كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لكن فى تلك الليلة الخاصة ، اتت المشاكل من قبل مارنى عندما حدث ان انيتا كول قررت ان ترمى بنفسها على غاى منذ لحظة وصولهما ، وان لا تبتعد عنه بعدها . كانت انيتا المرأة التى ابعدها عنه غاى ليتزوج من مارنى . ولرؤيتها من بين كل الناس تتعلق به، جعلها تشعر بالغيرة البشعة تمزقها . وبعد ، لتزداد المشاكل ، رأى دريك فولر ، غاى مشغولا بأنيتا ، فوضع ذراعه حول مارنى ! صفعته على الفور ، ببرودة وبسرعة ، تاركة اياه وهو يعرف تماما كيف تفكر به ، بعدها غادرت الحفلة تاركة غاى ليفعل ما يريده .
كان غاضبا ، بالطبع عندما عاد الى الشقة ودخل الى غرفة النوم حيث كانت تعود اليها بعد ان اخذت حماما ساخنا وهى تلف شعرها بمنشفة .
قال بسرعة وهو يغلق الباب وراءه بعنف :- ماذا حصل لك ؟ وماذا كنت تحاولين ان تبرهنى بخروجك امام كل اصدقائى وتركى بمفردى ؟
قالت غاضبة :- انت تدعو هؤلاء الناس اصدقاء؟ انا ادعوهم زمرة من الذئاب الجائعة ، يعيشون فقط من اجل ملذاتهم . تابعت باحتقار :- واذا كانوا هم اصدقاءك فلا تحسبنى منهم . لا اعتقد اننى استطيع العيش فى هذا المحيط ثانية . وابتعدت عنه .
قال ، متخلصا من غضبه لانه اعتقد انه يستطيع التخفيف عنها بعدما عرف سبب غضبها :- أحد ما خذلك .
قالت بسرعة :- يمكنك قول ذلك ، انت من خذلنى . انت تخذلنى فى كل مرة تأخذنى الى تلك الحفلات. استدارت لترى معالم الدهشة على وجهه القاسى والوسيم ، اضافت :- وانت مع ذلك ، تمضى وقتك تتسلى مع النساء بينما اقف كالبلهاء انتظر رجوعك الرائع .
قال :- بسبب انيتا ، انت غاضبة لانك تشعرين بالغيرة .
كان يبدو واثقا من نفسه مما جعلها تشعر حقا انه ترغب فى اظهار اظافرها واسنانها وهى تصرخ :- انيتا ؟ ما الذى تنتظره من امرأة مثلها ؟ تقدمت نحوه بغضب وهى تقول :- لاننى امرأة لديها احترام لنفسها اكثر من ان تعيش مع رجل عجوز لاهم له الا مصادقة النساء .
اه، ما كان عليها قول ذلك . حتى الان ، وبعد مرور كل تلك السنوات مازالت تشعر بالمرارة التى شعرت بها وهى تراقب شحوب وجهه وكيف استدار وكأنه تلقى ضربة قاتلة .
ولقد كانت كذلك ، لانها كانت تعلم كم يشعر بالحساسية تجاه الفرق بين عمريهما . ربما كانت هذه الضربة القاضية فى صميم زواجها .
بالطبع ، اصبح باردا ومتعجرفا معها ، وكانت تستحق ذلك . لكنها لم تحصل منه الا على معاملة متعجرفة من قبله لكن هذا جعلها تزداد اعجابا به حتى الان ، لكن ليس فى ذلك الوقت ... عندما قال لها ببرودة :- اذا بالطبع ، عليك البقاء بمفردك ، عزيزتى مارنى . بينما انا ، المسكين العجوز سأبحث عمن يرضى بى كما انا .
وهذا ما فعله ، بينما كانت تستعيد ذلك بمرارة الان . غادر الشقة ،ولم يرجع الا بعد مرور ثلاثة ايام ... وخلال تلك الايام تحولت من الندامة الى الامتعاض والاستياء ومن جراء ذلك وكى تدافع عن نفسها قبلت مهمة ابعدتها الى مانشيستر لمدة اسبوع .
عادت الى البيت متعبة ، يائسة ومثقلة بالاحساس بالذنب على تلك الكلمات المخيفة التى رمته بها . ولقد كانت مستعدة ان ترجوه كى يسامحها . لكنه لم يقل اية كلمة ودخلت علاقتهما بحالة من التحفظ الشديد ، وكانت تلك القشة الاخيرة التى وضعتها فى جو متوتر مشحون دائم بالقلق والتوتر .
لم يعد هناك شئ بينهما كالسابق بعد ذلك . لم يذهبا الى اية حفلة معا ... ويبدو ان ذلك التذمر قد اصابه فى الصميم. لكن غاى اخذ يعاملها بنوع جديد من الاحترام واقرب منه الى عدم المبالاة ، بينما هى انغمست فى عملها ، موافقة على اى مهمة تبعدها عن لندن لايام عديدة . كما ان لغاى ، ارتباطات كثيرة عليه القيام بها ، مسافرا الى كل ارجاء العالم ، وهكذا اصبحا اشبه بالغريبين اكثر من زوج وزوجته ، يتقابلان لفترة قصيرة فى منزلهما وليفترقا بعد ذلك .
اصبح التوتر الناتج عن ذلك لايطاق بالنسبة الى مارنى ، واحساس بالاحباط واليأس اصبحا يلازمانها . عادت الى المنزل بعد ان امضت اسبوعا مخيفا فى كينت لتجد شقة فارغة لان غاى كان بعيدا فى مكان ما فى يوركشاير . كان ايضا هناك لمدة اسبوع ، وفى الوقت الذى عاد فيه كانت تشعر بأنها ضعيفة ومهانة . نظر اليها نظرة واحدة ولاحظ شحوبها والحزن الكبير على وجهها فضمها بين ذراعيه .
|