كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
صوته جعلها تقفز وهو يقول :- ما الذى تفعلينه؟ استدارت لتراه يقف امام باب غرفة الجلوس .
قالت على الفور :- اتفحص سجنى ، لماذا ، هل لديك اى اعتراض على ذلك؟
كان صوتها متحديا كدفاع عن نفسها تجاهه.
قال مشجعا :- لا،لا اعتراض لدى. اتكأ بكتفه على الباب المفتوح ووضع يديه فى جيب بنطاله وهو ينظر اليها بتمعن ويقول :- اذا ، ما الذى اكتشفته، ما عدا انه لا يوجد معى امرأة اخرى تختبئ فى احدى هذه الغرف؟
لم تفكر بذلك مطلقا ، تذكرت مارنى فجأة ان لديه عادة انه لا يسافر مطلقا الى اى مكان بدون مرافقة امرأة.
قالت:- اذا ، اين هى؟ ربما تحتل الجناح المقابل؟
قال بصوت عادى :- اينما تكون ستمضى ليلتها بمفردها .
كتمت رغبة اخباره انه هو ايضا سيصاب بخيبة امل لكنها بقيت صامتة.لم يكن متأكدا ماذا هناك وراء نظرتها تلك لكن التجارب حذرته من شئ ما ، واستمر ينظر اليها للحظات قليلة قبل ان يتنهد ويبتعد عن الباب . تمتم قائلا :- سيبرد العشاء .
قالت :- حقا؟ اذا من الافضل ان نذهب ونـأكل، اليس كذلك؟
وبتغير كامل فى مزاجها ابتسمت له بفرح وهى تمر من امامه، سألت عندما وصلت قرب الطاولة واخذت ترفع اغطية الاطباق :- ماذا طلبت؟ مم! هل هذا سمك الابرميس الطازج ؟ اه ، كم انت غال، غاى ، لم اكل سنك الابرميس الطازج منذ سنوات ! امر مذهل انك تتذكر كم احبه ! وماذا عن المقبلات ؟ سألت بشوق وهى لا تزال تفتح الاغطية متجاهلة تماما الشك الغاضب فى وجهه، جلست قرب الطاولة وهى تقول :- بطيخ . لذيذ جدا! اذا كان هناك شئ وحيد لا استطيع ان ادينك به يا غاى ، هو قدرتك العجيبة على معرفة تماما ما تطلبه لى . حركت يدها بنعومة على شعرها المرتب، ثم ارسلت له ابتسامة كبيرة وحارة ، راغبة فى ان تضحك من تعابيره المندهشة . كان غاى يجد دائما صعوبة فى استيعاب تغير مزاجها .لم يكن ابدا متأكدا مما تفكر به او تشعر به فى وقت واحد . السنوات الخمسة عشر التى تفصل بين عمريهما امر يناسبهما معا ، لقد تساءلت دوما لماذا حول اهتمامه لها مع كل ما لديه من شهرة وجاذبية . وفى النهاية قررت ان الطبع الايطالى فيه / جعله يبحث عن فتاة بريئة لا تجارب لديها لتصبح زوجته، وهكذا عندما قررت ذلك ان برائتها هى الجاذب الوحيد اصبحت تخفى عواطفها عنه، وتعامله بطريقة عادية وبمديح ساخر جعله غير متأكد من احساسها له.
لم تعتبر مارنى نفسها ابدا غبية . لقد توفت امها وهى فى السادسة عشرة من عمرها ، تاركة اياها وجامى ليتدبرا أمرهما فى هذا العالم الكبير القاسى . لكن مع ان جامى يكبرها بعدة سنوات ، لم يكن يملك قوة تجعلها تعتمد عليه، وتعلمت بسرعة ان تعتمد على نفسها . شجاعة كبيرة وتصميم واضح ساعداها لتنهى دراستها الثانوية لتدخل جامعة الفنون. كانت تدفع اقساط الجامعة بنفسها بينما كانت تعمل فى مقهى طوال فترة بعد الظهر ، متعلمة كيف تدافع عن نفسها امام اى شخص يحاول التقرب منها . كان لديها القدرة ان ترسم اى شئ وكل شئ يجلب لها المال ، وما ان اصبحت فى السنة الثانية فى جامعتها حتى بنت لنفسها سمعه كفنانة ، ليست فائقة ولكن جيدة بما فيه الكفاية ليبقى لديها عمل وبصورة دائمة. عندما اصبحت فى العشرين من عمرها كانت تملك شقتها الصغيرة وتقود سيارتها الصغيرة ، مع القليل من الاهتمام من اخيها ، ولقد وجدت انه من الضرورى عليها ان تستقيل من الجامعة كى تتمكن من تلبية الطلبات المتزايدة عليها، كان عملها قد اصبح يؤمن لها حياة لائقة من لاشئ.
لا،لا احد جعلها تبدو غبية الا غاى ، هذا ما استنتجاته فالوقوع فى حبه جعلها ترتكب اكبر غلطة فى حياتها القصيرة والمليئة بالعمل ! مع انها لم تدعه ابدا يعلم كم هو مسيطر عليها . بكل الاحوال، كانت تحارب احساسها به! تحارب عاطفتها طوال الوقت خلال فترة تعارفهما القصيرة وكذلك خلال حياتهما الزوجية القصيرة والمليئة بالمشاكل والاضطرابات.
لقد عرفت انه يريد فتاة بريئة كزوجة له ، امرأة يدربها كما يريد وهذا ما حصل عليه بينما هى حصلت ، حسنا ، حصلت على ما تستحق . رجل اعطاها كل شئ من الثياب الجميلة والسيارات السريعة ، لكنها كانت تمتنع دائما عن اخباره كم تحبه.
|