لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


20 - ثعلب الثلوج (مكتوبة)

أصدقائي وصديقاتي :friends: بفضل الله تعالى وتشجيعكم ها أنا ذا أعرض لكم قصة ( ثعلب الثلوج ) ها نحن نبدأ ** بسم الله الرحمن الرحيم **

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-06, 04:25 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

ملكة الانيمي


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9911
المشاركات: 4,590
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 590

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : رجل المستحيل
Wavey 20 - ثعلب الثلوج (مكتوبة)

 

أصدقائي وصديقاتي (مكتوبة)
بفضل الله تعالى وتشجيعكم ها أنا ذا أعرض لكم قصة ( ثعلب الثلوج )
ها نحن نبدأ
** بسم الله الرحمن الرحيم **

1 ـ مهمة عاجلة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ألقى مدير المخابرات المصرية نظرة للمرة العاشرة ، نظرة مستفيضة على التقرير الموضوع أمامه من ورقة واحدة ، وعاد يقرؤه بإمعان ، وهو ينقر بأطراف أصابعه على سطح مكتبه بتوتر وقلق واضحين ، ولم يلبث أن ضغط على زر جهاز ( الدكتافون ) الموضوع إلى جواره ، وقال بعصبية وضيق :
ـ ألم يصل المقدم ( أدهم صبري ) بعد ؟
أجابه مدير مكتبه :
ـ نحن في انتظاره يا سيدي .. لقد عاد مساء أمس فقط من الولايات المتحدة الأمريكية ، بعد أن أنهى قضية شبكة الجاسوسية الخاصة بـ ( جيمس براند ) ، ولا ريب أنه لا يزال مستغرقاً في نومه ، فنحن في السادسة صباحاً .
تمتم مدير المخابرات بحنق :
ـ هراء .. إن ( أدهم ) يستيقظ في الخامسة والنصف دائماً ، حتى ولو أوى إلى فراشه في الرابعة .
نمَّ صوت مدير مكتبه عن الارتياح ، وهو يتنهد قائلاً :
ـ ها هو ذا يا سيدي .. لقد ول توَّاً .
ثم أردف بلهجة تدل على الدهشة :
ـ وفي كامل نشاطه بصورة تبث على الدهشة .
قال مدير المخابرات بلهفة ، قبل أن ينهي الاتصال :
ـ حسناً .. حسناً .. دعه يدخل في الحال .
وما أن اعتدل في مقعده ، حتى سمع صوت طرقات مهذبة على باب غرفته ، فصاح يدعو ( أدهم ) إلى الدخول ،ولم يكد ينطق بالكلمة ، حتى فتح ( أدهم ) الباب ، ودخل إلى الحجرة بهدوئه المعهود ، وعلى شفتيه ابتسامته الشهيرة ، التي تجمع ما بين كثير من الثقة بالنفس ولمحة من السخرية .. وهو يقول :
ـ صباح الخير يا سيادة المدير .. لقد أرسلت في طلبي .
أشار مدير المخابرات إلى مقعد قريب وهو يقول :
ـ اجلس أيها المقدم .. لدي هنا مهمة عاجلة معقدة ، تحتاج إلى رجل من نوعك .
ثم تناول التقرير الموضوع أمامه وقال :
ـ لقد تلقيت في الرابعة صباحاً ، تقريراً عاجلاً غاية في الخطورة ، من أحد عملائنا الموثوق بهم في جنوب إفريقيا ، يقول : إن شحنة اليورانيوم قد تم شحنها إلى أحد المصانع الكبرى بمدينة ( تروندهايم ) في ( النرويج ) ، بحجة استخدامها في بعض الأغراض الصناعية ، ولكن واقع الأمر أنه سيعاد شحنها ، بعد تعبئتها في علب الأسماك المحفوظة ، إلى أكثر الدول عداءً للعرب ، في منطقة الشرق الأوسط ، لاستخدامها في صنع واحد من أخطر أسلحة العصر الحديث .
