كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وليس مستقبلاً مغرياً لأمه أيضا ولكن لوسى تجنبت أن تقول هذا فليس من شأن جوناس وودبريدج بأية حال حتى لو كان قد جشم نفسه تدبير مبيت لها تلك الليلة
قال جوس:
-أتظنين أنى أتدخل فى شؤونك؟
بدأ نوع من الأرتياب على وجهها :
-مادام ذكرت هذا فنعم
-0بالتأكيد لى بعض الحق فى الأهتمام بأمرك يا لوسى
وتشابكت نظراتهما بصورة لم تدع مجالاً للشك فى مقصده فحملقت إليه بنظرة جامدة
-لست أوافقك
وتشاغلت بصب قدح من القهوة وأسعدها أن تجد رأسها صافياً حين رفعته إليه وقال جوسبهدوء:
-ولكنك كنت تظنين النقيض فى يوم ما
-كنت صغيرة وغريرة وقد تقدمت فى العمر الآن وأتمنى أن أكون أكثر حكمة عن يوم أن....
وتخاذل صوتها إلى الصمت ماخوذة بحملقة العينين الزرقاوين إلى وجهها
-يوم جرفنا شعور طاغى بالتجاذب المشترك وأنت لاتزالين فى سن مبكرة يا لوسى
وأزداد صوته عمقاً وخشونة وتوترت أعصا ب لوسى وراح قلبها يدق بكل عنف ثم قالت بإقتضاب وهى تجذب عينيها بعيداً عنه بمشقة بالغة :
-ليس هذا حديثاً ملائماً للفطور ولو كانت لديك ذرة من اللياقة لتركت ذلك المشهد فى مكانه من الماضى
ومن تحت جفنيها المسدلين رأته يميل بجسده إلى الوراء وقد عليه الأسترخاء التام وسألها بحدة:
-أى مشهد تقصدين بالضبط؟أتقصدين كل المرات التى لم أكن أستطيع مقاومة إحاطتك بذراعى أو أن أجذبك للجلوس على ركبتى حتى أستطيع أن أضمك ؟!!!أم تقصدين يوم جرفتنا الغريزة إلى الخطيئة؟لقد كنا خاطئين يشيننا عدم الأخلاص.فقد كنت مرتبطة بسيمون وأنا بكارولين وحتى لو لم أكن كذلك فلم يكن من الشهامة أن أسرق من أخى حبيبة قلبه أليس كذلك؟
-إنك لم تسرقنى.....
-لا وبكل لعنة أغريتك,أليس كذلك؟
وتوقف عن الكلام وهبت هى واقفة ولكنه أجلسها بيد حازمة:
-أجلسى دقيقة من فضلك يا لوسى مادمنا فتحنا الموضوع فإننى أريد أن أتأكد من شئ واحد.أتنكرين أن كنت راغبة فى بنفس الصورة؟
وحملقت إليه صامتة ليس بنفس الصورة على الأطلاق لقد كانت النزوة تشدك إلى ولكنى كنت غارقة فى حبك يا معبودى غلى أذنى وكم كان مؤسفاً أن تنحط من عليائك بتلك الصورة
قالت بصوت مرتفع :
-لا لست أنكر لقد كنت متعلقة بك كمراهقة ولكن الحوادث التالية شفتنى من ذلك تماماً على ما أظن
والتوت شفتاه فى أبتسامة خالية من المرح :
-وهى حقيقة أتضحت بكل جلاء لقد مللت كثرة طرقى بابك وأنت مصرة هلى إيصاده فى وجهى
نظرة إليه فى أستغراب :
-وماذا كنت تتوقع غير ذلك ؟
فتحولت شفتاه إلى السخرية :
-أيمكن القول إنه كان يراودنى الأمل ؟لقد كان لدى غاية فى الأهمية أردت أن أقوله لك ولكنك كنت ترفضين حتى أن تدعى والدك يسمح لى بالدخول
