كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رمى بعيدا الاوراق من يده وابتسم وهو يسير ليقف الى جانبها ، وقال :- اه، ارتباطاتك الغالية ، لكن الم تقولى لى مرة ، مارنى ، انه يمكنك ان ترسمى هذا الوادى لعدد من السنين ولن تفقدى شيئا من احساسك بالالهام ؟ حسنا ، الان اعطيك هذه الفرصة . حرك يده معبرا وهو يتابع :- ارسمى ، ارسمى من اجل ارضاء نفسك . فجمال الوادى يوقظ موهبتك بالفن .
قالت بسرعة :- وماذا ستفعل انت بالتحديد ؟ تعود الى لندن؟ وترجع الى هنا لزيارة زوجتك الصالحة عندما ترغب بذلك؟
قال متحديا :- اتريدين ان اكون هنا لفترة اطول من نهايات الاسبوع؟
لم تجب ... فهى لاتجد جوابا لسؤاله ، ليس الجواب الذى ستعترف به، بكل الاحوال ، تمتمت بعد فترة صمت قصيرة :- روبرتو على حق ، لابد ان كلينا مجنون لنفكر بالعودة لبعضنا للعيش فى ذلك النوع من الرياء ثانية .
انكر قائلا :- لم يكن هناك رياءفقط شخصان متزوجان فقدا طريقهما بطريقة ما. لكننا سنعمل على انجاح زواجنا فى المرة الثانية وهذا يعتمد على ما نقوم به .
منتدى ليلاس
- والعمل على انجاحه فى مفهومك ، يعنى ان ابقى بعيدة فى اوكلاند بينما تعيش على هواك فى لندن .
- لدى اعمال على الاهتمام بها .
اجابت بسرعة :- وانا كذلك . مع انها لم تكن تفكر بعملها بل بانيتا كما كان من قبل .
صحح لها قائلا :- كان لديك عمل ، مارنى ، كان ، الان ليس لديك سواى لتهتمى به، لست بحاجة للرسم لتؤمنى معيشتك ، لكن فقط لترسمى ما ترغبين به.
- كل ذلك بشرط واحد ، ان لا اتخطى حدود مقاطعة اوكلاند ، بالطبع .
قال متحديا :- هل تفوهت مرة بذلك الشرط؟ لقد قلت فقط انك لن تذهبى لايام وتتركينى كما كنت تفعلين بالسابق.
سألت بضيق:- وكم عدد الايام والاسابيع التى ستمضيها فى لندن ؟
اجاب:- ولا ساعة ، ان لم تكونى معى. سخر من النظرة المفاجئة التى ظهرت على وجهها وهو يتابع :- من الان وصاعدا ، مارنى سنقوم بكل شئ معا . نعيش معا ، نضحك نبكى وحتى نتشاجر معا ، طالما يبدو اننا نحب التجادل كثيرا .
افترضت ، انه يهزء من طريقة جدالهما الان ، تنهدت بعمق وقررت ان تغير الموضوع ، قالت:- اخبرنى روبرتو انك ارسلت جامى وكلارا فى عطلة .
تمتم غاى بجفاف:- لقد كان مشغولا كثيرا فى الفترة الاخيرة اليس كذلك؟ مفاجأة صغيرة اخرى منى سرقها والدى منى ؟.
تجهم وجهها ثانية . عادت افكارها تدور حول كلمات روبرتو المقلقة . هل يمكن ان يكون هناك شئ من الحقيقة فيها؟ هل يعقل ان يكون غاى ضحية بريئة بسبب مزحة سمجة قام بها اصدقاؤه؟
تنهدت ثانية ، وقالت بصوت منخفض :- كم سمعت من الكلام الذى قاله لى والدك؟
- معظمه.
- هل كان يخبرنى بالحقيقة ؟
لم يجب على الفور ، كان يبدو انه يركز اهتمامه على المنظر خلف النافذة ، بعدها قال بهدوء :- انت تعرفين الحقيقة ، انا لم اكن مخلصا لك ولقد رأيت ذلك بعينيك.
- اذا ، كان يكذب على ؟
اجاب غاى ببطء:- لا، ليس من المستحسن ان تقولى انه يكذب بالتحديد... فقط لنقل انه يفضل ان يعتقد ذلك.
قالت :- تعتقد انه تم رسم خطة علينا ، وانك ضحية بريئة من مزحة ماكرة واننى مجرد عمياء ومغفلة لاصدق ما راته عيناى.
سأل :- لماكل هذا الفضول المفاجئ للمعرفة ، بينما امضيت سنوات الاربع الماضية وانت ترفضين بالتمام مجرد التفكير بتلك الليلة ؟
- لاننى ... لاننى...اه، رفعت يدها لتغطى عينيها ، عينيها اللتان تريان اشياء رفضت ان تبدى اى اهتمام بها من قبل .
اشياء مثل النظرة الحادة التى رماهاديريك فولر من فوق كتفها ، والابتسامة الماكرة على وجهه عندما اعاد النظر اليها . وكيف ابتسمت انيتا بمكر مماثل عندما رفعت رأسها عن كتف غاى ، وكيف نظر اليها غاى باستغراب وهو يحاول ان يفتح عينيه ، ثم تحولت نظرته الى ارتباك ، ثم الى الخوف، وبعدها لفظ كلاما غير مفهوم قبل ان يتمتم باسمها.
ببطء ، سيطر التوتر عليها ، نظرت اليه وقالت :- واذا سألتك الان ، ان تشرح لى ما حدث ، ها تفعل ؟
- وهل انت تسألين ؟
هل افعل ؟ احساس بالرعب والشك سيطر عليها .
همست :- نعم ، انى اسأل . وابعدت نظرها عنه .
ساد الصمت للحظة ، بينما وقف غاى بقربها ويديه فى جيبى بنطاله . احست بعدم رغبته باخبارها ، فشعرت بالحزن يغمرها حين تأمل فى تعابير وجهها تنهد، واتكأ على حافة النافذة لكى ينظر مباشرة فى وجهها.
قال بهدوء :- اذا قلت لك ما حدث بالتحديد فى تلك الليلة ، هل تخبرينى ما الذى جعلك تهرعين الى لندن للبحث عنى بسرعة هكذا؟
اخفضت مارنى عينيها ، رافضة ان تجيب على سؤاله ، لكنها قالت عوضا عن ذلك :- قال والدك انه تم رسم خطة علينا ، اصر على القول انها كانت بقربك من دون علمك وانك كنت مريضا ، هل كنت حقا كذلك؟
ابتسامة غريبة ظهرت على شفتيه ، ثم قال معترفا :- لقد كنت كذلك ، افكر بك ، وافكر بزواجنا الى اين سيوصلنا ...
نظر اليها بحزن قبل ان يتابع :- مارنى ... كان زواجنا ينهار قبل تلك الليلة بكثير ... لايمكننا ... لاانا ولا انت ... ان نضع اللوم على ذلك الحادث الوحيد لانهيار زواجنا.
|