ثم صمت لحظة وأردف قائلاً :
ـ القنبلة الذرية .
قطب ( أدهم ) حاجبيه وقال :
ـ وهل وصلت الشحنة إلى ( النرويج ) بالفعل ؟
هز مدير المخابرات رأسه نفياً وقال :
ـ ليس بعد يا ( ن ـ 1 ) .. ولكنها ستكون هناك في العاشرة من مساء اليوم بتوقيت القاهرة .
وتنهد بعمق قبل أن يستطرد قائلاً :
ـ ولا بد من منع وصول هذه الشحنة إلى تلك الدولة المعادية لنا بأية طريقة أيها المقدم .. لا بد من تدمير الشحنة على أرض ( النرويج ) .
نهض ( أدهم ) بهدوء وقال :
ـ متى سننطلق أنا والنقيب ( منى ) إلى ( النرويج ) يا سيدي ؟
تناول مدير المخابرات ملفاً صغيراً من جواره ، ناوله ( أدهم ) قائلاً :
ـ ليست لدينا إلا معلومات قليلة للغاية يا ( ن ـ 1 ) .. اسم المصنع ، واسم صاحبه ، ومستورد الشحنة ، وسيكون عليك وزميلتك البحث عن باقي المعلومات اللازمة .. أما عن موعد السفر فهو التاسعة والنصف صباحاً ، أي بعد ثلاث ساعات ونصف الساعة من الآن ، وستجد زميلتك في انتظارك في مطار القاهرة الدولي .
ثم مد يده يصافح ( أدهم ) ، وهو يقول باختصار :
ـ وفقكما الله أيها المقدم .. أمن جمهورية مصر العربية بين أيديكما .
ابتسم ( أدهم ) وهو يقول بهدوء :
ـ لن يهتز أمن مصر يا سيدي .. أعدك بذلك .
* * *
2 ـ تحت سماء النرويج ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تطلعت النقيب ( منى توفيق ) بدهشة إلى قرص الشمس الأحمر الضخم في الأفق ، وقالت وهي تهز كتفيها بتعجب :
ـ يا إلهي !! إنها المرة الأولى التي أرى فيها قرص الشمس في منتصف الليل .. لم يكن باستطاعتي حتى تصور إمكانية حدوث ذلك !!
ضحك ( أدهم ) وهو يقول :
ـ ولِمَ يا عزيزتي ؟ .. هذه واحدة من الظواهر القطبية الشمالية المعروفة .. التي تشتهر بها ( النرويج ) .. فدوران الأرض حول محورها يؤدي إلى وجود ستة أشهر من سطوع الشمس .. وأخرى من الغروب التام في القطب الشمالي والدول الإسكندنافية مثل ( النرويج ) .. وهذه الظاهرة معروفة باسم ( شمس منتصف الليل ) .
عادت تهز كتفيها بتعجب ، ثم ارتجفت وهي تتطلع عبر نافذة الغرفة ، إلى الثلوج التي تغطي كل شيء بالخارج ، وقالت :
ـ تصور أن مجرد مرأى هذه الثلوج الكثيفة ، يبعث في جسدي قشعريرة البرد ، برغم جو الغرفة الدافئ بسبب أجهزة التكييف .
هز هو كتفيه هذه المرة وقال :
ـ مسألة تعود ليس إلا ..
ثم أردف بجدية واهتمام :
ـ والآن دعينا من الثلوج وشمس منتصف الليل ، ولنتحدث في المهمة التي أسندت إلينا .
وضمَّ كفيه أمام وجهه مستطرداً :
ـ لقد وضحت التحريات التي قمنا بها صباح اليوم ، أن هذا المصنع ملك لرجل أعمال نرويجي ، يدعى ( فريدريك أبسن ) ، في الأربعين من عمره ، وأنه يقيم معظم العام في ( أوسلو ) العاصمة ، وأنه من الشخصيات المعرفة ، ذات السمعة الطيبة هنا ، ولا أكتمك القول إنني أشك في تعامله مع رجال ( الموساد ) منذ فتره طويلة .