وهز كتفيه:
-لقد نلت ما أستحق بصورة او أخرى ولم يعد ذلك مهما فقد مضى عليه زمن بعيد
-هذا حق فلننس الآن ما فات ونهضت من الأفضل أن أنصرف ثم قالت متصلبة هل يناسبك أن تأخذنى الآن؟
نهض جوس على الفور ولكنه عاد وجلس قائلاً:
-بالتأكيد واكن يجب أن أكمل قهوتى أولاً
رفعت لوسى ذقنها :
بالتأكيد وسوف أصعد لأرى أننى لم أترك شئ ورائى
وكانت تعلم تماماً أنها لم تترك شيئا ولكنها كانت محتاجة بشدةن إلى أن تبتعد فترة عن قربه وحين عادت وجدته فى أنتظارها وسألها :
-جاهزة؟ثم لوح بيده تجاه النافذة الثلج ينهمر مرة أخرى
نسيت لوسى التوتر بينهما وأندفعت للنافذة :
-أوهـ رباه يجب أن أذهب للبيت لأرى ماذا جرى فيه أكثر مما حدث
-ليس من داع لقد كلمت نيد وسوف يرسل من يهتم بالسباكة والكهرباء وميكانيكيا ليأخذ سيارتك وأنا أنصحك بأن تخاطبى شركة التأمين يا لوسى
منتديات ليلاس
وصدمتها الكلمة بشدة وغمغمت شيئا غير مفهوم وهما يأخذان طريقهما بطول المدخل المسور ومنه إلى الطريق ولم تقل شئ أخر إلى أن وصلا المدينة حيث ترؤكت جوس ينزلها عند متجرها غير عابئة بالعيون الفضولية وفتحت أبواب متجر العاديات الجذاب الذى يزهو بنوافذ عرضه الزجاجية الأنيقة ولأفتة من الحديد المطاوع
-من الأفضل أن أصعد لأتأكد من الأنابيب هنا يا لوسى
وأبيض وجهها
-رباه أنى لم أفكر فى الأمر
وأندفعت عبر المحل صاعدة السلم درجتين فى كل وثبة وحين وجدت كل شئ على مايرام كانت تتهاوى من فرط الأرتياح
ونادى جوس من أسفل:
-كل شئ على مايرام؟
نزلت لوسى السلم جرياً :
-نعم شكرا للسماء
وتخللت شعرها بأصابعها :
-لو وجدت الماء يتساقط فوق بضائعى الثمينة لأصابتنى الهستريا
كان جوس ممسكاً بحزمة من الخطابات ناولها لها قائلاً :
-بريدك.سأنصرف الآن وقد أطمأننت عليك
-جوس...وترددت لوسى شاعرة بالحرج إننى أقد لك صنيعك من كل قلبى.فشكراً لك على إستضافتى ليلة أمس
وتقابلت عيونهما وشعرت بالحرارة تتصاعد من وجنتيها حين رأته ينظر إليها فى تعجب:
-أنك تكرهين أن تكونى مدينة لى بشئ يا لوسى دراموند ثم مس خدها مسا خفيفا بإصبعه :لا تجهدى نفسك فى العمل إلى اللقاء
منتديات ليلاس
كررت وراءه إلى اللقاء وأخذت تراقب طوله السامق وهو يشق طريقه خلال قطع الأثاث والزينة الأثرية والفنية ثم أستدارت متنهدة إلى مكتبها دقيق الصنع وأوصلت أبريق القهوة بالتيار الكهربى لتنال منها شئ وهى تنظر فى بريدها الذى كان يحتوى على النشرات الدعائية والكتلوجات المعتادة وفاتورة الكهرباء وفاتورة الإيجار وكادت عيناها تخرجان من محجريها وهى ترى الأرقام المطلوبة .