كاتب الموضوع :
فتاة 86
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لقد وجه ريد سياسة الشركة منذ وقت طويل وبمهارة بنى شهرتها الواسعة . واى شخص يعمل لديها يعرف ان بإمكانه ان يجمع رقمين على الأقل وببطء شديد لكن موهبته الحقيقية فى ايجاد الاشخاص المناسبين للعمل . أشخاص , فكر تشايس بفرح مثله .
تنهد تشايس مخففا من فقدان صبره وقال لنفسه مشجعا ان تصل متأخرا خير من ان لا تصل أبدا .
لكنه لا يؤمن بذلك حقا .
جاهدت جينا ديلمونكو بقوة ان تحاول الضغط على سيارتها الباج . لكن الضغط سيمزق حذاءها ويؤلم قدمها . ومن المؤكد لن يصيب السيارة اى اذى . تنهدت وهى تهز برأسها . اى مأساة حدتث لها فى هذا الوقت .
نظرت بغضب الى غطاء السيارة . شعرت وكأن محرك السيارة يضحك عليها . فكرت . الوحش .
منتديات ليلاس
لقد أسمت سيارتها بروتس لانها اعتقدت انها تشبه ذلك الاسم ولها ذات المعنى " المتوحش " لقد سببت لها المشاكل منذ اللحظة التى وقعت فيها على اوراق ملكيتها . ولقد غيرت اسمها من اوليفر الى بروتس منذ الشهر الثالث على اقتنائها .
تطلق جينا الاسماء على كل شئ , للاشياء الحية او الجامدة . انها عادة قديمة وما زالت محتفظة بها منذ طفولتها . النباتات على نافذتها لها اسماء كذلك الكمبيوتر التى تعمل عليه . عندما كانت طفلة كانت تملك مخيلة واسعة شعرت انها الطريقة الوحيدة لتتمكن من تحمل وحدتها .
تصورت فى مخيلتها جماعة من الاصدقاء الخياليين . وهذا ساعدها كى تملأ الفراغ الذى تشعر به فى كل مرة كان والداها يتنقلان فيه الى مكان آخر ان لم يكن مقاطعة اخرى . لايحتاج الاصدقاء الخياليون الى امتعة والى لحظات قلقة فى التعارف من جديد انهم دائما معها فى كل مرة تكون الطفلة الوحيدة فى المبنى .
كبرت عادة تسمية الاشياء معها حتى عندما اصبحت شابة . لقد اعتبر تشايس ذلك سخافة وضحك عليها . ولقد سبب لها ذلك الألم .
أوقفت نفسها عن التفكير عندما شعرت أن أفكارها تقودها نحو ذكريات معه . وهى لا تعلم لماذا بعد مضى اربع سنوات تجد نفسها تفكر فيه فجأة .
تفكر به وتشتاق إليه ...
لا , هى لا تشتاق اليه ... تنهدت براحة وهى تصحح لنفسها , الحياة معه كادت ان تفقدها رشدها . فهو لا يملك اية مخيلة فقط اهداف , لكنها تذكرت لحظات السعادة معها .
اغمضت جينا عينيها وكأنها تحاول ان تمحى تلك الصور من مخيلتها .
لا وقت لديها لاحلام النهار . فهناك مشكلة الان بين يديها .
زحفت الظلمة من حولها لفت المنطقة بلون رمادي ناعم لكن هذا زاد من تجهمها .
حسنا . لم تعد الطفلة الصغيرة للملازم ديلمونكو , لكنها بالتأكيد تتمنى لو انها أخذت منه خبرته المهنية . فيما لاشك فيه الان لكانت لا تقدر بثمن . رفعت طرف كم سترتها الصيفية البيضاء الى الاعلى ونظرت الى ساعتها فى الضوء الباهت لقد قاربت الساعة السابعة . وهاهى قد تأخرت .
لأول مرة فى حياتها تذهب باكرا الى موعد عمل , وانظروا الى اين اوصلها هذا . بعيدة نصف ميل او اكثر عن موعدها المقصود .
منتديات ليلاس
تنهدت جينا وهى تنظر الى سيارتها بحقد وغيظ , ما كان يجب أن يحدث هذا . لقد احضرت سيارتها على الفور من قسم الصيانة . فكرت برينيه , وهى تهز برأسها , جالسا فى المطعم يطرق على الطاولة بأصابعه الطويلة والموهوبة .
تعلم انه سيكون قلقا وحائرا لكن لا مجال للحؤول دون ذلك. ابتسمت بالرغم منها وهى تفكر بشريكها المتحفظ . انه يكبرها بعشرين عاما او اكثر . مع انه لم يعترف الا بالعشرين سنة فقط . يملك رينيه دوبوا مقدارا كافيا من الخبرة بالنسبة الى العمل الصغير الذى أسسته بالمبلغ الصغير الذى كانت تملكه . كان صبورا , وبطريقته الخاصة , وبلطفه معها ساعدها وأرشدها لتصبح صاحبة اسم ناجح فى عالم الديكور اليوم .
تمتمت : " انت على حق دائما رينيه . " كان دائما يصر عليها ان تحصل على هاتف نقال . او على الاقل هاتف فى سيارتها . لكنها عنيدة , فهى تتمتع بالحصول على مقدار معين من الحرية والتهور . لذلك قاومته . كما وانها , ليست ممن يحبون الالات , مع ان كل العالم يبدو مولعا بها .
تساءلت , ربما لهذا هي من الطراز القديم .
لدى زوجها السابق تفسير آخر للأمر . عنيدة وقديمة الطراز . وهذا لديه معنيين , اليس كذلك ؟ ابتسمت . فى اللحظة التالية , اختفت الابتسامة , ها هو ثانية , تشايس , يعود الى فكرها لأقل عذر ممكن . تشايس زوجها السابق . بعد مرور أربع سنوات , مازال من الصعب عليها ان ينطبق ذلك عليه . لقد كان جزء مهما فى حياتها , وان يكن لوقت قصير , كان من الصعب ان تلصق به نعت أكثر من اسمه , تشايس .
معنى اسمه يعنى كل شئ , المطاردة , التعقب , الصيد .
فكرت , تبا , لن يوصلها ذلك الى اى مكان , على الأقل لن يوصلها الى موعد عملها .
ضاقت عيناها وهى تنظر الى سيارتها " حسنا , بروتس . سأصعد الى السيارة وأدير المحرك . ستسيرين على أحسن ما يرام , أليس كذلك ؟ "
تنهدت بعصبية , وجلست وراء المقود . اغمضت عينيها , وأخذت تتمتم قبل ان تدير المفتاح . لاشئ .
حتى ولا صوت اى فرقعة . كانت السيارة كالحجر البارد الجامد .
|