عقدت ( منى ) ساعديها أمام صدرها ، وهي تكمل قائلة :
ـ ولا تنس أن تحرياتنا قد أكدت وصول الشحنة بالفعل إلى المصنع صباح اليوم يا سيادة المقدم .
نهض ( أدهم ) وفتح حقيبته الصغيرة ليخرج منها علبة من الخشب ، وهو يقول :
ـ لا تشغلك هذه النقطة أيتها النقيب ، فتقسيم شحنة من اليورانيوم وتعبئتها في علب الأسماك المحفوظة ، وإعادة شحنها إلى دولة أخرى ، يحتاج إلى وقت ليس بالقصير .
وبهدوء تناول من العلبة الخشبية مسدسه قصير الماسورة ، من النوع ذي الساقية ، ورفعه أمام وجهه وهو يقول بلهجته الساخرة :
ـ وفي هذه الأثناء سنعمل نحن على إبادة الشحنة ، حتى لو اقتضى الأمر تحطيم مصانع ( فريدريك أبسن ) بأكملها .
* * *
داخل فيلا أنيقة للغاية على ساحل ( تروندهايم ) ، جلس رجل في حدود الأربعين من عمره ، وسيم الملامح ، مستقيم الأنف ، مدبب الذقن ، رفيع الحاجبين ، واسع العينين ، أزرق الحدقتين ، ناعم الشعر أسوده ، إلا من الأجزاء الملاصقة لأذنيه ، فقد وخطهما الشيب بشكل زاد ملامحه وسامة وأناقة ..
كان يطالع بعض الأوراق بين يديه ، وقد وضع ساقاً فوق أخرى ، عندما اقترب منه أحد خدمه بزيه الأنيق ، وانحنى أمامه باحترام بالغ قائلاً :
ـ لقد وصلت الآنسة ( سونيا جراهام ) يا سيدي .
زينت وجه ( فريدريك ) ابتسامة أنيقة ، وارتفع حاجباه وهو يقول :
ـ ادعها للدخول يا ( جون ) .. لقد كنت أنتظرها بفارغ الصبر .
لم تكد ( سونيا ) تخطو داخل الردهة الواسعة ، حتى قفز ( فريدريك ) واقفاً على قدميه ، وقد اتسعت عيناه دهشة ، وتدلت فكه السفلى ذهولاً .. ولم يلبث أن تمالك جأشه بسرعة ، وأسرع نحوها يتناول كفها الرقيق بين كفيه وهو يقول مبهوراً :
ـ معذرة يا سيدتي .. لقد أدهشني جمالك الساحر في البداية .. فلم أتصور مطلقاً أن تعمل فتاة باهرة الحسن والرقة مثلك في رجال المخابرات .
صدمه صوتها الجاف القاسي ، وهي تقول ببرود :
ـ ومن أدراك أنني حقاً ( سونيا جراهام ) ؟
تلعثم ( فريدريك ) ، وبدا الارتباك واضحاً في صوته ، وهو يقول :
ـ لقد أخبروني بقدومك مسبقاً .
زوت ما بين حاجبيها ، وهي تجلس على أقرب المقاعد إليها ، قائلة ببرود شديد :
ـ ولكنهم لم يرسلوا إليك صورتي يا مستر ( أبسن ) .
تطلع إليها ( فريدريك ) بدهشة وهلة ، ثم تحولت دهشته إلى ابتسامة عريضة ، وهو يضرب جبهته براحته قائلاً:
ـ معذرة يا عزيزتي .. لقد أنساني جمالك المبهر إلقاء كلمة السر .
تراقصت ابتسامة ساخرة على طرف فمها الرقيق ، وهي تقول :
ـ هكذا ! .. وما هي إذن ؟
هَمَّ ( فريدريك ) بنطق كلمة السر ، ثم توقف فجأة وزوى ما بين عينيه ، قائلاً :
ـ مهلاً .. لقد كان من المفروض أن تنطقيها أولاً .
انطلقت من فم ( سونيا ) ضحكة عالية ساخرة ، وتراجع رأسها الجميل إلى الخلف ، وهي تهز ساقها بصورة تهكمية ، أثارت غضب ( فريدريك ) إلى درجة كبيرة ، فصاح في وجهها في حنق :
ـ كفّي أيتها اللعينة !!
توقفت ( سونيا ) عن الضحك ، ونظرت إليه دون أن تفارقها ابتسامتها الساخرة ، على حين استطرد هو في غضب :
