كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن
اتجهت مارنى مباشرة الى غرفة الجلوس رغبة منها فى استعمال الهاتف. توقفت قليلا عندما وجدت غاى مستلقيا على احدى المقاعد الوثيرة يقرأ جريدته الصباحية .
لم ينظر اليها ، فرفعت ذقنها بكبرياء وسارت نحو الهاتف والتقطته.
سأل غاى بكسل:- ما الذى تفعلينه؟
قالت له وهى تقرب السماعة من اذنها :- اتصل بجامى، اريد ان اعرف كيف حال كلارا ، واذا كان ...
قال ببرودة،وهو يتابع قراءة الجريدة :- انهما ليسا هناك.
احست بشئ رهيب يسيطر عليها :- ليسا هناك ؟ لماذا؟ هل هى كلارا؟ هل هى؟
تنهد وقال :- بالطبع لا! لذلك لاتدعى مخيلتك الخصبة تجرك الى اوهام غير موجودة . كلارا بخير.
سألت :- اذا لماذا انت متأكد انهما ليسا فى الكاراج؟ انه نهار السبت ،ويعمل جامى نهار السبت .انه...
قال ببساطة :- لم يعودا من اهتمامك بعد الان . دعيهما يعيشان حياتهما بمفردهما.
قالت غاضبة :- ليسا من اهتمامى؟ بالطبع على الاهتمام بهما ! انهما عائلتى!
- انا هو عائلتك الوحيدة التى بحاجة لاهتمامك من الان وصاعدا.
هزت رأسها وقالت :- لا مجال لذلك ، لقد تخليت عن كل شئ بأرادتى ، غاى . لكننى لن اتخلى عن عائلتى ايضا.
قال:- بارادتك؟ ورفع رأسه عن الجريدة ليهزء منها بنظراته.
قالت بسرعة :- بارادتى ام لا ، ما الفرق فى ذلك ؟ لقد فعلت وكفى . لكن جامى وكلارا هما كل ما تبقى لى، ولن اسمح لك ان تحرمنى منهما ايضا.
قال:- لديك زوجك.
لكننى لااريدك ! ارادت ان تخبره بذلك ، لكنها لم تتفوه بهذه الكلمات ، عضت على شفتيها وهى تعيد اهتمامها الى الهاتف لتتصل بالرقم . لم تسمع اى جواب ، دعته يرن ويرن، لكن فى النهاية ، وضعت السماعة ببطء مكانها واستدارت لتنظر الى غاى .
سألت باهتمام :-ما الذى فعلته بهما ، غاى؟
نظر اليها بمرح وقال:- فعلت ؟ هذا رائع . هل تشكين اننى ارتكبت جريمة بحقهما، مارنى ؟ تابع ساخرا:- كأخذهما الى مكان ما والتخلص منهما؟
قالت بسرعة :- لاتكن غبيا! ما الذى فعلته بهما؟
تنهد، ونظر الى جريدته وقد فقد صبره وكأنه لايرغب فى الاجابة . وبعدها قال ببساطة :- انهما ليسا فى الكاراج لانهما فى اوكلاند . عاد اخوك يعمل لدى مرة ثانية. وقد انتقل هو وكلارا الى غرب لودج هوس البارحة .
قالت وصوتها يعكس صدمة كبيرة :- عاد جامى يعمل لديك فى اوكلاند؟
لقد اقسم اخاها ان لايعمل لدى احد ثانية مهما كلفه ذلك . تابعت :- لكن لماذا؟ كيف؟
قال بسخرية :- لماذا؟ لانه لايعرف كيف يدير اعماله الخاصة . وكيف ؟ بأن يعمل تماما ماقيل له وان ينقل نفسه وزوجته الجميلة ، وعدة شغله ... مع سيارتى الماغنيت ام جى ... الى اوكلاند فى اليوم التالى الذى تحدث فيه معك لتتحملى نتيجة اخطائه.
كانت تشعر بالذهول ، كيف تمكن بسرعة هائلة ان يقلب حياتهم جميعا رأسا على عقب ، جلست بتعب على اقرب كرسى وهى تقول :- انت تقصد ... انك اخذتهم جميعا شحنتهم ، تماما هكذا؟
قال موافقا:- تماما هكذا ، لنقل اننى احمى اموالى . بموافقة اخيك وزوجته وثقتهما بارادتى الطيبة ان اؤمن لهما مسكنا يأويهما وطعاما يأكلانه ، لذلك يجب ان لااجد مشكلة بالاحتفاظ بزوجتى الشرسة على ذات الاسلوب.
كان فكرها يعمل بسرعة حتى انها لم تهتم لسخريته المتحفظة . هناك المزيد مما يقوله غاى ... او حتى مما قاله اخاها وكأنها تتبع حدسها.
سألت بالتحديد :- والكاراج ، ما الذى سيحل به؟
قال :- هذا يعود لى الان ، وسيصبح معروضا للبيع صباحا نهار الاثنين .
سألت بحزن :- بكم ؟ بكم من المال تحديدا يدين اخى لك؟
|