لو كانت أمس لوسى دراموند تنوى تجديد العقد فسيكون ذلك مقابل رفع الأجرة إلى النصف وسكنت حركتها فجاة على مكتبها إنها كانت متوقعة زيادة فى الأجرة ولكن ليس بنفس القدر ولم يكن الأمر يسبب مشكلة لو بيع المنزل ولكن نظرا أنه لا يوجد مشتر له فى تلك اللحظة وليس من المحتمل أن يوجد إلى أن يتم إصلاحه من الدمار الذى حدث به فهى لا تدرى من أين ستحصل على المبلغ المطلوب أنهامدينة بالفعل للبنك بضمان بضائع محلها وبالتالى هذا الطريق مسدود أمامهاوإذا كانت مصلريف دراسة توم قد سددت فهناك المصاريف الأخرى المتزايدةبينما هى تواجه موسم كساد لنشاطها وليس من المحتمل أن يدخل المحل هاو لقطعة أثرية من القطع المتميزة فى سعرها
وأخذت تتساءل فى يأس ماذا عساها أن تفعل أنها لا تملك شيئا ذا قيمة عدا بضاعتها ولو باعتها جملة فى مزاد لفقدت مورد رزقها وأمسكت بالمنفضة والممسحة لتبدأ أعمال النظافة الأسبوعية وعقلها فى دوامة بحث عن مخرج لها من ورطتها وكانت كل واجهة عرض لمحلها منسقة على هيئة حجرة منزلية بقدر الأمكان لتجذب نظر العملاء بما توحيه من راحة نفسية أكثر من ترتيبها طبقا للقيمة المادية أو العصر الذى تنتمى له القطعة,وراحت تنفض الغبار عن أرفف مكتبة جورج الثالث وتمسح الغبار عن ظهر الشيزلونج المخملى وتعيد ربط الحبال الحريرية السميكة لستارة من الحرير الدمشقى ثم أنبرت إلى منضدة من خشب الورد تجلوها لأعطاء أكبر قدر من التاثير الجمالى ثم راحت تسوى كرسى هزاز على هيئة حصان ذى عينين بديعتين وقالت تخاطب الكرسى :
-أن سعيدة أن أراك مبتهجا يا بيجاسوس ثم تركته إلى القطع الأخرى التى لا حصر لها من الخزف والزجاج المتناثرة فى المكان ثم أنهت عملها بتلميع خزانة أوان فضية من العصر الفيكتورى وكان زبونها الوحيد طوال اليوم سيدة طاعنة فى السن طلبت إناء صابون زخرفيا بديعا وسيدة شابة طلبت منضدة زينة لنباتاتها وعزت لوسى نفسها بأن هاتين الصفقتين على ضالة قيمتهما لم تكونا متزقعتين فى هذا اليوم وكان هطول الثلج قد توقف ولكن الجو ظل قارس البرودة وخلت الشوارع من الكثير من روادها وأغلقت لوسى محلها خلال فترة الغداء وذهبت للمخبز لشراء بعض الخبز الملفوف بالجبن وراحت تتناوله وهى غارقة فى أرقام دفاترها حتى أصابها الصداع بدون أن تعثر على حل سحرى لا مفر من قرض كبير وسريع
كانت لوسى غارقة فى أفكارها حين دق جرس التليفون :
-لوسى ؟
كان صوت جوس
-هل أنت مشغولة ؟
-لا يا جوس ماذا هناك؟
-لقد أعيدت الكهرباءللمنزل ولكن السباكة ليس اليوم
شعرت لوسى بالذنب بالذنب لنسيانها ما فى منزلها من فوضى وهى غارقة فى أرقامها :
-لم يكن لك أن تتحمل كل هذا العبء حقيقة يا جوس أنى أسفة
كان فظاً وهو يقول :
-لا تكونى غبية لقد سجبت سيارتك ويقول صاحب الجراج أنه سيتصل بك غدا لإبلاغك بقراره النهائى ,لكنه ليس متفائلاً فى الواقع
