلك العناء, وطالما نحن نتحدث عن الوقت, أريد أن أشكرك علي كل شيء, لأنك جعلت ستيف تضحك, وعلي الهدايا, لكن الآن عليك أن تتوقف عن ذلك كايل, حان الوقت لانهاء كل هذا للمرة الأخيرة وقبل أن يشعر أحدنا بالأسي"
ارتدي كايل معطفه وسار نحو الباب الذي كانت تمسك به وقال" ما رأيك بأغنيتنا؟"
"انها ليست أغنيتنا, وسيكون من الأفضل ألا ترسل لي أي أغنية أخري كايل, من الأفضل أن ينتهي كل شيء"
"كان يجب أن تعرفيني جيدا لتعلمي أنني لا أستسلم بسهولة, هذه طريق أخري نحن عائلة هاريس نتناولها من جيل الي جيل, لدينا عناد شديد..نتوارثه كل واحد منا"
تراجعت كلاريسا خطوة للوراء واستدارت
حدق كايل بتعابير وجهها الغامضة قبل أن يتجه نحو الباب ,غادر المنزل وتمكن من القيادة الي فلادلفيا, لم يتمكن من ابعاد نظرة كلاريسا عن مخيلته, لم يعلم سبب تلك النظرة, لكنه سبب لها الألم, ومقابل حياته كلها لن يعلم ما الذي قاله لتبدو بكل هذا الحزن.
لم يعجبه أن يري الألم في عينيها وكان مصمما علي أن يكتشف ما الذي سببه وما الذي قاله وذكرها به, حتي يجد طريقة ليخفف من ذلك الألم في قلبها.
لن يكون الأمر سهلا خاصة أنها قالت لها وداعا وأقفلت الباب وراؤه, وهي تقصد ذلك فعلا, لن تجعل الأمر سهلا عليه ليتمكن من القضاء علي كل مخاوفها لأنها لن تجعل من السهل عليه أن يتمكن من رؤيتها ثانية.