كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
10- لقاء ووداع 0
ماذا تفعل ؟
اتقول الحقيقة وتلعن الشيطان ؟
تلك قاعدة عامة ترسخت فى داخل ميرسى بشدة منذ ولادتها 0
لطالما اعتادت ان تكون صادقة ، فهل تكون كذلك الان وتعترف له بانها وقعت فى حبه بقوة وعمق ؟ لكنها اجبن من ان ترضى بلقب ملكة القلب المجروح 0
بدت مرتبكة ، وراح قلبها يدق بقوة فيما رفعت دلو المياه الساخنة لكى تفرغه فى مجرور تصريف المياه الخارجى ، لكنها اصطدمت باندريو وهى تستعجل راكضة بتهور 0
منتديات ليلاس
احست ان اليدين القويتين اللتين ثبتتاها فى مكانها تحرقان بشرتها كالنار ، لكنها علمت انه لايجدر بها ان تتصرف بخصوصية ، لان ملامح اندريو بدت باردة وكئيبة اكثر من اى مرة سابقة 0
لو قالت له الحقيقة ، فانه حتما سينعتها بالغبية ، ثم يضحك بشدة لا ترحم . لكن اندريو لم يبد قادرا على الضحك على اى شئ . تخلص من محتويات الدلو ثم اسقطة محدثا جلبة وطقطقة 0
ثم قال لها : ابقى برفقتى لتواسينى . استنتج ان والدتى نامت باكرا هذه الليلة . اليس كذلك ؟
لم ينتظر جوابها ، وتابع : لا ارغب فى البقاء وحدى 0
بدت عيناه فارغتين ، فيما ظهر الكدر على ملامح وجهه . ثم توجه نحو غرفة الجلوس ، اما ميرسى فتبعته بعد لحظة التردد المزعج 0
انه يريد منها ان ترافقه وتبقى بجواره . لابد ان ذلك يعنى انه لم يعد غاضبا منها بسبب اسلوبها فى رفض مغازلته لها هذا الصباح . حسنا ! لن تضطر الى الاجابة عن اية اسئلة غريبة ، ولا الى الاصغاء اليه وهو يناديها بتسميات بغيضة .
منتديات ليلاس
فى الواقع ، هذا ما كانت تتوقعه منه حالما تتسنى له فرصة مكالمتها على انفراد ، بحيث يرمقها بنظرات الازدراء . على الرغم من ذلك ، فهى رغبت بشدة ان تعتذر منه على تصرفها ، لانها تحبه حقا 0
آنه ... ! كيف تستطيع ان تكون انانية ، فتفكر بنفسها فقط ؟ فالامر لا يتعلق بها ابدا !
اندريو نسى على الارجح كل ما يتعلق بالعناق الذى جرى بينهما ، ولابد ان الرجل الغى الموضوع من تفكيره باعتباره حدثا غير ذى اهمية ، ثم اعادها بحزم الى الخانة التى استخدمها اصلا لتملاها ، اى الخادمة التى تلبى كل رغباته وتتحمل كل امزجته .
ان ما يشغل باله الان هو قلقه على والدته . هو فقط يرغب بوجودها الى جواره ، كى تجلب له ما يحتاجه ، وربما لتحضر له شيئا من الطعام 0
جلس اندريو على حافة احد المقعدين المنجدين ، محنيا راسه الى الاسفل . لم تتصور ميرسى ابدا ان اندريو باسكالى البالغ الثقة بنفسه ، الشديد الحيوية ، قد يبدو بهذه القابلية للجرح والاذى 0
اسودت عيناها قلقا واهتماما ، وتاقت لان تغمره بذراعيها المطمئنتين ، وان ترجوه بالا يقلق ، لكنها خمنت انه لن يقبل بذلك . عوضا عن ذلك ، جلست الى جانبه حريصة على الا تكون قريبة جدا منه ، ثم سالته : ما الذى قاله الطبيب ؟ هل كان تشخيصه جيدا 0
ثم حبست نفسها ، مفكرة انه لو كان تشخيص الطبيب جيدا ، لما بدا اندريو مكدرا مرهقا الى هذا الحد 0
وجه اندريو نحوها نظرة جانبيه ، فسقطت احدى خصلات شعره فوق احد حاجبيه البارزين . احست ميرسى انا اناملها تستحكها لان تعيد الخصلة برقة الى مكانها ، لذا جمعت يديها على شكل قبضتين ووضعتهما فى حضنها حرصا على عدم قيامها بذلك 0
|