لم تدهش لوسى :
-لست أعتقد أن يكون كذلك ولكن شكرا لأبلاغى
-فى أى وقت تقفلين المحل؟
-حوالى الخامسة
عبست لوسى فى السماعة
-ليس عليك أن تتجشم هذا حقا يمكننى السير
-كفى هراء سأراك فى الخامسة
وأنهى محاولة أعتراضها بإغلاق الخط
كانت لوسى تشعر بالضيق لتصرفه على أن له اليد العليا ولكنها سعيدة فى نفس الوقت لتجنب السير فى الظلام فى نهاية اليوم وفجأة إعتدلت فى جلستها لفكرة هبطت على رأسها ولكنها سرعان ما هزت رأسها لامحال ف؟إذا كان جوناس وودبريدج هو أفضل من يمكنه ان يقرضها فى المدينة فإن سؤاله ذلك يتعارض مع كل مبادئها.ولكن هل ستضمن المبادئ لتوم الصغير الملابس الجديدة أو تدفع نفقات إصلاح المنزل وتدبر مبلغ الأيجار؟
منتديات ليلاس
ولن يكون سوى قرض مؤقت همس بذلك هاتف فى ذهنها فقط إلى أن تبيع البيت
وستبين بشكل قاطع أنها ىستدفع الفوائد فجوناس وودبريدج لن يعجز عن تدبير مئات من الجنيهات
وعبست بل بضعة الألف فى الواقع لو أرادت حل كل مشاكلها
لا قفزت واقفة مطوحة بدفتر حساباتها لن تجد القوة على أن تطلب هذا الطلب
سوف تتجمد الكلمات على شفتيها لقد كانت قد أقسمت ألا تحادثه مرة أخرى فكيف بالله تتصور نفسها تسأله قرضاً؟
وباعت لوسى بعض القطع فى فترة بعد الظهر الأمر الذى أثار دهشتها أشياء ليست عالية القيمة ولكنها أكثر مما توقعت فى يوم قارس البرد من أيام الأثنين ولكن لم يكن من شأن ذلك أن يخفف قلقها وحين ظهر جوس فى الخامسة تماماً كانت سعيدة أن تغلق المحل بعد أن شغلت جهاز الإنذار ضد السرقات
وسألها وهو يساعدها على دخول اللاند روفر :
-يوم طيب؟
فتنهدت بعمق وهما ينطلقان بالسيارة :
-ليس سيئاً
فعلق على قولها قائلاً:
-تبدين مكتئبة
-أسفة
-ولن ترفع أخبارى معنوياتك على ما أظن؟
فشدت نفسها قائلة :
-ماذا لديك الأن؟
-يجب تغير كل المواسير قبل أن يزور خبير مثمن المنزل وهو ما سيفعله أى مشتر (ألتفت ناظراً إليها)أن شركة التامين ستدفع بالتأكيد كل النفقات
قالت لوسى متلعثمة :
-لقد تركت التأمين يسقط
-ماذا فعلت؟!!!
-لم أتمكن من دفع الأقساط يا جوس كنت سأستانف الدفع الشهر القادم ولكن ...(وتوقفت عن الكلام تحاول أن تهدئ من صوتها)لن أستطيع مطالبة شركة التأمين وعلى تدبير المبلغ بنفسى
أطلق جوس سباباً خافتاً وهما يخلفان أضواء المدينة وراءهما :
-لوسى أن المنزل غير قابل للسكن فبعض الأنابيب قد تشققت تماماً ويقترح السباك ان يعيد تجديد الشبكة بأكملها وبدلاً من إجراء ترميمات لبعضها لتجمد الماء مرة أخرى
جلست لوسى مدهوشة :
--أواهـ يا رباه!!!ولكن ألا يعنى ذلك تغيير الأرضيات وإعادة الطلاء و......
