كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
سألت :- كيف حال والدك؟ كتحويل مباشر للحديث عنه.
قال غاى :- يتكيف باستعمال عصاه كى تساعده على المسير ، اخيرا . روبرتو ، مثل ابنه ، لديه كمية كافية من الكبرياء . وعندما تعرض الى اصابة بمرض تركه يعانى النشاف بأطراف جسمه، لم يستسغ فكرة استعمال عصا ليتمكن من السير ثانية . اضاف قائلا :- لديه عصا مختلفة لكل مناسبة الان . والامر يعود اليك ، كما اظن .كان هناك نوع من السؤال من نظرته الساخرة .
ابتسمت مارنى وقالت :- لقد حدث ان ذكرت ذلك له، انت تعلم ، كيف يشعر الرجل الذى يهتم كثيرا بمظهره وهو يحمل عصا بيده .
- انت تعنين انك اعتمدت بذلك على غروره .
منتدى ليلاس
صححت له :- ركزت على الاحساس الايطالى فيه. امر جيد، لكن انتم الشعب الايطالى تركزون كثيرا على المظاهر الخارجية ، لا اعتقد ان هناك شعب عدائى ، متكبر ومتفاخر ....
تابع عنها غاى :- ان كل هذه الاشياء هى التى جذبتك الى من قبل .
تجاهلت ملاحظته وتابعت بعد تفكير :- اعتقدت ، بما اننى سأذهب الى بركشاير الاسبوع القادم فقد اتصل به واذهب لرؤيته بطريقى . وربما قد اطلب منه تناول العشاء وامضاء الليل برفقته ، عندما امضى كل المساء برفقته ، استطيع ان اتحدث معه لفترة طويله قبل ان اضطر للرحيل ثانية .
تمتم غاى ببطء ، مراقبا اياها بعينين حادتين :- من المؤكد اننا سنذهب الى اوكلاند ، لكن بالنسبة الى مخططك للذهاب الى بركشاير ، اخشى ان اقول لك ان عليك الغاءه.
بدلت مارنى طريقة جلوسها ، وهى تشعر بالانذار فى كل عصب من جسمها ، قالت بحدة :- ما الذى تقصده؟
تثاءب غاى بكسل ثم قال وهو ينهض ليسكب لنفسه فنجانا اخر :- تماما ما اعتقدت اننى قلته ، من هذه الليلة ، لقد اصبحت من ممتلكاتى الخاصة - وهذا يعنى انك لن تأخذى اى عمل يبقيك بعيدة عن المنزل .
قالت بحدة :- لن اتخلى عن عملى من اجلك ، غاى !
قال لها بصوت هادئ ، وكأن الموضوع ليس بحاجة ليرفع صوته:- ستفعلين تماما كما اقول لك ، عليك ان تقبلى ، مارنى تماما كما يتقبل والدى عصاه لتساعده على المسير - انك عدت لى ثانية وان ارتباطك بى ومسؤولياتك تجاهى ستكون أهم من اى شئ قد قمت به .
هزت رأسها بقوة :- ليس عملى، لن اتخلى عن عملى- تبا لك غاى ، لكن لا يمكنك ان تجبرنى .
اكد لها قائلا :- بل استطيع ، وسأفعل ذلك .
رفع حاجبيه بسخرية مما جعلها تقفز على قدميها من الغضب وتقول :-لكنك تركتنى اتابع عملى فى المرة الماضية عندما كنا معا ! انا ........
قال معلنا :- انها احد الاخطاء التى قمت بها فى زواجنا ، وهذه ستصحح فى زواجنا الحالى .
حاولت مارنى ان تكون منطقية. بكل صدق ، لم تتوقع هذا. مع كل المخاوف التى اجبرت نفسها على التفكير بوضعها ، هذا الامر لم يخطر مطلقا على بالها .
صرخت قائلة:- لكن ... عملى هو حياتى ! انت تعلم انه كذلك ! لايمكنك فقط ...
قاطعها بهدوء مؤثر :- استطيع ان افعل ما يحلو لى. احد اهم الاخطاء الاساسية بالتعامل معك ، يا مارنى ، كان...
قالت بسرعة وبمرارة :- انه كان لك علاقات كثيرة!
هز رأسه وكأنه يعلم انها اصابته فى الصميم ، لكن لم يتأثر كثيرا وهو يتابع بدون اهتمام بغضبها الصارخ :- هو السماح لك بالعيش على طريقتك الخاصة . لقد تركتك تتجولين فى البلاد كالطير بدون اى تذمر. لقد تركتك تختارين اى من اصدقائى استطيع البقاء على صداقته واى منهم اتخلى عنه. كنت ...
- لم تتخل عن انيتا . لقد طلبت منك ذلك بقوة وشراسة !
تابع بحزن :- لقد تركتك ، مارنى ، تديرين حياتى لدرجة اننى بدأت افقد شخصيتى!
قالت بغضب وسخرية :- انت فقدت شخصيتك؟ وماذا تعتقد ان زواجنا فعل بى ؟ لقد اصبحت امرأة غاى فرابوزا العروس الطفلة السخيفة والتى كانت ساذجة تماما كما كانت عمياء !
قال غاى بصوت ناعم كالحرير:- لكن هذا ما نتكلم عنه. لم تعودى بعد طفله ، مارنى ، تذكرت ذلك ، لاننى لا ارغب فى معاملتك كطفلة بعد الان . هذه المرة ستكونين الزوجة المناسبة لى ! الزوجة الذى يريدها اى رجل صادق مع نفسه، والتى من النوع المحافظ ، محبة للحياة البيتية ، ولانجاب الاطفال وتربيتهم!
|