كاتب الموضوع :
blue berd
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أشباح قلب
بل بقايا الصدفة التي تغلف العاطفة
-تراجع صلاح على الفور خطوتين إلى الوراء مبتعدا عن المهد الصغير ..
لحظة المواجهه
الاستعداد للمعركة!!
- وقد تحفزت كل عضلة في جسدها استعدادا للانقضاض عليه إن أحست بإمكانية إقدامه على إيذاء صغيرها
ولما يمكن أن تظني أن يؤذيه...؟
اذيته السابقة لكي من منطلق حبه لتملكك كما تعتقدين
وفكرة اذية الصغير ستكون أما انتقاما منه به .. وهذا بعيد وخاصة أن الوضع مكشووووف جدا ليسهل اتهامه
أو حب للسادية وهذا مالم يصل إليه صلاح حتى من وجهة نظرك في أيامكم الخوالي
أغضبته هذه الفكرة بشدة .
لك الحق بالغضب !!
القسوة و الكبرياء صفات تأصلت بك لكن مهاجمة الصغار!!
لا !! فقط الشابة الصغيرة في غرفتها وبإذن من السيد المحترم والدها!
-أنذهل صلاح وهو ينظر إلى المشهد الرائع الماثل أمامه ..
تذكرت الماما؟
كيف لم تحضى بمثل ما حضي به الصغير برغم قوة و جبروت أمك؟!
-لماذا بحق الله قد اهتم بك أوبأي فرد من عائلتك وقد تخليت منذ فترة طويلة عن كل صلة تربط بيننا ؟؟..
ربما هي الرغبة بالانتماء؟
أو بقايا من كبرياء تحثك على أن تقول كنت ولا زلت موجود؟
- من الأفضل أن تنسي ذلك الهاجس المرضي .. وتدركي أخيرا بأن العالم لا يدور من حولك
ولما لا تنسى أنها لم ولن تكون لك
وأن العالم لا يدور حولك أيضا؟
-سيكون أكثر أمانا داخله منه محمولا بين يديها المرتعشتين
وهل ضربت كلماته منك وتر حساس؟!
-بدا لها أقرب إلى ابن عمها المتنمر وهو يقف مشرفا عليها بعينين تحملان من الغضب .. بقدر ما تحملان من العنف .
وقبل ذلك من كان ؟\
ولما كان الاستفزاز؟!!
- ذكرت نفسها بشدة بأنها لم تعد أماني المضطهدة الخائفة
- بل كنت المدافعه الشجاعة
- وأنت لن تنسى بالتأكيد بأنني كنت أول خسائر حياتك .. لن تنسى كما لن تسامح
لا لا لا!!
لم تكوني أول خسارة
فقد خسر أمه قبلك
خسر طفولته مع والدك
حسر شبابه مع عمله
ولكن ربما كنت أول تحدي يفر من يده؟!!
ابتسم مستفزا وهو يقول :- هل أفهم من كلامك بأن زواجي قد أزعجك يا ابنة عمي الغالية ؟؟؟
وربما هذا السلاح الأخير في المعركة
ترمي الوشاح للثور بعد انتهاء المصارعة
أي شخص أي امرأة ستحل مكانك
فماذا لو كانت اقل منك شأنا جمالا و نسبا؟!
- أعرف بأنك قد تزوجت لندا بالذات كي توخزني وتنتقم مني
هيه !!!
كنت على حق يابلومي اذا !!
لقد عرفت من الفصل الخامس الحقيقة
وطبعا ماراح تردين علي؟
-وما الذي أتوق لفعله منذ زمن يا أماني ؟
تعريتها أمام نفسها
و أن حبك لها كان التحدي مع نفسك ولأبيها أنها لك أرضاء له
لكنك لن تعترف
- تلك الليلة رأيت وجهك الحقيقي يا صلاح .. صلاح الحقيقي القادر على فعل أي شيء لتحقيق مآربه .. حتى باستغلال فتاة مسكينة لا ذنب لها في سبيل هذا
تلك الليلة كانت الاستثناء يا أماني
كان يريد انتشالك من الشقة الصغيرة في تلك الحارة الحقيرة التي دفنت نفسك فيها هربا منه ومن ثراء والدك
كان يريد انتشالك من الامتنان للغريب بعد أن تجرع مرارته مع أقرب قريب.
