كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قالت له :- وقع على الاوراق، غاى، والا سأقيم عليك دعوى للطلاق بسبب الخيانة الزوجية ، وساحضر انيتا كشاهدة فى المحاكم مع اكثر وسائل اعلام استطيع تدبيرها.
عندها وقع امضاءه . لانهما يعلمان معا نتيجة هذا التهديد على والده ان قامت به، ولم يكن غاى قادرا على المخاطرة ان كانت تستطيع القيام بذلك ...
وصلت السيارة الى مكان اقامته ، وشعرت مارنى برجفة ، مجبرو نفسها على التوقف عن استعادة ذكرياتها ، واجدة نفسها فى موقف السيارة للبناية الخاصة التى يملكها غاى حيث شقته الفخمة .
قال :- تفضلى . ونزع حزام الامان عنه وخرج من السيارة ، فعلت مثله ، وتحركت محاولة ان تزيل التوتر عن جسدها المرهق ، بينما سار نحو مؤخرة السيارة ليلتقط حقيبته .
استقلا المصعد الى شقتهما الخاصة بصمت ، وكان من الواضح انهما كانا يتجنبان النظر الى بعضهما ، لانه كما يبدو يكفى ان ينظرا الى بعض كى يبدآ بالشجار .
فكرت مارنى بحزن وهى تتبعه داخل الشقة . لم يتغير شئ ، كل شئ يبدو على حاله منذ آخر مرة كانت هنا .اه ، مما لاشك فيه ان الجدران قد طليت من جديد ، لكن غير ذلك شعرت وكأنها تسير فى رحلة بالزمن لتعيدها الى هنا ، فارتجفت بضعف .
قال غاى :- انت تعرفين المكان ، اختارى اى غرفة من غرف الضيوف. وانا سأتخلص من حقيبتى... كان يسير عبر القاعة الواسعة ذات اللونين الكريم والبنى الخفيف نحو غرفة النوم الرئيسية وهو يتابع :- كونى رحومة، مارنى ، وانظرى ماذا تركت سيدة دوكيز فى البراد للعشاء ، هل تفعلين ؟
سألت متفاجئة :- مازالت تعمل لديك السيدة دوكيز هنا؟ كانت مدبرة المنزل تعمل لدى غاى منذ سنوات عديدة قبل ان تدخل مارنى حياته .
توقف، واستدر ليسخر منها بنظراته وهو يقول :- ليس كل شخص يرانى بغيض كما تفعلين .وتابع سيره ، تاركا اياها تشعر بالخيبة اكثر من ذى قبل .
وجدت دجاجة مطبوخة فى البراد مع ورقة صغيرة عليها تعليمات محددة كيف يتم تحضيره.
ابتسمت مارنى ، على الرغم من مزاجها الكئيب. لم تكن لاهى ولا غاى خبيران بالطبخ او يحبان العمل فى المطبخ ، وكان لدى السيدة دوكيز عادة ان تترك تعليمات دقيقة كى لايفسد طعامها المعد بعناية .
تبعت مارنى التعليمات المكتوبة على الورقة ، وهى تشعر بسخرية من الفرح الطفولى وتتأكد من كل طلب فى القائمة .
كانت السيدة دوكيز هادئة جدية طيبة ، لكن لم تشعر مارنى يوما انها تستطيع التقرب منها . كانت مدبرة المنزل تعتبر المطبخ ملكها الخاص. وهى تعرف اذا ما كانت هى او غاى دخلا الى المطبخ فى الليل وكأنهما ولدان مزعجان .كانوا يدعونه مطبخ السيدة دوكيز ، براد السيدة دوكيز،طبخ السيدة دوكيز.
احساس بألم عميق انتابها فأسرعت بالخروج من المطبخ ، متجهة نحو جناح غرف النوم الاضافية للبحث عن غرفة ستستعملها الليلة لكن قدميها قادتاها الى باب اخر , باب غرفة الاستديو الخاص بها . الغرفة التى لم تدخلها منذ تلك الليلة من اربع سنوات مضت عندما تشاجرت مع غاى .
اذا كان المطبخ نطاق السيدة دوكيز، اذا هذا المكان ملكها هى . غرفة مواجهة لجهة الشمال، نوافذها عريضة واسعة ومفروشة تماما بما تحتاجه . امن غاى لها كل ما تطلبه لتحقق فيها اعمالها.
ببطء وهى لاتشعر بأنها متأكدة بالرغبة فى ذلك ، ادارت مسكة الباب ودخلت بهدوء.
كانت الغرفة فارغة ، فشعرت بأن قلبها بغوص فى اعماقها . كانت الغرفة فارغة تماما من كل شء يذكرها بها . دموع ضعيفة تجمعت فى عينيها ، سارت ببطء نحو وسط الغرفة .
كل شئ انتهى ، وغاب . قاعدتها الخشبية التى اعتادت ان تضعها بقرب النافذة ، لوح التصاميم الذى كانت تمضى الساعات تعمل على الاوراق قبل ان تعيد اهتمامها بوضعه على القماش. الرسومات نفسها ، صفوف منها وقد اعتادت على ترتيبها مواجهة للجدران ، كلها رحلت . اشياء احبتها كثيرا ورغبت فى بيعها لكن لم يتسن لها الوقت لعرضها .
|