كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الخامس
×××××××××
كانت لوسى نهبا لأنفعالات متتضابة وهى فى طريق عودتها تحت أشعة شمس الأصيل
ومن حسن حظها أن الطقس كان مختلفا أختلافا بينا عنه فى رحلتها السابقة وذلك لأن تركيزها كان منصبا على حديثها مع توم وليس على الطريق وقد ساعدها على ذلك أنهاقد تعودت على تلك السيارة الجديدة وأصبحت قيادتها لها بصورة ألية مما سمح لذهنها أن ينصب على ما أبداه توم من فرحة لتصور جوس زوجاً لأمه ولم تكن هى متوقعة هذا الترحيب الحار بالفكرة,ومن ثم فقد أعدت نفسها لبذل شئ من الإقناع وشئ من الإغراء وهو ما كشف لها أنه يبدوأن توم ليس وحده المرحب بالفكرة فيبدو أن أمه لم تكن تعارضها بالصورة التى كانت تحاول أن تقنع نفسها بها
وبعد عدة كيلومترات من تحليل النفس أنتهت لوسى إلى أن شعور المرارة التى سيطر عليها كل تلك السنوات كان سترا لتخفى وراءه ما تكتم فى قلبها من شعور بالجرح العميق وأن رفضها لقاءه حين يأتى معتذرا هو الخشية من إنهيار ذلك الستار فور أن تتلاقى عيونهما وإذا كان والدها قد حاول أن يصلح ذات البين بينهما فإنها من جهة أخرى كانت أبنته التى ورثت عنه العزم والتصميم وبينما هى تدخل بالسيارة من المدخل المؤدى إلى أبوتسبريدج سيطر عليها شعور ملح بإن تعود أدراجها هاربة كما فعلت يوم أخبرته بحملها ولكنها اليوم تختلف عنها كفتاة صغيرة رقيقة فى السابعة عشر أكثر نضجا وحكمة ,وجدت نفسها تضحك بسخرية وهى توقف السيارة أمام المنزل ولم تكن قد أطفأت المحرك بعد حين فتحج الباب الخارجى على آخره وظهر منه جوس قادماً ليساعدها على الخروج من السيارة وكان يبدو مجهداً وقد خفت سمرته نوعاً ما كما أن حلته الرسمية السوداء أعطته مظهراً أكبر سنا وأكثر تباعداً وقال وهو يتأبط ذراعها :
-مرحبا لوسى كيف حال توم؟.
-بخير
-هيا بنا لنتناول شراب
لأحظت لوسى عرق ينبض على صدغه فأحست بتوتره وهذا يخفف عنها شيئا من توترها وهى تفكر إلى أى مدى وصل تعلقه بتوم وتقبلت منه قدح من الشراب شاكرة ثم سألته :
-كيف حال رحلتك؟
فقال وهويجلس قابلتها :
-مروعة.أنت تبدين أنيقة يا لوسى
أبتسمت له :
-من الصعب أن أحافظ على توازنى حين أزور توم وأحاول وقتها أن أبدو فى صورة طيبة ولكن لست مختلفة أن أجعل نفسى قريبة لحد ما من والدة بال بانيستر ولكنها أبنة لورد أو شئ ما على حد قول توم
أبتسم جوس ساخراً:
--هل أفهم من طريقة حديثك الواثقة هذه أنك حصلت على رفض منه ؟
-على العكس تماماً إنك لا تدرى مدى تحمسه لأن تكون له أباً فى صورة زوج لأمه
قفز شئ ما من عينى جوس:
-أحقا كان كذلك؟!
