كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السادس
************
فى صباح اليوم التالى لم تجد لوسى جوس على الفطار ووجدت قصاصة على طبقها يطلب منها فيها أن تقابله بعد إغلاق محلها فى هولى لودج وكانت صباح الأثنين هذا أكثر تفاؤلاً منها فى صباح الأثنين السابق ,سبعة أيام قصار خلت كانت قبلها تحمل عبئاً ينوء به كاهلها ولكنها الأن ترى نور الأمل فى نهاية النفق المظلم ولو كانت فكرة قد الحت على عقلها مفادها أن جوس إنما يشترى لنفسه زوجة وأبن فإنها تستبعدها الأن كما كانت تبعد ذكرى قبلاته فى الليلة الماضية والتى كانت تلح عليها كشئ جديد عليها لطول عهدها بالقبلات من ذلك النوع
وكان مما يدعو للدهشة أن تجد المحل مزدحما فى يوم الأثنين ذاك فبين مهمة الأثنين المعتادة تمكنت من بيع ستارة موشاة لسيدة عجوز تشتكى تيارات الهواء فى غرفة نومها وقدح عليه رمز مدينة ستافوردشاير على هئية رأس ثعلب لعروس هدية لعريسها الريفى فى عيد ميلاده وكانت قمة نجاحها أن تبيع طاقما من عقد وقرط من الطراز الفكتورى من الجشمت الأرجوانى واللؤلؤ لشابة مودرن إلى حد كبير
وقررت أن تغلق المحل بقية اليوم بعد ما كسبته وأتجهت بعد فترة إلى هولى لودج فوجدت يد من التغير قد تناولته فأنواره مضاءة ونيران المدفأة تتراقص فى غرفة المعيشة وجوس واقف يتجاذب أطراف الحديث مع العمال الذين يعيدون وضع كسوة الرضية وقال حين رأها:
-ترتيب مؤقت يا لوسى
وأقبل عليها وقبلها بشغف ثم إستبقاها فى جواره وذراعه محاطة بخصرها وهو يلتفت إلى العمال :
-سوف نحتاج إلى كسوة جديدة ولكن إلى أن يحين ذلك غطوا هذه حتى تنتهى أعمال الدهان
وردد أحدهم:
-سمعاً وطاعاً مستر وودبريدج
ثم أستاذنوا بأحترام واحد وراء الأخر وأخذوا فى الأنصراف وأبتسمت له إبتسامة خبيثة:
-أتوفر ثمن الأعلان فى الصحف؟
فأبتسم قائلاً:
-أرسلت الأعلان بالفعل هذا الصباح
-أو قد فعلت؟!!!
ودخلت المطبخ لتضع إناء القهوة فى وضع التوصيل بالكهرباء فتخللت أنفها رائحة تفتح الشهية فقالت :
-يا للسموات يا جوس أو قد صنعت طعاما ً لى أيضا؟
-لا تتعجلى فى الشكر إننى لست بهذه الكفاءة بل إننى لم أمكث طويلا
وشعرت بنوبة إحباط مفاجئة وسألته بعفوية وهى تضع القهوة سريعة التحضير فى قدحين :
-هل أنت خارج؟
-أنى على موعد عشاء مع والد كارولين ولا أحسبك متلهفة على مشاركتنا فطلبت من مسز بنسون تجهيز شئ لك وهى تطلب منك الإجهاز عليها وإلا غضبت منك
وجلس على أحد المقاعد يراقبه بإمعان وهزت لوسى رأسها:
-لقد كنت أدبر أمرى بصورة جيدة قبل أن تتولى أنت هذه المهمة وأنت تعلم ذلك
بدأ جوس غير مقتنع :
-بما أنك أصبحت خطيبتى بصورة رسمية فإننى أفضل لك وجبات مشبعات على وجباتك التافهة
وبدت الرقة فى عينيها :
-شكرا لك جوس إننى مقدرة صنيعك من كل قلبى ولكن الأمر هو أننى لم أستطيع التعود على كل هذا بعد
-ربما يساعدك هذا
ودس يده فى جيبه وأخرج علبة وقدمها لها ونظرت لوسى إلى العلبة نظرة شك فقام جوس وفتح العلبة ثم إلبسها خاتم فى إصبعها وحملقت لوسى إلى الخاتم بدون أن تنبس بنبتت شفة.فص سولتير من الألماس الصافى فوق خاتم من الذهب يحيط بإصبع يدها الرقيقة المعتادة على الشقاء. وسألها :
-حسنا هل أعجبك؟
أخذت نفس عميق :
-وكيف لا ؟ إنه ....أكثر من رائع
ورفعت بصرها إليه ولكن فى حالتنا هذه لم يكن هناك من داع على الأطلاق
التفت عنها وعلى وجهه مسحة غريبة جعلتها تتسأل أن كانت قد جرحت إحساسه
-أعتقد أنه ضرورى فى حالتنا هذه أكثر من الحالات التقليدية
وإلتفت إليها بسرعة :
-سيكون الأعلان قد ظهر فى الجرائد صباح الغد وسيكون محلك مكتظاً بالناس الذين أتو مهنئين ألا تظنين أنهم سيكونون متوقعين شيئا كهذا فى إصبعك؟
-فهمت ولكن كيف أمكنك أن تنشره فى ذلك الوقت الضيق ؟أننا لم نتفق إلا بالأمس!
