كاتب الموضوع :
الدلوعة توتو
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بعد عدة ساعات انضمت تيسا الى ماكس لاقاء التحية على رايان قبل خلوده الى النوم. جلست على حافة السرير بينما كان ماكس يقرأ قصة قصة لأبنه. احصنة, قطط , وجراء ترقص مرسومة على البرادي وغطاء السرير. رايان كبر وتغير وقد لاحظت ذلك في الساعات الماضية عندما كانا يلعبان.
لقد زارت جينكينز الربيع الماضي قبل انتقال والدي ليسل وقد كبر رايان من وقتها وتغيرت نفسيته ايضا فلم تتمكن من ايجاد المشكلة لكنه كان منغلقا على نفسه اكثر. منتديات ليلاس
اغلق ماكس الكتاب ووضعه الى جانب السرير فاقترب رايان من والده وعانقه:"تصبح على خير يا والدي"
عانق ماكس ابنه وقبله:"تصبح على خير."
هذا المشهد ادمع عيني تيسا فحب ماكس لولده كان واضحا.
عندمانهض ماكس وذهب باتجاه الباب تقدمت من رايان وعانقته وقبلته :"احلام سعيدة,سأراك في الصباح."
"ابي هل لدينا الفراولة وكل شئ تريده تيسا؟"
"اكيد لدينا." عند زيارتها الماضية كانت تضع المحلاة مع الفراولة لرايان. الفطائر كانت من الوجبات التي كانت تطهوها بانتظام . وكان دائما قادرا على اكل ثلاث قطع على الاقل ولهذه اسمته الفطائر المحلاة. ابتسمت له ولحقت بماكس الى غرفة الجلوس بالطابق السفلي. الدلوعة توتو
"هل تريدين قطعة اخرى من البيتزا ؟" سألها ماكس وهو يتوجه للمطبخ.
"فكرة حسنة لم يكن هناك بيتزا بالمكان الذي كنت فيه"
بينما كانت تضع البيتزا لتسخن بالمايكرويف كان ماكس يحدق من النافذة في العتمة وفهمت تيسا بأنه يفكر في اجتماع نهار الاثنين مع معلمة رايان . "القلق لن يفيد بشئ"
التفت اليها وقال:"هذا ما يفعله الاهل وعندما لا يكون موجودا الا والد واحد ....."
"انت تبلي بلاء جيدا بعملك"
"كما يظهر بوضوح لا اعتقد ذلك." ورفع قطع البيتزا الى الطاولة وسكبت تيسا قدحين من القهوة قبل ان تجلس بجانبه.
"ما هو المخطط لنهار الغد؟" منتديات ليلاس
"في بعض الاوقات نذهب لنتزلحق على الزلجة ذات العجلات على الحلبة"
"هذا شئ مسلي" قالت وهي تقضم البيتزا لتسيل الجبنة على ذقنها مسحه ماكس باصبعه فشعرت بوخز خفيف يصعد الى رأسها وبدت ان السنين التسع من فرافهما اختفت.
استراح ماكس في كرسيه ومسح اصبعه بالفوطة كما يفعل عادة مع رايان "لم تزاولي التزلج من وقت طويل؟" الدلوعة توتو
"اعتقد من ايام الجامعة حين ذهبت انا وليسلي مع مجموعة من الاصدقاء".
"من الصعب ان اتخيل انكما كنتما رفيقتين بالحجرة وصديقتين حميمتين , فأنتما مختلفتان بالاطباع ".كانت ليسلي تشبه الحرير والعطر وتيسا كانت تشبه الجينز والقطن والهواء العليل.
انهت تيسا قطعة البيتزا بسرعة وغسلت فنجان القهوة قبل ان تتكلم :"سأتوجه الى النوم والا فان رايان لن يحصل على الفطائر المحلاة قبل الظهر." نهض ماكس وقال:"يجب ان نحضر السرير فهو بدون اغطية."
"لتوفر عن نفسك اشغال اضافية" قالت ذلك وهو تبتسم
هز كتفيه ليجيب:"نزعت السيدة كلارك الاغطية قبل ان تغادر ولم ازعج نفسي بترتيبه,ولم افكر بقدومك."
