المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
يومياتي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي ..
وكعادتي أحب أن أشارككم كل ما ينتاب مشاعري ..
وفي محاولة جديدة بالنسبة لي طبعاً ..
تعثر قلمي بهذه الخاطرة .. وأرجو بالطبع أن تنال رضاكم .. وأرجو أن تستمتعوا بها ..
عنوانها ..
( يومياتي ) ..
اليوم يومٌ جميل ، يومٌ جديدٌ وهادئ ، يومٌ يحمل بين جنباته إشراقةً وأُنساً ودفئاً ولطفاً ..
صباحه المبكر أتى باسماً مرتاحاً تداعبه أيدي أشعة الشمس اللطيفة ، تلك الأيدي المتسابقة بلطف راغبةً في الوصول إلى منتهى السباق ، تقطع بحنوها المسافات الطوال حاملةً زادها الدافئ والمضيء معها لتضعه برفق بين أكف الجميع .
وفي إحدى رحلاتها المتعددة ، قصدت طريقاً صعباً لتصل إليّ ، فتخللت ذلك التشابك الرهيب والذي يحمل اللون الأخضر الداكن ، حتى أنارت فراشي الوثير .
كنتُ نائماً بداخله بعمق ، لكنها أيقظتني بأنامل مداعبة ، ففتحتُ عيني ببطء ، وتمطيتُ بكسل ، والنعاس يغمرني ، ولكن ما إن رأيتُ من مكاني منظراً رائعاً وجمالاً خلاباً ، حتى طار النوم من عيني ، فالمشهد أمامي لا يستحق سوى صورة ألتقطها ، وأحتفظ بها بداخل صندوق ذكرياتي .
ولكني لا أحمل معي آلة تصوير ، ولا أستطيع أن أصور إبداع الباري . سبحان الله !! جمال لم تمسه أيدي عابثة !!
قمتُ من فراشي بعدها ، أشعر بالنشاط ، صليتُ ودعوت ربي ، ولم أنسَ أذكار الصباح طبعاً .
ثم خرجتُ بعدها عبر التشابك الأخضر لأنطلق بسعادة في تلك المساحات الشاسعة ذات اللون الأزرق الصافي ، ألعب وأغني وأدندن حيناً ، وحيناً آخراً أستمتع بما حولي صامتاً .
فردتُ أجنحتي ، وطرتُ متنقلاً من مكانٍ لآخر ، معبراً عن سعادتي بكلمات لا يفهمها إلا من هو مثلي .
اشتقتُ أن ألتقي بصديقي الحميم، أو ألعب مع أصدقائي الآخرين ، أو أقابل صديقتي الطفلة الرقيقة التي تسكن البيت الكبير ، والتي لم تنسني أبداً ، تلعب معي ، وتطعمني من خبزها اللذيذ .
قررتُ أن أذهب أولاً إلى صديقي لأوقظه من نومه ، ويصحبني في رحلتي مثل كل يوم ، وما إن وصلتُ إلى عشه ، وبدأتُ بمناداته حتى طار نحوي راكضاً، تشاركنا الغناء واللعب وغردنا بصوتٍ عالٍ ، ولكن تفاجأنا بصوتٍ آخر ينضم إلينا ، صوتٌ به عذوبة ورقة ، ينادي بلطف ، قائلاً : الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ... وهكذا استمرت النداءات ، وهي ما أظنها تسمى بتكبيرات العيد عند البشر .
انشغلنا عن تغريدنا بسماعه ، وما إن نظرنا إلى الأسفل حتى وجدنا ذلك الكم الغفير من الناس ، وعلى اختلاف أجناسهم وألوانهم ، وحتى أعمارهم ، يمشون بكل سرور إلى المساجد ، يحتضنون بعضهم البعض ، ويسلمون على آخرين ، تكسوهم الحلل الجميلة ، مكبرين ومهللين ، وسعداء مثلنا لأجل هذا اليوم الجميل !!
اقتربنا أكثر منهم ، وإذا بصديقتي الطفلة أراها أمامي , والتي قد تزينت وبدت كالقمر ، أشرتُ لصديقي أخبره ، حتى أعرفه عليها ، ومن ثم رأيناها تمد ذراعيها برقةٍ نحونا ، حطينا برفق على راحتيها ، وشرعتُ أخبرها بتغريدي بأني سعيدٌ برؤيتها ، وهذا صديقي المخلص ، تبسمت بلطف ، وضمتنا إلى صدرها ، وأسرعت إلى والدتها تخبرها عنّا .
أطعمتنا تلك الأم الرؤوم ، ومسدت على رؤوسنا برفق ، وهي تقول : عصفوران جميلان !!
تبسمنا بخجل ، ثم ودعنا صديقتينا ، ولوحتا هاتفتين : عودا مجدداً .
حلقنا بسعادة ، عائدان إلى التغريد مرة أخرى ، ونسبح بأجنحتنا الرقيقة في تلك السماء الزرقاء الرحبة ،
حتى انتهى الصباح ، وأتى الليل لنعود إلى فراشنا مرة أخرى ، عبر الأغصان والتي تكسوها الأوراق الخضراء الكثيفة ..
بقلم : همس الفراشات ..
التعديل الأخير تم بواسطة وردة دجلة ; 07-09-11 الساعة 11:04 PM
سبب آخر: منح ايقونة التميز
|