-نعم لقد أنتابته نشوة غامرة أن تكون له أم تدعى مسز وودبريدج
وأبتسمت أبتسامة متهكمة :
-حتى تلك اللحظة لم يكن لديه أى أعتراض على مس لوسى دارموند كأم له
قام جوس لينهضها بكل رقة كما لو كانت قارورة من زجاج رقيق يخشى عليه من الكسر
أرتمت عليه لوسى مبتهجة بصورة مفاجئة من ذلك الدعم منه لها وأن تجد أحد يشاركها تلك اللحظة وقالت فى إجهاد :
-ما أن أنتهينا من القضية الأساسية حتى أستجمعت شجاعتى لأسأله عما إذا كان فى نفسه شئ لكونى غير متزوجة فقال أن جده شرح له أن سيمون قد قتل فى حادث ولهذا لم يكن الزواج ممكنا
-وشعرت بقبضة جوس تشتد على ذراعها -يبدو أن دادى قد شرح له أن الأطفال يمكن أن يخلقوا بدون زواج خصوصا إذا كان الأثنان يحبان بعضهما حباً جارفاً (سرت رعدة فى بدنها)وهكذا يبدو أن ما كان توم محتاجاً إليه ليتأكد منه هو أنى كنت أحب سيمون حباً شديداً
أمال جوس رأسها إلى الوراء ونظر إلى وجهها :
-ألا تزالين تحبينه يا لوسى؟
-جوس لقد أنقضى على هذا الأمر أحدعشر عاماً وكل ما أحمله له الآن هو الذكرى لقد كنت فى السابعة عشر وقتها
غشيت عينيها سحابة سوداء
-لا يمكنك بالتأكيد أن تتوقع منى الأخلاص لتلك الذكرى طوال حياتى
أبتسم فى أسى:
-على العكس إذا ما وافقت على الزواج منى أريد زوجة غير مرتبطة بذكريات لشخص أخر حتى لو كان هذا الشخص هو أخى
تراجعت عنه قائلة:
-لقد سويت كل الأمور إذن,أليس كذلك؟
بدأ الشجن على وجه جوس
-أنك لا تبدين متحمسة للأمر هل فكرة الزواج منى مقبضة للنفس لهذه الدرجة؟
فأحست لوسى بالحرج الشديد :
-كلا بالتأكيد لا أسفة يا جوس ولكن اليوم كان مجهداً بطريقة غير عادية
فافرغ كأسه جرعة واحدة فى جوفة ثم قال:
-فلنبدأ من جديد إذن وانتظاهر بإننى حصلت على موافقة رسمية لطلب يدك
-من والدى وليس من أبنى
وأبتسمت وومضت عينا جوس بالدفء
-بالضبط أعتقد لوكان والدك موجود لوافق على الفور
-أنا موافقة لقد كان يحمل لك مشاعر طيبة زقد كنت أضايقه حين كنت....كنت.....
-ترفضين أن تسمعى كلامه ؟
وأبتسم بزهو:
-أنا أعلم فقد أخبرنى بنفسه
فردت لوسى يدها :
-هكذافإن لديك موافقة مزدوجة من الوالد والأبن
-وأعتقد أنه آن الآوان أن أسألك أنت لوسى دارموند ليس أبنة توم دارموند الأكبر ولا أم توم دارموند الأصغر (ونظر فى عينيها بثبات):
-هل أنت راغبة فى الزواج منى يا لوسى
فترددت وهى تقول :
-نعم ولكن ببعض الشروط
وضيق جوس من عينيه:
-شروط؟لقد أعتقدت أننة سويت كل الأمور بصورة طيبة الأن
-نعم لقد فعلت بالتأكيد وأننى شاكرة لك من أعماق قلبى
وتطلعت إليه فى إستجداء:
-ولكنى لا أعتقد أننى مستعدة للقيام بدور الزوجة بالمعنى الذى تتوقعه منى
وردة بلهجة حد الموسى :
-لا تتلاعبى بالألفاظ يا لوسى دارموند إنك تقصدين فكرة معاشرتى لا تروق لك
فردت وقد آلمتها لهجته:
-لم أقصد ذلك تماما ولكن أرجو أن تفهم فلسنوات وأنا أنظر إليك كعدو لدود
-أولست أعلم ذلك؟
-حسنا,ولست قادرة على التمثيل يا جوس كل ما أطلبه منك هو أن تعطينى فترة من الوقت أتعود فيها على تقبل فكرة كونك زوجاً لى
وتمنت لو لم تطرق الموضوع فقد كانت نظرات جوس باردة بصورة مرعبة وكان غباء منها ألا تتوقع رد الفعل هذا ومن ثم فقد أستدركت محرجة تكاد تتهاوى مغشيا عليها للملامح التى بدت على وجهه:
-ولكن لو كنت مصراً فسأكون فاهمة ومقدرة لقد أنفقت مالاً ليس بالقليل ومن المؤكد أن تتوقع مقابلاً......
