كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- علي الآن أن أعود إلى السفينة لأغير ملابسي.
- لا..لن تفعلي هذا، وإذا لم يغطي الشال الذي معك هذه البقع سأجد لك شيئاً ترتدينه من أحد المحلات، وستكونين أجمل سيدة خرجت معها إلى العشاء ، مهما كنت ترتدين.
وعلى الرغم من حصرهما على تجنب الأماكن المكتظة بالسواح، فقد كان من المستحيل أن لا يلتقيا بركاب آخرين من ( ملكة الكاريبي) وكانت مجموعة ضخمة منهم تحتل المطعم الذي اختاره مايك لتناول العشاء، وكان هو أول من لاحظ أن عائلة ويبستر مع المجموعة ، وكان دان يلتقط الصور للموجودين، وايلين تشرب عصير الفاكهة الذي يشتهر به ذلك المطعم ، ولينا متجهمة وغاضبة، تجلس إلى جانب امها ، مشغولة بعشائها دون أن تتكلم مع أحد ، ولم تنظر باتجاه مايك حتى بدت أنها تتجنب النظر اليه.
وشعرت جويس بالأسف الحقيقي على الفتاة والأكثر أن احترامها لمايك تزايد عندما فكرت بأنه لم يقل لها كلمة ، وربما لغيرها ايضاً عن الحادثة مع زائرته غير المدعوة في ساعات الصباح الأولى، وإذا كانت الإشاعات قد بدأت تجوب السفينة حول تصرفات لينا، فلم يكن مايك هو مصدرها.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
وعندما عادا إلى ( ملكة الكاريبي) كانت مرهقة من السعادة ، فقد تشاركا في يوم طويل مثالي، ولم يكونا في مزاج لأن يسهرا في احتفال أو رقص ، ولكنهما كانا كارهين لأن يفترقا ووقف مايك لفترة طويلة قرب الحاجز وذراعه حول خصر جويس.
كانت ليلة دافئة والهواء معطر برائحة أزهار ( تورتولا) يحملها النسيم الذي يهب من فوق تلك الجزيرة الجميلة باتجاه البحر، ولم تكن النجوم قد شعت بأكثر من هذا البريق من قبل، وانعكاسها قلب الكاريبي إلى سجادة مخملية مرصعة بالماس، ومرة أخرى ران عليهما الصمت لسحر هذا الجمال، هل كان مايك يفكر بما تفكر به جويس، بأنهما مساء الغد سيكونان في سان جوان ، وأن السفينة من هناك سوف تعود مباشرة إلى ميامي؟ جوان، وأن السفينة من هناك سوف تعود إلى بلده..وهل ستراه جويس ثانية؟ أم أن هذه مغامرة أخرى ستنتهي، كما تنتهي كل المغامرات الرومانسية الصيفية، عندما تنتهي العطلة؟
ولكن ليس هناك مجال للمقارنة بين مايُدعى ( الحب الأول) وبين ما تشعر به جويس الآن لمايك..ومع ذلك فقد تملكها شعور بقرب وقوع الخسارة..فعلى الرغم من اهتمام مايك بها، وعلى الرغم من المشاعر التي تتدفق منه عندما يمسك بها بين ذراعه، كتدفق البركان الذائب، فقد كان عليها أن تتذكر أنه لم يقم بنفي ذلك التحذير الأولى بأنه ليس مهتماً بعلاقة جدية مع أية امرأة ، ولم يتفوه أبداً بتلك الكلمات التي كانت تتحرق شوقاً لسماعها.منتديات ليلاس
ربما يكون التعب الجسدي هو الذي سبب لها هذا الشعور بالانقباض وشعرت بأنها قريبة من الدموع عندما أوصلها مايك إلى باب مقصورتها وودعها.
منتديات ليلاس
التعب؟..أم علمها أنها تحب مايك بكل ذرة من كيانها، وأن هذه اللحظات التي تشاركا بها، قد تصبح عما قريب مجرد ذكرى..! وتساءلت جويس عما إذا كانت الأفكار التي تراودها هي نفس الأفكار التي يفكربها مايك، وعانقها طويلاً..طويلاً ليس كما يتعانق الاحباء عند محطة قطار أو المطار، بل هي لمسة رقيقة تبادلاها وقد ادركا أنهما لن يعرفا بعد الآن يوماً أو ليلة كهذه، وأن هذه هي لحظة الفراق...
نهاية الفصل الثاني عشر
|