حقيقة ام وهم ؟
نتساءل عنها دائما
فهي هدفنا الذي لا تحيد عنه
عيون نفوسنا المحدقة بشغف
إنها مقصدنا الدائم
نصل إليها ثم نكتشف
غباء القاصد وخداع المقصود
فهي تبدو كضحكة طفل رنانة
يقتلها بكاءه فجاءه
كجميلة تتهافت إليها القلوب
فإذا بها تتحول إلى شبح بلا روح
كينبوع بعيد عذبٌ شرابه
وعندما نصل يكون السراب
نتطاول اليها بلهفة و كأنها نجمة ليل
بهرت العيون واستحالت عن الأيدي
نحاول حل لغزها وكأنها أحجية
تمردت على العقول والأذهان
تكابد أرواحنا عناء ارتدائها كثوب ابدي
ولكنه لا يكاد يسدل على الأكتاف
حتى يتمزق مظهرا العري الكامل
نحاول التمسك بها بقوة ونعلم إنها
مجرد خيط حريري لا يلبث أن ينقطع
فنهوي الى الأعماق الغارقة يأسا
وكشمس قلب مشرقة لا يكاد ينتشر نورها
حتى يعم ظلام يكئب النفس
اذا فالوهم حقيقتها
فهي لا تستقر بين ذراعينا
ولا نستطيع سوى اعتصار
أجسادنا لدرجة الاختناق
نعم .. فقد فقد الكثير من اجلها حياتهم
وأذهبت بعصيانها عليهم عقولهم
فلم يحصلوا عليها ولا استبقوا
ما عندهم من وجود وتعقل
كلٌ يهوى فيها شيئا فتتقمص ما يهوى
فتطير نفسه شعاعا اليها
تتخفى في ثوب الشهرة
تلبس قناع الأموال
منهم من تعجبه اللعبة
لعبة حب او لعبة سُلطة
وفي كل الأحوال عناء ثم هباء
لا تستقر في قلب ولا تملئ عينا
لا يجدها الا من نكث جراحه بحثا عنها
فيجدها كنزاً يملئ غرف قلبه الفارغة
فيبهره جوهر حقيقتها اليقينية
تلمع لمعان الإيمان والقناعة
فيرضى بكنزه الثمين
فعين الرضا تعكس الكون في القلب
جمالا في ابهى صوَرِه
رضا من افترش الأرض والتحف السماء
نجومها تؤنسه وبدرها مصباحه
رضا من أطلق أحزانه السجينة
كطيور سوداء تطير نحو الغروب
رضا من حقق أحلام مدينه
رضا من وزع الحب أرغفة لقلوب جائعة
ورشفات لنفوس ضامئة
رضا من صارع غابة أشواك
ليقطف لمن يحب وردة
والوردة تبكي نداً حزنا عليه
تستغرب بسمة شفتيه
وهي لا تعلم أنه وجد ضالته
في ابسط صورها واقوى معانيها
إنها السعادة طعم الحياة وبهجتها
حقيقة داخل أرواحنا
ووهم نبحث عنه حولنا .
بقلمي
ملاك