أما لندا فهي الغصة بحلقك لأنها هي من احتلت مكانك بالرغم من أنها سلاحه ليرجعك له يوما ما
مرت أمامك فلم تريها و استقرت في حياته فكانت كالشوكة في عينك
- لا أظنك مريضة بما يكفي كي تظني بأن رجلا مثلي قد يربط نفسه بفتاة لا تعجبه لأجل انتقام أجوف كالذي تتحدثين عنه ؟
ربما هي مريضة بغرورها أن لا أحد قد يحتل مكانها
ولكن الأكيد أنك لا زلت تعاني من بقايا الصدفة حول عواطفك تخزك كما الشوك ولكن عاطفتك نمت و كبرت فلم يعد يؤذيها وخز حطام الصدفه وما يؤذيك كبريائك و رمي الكلمات في وجهك لتذكرك بحقارتك فيما مضى.
- لقد أخبرتني جودي في زلة لسان بأنك لم تفكر بالزواج إلا بعد أن صارحتك بمخاوفي .. أنت لا تحب لندا .. وأبدا ما كنت لتتزوج بفتاة مثلها بدون هدف آخر .. وأنا أعرف بالضبط ماهو هدفك هذا .. هدفك هو الوصول إلي أنا ..
خطأ خطأ خطأ أماني
لقد ابتعدتي عنه فترة طويله لتدركي مدى التغير الذي اعتراه
لم تعرفي شعوره كحامي للندا
لم تعرفي شعوره عندما هربت منه وهو يطلب أن تكون عشيقته
لم تعرفي شعوره و هو يواجه عادل كالنمر مع الاسد
لم تعرفي شعوره وهو يحتوي لندا كل ليلة
لم تري وجهه وهو يرى لندا ممدة على الأرض تشعر بالحيرة والاضطراب وهو عاجز عن ابعاد الاشباح عن عقلها الاواعي
لم تري تزاحم المشاعر على قلبه تظهر على وجهه عقب كل لقاء عاطفي مع لندا هو نفسه لا يستطيع فك رموزها
-عرفت بأن فحوى حديثهما مهما كان فإنه سيجرحها
ليس شرط!
حسب ماترغبين رؤيته
فالأكيد أنت تعلمين أنك لم تكوني حبيبته وكنت تشكين بنواياه و كانت أماني الحاجز الامرئي بينكما ولكن أمهلت لنفسك ورتعت في مرعى الحب و الهوى الذي وفره لك ولم ولن تتخلي عنه بطبيعتك المقاتلة لأنك قبل كل شيء تحبينه و تحبي مايقدمه لعائلتك لم ولن تستطيعي توفيره لهم ولن تستطيعي القبول به لو انفصلتي عنه!!
-لم يكن بحاجة لسؤالها ليدرك ما تعانيه أماني .. كان يفهمها أكثر من نفسها .. ويدرك ما تحاول جاهدة إنكاره .. رفعت رأسها تواجهه بنظراتها .. وللحظات طويلة ... لم يوجه أحدهما أي كلمة اتجاه الآخر ..
وما كان ياترى؟
وهل سترضى بفكرة أنك التالي بقلبها!!
- هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها صلاح على هذه الحال من الغضب وفقدان السيطرة .. لطالما كان واثقا .. متحكما بمشاعره .. يخفي بنجاح صلاح الحقيقي عنها ...
هذا كان بعد الزواج
ولكن قبل؟
عندما كنت عميلة له ضد محفوظ؟
كيف كان ؟
ومن كان يحميك منه؟
هل نسيتي رشاد؟
ومن يكون صلاح الحقيقي ؟؟؟
هو كل ماتريه
هو الطفل الضائع
وهو رجل الأعمال القاسي
وهو العاشق الولهان
وهو مصدر الأمان
وهو معيل أمك
هو الطوفان لكل عقبة تقف في طريقه
هو البركان لكل مايعتمل في صدره
هو الزلزال لكل من يتجرأ و يقف ضده
- ربما لو أنها لم تعشقه إلى هذا الحد .. لم تعشق عقده وغموضه وضعفه الخافي عن الأعين .. لتقبلت الحقيقة المرة بشكل أفضل ،ماذا عليها أن تفعل؟
وهنا حبل المشنقة الذي أما ستلفيه على عواطفك فتنحريها أو تمديه لصلاح فتكبلي عواطفه بك من جديد.
- أنا غير موجودة .. أنا لا شيء
فقط في هذه اللحظة: كل شيء عند صلاح لا شيء
فترة مواجهة الذات
مواجهة العاطفة
مواجهة ما كان وما يجب أن يكون
- إن كان لديك ما تقولينه فانطقي به بدلا من الوقوف هناك فاغرة الفم كالبلهاء .
