كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
إلى أى مدى سيفقد توم رفيقا من الرجال ؟حمد لله أن له الرفقة من الذكور فى مدرسته أغلب الوقت وعلى الأقل لن تقلق على مصاريفه الدراسية فى المدرسة فقد دبر لها والدها هذا الأمر حتى يبلغ توم الثامنة عشر ربما فى أثناء ذلك تهبط على رأسها ثروة بضربة حظ فسيكون أمامها بالتأكيد أن تدبر مصاريف الجامعة له بعد ذلك وليس تحت لديها الآن إلا ما يضمه متجرها من عاديات والذى تستأجر المبنى المقام فيه وتعتبر فاتورة الإيجار هى العقبة التى تلوح فى الأفق أمامها الآن من حسن حظها ألا يعلم جوس بآلامها ومصاعبها المالية وما هى فيه من شظف عيش وتنهدت فى أكتئاب ها هى الآن وقد بلغت ثامنة وعشرين عاماً منبتة الصلة بجنس الرجال عدا توم بعد وفاة والدها وهو ما يفسر شعور الأرتياح الذى كانت تشعر به فى جلستها الممتعة أمام النار بصحبة جوس بصرف النظر عن الماضى وكان أمراً مؤسفاً أن يفسد كل هذا بقبلته
وعادت إلى التراجع معترفة بأن قبلته بحد ذاتها لم تكن أمراً منفراً ولكنه الدافع وراءها وتقلبت لوسى لترقد على ظهرها محملقة إلى السقف لو كانت صريحة مع نفسها فقد هزتها قبلته من الأعماق يا لغبائها !بعد سنوات من الأعتقاد بأنها قد تحصنت ضد سحر جوناس الطاغى فأن الحقيقة كانت أمراً مختلفاً لقد كانت لوسى وهى ذات سبعة عشر ربيعا تعبد الأرض التى يمشى عليها وكانت مجرد لمسة منه تحيل جسدها إلى أتون من النيران وهاهى تفزع لأكتشاف أنها لاتزال هكذا إذ بصرف النظر كم ينفر منه عقلها فإن الخيانة الآتية من استجابة جسدها له كانت أمراً مخجلاً وقالت لنفسها بمرارة بإنها الغريزة الفجة ليس إلا!!!
كانت الهالات السوداء تحيط بعينيها فى الصباح التالى ولكنها تركت وجهها عاريا من المساحيق وعقدت شعرها وراء رأسها بشريط أسود بعد أن أرتدت بنطلوناً أسود من الطراز المستخدم فى الأنزلاق وسترة من الجرسية مثل سترات صائدى الأسماك لتذه بهما إلى المحل .إن على جوناس أن يتقبلها كما هى .كان مستغرقاً فى قراءة الجريدة حين لحقت به على الفطور وكان هناك شئ من السواد حول عينيه أيضا ولكنه كان وجها جميلا بصورة تثير التوتر لقد كان فى الواقع جذاباً بصورة تعجز الكلمات عن وصفها فى سترته البيضاء الثقيلة وبنطلونه القديم من صوف الدنيم
حياها قائلاً:
-صباح الخير يا لوسى وهو يقدم لها مقعداً ويتفحص وجهها وهى تجلس :
-إنك تبدين مرهقة هل كانت الغرفة غير مريحة؟
-مريحة أكثر من المعتاد فأنا متعودة ما هو أكثر خشونة
أبتسمت له بأدب وهى ترفض طبق اللحم المحمر بالبيض الذى قدمه لها :
-شكراً خبز محمص فقط
قال لها :
-المفترض أن تبدئى يومك بشئ من الفطور الجيد فأنت تعملين بجد فكيف تتوقعين أن يقاوم جسدك بدون وقود؟
-أنى أكل كفايتى وصبت القهوة لكليهما إن توم يحب الفطور المطهو أما أنا فلا أتحمله فى هذة الساعة من اليوم
-فى أى ساعة تفتحين متجرك؟
-فى أيام الأثنين أفتحه على راحتى فهو عادة يوم هادئ ولذا أفتجه عادتاً فى التاسعة والنصف كما ان السياح قليلون فى هذا الوقت من العام وليس للمحل زبائن دائمين إلا نادراً ومن ثم فأستغل يوم الأثنين لأعمال النظافة العامة للمحل وما به من بضائع والحركة فى كساد شيئا ما فى الوقت الحاضر ومن ثم فحجم العمل ليس مرهقاً كما يبدو
وأمسك لسانها عندما وجدته يراقبها بتركيز شديد
قال لها بلا مجاملة :
-أن منظرك فظيع أللم تنامى هذه الليلة ؟
-ليس لوقت طويل
-هل أنت قلقة بشأن المنزل؟
هزت رأسها :
-أنى غير موافقة على بيعه فمن ذا الذى يريد منزلاً ذا طراز عتيق دون تدفئة مركزية؟أما من يريده فمقابل حفنة من الجنيهات ويعتبر الأمر ميؤوس منه بعد ما أصابه من فوضى
عبس جوس وهو يمسح قطعة خبز بالزبدة :
-وأين ستقيمين بعد بيعه؟
-فوق متجرى وهذا الجزء داخل الإيجار على أية حال ومن غير العملى ألا أستغله وأنا أستخدمه فى الوقت الحاضر كمخزن ورفضت أن ترفع بصرها إليه
-وتوم كيف يتقبل الأمر ؟
-ليس تماماً ولكنى شرحت له الظروف وأدرك أن لا خيار أمامنا
أبتسمت فى مرح :
-سأتمكن على الأقل من متابعة حركاته داخل المسكن فى أثناء العطلات
-بتقيد حريته فى عدة غرف فوق محل؟ليس فى ذلك متعة كبيرة لصبى فى عمره
مــــنــــتــــديـــات لـــيـــــلاس
أحلى صحبة &أطيب ناس
|