ـ ينبغي أن تعلمي جيداً أن هذه ليست الوسيلة الصحيحة للتعامل مع ( فريدريك أبسن ) .. لقد أردت استقبالك بصورة صحيحة ، احتراماً لتعاملي الطويل مع دولتك ، ولكنك أفسدت الأمر بأسلوبك السخيف المتغطرس .. وأنا لا أحب أن يعاملني أحد بهذه الطريقة .. إنني مستعد لإلقاء الشحنة بأكملها في البحر لو أن ..
قاطعته وهي تقول بصوت غاية في الرقة :
ـ لِمَ كل هذا الغضب يا عزيزي ( أبسن ) .. لقد كنت أداعبك فحسب .
توقف ( فريدريك ) عن الاستطراد في عباراته الغاضبة ، وبدا وكأنه يزن الأمر في عقله ، ثم لم يلبث أن لانت ملامحه ، وابتسم وهو يقول :
ـ مرحباً بك في ( النرويج ) يا عزيزتي ( سونيا ) .
افترَّ ثغر ( سونيا جراهام ) عن ابتسامة ساحرة ، وهي تقول :
ـ كيف حال شمس ( النرويج ) ؟
غمز بعينيه ، وهو يقول :
ـ لن تغوص في البحر قبل ستة أشهر .
ضحكت ( سونيا ) برقة ، فقد تم تبادل كلمات السر ، ثم نهضت فجأة وهي تقول :
ـ سيكون من دواعي سروري أن تجد لي فراشاً وثيراً يا مستر ( أبسن ) .. فقد وصلت توَّاً بعد رحلة شاقة ، وأحتاج إلى وقت طويل من الراحة ، حتى يمكنني التفكير بصورة سليمة .
تناول ( فريدريك ) كفها ، وانحنى يقبل أناملها الرقيقة ، بشكل دبلوماسي ، وهو يقول :
ـ على الرحب والسعة يا عزيزتي .. منزل ( فريدريك أبسن ) بأكمله تحت أمرك .
ابتسمت ( سونيا ) في وجهه ابتسامة جذابة ، وما أن استدار لينادي خادمه ، حتى تحولت ملامحها إلى الشراسة ، وتمتمت بصوت خافت إلى درجة غير مسموعة :
ـ سأتملقك حتى يتم نقل الشحنة يا مستر ( أبسن ) ، وبعدها سأعلمك كيف تعامل ( سونيا جراهام ) ، أيها الوغد الأنيق .
* * *
3 ـ في مواجهة الخطر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تطلعت ( سونيا ) بسعادة ، إلى الصندوقين الخشبيين الضخمين ، اللذين يحويان شحنة اليورانيوم الواردة من جنوب إفريقيا ، ثم التفتت إلى ( فريدريك ) وقالت :
ـ الصندوقان مبطنان بالرصاص يا مستر ( أبسن ) .. أليس كذلك ؟
أومأ بأسه موافقاً ، وقال :
ـ تماماً كما يحدث مع علب الأسماك المحفوظة يا عزيزتي ( سونيا ) .
ابتسمت في وجهه ابتسامة مغرية ، وهي تداعب رباط عنقه قائلة :
ـ هذا رائع .. سيزداد وزنها كثيراً ، ولكنها لن تنفذ أشعة المعدن الثمين يا مستر ( أبسن ) .. هل رأيت كيف تعمل مخابراتنا ؟ .. كل شيء مرسوم بدقة بالغة .
هَمَّ ( فريدريك ) بالتعقيب على قولها ، ولكن أحد رجاله قاطعه ، عندما اقترب منه قائلاً :
ـ هناك رجل يصر على مقابلتك يا سيدي ، وليس لديه موعد سابق .
قطب ( فريدريك ) حاجبيه ، وظهر الاهتمام على وجه ( سونيا ) ، وهي تسأل الرجل :
ـ ومن هذا الرجل ؟ .. ولماذا جاء ؟
أجاب الرجل :
ـ رجل أعمال مصري يدعى ( إبراهيم صفوت ) ، يقول إنه جاء للتباحث بشأن استيراد الأسماك المحفوظة .
زوت ( سونيا ) ما بين حاجبيها بقلق ، وهي تقول :
ـ مصري ؟ .. ولماذا الآن بالذات ؟
أشار ( فريدريك ) للرجل بالانصراف ، وسألها باهتمام :
ـ فيمَ تفكرين يا عزيزتي ؟
هزت ( سونيا ) كتفيها ، وقالت :