منتديات ليلاس
تخاذل صوتها حتى توقف وهما يقتربان من هولى لودج وهى تحملق بمرارة إلى لافتة للبيع والتى بدت وكأنها تتعمد أغاظتها و جوس ينزلها من السيارة .كان داخل المنزل مضيئاً وتمنت لوسى لو لم يكن فأضواء الشموع كانت قد خففت الحجم المرعب للدمار الليلة الماضية وها هاو واضح بكل تفاصيله المقنطة ,التلطيخات البادية على السقوف والحوائط فى الصالة السجادة التالفة وجو الرطوبة الشائع فى المكان وفى الطابق العلوى كانت النفايات الناتجة عن تساقط السقف قد أزيلت وما أن لمحت لوسى منظر السقف فوقها حتى تهاوت جالسة على أعلى درجات السلم :
-ليس بالمنظر البديع
وحاولت أن تبتسم لجوس
-ليس بالذى يوحى بالفكاهة ,أنه فى حالة يرثى لها هى أجمعى حاجياتك
وسألته:
-ماذا تقصد؟
فقال بأنفعال :
-إنك أتية معى هيا أحزمى حقائبك
-لايمكن أن أفعل ذلك لا يمكن أن أترك المنزل فى هذه الحالة إنه منزلى
ورفعت يدها فى أستجداء وكست وجه جوس ملامح أب يواجه طفلاً عاصياً من أبنائه :
-لست مقيمة فى هذا لامنزل حتى يتم إصلاحه وتذهب عنه ما فيه من رطوبة .لوسى كونى عاقلة
وكانت تعلم أنه على حق ولكن الأمتعاض الذى بدأ فى صوته دفعها للعناد :
-حسنا ولكنى لن أفرض نفسى عليك سوف أقيم مع بردى
وأندفعت محتكة به إلى المطبخ وبعد عدة رنات من جرس التليفون بعد أن طلبت بردى جاءها صوت رجولى يرد عليها فسألته مأخوذة :
-هل....هل بدرتيا موجودة؟
-نعم من السائل؟
-لوسى دراموند
وجاءها صوت بردى مجلجلاً وغاص قلب لوسى :
-لوسى حبيبتى كيف حالك ؟
وقبل أن تجيبها لوسى أنطلقت بردى كنهر متدفق :
-لقد عدت لتوى ,كانت عطلة أكثر من رائعة....أتدرين؟لقد عاد معى بول !وسوف يقيم معى لفترة ولكن لا تقلقى فلن أتأخر عن العمل ولكن سوف تسمحين لى بساعة أو ساعتين يا عزيزتى أليس كذلك؟
سمعت لوسى صوت مكتوم ثم ضحكات خافتة
كيف أحوالك أنت يا لوسى هل وصل توم بالسلامة؟
ردت لوسى بابتهاج:
-نعم أن توم بخير
-هل كنت تريدين شيئا محدد؟
-لا.....لا...مجرد الأطمئنان أنك ستحضرين غدا
-بكل تأكيد يا حياتى ,إلى اللقاء
أنزلت لوسى السماعة وأستدارت إلى جوس كان متكئاً على الباب ضخماً مرعباً
-لم أسمعك تطلبين منها الأقامة يا لوسى
-لا إن معها ضيفا
وحاولت الأبتسام متفلسفة
-مادامت الكهرباء قد عادت فليس هناك مانع أن أقيم هنا
-بأستثناء إصابتك بالتهاب رئوى -وارتعش قيلاً-أحزمى متاعك وهيا قبل أن نتجمد
-يمكنك الأنصراف فأنا باقية
وأتخذت مظهر بغل عنيد وهى تضم ذراعيها فى تحد
-ليس فى المنزل قطرة ماء للطهى أوللحمام أو لصنع كوب شاى ثم أنى-وضم ذراعيه مقلداً أياها-لن أتزحزح من هنا إلا وأنت معى
سألته غاضبة :
-ما سر هذا الأهتمام المفاجئ ؟أنك لسنوات لم تكن حتى تعرف بوجودى ....
-أختيارك أنت وليس أنا .أننى ظللت أحاول التقرب منك ثم من جهه أخرى كان هناك لديك والدك إلى وقت قريب يهتم بأمرك
-لست أريد أحداً يهتم بى
-أحقاً؟
وتعمد النظر فى عينيها فأحمر وجهها
-أن....أن هذا موقف طارئ فأنا فى العادة أعتمد على نفسى ولو لم يكن الطقس لما حدث هذا إن أحدا لا يمكنه أن يتنبأ بما يخبئه القدر
وتحرك تجاهها :
-هذا حق,لذا فعلى المرء تقبل المعونة حين تعرض عليه حتى وأن أتت من إنسان هو مثال النذالة
حملقت إليه بتحد:
-لأسباب حقيقة
هز كتفيه :
