كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وأنقشع جو الكأبة مع المرح الذى صاحب أطباق الحلو وتحول الحديث إلى أسفار جوس وإلى جولات لوسى فى ربوع البلاد بحثاً عن تحفها وعن صديقتها بردى روش ومعاونتها فى المتجر
-أن لبردى دائما رجلاً فى عقبيها فهى تجذبهم كما تجذب النار الفراشات
-وهل تودين شيئا من هذا القبيل أن تجذبى الرجال كأنمها الفراشات؟
نظرا إليها من فوق قدح قهوته.أبتسمت له وقالت :
-بهذا الوجه الذى لى .ولاداعى لذكر أبن فى العاشرة!!!
ثم أضافت مستغرقة فى الذكرى :
-رغم أن ناظر مدرسة توم كان مهتما بى فى بداية الأمر متصوراً أنى أرملة وحين عرف بالحقيقة أنصرف عنى على الفور فلم أكن جديرة أن أكون زوجة ناظر مدرسة
نظر إليها جوس بتركيز :
-وهل كنت ترغبين فى ذلك؟
فتجهم وجهها وهى تجيب :
-لا رباهـ ! ليس هذا مناسب لى على الأطلاق مهما كانت شكواى من أسلوب حياتى فى بعض الأحايين فأنا مستمتعة بها تماماً فأنا أقابل ناس كثيرين أثناء تجولى وأتناول مع بعض منهم شراباً خفيفاً أو غداء فى مقصف ولكنى لا أسهر مع أحد على الأطلاق فغالباً ما أكون مجهدة تماماً فى نهاية اليوم
-ولكن هذا خطأ
فتسعت عيناها :
-وما الخطأ فى ذلك؟
-أن تحرمى نفسك من التمتع فى هذا السن
مال أتجاهها وقال بأهتمام :
-أنت فتاة يالوسى بربك لا تنسى
هزت رأسها :
-لا أرانى فتاة يا جوس بل أم لتوم ولكم أشتاق له لدرجة انى أشعر بالذنب لذلك أحيانا فهو يحب مدرسته وكان والدى صارماً فى رأيه أن يبعثه إلى حيث يتلقى العلم وأعتقد أنه كان يخشى أن أصرف فى تدليله
أبتسم جوس عن غير إرادة :
-مما أعرفه عن توم أنه ليس من الطراز الذى يقبل ذلك.ولكن ألا تظنين أن والدك أراد أن يرسله إلى مدرسة لأسم جده فيها سمعة محترمة؟
نظرت إليه فى دهشة :
-هل قال لك هو ذلك؟
-لا ولكن هذا شئ أفترضته دائما فما دام الولد لا أب له فسوف يدعم من موقفة فى المدرسة أن يكون جده قد درس فيها من قبل ويعتبر بطلاً أسطورياً كقائد قاذفة قنابل جسور ومن تمكنه من الهرب من الأسر وكل تلك القصص البطولية أعتقد أن دراموند العجوز كان يريد أن يعطى حفيده أحسن بداية ممكنه
-يا لسعة أفاقك يا جوس على شاكلة أبى تماماً ومع ذلك كيف دبر والدى المال لضمان الدراسة لتوم هذا ما لم أعرفه قط -أبتسمت فى أسى-كان والدى يعيش يوم بيوم تاركاً الغد يدبر أمره بنفسه
وألقت نظرة على ساعتها :
-رباه أن الوقت تأخر هلا عدنا.....رجعنا الأن ؟
ونهض جوس على الفور وعلى وجهه تتراقص إبتسامة خفيفة ساخرة وهمس فى أذنها وهما يبتعدان عن المائدة:
-حذار لقد كدت تقولين هلأعدنا إلى منزلنا
أحمرن وجنتاها وهو يدفع الحساب ثم يقودها إلى الخارج حيث الظلام الحالك والبرودة القارسة وكانت نتف الثلج تتساقط خفيفا ولف جوس ركبتى لوسى بوشاح صوفى فى أثناء رحلة العودة التى تطلبت منه الحذر البالغ ,قالت له لوسى منفعلة :
-لكم أنا سعيدة أنك تتولى القيادة إن مغامرتى الليلة الماضية ستبعدنى عن عجلة القيادة لفترة ما
سألها:
-هل أنت عصبية الأن؟
-لا
وكانت هذه الحقيقة التى أدهشت لوسى فرغم الجو القاسى كانت تشعر بجوار جوس بالراحة التامة والأمان .قال لها
-أنك محتاجة لسيارة أكثر رشاقة فهذه الدبابة القديمة أستهلكت تماماً ولم يكن قد فعل أكثر من تأكيد ما تعرف أنه الحق ومع ذلك فقد شعرت بأن كلماته قد وقعت فى نفسها وقعاً سيئا وفى نفس الوقت شدت من عزمها على أن تسأله القرض ليس فى الأمر شئ كل ما عليها هو أن تبتلع كبرياءها وان تعرض الأمر بكل ما تملك من لطف وبأسرع ما يمكنها,فور عودتها مثلا,وإلا فعليها أن تقضى ليلة أخرى مسهدة فى غرفة جوس وودبريديج الدافئة المريحة وكانت مسز بنسون قد أخلدت لنوم عند عودتهما ولكنها تركت لهما صينية عليها أقداح القهوة وبعضاً من بسكويت صنع منزلى وسألها جوس:
-أتريدين شراباً يا لوسى ؟
فردت مبتسمة :
-لا شكرا لك لقد كان العشاء رائعاً
فقال بإقتضاب :
-يسعدنى أنه أعجبك ,هل لك فى بسكويت ؟
رفضت شاكرة وأسفت فى نفس الوقت لقد كان سيمون مغرماً بما تصنعه يدا مسز بنسون من هذا البسكويت
-ما رأيك فى شى من الموسيقى ؟
-لا شكرا لك
وأخذت نفس عميق عليها أن تفاتحه فى الموضوع قبل أن تخونها شجاعتها أنها تعلم ذلك جيداً
|