ـ لست أدري ، ولكن من المثير للشك أن يحضر مصري لمقابلتك في هذه الظروف بالذات .. إن هؤلاء المصريين ....
ثم بترت عبارتها وهي تعض على شفتيها ، فسألها ( فريدريك ) بقلق :
ـ هل تظنين أنهم قد كشفوا الأمر ؟
هزت كتفيها مرة أخرى ، وقالت :
ـ لست أدري .. ولكن لي تجربة مريرة مع أحد ضباط المخابرات المصرية في الولايات المتحدة ، لم يمضِ عليها أسبوع واحد ..
سألها ( فريدريك ) :
ـ هل هزمك هناك ؟
قطبت حاجبيها وهي تقول بحنق :
ـ إنه ليس رجل مخابرات عادياً .. إنه شيطان بشري و .....
ثم هزت رأسها وكأنها تنفض عنها التفكير في الأمر ، وقالت :
ـ دعنا من هذا ، ولتذهب لمقابلة هذا المصري ، فالشوق يتملكني لمعرفة الأمر الذي قدم بشأنه .
سألها ( فريدريك ) :
ـ هل ستحضرين المقابلة ؟
ابتسمت ابتسامة ساخرة ، وهي تقول :
ـ لا بالطبع .. ولكنني سأختلس النظر والسمع في غرفة السكرتيرة الملحقة بغرفتك .
* * *
زوى ( فريدريك أبسن ) ما بين عينيه ، وهو يتطلع إلى زائره باهتمام وفضول .. كان رجلاً في العقد الخامس من العمر كما تدل ملامحه ، وتجعيدات وجهه .. أسمر البشرة أشيب الشعر ، كث الشارب ، كثيف الحاجبين .. وعندما تحدث خرج صوته من بين شفتيه أجش مبحوحاً وهو يقول :
ـ مستر ( أبسن ) .. تسعدني مقابلتك .. لقد حضرت من القاهرة خصيصاً ، للتفاوض معك ، بشأن استيراد الأسماك المحفوظة التي تنتجها مصانعك .
صافحه ( فريدريك ) بشكل رسمي ، ثم جلس خلف مكتبه صامتاً ، يتأمل وجه الرجل قبل أن يقول :
ـ ولماذا أسماك مصانعي بالذات يا مستر ( صفوت ) ؟
جلس الرجل ببطء يدل على إصابته بشيء من تصلب العظام ، وقال :
ـ لا تبخس نفسك قدرها يا مستر ( أبسن ) .. إن شهرة أسماكك المحفوظة تفوق الوصف .
ابتسم ( فريدريك ) ابتسامة واثقة ، واستكان في مقعده ، وبدأت لهجته تكتسي بالود ، وهو يقول :
ـ حسناً يا مستر ( صفوت ) .. إن هذا يسعدني بالفعل .. كم يمكنك التعاقد بشأنها ؟
ابتسم ( إبراهيم صفوت ) وقال :
ـ هذا الأمر يحتاج إلى أكثر من زيارة واحدة يا مستر ( أبسن ) ، المهم هو موافقتك المبدئية على التعامل معي .
لم يكد ( إبراهيم صفوت ) ينصرف بعد انتهاء التباحث ، حتى فتحت ( سونيا ) الباب الموصل بين مكتب ( فريدريك ) وسكرتيرته ، ودخلت إليه قائلة :
ـ كيف وجدته ؟
أشار ( فريدريك ) بذراعيه إشارة ذات معنى ، وهو يقول :
ـ رجل أعمال مصري .. صدقيني يا عزيزتي ( سونيا ) .. إنه رجل لا غبار عليه .
ابتسمت ( سونيا ) بمرارة وسخرية ، وهي تقول :
ـ لا غبار عليه ؟! .. يا لك من أحمق يا مستر ( أبسن ) .
نظر إليها ( فريدريك ) بحنق صائحاً :
ـ ماذا تعنين أيتها الـ ....
قاطعته وهي تشير إلى باب مكتبه ، قائلة بحنق شديد :
ـ كُف عن غطرستك هذه يا مستر ( أبسن ) .. إن زائرك هذا لن يخدعني ، حتى ولو كان إمبراطور التنكر في العالم .
نظر إليها ( فريدريك ) بدهشة وتساؤل ، فاستطردت بغضب :
ـ إن هذا الرجل ما هو إلا ضابط مخابرات مصري .. إنه ذلك الشيطان الذي كنت أتحدث معك عنه منذ لحظات .. إنه ( أدهم صبري ) .
* * *