"يبدو بقائي معكم غير مألوف." قالت تيسا وهي تفكر ربما بقاءها معهم غير شعورها اتجاه ماكس . منتديات ليلاس
هز رأسه ولكنه لم يرد عليها كي لا تعرف شعوره وهذا ليس بغريب عن ماكس فهو لا يعبر عن شعوره الا عندما يكون الامر يتعلق برايان. سحب ماكس الاغطية من الخزانة ولحق بتيسا الى الغرفة .الستائر مزينة بالزهور وباللون الخوخي تغطي النوافذ وتتناسق مع غطاء السرير. كانت ليسلي تحب مزج وتناغم الالوان وكانت تفضل وتحب اختيار الزهور وكانت مفروشات المنزل وكانت تفضل وتحب اختيار الزهور وكانت مفروشات المنزل والستائر مرسومة بنوع او باخر من الزهور. ولكن تيسا تفضل الاشكال المخططة والاوان الواضحة.وعند دخوله الى الغرفة احست تيسا بتضاءل حجم الغرفة.
عندما تقابلا لاول مرة رأت لاعب كرة السلة السابق الوسيم والذي كان يعرف ما يريد من الحياة ,مركز مدرب ,منزل,زوجة,واولادواستقرار منزلي لم تفهم معناه تيسا والان رأت الرجل القوي وقوته تأتي من ايمانه الراسخ وحشمته ومحبته.... رجل يحب ابنه ولا يزال يؤمن بالقيم التقليدية. الدلوعة توتو
كانت تيسا تعلم انها قوية وكان يجب ان تكون قوية وهي تنتقل من بيت للتبني الى اخر ولكن التقاليد لا تعنيها وكيف يجب ان تعني لها عندما لم تشعر بالانتماء الى اي مكان.
فرش ماكس الغطاء على الفراش وامسكت تيسا بالطرف الاخر.
نظرت تيسا الى اسفل وشدت زاوية الغطاء .عندما انحنت تدلى من رقبتها خاتما معلقا في سلسالها.
سألها ماكس:"هل هذا من شخص مميز؟"
بطريقة آلية غطت الخاتم بيدها واجابت :"غير ما تعنيه." ورفعت يدها عن الخاتم لتتركه يتدلى.
توقف ماكس امامها ورفع الخاتم المرصع بحجر الاوبال. منتديات ليلاس
"ماذا اعني؟فأنا لا اتذكر هذا الخاتم من قبل."
"كان لامي .ألبسه عندما اسافر واكون وحيدة."
"لم افكر من قبل انك من النوع العاطفي." لم تعرف بما تجاوب لذا قالت :"انه كل ما لدي منها وضعته بأصبعي يوم تخلت فيه عني"
امتلأت عيناه بالشفقة وقال:"لم تخبريني بهذا من قبل ولكنني ظننت انها تخلت عنك عندما كنت طفلة كم كان عمرك"
شفقته افقدتها رباطة جأشها فقالت:"ست سنوات .ولقد تخلت عني طفلة ليرعاني احدهم"
وسمع نبرة الوحدة بصوتها واعتقدت انها تخلت عن ذلك الشعور منذ زمن طويل .
تردد لبرهة قبل ان يسألها:"وهل بحثت عن امك."
"عندما حصلت على اول عمل لي بنيويورك وكنت قادرة ان استخدم محققاً خاصاً." تذكرت تيسا خيبتها وألمها وغضبها عندما سلمها الرجل المعلومات التي ارادت. الدلوعة توتو
"لقد ماتت من التهاب رئوي قبل خمس سنوات بملجأ للنساء واعتقد انها لم تقدر بأن تستعيد حياتها."
"انا متأسف لقد كانت صدمة لك"
"اجل واعتقد دوما انه في يوم من الايام سألتقي بأمي.... نوع من الاستقرار النفسي ويبدو انه لن يحصل على الاقل عرفت انها لم تكن تقدر على الاعتناء بي ولم يكن بمقدورها استرجاعي حتى ولو ارادت."
"اعتقد انها كانت تريد ذلك"
سألت تيسا نفسها هذا السؤال كل عمرها وتمنت ان يكون صحيحاً.
