كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وهكذا لقد استمرا طوال هذه السنين الاربعة ، وهما يتشاركان بنوع من العلاقة الغريبة التى تتراوح بين الصديقين المقربين والعدوين الشرسين. كان يعيش على أمل انها فى يوم ما قد تجد فى نفسها القدرة على مسامحته، وهى تعيش على امل انها ستتمكن من اجباره على تقبل انها لن تفعل ... ولهذا كانت دائما تتشاجر معه بمرارة وقساوة ، وكان يسمح لها بأن تفعل .
قال لها مرة ، انها عقاب عن خطاياه ، مثل هذه السنوات الاربعة التى مرت وهما منفصلان لقد تقبل الامر كما يستحق . قال لها مرة بعد ان فشل فى اقناعها:- ستسامحينى فى احد الايام ، مارنى ، وسأعطيك بعض الوقت ايضا ... لكن ليس الكثير من الوقت . وتابع محذرا :- لان الوقت يمر بسرعة ويسبقنا نحن الاثنين . يريد ابى ان يحمل حفيده بين ذراعيه قبل ان يموت ، وانا حريص ان اراه يفعل ذلك .
قالت بسرعة وغضب جعلت وجهه شاحبا :- اذا لا تنظر الى لتفعل ذلك ، من الافضل لك ، غاى ، ان تجد لنفسك نوعا من الزوجات التى لاتمانع ان تشاركها بك احد ، لاننى لانية لى بالعودة الى ذلك الجحيم مرة ثانية .
قال بحرارة :- وانا قد اقسمت لك من قبل ان هذا لن يحدث ثانية !
كان دائما يتوتر وهو يدافع عن نفسه . كان يكره ذلك كثيرا ، تابع :- تلك المرة كانت مجرد خطأ، خطأ ...
قاطعته قبل ان يكمل :- خطأ ، كان اكثر من كاف لى . وهذا ما تفعله كل مرة يحاول ان يشرح لها . اضافت بقسوة :- لما لا يمكنك ان تدخل برأسك العنيد اننى لم اعد احبك ؟ لم تشعر بالرضى من تعابير وجهه القاسى، والاحساس بالالم الذى ظهر على وجهه سبب لها الالم ايضا .منتدى ليلاس
حصل هذا منذ خمسة اشهر فقط ، ومنذ ذلك الوقت وهى تتجنبه . لكن الان ها هى ، تجلس فى السيارة معه عبر شوارع ادنبرغ وهى تعلم واحساس عميق فى داخلها يؤنبها انه يملك كل الاوراق هذه المرة ، وهى لا تملك الا كبرياءها ... اذا سمح لها بالاحتفاظ به، وهذا ايضا ، ليست متأكدة منه .
قال بصوت هادئ قاطعا تفكيرها :- لقد وصلنا . واستدارت لتنظر الى المدخل الجميل لاحد افخم الفنادق فى المدينة .
ساعدها لتخرج من السيارة ، وكان تصرفه عادة لطيفا فى الاماكن العامة ، بنعومة امسك بيدها بينما كانا يسيران فى صالة الفندق نحو المصعد. لم يتحدث اى واحد منهما بكلمة ما ، ولم يكن لديهما نية فى ذلك ، انه الهدوء قبل العاصفة ، حيث كانا يفكران بقوتهما لما سيحصل لاحقا .
اقفل باب المصعد ليفتح بعد عدة ثوان . قادها غاى نحو مكان هادئ ليصل الى باب ابيض كبير ، وهو يمسك بمفتاح يتدلى من بين اصابعه .
ارتجفت ... لم تستطع ان تسيطر على اعصابها ... ولمح ذلك بعصبية ، ضاق فمه بعناد شديد لانه يعلم تماما بما تفكر ، وشد باصابعه على ذراعها وكأنه يؤكد لها ان ليس هناك من مساومة هذه المرة ، ولا مفر لها مطلقا .
كان الجناح كشقة صغيرة ، مع عدة ابواب تتفرع من المدخل الصغير . فتح غاى احد الابواب واشار اليها لتدخل امامه الى غرفة الجلوس الواسعة والفاخرة المفروشات .
قالت بدون تأثر :- جميلة .
- ملائمة ،قال الرجل الذى امضى معظم حياته وهو يتنقل من مكان الى اخر . انه يملك عدة فنادق ضخمة الان. لكنه يفضل كثيرا بيته الريفى فى بيركشاير ، او شقته الجميله فى لندن ، تابع :- اجلسى وسأحضر لك شربا ما .منتدى ليلاس
تحركت مارنى وهى تشعر بالامتنان قليلا نحوه فهو يستطيع دائما ان يشعرها بالتقارب بينهما ، سار نحو الطاولة حيث وضع ابريقا من الليموناضة المثلجة بينما كانت تتجول فى الغرفة ، متسائلة بألم قوى لو تستدير على الفور وتخرج من هنا طالما تستطيع .
بعدها تذكرت وجه جامى المجروح والمتورم ، والضماد حول ذراعه المكسورة. وتذكرت كلارا ، وتبخرت رغبتها فى الهرب وانقاذ نفسها.
ان الامر يستحق العناء من اجل مصلحة كلارا ، هذا ما قالته لنفسها عندما تذكرت امرا جعل الالم فى صدرها كثقل الجبال . الضغط سلاح خطر على الفكر ... وقد يقتل اذا تركه الانسان بدون لجام . ستفعل اى شئ لتدعم زوجة شقيقها كى لا تمر مطلقا بهذه التجربة .
تحركت وبأبتسامة صغيرة على شفتيها جلست على احدى المقاعد الوثيرة .
قدم لها غاى الكوب وقال :- تفضلى ، كوب ليموناضة مثلج .
|