أبتسم لها بخبث:
-لقد أنتهزت فرصة وجودى فى لندن وحجزت مساحة له
-أهـ! ثم أخذت تدير الخاتم فى أصبعها :
-وماذا يقول الأعلان يا جوس؟
-ليس بالشئ الخارج عن المألوف مفاده أن أتفاق على الزواج قد تم بين لوسيندا دراموند صاحبة هولى لودج وجوناس وودبريدج من أبوتسوود وهكذا وقد تم تحديد الموعد مع المسؤول فى الكنيسة بالمناسبة
-حقاً؟
وأبتلعت ريقها أن العجلة قد أنطلقت فى الدوران فجأة وبكل سرعة
-وبالمناسبة لقد كان فى منتهى السعادة
-وحتى بالنسبة لى؟
رد جوس مؤكدا :
-بالذات بالنسبة لك أنه سعيد لك جداً يا لوسى
-ربما يعتقد أننى محظوظة للغاية وأبتسمت وأنا بالفعل كذلك ساتزوج أنسانا وسيماً ثرياً سيسدد عنى كل ديونى
أمسكها من كتفها وهزها هزاً خفيفاً :
-كفى عن هذا يا لوسى فليس حظى أقل من حظك
وأبتسم لها بود أشعل النار فى وجنتيها وأكمل:
-أو على الأقل أتمنى أن أكون كذلك يوما ما
وضمها إليه وقبلها قبلة يؤكد لها ذلك الأمل الذى يعيش فيه ولم تبد مقاوةم فذلك الخاتم حول إصبعها يؤكد إلى أى درجة هى مدينة له فإنه ليس من العدل أن تحرمه من تقبيلها كما يحلو له كما أنها كانت تستمتع بذلك بكل جوانحها
ولم تدر كيف كان سيتطور الأمر بينهما لو لم يقطع عليهما جرس التليفون نشوة غرامها فجذبت نفسها من أحضانه ورفعت السماعة والدم يكاد ينفجر من وجنتيها وهى تجيب على الطالب بأنفاس متقطعة وكان صوت بردى يتسأل إن كانت قد وصلت منزلها وعما إذا كان بإمكانها أن تحضر لعدة دقائق وغمرت السعادة قلب لوسى :
-تعالى شاريكينى العشاء وبول أيضا لو أراد
كان بول قد رحل تاركاً بردى للوحشة وقامرت على أن تجد لوسى حرة:
-أليس هذا من حسن حظى؟
قالت لجوس متهللة:
-أن بردى روش قادمة,يمكننى أن أزف لها الخبر قبل أن تقرأه غدا فى الصحف
هز لها كتفيه وكأنها لم يشاركها تلك النشوة منذو لحظات الأمر الذى جعل لوسى تبتئس وهى تسمعه يقول:
-عظيم أت رغبتى فى لقاء جيم إركسين هى لنفس الغرض فأنا أريد إخباره قبل أن يطالع ذلك فى الصحف
قالت لوسى وقد تماسكت :
-إننى أتذكره جيدا لقد كان دائما لطيفا معى
-أنه لم يغفر لأبنته قط فرارها ويدعو أبناءها بالمخلطين
ثم أشار بإصبعه إلى خدودها المتوردةك
-بالمناسبة هناك تدفئه فى غرفة نومك وقد كانت البطانية الكهربائية متصلة بالتيار طوال اليوم وقد تم لصق أرضية فسحة السلم وإذا لم يكن المنزل قد عاد أنيقا كما كان فهو على الأقل قابل للسكنى وشعرلوسى بإمتنان عميق :
-أنك غاية فى اللطف يا جوس
-لا ليس دائما
ثم أخذ طريقه إلى الباب ثم قال :
-لقد وضعت بعض الأطعمة فى دولاب الخزين إنى أفضل عروسى بشئ من اللحم فوق عظامها بقدر الأمكان
وعبست له :
-يبدو أنك تميل للبدينات
وهز كتفيه :
-أننى لست فقط ثريا ووسيما لقد نسيت أهم ما فى الموضوع أننى بشر أيضا
وقبل أن تندفع فى رد لاذع ومض بريق الخاتم فى عينيها فهدأت نفسها وقالت:
-شكرا لك على الخاتم يا جوس
وأدارته فى إصبعها :
-يبدو أنه كلفك كثيرا
-سوف أقومه لو أردت وارى أن أسترد قيمته بصورة ما ذات يوم
وتقابلت عيونهما فحبست لوسى أنفاسها بينما هو قال :
-تصبحين على خير تأكدى من إيصاد الأبواب جيدا
وقاومت رغبة فى أن تخبره أنها لم تقصر فى حماية نفسها إلى أن تدخل هو فى حياتها وأجابته:
-سأفعل يا جوس وتصبح على خير.لاتنسى أن تشكر مسز بنسون نيابة عنى
********
|