"إذن لماذا تقومين انت بهذا الامر؟" "اقوم بماذا؟"
"القفز من مكان لاخرز فأنت تريدين البقاء في لندن بنقطة الانطلاق ولكنك لا تبقين الا لعدة اسابيع او اقل في كل مرة.فأنت تنتقلين كثيراً في حياتك فلماذا لا تثبتين قدميك في مكان ما؟."
يمكنها ان تقول له بأنها لا تعرف الى اين تنتمي وبامكانها ان تقول له انها خائفة من البقاء بمكان واحد لانها خذلت من قبل كثيرين في حياتها حتى ليسلي ولكنها لم تفعل لانها قررت من وقت طويل ان لا تسمح لنفسها الشعور بالشفقة على حالها فهي سيدة نفسها وبامكانها صنع حياتها بالطريقة التي تريد. الدلوعة توتو
"عندما كنت طفلة يا ماكس لم يكن لدي حق الاختيار . فأمي اختارت لي وكذلك قسم الخدمات الانسانية كل مرة عندما لم يعرفوا ماذا يفعلون بي وعندما تخرجت قررت ان اذهب الى المكان الذي اختاره انا واكون بالمكان الذي اختاره انا."
قال بفظاظة:"لقد اوضحت هذا الامر لي عندما تخليت عني بعد ان قضينا الصيف معا."
لم يناقشا الامر من قبل.تعرف ماكس على ليسلي واحبها بعمق وكانت تيسا متأكدة من ذلك مع ماكس وجدت ليسلي موهبتها وعملها كزوجةوام وتيسا....
كانت تيسا تعرف نفسها جيدا فهي بحاجة الى حرية الاختيار وحرية المكان والحرية لتكبر وكل ذلك بشروطها هي لانها كانت سجينة النظام لوقت طويل ولم تستاء من زواج ليسلي وماكس.
ولكن وجودها هنا الان مع ماكس وفي بيته حركت مشاعر اعتقدت انها اختفت.بطريقة ما بحياتها لا تختلف عما كانت عليه منذ تسع سنوات .فهي لا تزال بحاجة لعملها فهو قوتها بالحياة. منتديات ليلاس
رفعت الخاتم واخفته داخل قميصها كان ماكس يراقب حركتها,حين نظرت اليه عرفت ان عاطفتها نحوه لم تتغير واحست انه يشعر بذلك ايضا. عملت تيسا بالمطبخ نهارالاثنينبعد الظهر وهي تغني مع الراديو.لم تكن تكره الطهو ولكنها ليست معتادة على ذلك .فعادة تأكل اشياء سريعة التحضير مثل السلطة او تحضر معها الاكل الجاهز ولكنها كانت تعرف كيفية تحضير وجبات صحية ولا داعي ان يقلق ماكس.حتى كان يقترب منها او يضحكان معا كما فعلا بالامس عندما كانا بحلقة التزلج قد جعلها تحسب بانها قليلة الخبرة غير لبقة ويفقدها شجاعتها .هذا ليس بمهم فهي سترحل بعد اسبوع.
وضعت تيسا قطعة اللحم بالفرن ولفت البطاطا بورق الالمينيوم وكانت تقطع السلطة عندما رن جرس الهاتف.
"الو" سمعت صوت امرأة عجوز:"هذه ايما ووفري جارتكم وماكس دائما يقول لي اذا احتجت لشئ ان اتصل...."
كانت تيسا تعرف جارة ماكس فقد كانت تكلمها عندما تزور ليسلي ورأت ايما تمشي مع كلبها سكروفي البارحة وتكلمت معها.
"بالطبع ايما هل يمكنني مساعدتك؟"
"لقد وقعت وتأذيت واعتقد انني كسرت يدي لم اتمكن من الوصول الى ابنتي اذا كان بامكانك توصيلي الى الطوارئ...."
"سأكون عندك."قالت تيسا بسرعة وهي تنظر الى ساعتها فبامكانها الوصول الى المستشفى والعودة وان تكون على الوقت للاجتماع في المدرسة مع ماكس.انها اكيدة من ذلك.
نهاية الفصل الاول
|