وأمسكت لسانها حين رأت شرراً يتطاير من عينيه وقال لها بأستهجان:
-لو كنت أبغى مجرد علاقة جسدية يا لوسى لفعلت ذلك بأقل مما أنفقته على إصلاح منزلك بكثيريا لوسى فلنضع الأمور إذن فى نصابها إننى أتزوجك بصورة للحصول على توم .فإذا ما تقبلت أن يكون زواجاً طبيعياً فمرحبا أما لو تصورتى أن يكون جسدك مكقابل مالى فإننى أقول لك أن ذلك لا يبدو مغرياً لى البتة وسأظل أنا فى فراشى وأبقى أنت فى فراشك
ولم تزد أبتسامته عن ومضة خاطفة من أسنانه البيضاء وهو يكمل:
-وإذا ما عن لك أن تغيرى رأيك فأخطرينى على الفور وسييسعدنى أن أقدم لك أى خدمة وإلى ذلك الحين نامى فى سلام
وكانت تلك الكلمات الأخيرة منه أشبه بخنجر أغمد فى صدر لوسى فهى قد أثارت تائرة زوج المستقبل فهبطت بنظرها إلى السجادة ثم رفعته إلى جوس وسألته بحرج :
-وماذا أنا فاعلة الأن؟هل أنسحب إإلى غرفة نومى وأتحاشى طريقك ؟
فتحول إلى الرقة قائلاً:
--كلا بالتأكيد لا يا لوسى إن مسز بنسون قد تركت طعاماً بارداً فى غرفة الطعام ولابد أنك جائعة
ولهشتها وجدت أنها كذلك بالفعل وما أن وقع بصرها على لحم الدجاج المحلاة بثمار الأفوكادو والمشمش حتى ثارت شهيتها فصنعت طبقين وافرين منه وأقبلت هى على طبقها بكل تلذذ وقالت وفمها محشو بالطعام:
لكم هى غريبة شهيتى للطعام فأنا لم أستطيع تناول شئ يذكر على الغداء بسبب ما كان على أن أقوله لتوم ومع ذلك ففى هذه الأمسية وبعد هذا الخلاف معك أشعر بنهم شديد
غالب جوس ضحكة وهو يقبل على طعامه بنفس لاحماس وقال:
-وأنا سعيد بذلك فبصراحة يلزمك بعض وجبات دسمة فأنا أفضلك ممتلئة الجسم كما كنت دائما
وعبست فى وجهه قائلة :
-تقصد مترهلة !لكم كنت أكره ذلك لقد كان الحسد يقتلنى تجاه قوام كارولين
-لعلمك بينما كانت هى مستعدة أن تضحى بعين من عينيها مقابل شئ مما كان لديك
-أنك تمزح بلا شك!
وأفترثغره عن أبتسامة عريضة وهو يهز رأسه لها
-كلا فأنا أتذكر بكل وضوح ما قالته لى بتقزز:( أن الرجال جميعاً قد أنقلبو لقردة فى أشتهائهم صدر كصدرك ) مما يدل على أنها كانت تحسدك عليه حسداً كان كنار تأكل صدرها
وتشاغلت بطعامها وقد أتقدت وجنتاها :
-أليس البشر فى منتهى الغرابة كلاً يشتهى ما لدى الأخر ؟
أبتسم جوس فى أسى:
-هذا حق يا لوسى حق تماماً
ثم قال بعفوية:
-هل لديك أى رغبات بالنسبة لحفل الزفاف؟
|