-لست أنكر أننى تصرفت تجاهك بطريقة سيئة فى موقف ما ولكن ذلك كان فى ظروف غاية فى السوء وحاولت على الفور إصلاح خطئى.أبعد كل هذه السنين يا لوسى لا يقبل قلبك أن أقدم لك خدمة بسيطة؟وخاصة حين تكونى فى حاجة ماسة أليها ؟
منتديات ليلاس
وتخاذل كتفاهاماذا تراها تفتعل هذه الضجة من أجلها؟جال هذا بخاطرها فى وهن أن الكبرياء سلعة باهظة الثمن لا تقدر على ثمنها ومن الغباء أن تزيح عنها يده الممدودة بالعون وهى التى تود أن تسأله قرضاً فى نفس الوقت وهو ما أقتنعت فجأة أنها لابد فاعلة له.إذا كان أمن توم متوقفاً على أن تبتلع كبرياءها وتسأل جوس قرضاً فلن يكون هناك تردداً فى الأمر وقالت لنفسها إن هذا من أجل تومك وعليها أن تفعله
-حسنا يا جوس إنى أتية.وشكراً لك,ولكن إلى لأن يتم إصلاح المنزل
مد جوس يده يسوى شعرها الذى أصبح شعثاً لزجاً بصورة فظيعة بفعل الهواء المشبع بالرطوبة
-يا لك من مسكينة يا لوسى أيتطلب ذلك كل هذا لامجهود
نأت بنفسها عنه وقالت :
-إنك تعلم هذا فلا تواصل تكراره ,سوف أعود لإليك سريعاً
أبتسم جوس لها أبتسامة كسولة :
-لاداعى للعجلة أمامنا العمر بأكمله
عبست له ثم تولت عنه بسرعة صاعدة السلم والسجاجيد المشبعة بالماء تنز تحت قدميها.لقد نسيت عادة جوناس أن يقول شئ ويقصد شيئا أخر ولقد أدى هذا إلى أثارة غضب كارولين.مسكينة يا كارولين أو ربما محظوظة يا كارولين إذا كان لاعب البولو الذى فرت معه ثرياً,كم كانت جميلة,وكم كانت بالنسبة إلى الفتاة الصغيرة ذات السبعة عشر عاما ً ذات الشعر المجعد الصعب التصفيف ةالأنف الشامخ والصدر الناهد مثالاً للفتاة الشقراء الرشيقة رائعة الجمال كانت تتجاهل لوسى هذا حق
ولكنها كانت أيضا تمقت مداعبات جوس لفتات أخيه الصغيرة وما أن لاح لها مانويل فيلاس كبديل حتى أخذت تتشاجر مع جوس من وراء سيمون حول هذا الأمر متعمدة أن تسمع لوسى الشتائم التى توجهها للرجل الذى يطارد الفتيات الصغيرات
وتذكرت لوسى كيف تحولت الأمور فى صيف ذلك العام.فحين تسترجع الأحداث ترى كيف بدأ الأمر لها فى لحظة ما مشرقاً بهيجاً مع أول حب لها غير مشروع ثم ما لبثت مصادفات الأنتقام أن صبت غضبها على رأسها ورأس جوناس وودبريدج ولم يعد أى شئ كسابق عهده.أنفجرت كارولين بالغضب فى وجه جوس وهجرته إلى رفيقها الأرجنتينى الوسيم وأنغمس جوس فى الشراب ولوسى تتحاشاه كما يتحاشى المرء الطاعون وكان سيمون المسكين هو المتحير للأمر كله.غشيت عينى لوسى قتامة لقد كان سيمون مسكيناً بحق كان شاباً لدرجة درامية لأن يفقد المرح والحياة عصر ذلك اليوم المشرق من أيام الصيف ولما كانت رحلته رحلة طيران منفرد فقد أصر أن يأخ1ها معه للمشاهدة وكانت شاهدة على الحادثة الفظيعة.أندفعت الطائرة الصغيرة إلى عنان السماء ثم هوت إلى الأرض بينما كانت لوسى تقف متجمدة من الصدمة وكتلة النيران تنفجر حيث سقطت الطائرة ثم كان عليها بعد ذلك أن تقوم بالواجب غير المشكور بإبلاغ النبأ المفجع لأخيه لقد قتل سيمون وكان مقتلة فى رحلة من دروس الطيران الممنوعة ,كان سيمون أخفى أمرها سراً
صاح بها جوس معيداً إياها للحاضر :
-لوسى أن أتجمد من البرد هل أستعددت ؟
-كما أنا دائما !
تمتمت بهذا لنفسها وهى تغلق الحقيبة بعنف وتنزل درجات السلم ركضاً
نهاية الفصل الثانى
|