التحدي!!
انهارت الصدفة اخيرا
هناك حجاب رقيق يريد تمزيقه ليتحرر من كل شيء .. حتى شعوره بالحماية للندا؟!
-أطلقت شهقة ألم قوية وهي ترتد إلى الوراء مصدومة بوقاحة كلماته
سلااااااح جديد يوجهه لك
- في كل مرة كنت ألمسك فيها .. كنت ألمسها هي .. أريدها هي .. هي وحدها .. لقد تزوجتك كي تنسيني إياها إلا أنك لم تنجحي إلا في تذكيري بما خسرته
كااااااااااذب!!
هذا ماتريد أن تستشعره حتى تبرر لنفسك قسوتك
وإلا علل سبب الاضطراب الذي ينتابك بعد لقاءاتك مع لندا ولندا فقط وليس كل انثى مرت بك؟!!
- معرفة أن لندا قد أطلت ولو من دون قصد نحو الجانب الأسود من حياته .. أعمت بصيرته
اراد أن يكون معها صفحة جديدة ، بيضاء يكتب عليها مشاعر جديدة كلها صفاء .
فلما رأت مارأت و سمعت ما سمعت نكتت في الصفحة البيضاء يقع حبر سوداء فوجب معاقبتها على كسرها لحلمه الجديد.
-أحنى رأسه لينهش شفتيها
أراد الوحش الكامن به التمتع بما تمتع به الشخص الحالم
أراد تجربة الفرق بين الشخصيتين على نفس الجسد
هل ستكون النتيجة واحدة؟
-نظر إلى وجه لندا الشاحب .. إلى شفتيها الداميتين .. إلى جسدها المنتهك .. وقد أدرك فداحة ما فعله .. وأن الجرح الذي سببه للندا داخل روحها لا يقل بشاعة عن جرح أماني الذي كان هو سببا غير مباشر له
نسي صلاح أن بشاعة وجه الوحش ستفجع ذاك الجسد فلن تكون الاستجابة بنفس القدر إن كانت هناك استجابة..
-لقد كذبت- لم أفكر بها مرة بينما كنا معا .. في الواقع ... لم أفكر بها قط منذ زواجنا يا لندا
شبه اعتذار
تنازل صريح من سيد عظيم!!
- لا أملك إلا كلمتك يا صلاح ..
ولا تستطيعين التفريط بما يوفره لك و لعائلتك و خاصة علااااج أمك؟!!
-أنا أستطيع أن أتعامل بسهولة مع حقيقة عدم حبك لي ... إلا أنني لا أعرف إن كنت قادرة على احتمال حبك لامرأة أخرى ..
واااااااو لندا
كلمات كبيرة تخرج من فم صغير لصاحبة قامة قصيرة
أراد أن يطمئنها ... أن ينفى ما تقول .. ولكنه كان عاجزا عن تأكيد ما يجهله ... وهل يفهم هو نفسه كي يفسرها لها ؟؟ .. صدى كلماتها لم يعجبه .. فقال بجمود :- ما الذي يعنيه هذا يا لندا ؟؟ ما الذي تقولينه لي ؟
-لا أعرف إن كنت قادرة على التأقلم مع هذا الوضع الجديد بيننا
ولكنك ستجبرين على ذلك و صلاح سيتأكد من ذلك بعد أن تعلمي أنه كما كان سبب لعلاج أمك سبب لرقي أخيك ولن تستطيعي قول ذلك لعادل
أنه الطوق الذي سيخنق به صلاح أي اعتراض منك ضده
ولكن هل ستخنق عاطفتك معه أم ستكون عاطفتك هي النجاة لك وله؟!!
- سأمنحك كل الوقت الذي تحتاجينه .. لكنني أبدا لن أسمح لك بالرحيل عني .. أتفهمين ؟
وهاهو الحبل يفتل!!
- عاجزة عن معرفة ما ينتظرها في نهاية هذه الرحلة الغريبة مع الرجل الذي تحب .
ولأنه من تحبين لن تقفي عاجزة بل ستدافعين عن حقك فيه كلبوة شرسة ولو بمواجهة ... هشام و أماني
ولكن السؤال من هو حليفك؟
جود و تمام أم أمك و عادل أو ... رشاد ليتحرر من شبح صلاح في عقله وقلب آية
فصل رائع استنزفني
|