كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ابتسم وقال :- لا، لكن اعتقد ان على ذلك . اراك بعد خمس دقائق. عندها غادر ، تاركا اياها تشعر بحيرة كبيرة.
تناولا الطعام وهما صامتين، كانت مارنى ترتدى بيجامته وقد رفعت اكمامها الطويلة بعدة ثنيات لتظهر يديها. ضحك من مظهرها عندما رأها تدخل الى المطبخ لكنه لم يقل شيئا ، لم يكن الطعام قد احترق، فأكلا مرتاحين بعد ان خف التوتر بينهما.
لم يمر وقت طويل حتى انتهيا ، تثأبت مارنى ونهضت وهى اكثر من مستعدة لتنام.
كل الذى تمنته ان تتمكن من النوم ولو قليلا هذه الليلة. بالطبع كانت متعبة كثيرا.
وبكل فرح هذا ما حصل لها ، استسلمت للنوم ماان وضعت رأسها على الوسادة ، وضمت نفسها وهى تشعر بالراحة وكأنها تحلم ان غاى لم يعد عدوها وهى تضمه اليها وكأنهما لم يفترقا ابدا .
تنهدت بفرح :- ممم.
منتدى ليلاس
تمتم غاى قائلا:- عودى الى النوم.
فتحت عينيها وهى تقول :- اعود الى النوم ...؟ وشعرت بقلبها تتسارع دقاته عندما وجدت نفسها قربه .
قالت محاولة ان تبتعد عنه :- ما الذى تفعله هنا؟
لم يسمح لها بالابتعاد وقال:- لاتبدأى ، مارنى .لم اتى الى هنا من اجل ما تفكرين به.
قالت ببرودة :- اذا لما انت هنا؟ حاول ان يفتح عينيه بالرغم عنه وهو يقول :- لم استطع ان انام .لذلك قررت ان الخيار الثانى الافضل هو ان انضم اليك . كعلاج نفسى ، ويبدو ان الامر ناجح.
اغمض عينيه وهو يقول :- اشعر وكأننى سأموت من النعاس.
صرخت :- لكن... غاى ! وحاولت ان تحرر ذراعها ، امسكت بكتفه وهزته :- غاى !
لكنه كان قد نام بالفعل! لم تستطع ان تصدق ذلك ! تنهدت بغضب ،واخذت تضرب كتفه ثم تنهدت ثانية ، تاركة رأسها يسقط ثانية على الوسادة . لانه لم يترك لها مجالا للهرب.
قالت :- اذا كنت تمزح معى بهذه اللعبة السخيفة ، سأقتلك يا غاى فرابوزا! واخذت تراقب وجهه المرتاح السعيد فى نومه.
كان تنفسه خفيفا ومنتظما ، فمه مرتاحا ، وتعابير وجهه هادئة .
نظرت اليه بحدة ، لدقائق عدة ، منتظرة منه ان يتحرك لتعلم انه لايزال مستيقظا وينتظر كى ترتاح قبل ان ينظر اليها . لكنه لم يتحرك ، بل بقى هادئا تحت الغطاء الدافئ. انه الرجل الوحيد الذى تضمه اليها، هذا ما فكرت به بحزن . غاى الرجل الذى تحبه حتى الكره وتكرهه حتى الحب.
همست الى وجهه النائم:- لما مازلت تفعل ذلك بى ؟ ولما اشعر هكذا ؟.
تنهدت بنعومة ، وعيناها مليئتان بنوع من العاطفة ارتاحت على وسادتها ،وهى تنظر اليه براحة تراقب نومه حتى بدأت عيناها تغمضان ببطء. عندها نامت هى ايضا.
لم يكن من السهل عليها عند الصباح ان تستيقظ لتجد انه مازال مستلقيا الى جانبها. فتحت عينيها لتجد عينيه البنيتين تراقبانها بكسل.
قال غاى :- هذا رائع، لقد فكرت حقا بأيقاظ الجميلة النائمة بقبلة ، لكننى خفت ان تستردى مخاوفك.
ابعدت نظرها عنه، بعدها تمنت لو لم تفعل عندما نظرت الى يدها، التى كانت لاتزال على كتفه . بسرعة ، نزعتها عنه، لكنها لم تدرى اين تضعها ، طالما هو بقربها.
مد يده وقال:- هنا . وامسك بيدها ليرفعها الى شفتيه لقبلها بنعومة وتابع :- هل تعلمين كم تنامين بسلام؟ بالكاد تتحركين، او تتنفسين... لقد اعتدت ان اراقبك لساعات وانت نائمة ، وانا اشعر بالحسد من سلامك.
قالت له وهى تبتسم :- ان لديك مخيلة واسعة تشغلك دائما.
قال :- حقا ما تقولين.
اسرعت مارنى بتغيير الموضوع، قالت وهى تبعد يدها عن يده لتتمكن من وضع اصبعها خلال الشعر الفضى على جانب وجهه:- لديك المزيد من الشعر الفضى.
اجاب وكأنه يدافع عن نفسه فجأة:- اصبح ابى ابيض الشعر كليا عندما اصبح فى الخمسين من عمره.
نظرت مارنى الى عينيه الحذرتين وقالت بهدوء:- لم يكن هذا انتقادا، احب هذه الشعيرات البيضاء .دائما كنت احبها ، فهى تجعلك مميزا جدا. كما احب شعر روبرتو ايضا. اضافت بسرعة لتبعد عنه اية ملاحظة انتقاد قد شعر بها:- انها تظهره مميزا ايضا.
ابتسم غاى ، ونظر الى شعرها، المتدلى كشلال من الذهب على الوسادة خلفها . امسك بخصلة حريرية منه وقربه من وجهه، اخفض عينيه وهو يتنشق رائحة الورد منه. رفع عينيه ثانية ، فقالت :- انا... ولم تعد تدرى ما الذى ستقوله.
نظر اليها بعينين عميقتين قبل ان يضمها اليه.
نهاية الفصل السابع.
|