 
 

 

عرض البوم صور منى توفيق   رد مع اقتباس

قديم 19-08-06, 04:29 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

ملكة الانيمي


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9911
المشاركات: 4,590
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 590

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى توفيق المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي أنتظر ردودكم

 

[frame="2 80"]أرجو أن يكون الجزء السابق قد نال إعجابكم
وأنا بانتظار ردودكم لإكمال باقي القصة

مع تحيات
منى توفيق
[/frame]

 
 

 

عرض البوم صور منى توفيق   رد مع اقتباس
قديم 19-08-06, 07:53 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى توفيق المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

منى توفيق
الله يعطيكي الف عافية ياااااارب
مجهود عظيم ورائع
ورغبة اكيدة في انك تخلينا نستمتع بقراءة الرواية
الله يحفظك يا رب
منتظرين بقية الرواية ،،،

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^   رد مع اقتباس
قديم 19-08-06, 09:35 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

ملكة الانيمي


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9911
المشاركات: 4,590
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 590

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى توفيق المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

شكراً لردك صديقتي RAYAHEEN وأرجو أن تستمتعي وباقي أصدقائي بباقي القصة
** بسم الله الرحمن الرحيم **
{ نعود لقصتنا }

4 ـ واندلعت النيران ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأملت ( منى ) ( أدهم ) بإعجاب وهو يزيل تنكره ، وقالت :
ـ يراودني في بعض الأحيان ، أن براعتك المذهلة في فن التنكر ، لها الفضل الأول في نجاحك الدائم يا ( أدهم ).
ابتسم ( أدهم ) ابتسامة ساخرة ، وقال :
ـ عجباً .. لقد نجحت في كثير من المهام ، دون أن أتنكر مرة واحدة يا عزيزتي .
ضحكت بمرح وهي تقول :
ـ حسناً .. إنني أستسلم .. لن أنجو أبداً من سخريتك اللاذعة .
وقبل أن يتهكم على عبارتها دق جرس الهاتف ، فأسرع يتناوله وهو يحوِّل صوته ببراعة مذهلة إلى صوت ( إبراهيم صفوت ) الأجش المبحوح قائلاً :
ـ هنا ( إبراهيم صفوت ) .. من المتحدث ؟
جاءه صوت ( فريدريك أبسن ) مرحاً يقول :
ـ هاللو مستر ( صفوت ) .. لقد بحثت أمرك مع معاونيَّ جيداً ، وقررت أن أوقع معك العقد على الفور ، نظراً لارتباطي بسفر عاجل إلى ( سويسرا ) .. هل لك في الحضور إلى مكتبي في الحال ؟
صمت أدهم لحظة زوى فيها حاجبيه ، ثم افترَّ ثغره عن ابتسامة ساخرة ، لم يظهر أثرها في صوته وهو يقول بهدوء :
ـ بكل سرور يا مستر ( أبسن ) .. إن ذلك يسعدني للغاية .
دلَّت لهجة ( فريدريك ) على الانتصار ، وهو يقول :
ـ رائع .. سأنتظرك بعد نصف ساعة تماماً .
وما أن وضع ( أدهم ) سماعة الهاتف ، حتى أخرج مسدسه من جيب سترته ليتأكد من حشوه ، وهو يقول بسخرية :
ـ يبدو أن هناك لعبة تعدُّ لإيقاعنا أيتها النقيب .
سألته ( منى ) بقلق :
ـ ماذا تعني ؟
أجابها وهو يعيد مسدسه إلى سترته بهدوء :
ـ إن ( فريدريك أبسن ) يريدني في مصنعه بعد نصف ساعة فقط ، ويدعي أنه سيسافر إلى ( سويسرا ) .. وهو لا يدري أو يتظاهر بأننا لا نعلم شيئاً عن أمره ، وأنه مستحيل أن يغادر ( تروندهايم ) ، قبل أن ينتهي من أمر الشحنة .
قالت ( منى ) بقلق :
ـ لن نذهب إذن .. أليس كذلك ؟
ابتسم ( أدهم ) ابتسامة ساخرة ، وقال وهو يضم قبضته أمام وجهه :
ـ بالعكس يا عزيزتي .. إنني أحتاج إلى بعض النشاط .. ثم إنني أميل إلى اللهو هذا المساء .
وازدادت ابتسامته سخرية ، وهو يقول :
ـ ثم إنه لا يصح أن نصيب السيد ( فريدريك ) بخيبة الأمل ، بعد أن وضع خطته على هذا النحو .
* * *
تملك القلق ( منى ) وهي تتطلع إلى جانبي الطريق في أثناء قيادة ( أدهم ) للسيارة ، في الطريق الموصل إلى مصنع ( فريدريك أبسن ) ، حتى سمعت ( أدهم ) يقول بسخرية :
ـ لا داعي للقلق أيتها الزميلة .. إنهم لن يهاجموننا في الطريق العام .
سألته بحدة :
ـ وأين تتصور أن مهاجمتهم لنا إذن ؟
أجابها ببساطة :
ـ عند وصولنا إلى الطريق الفرعي الخاص بالمصنع ، فهو محاط بالجبال الثلجية ، ويمكن لفيل ضخم الاختباء فيه .. أو داخل المصنع نفسه .
ولم يكد ينهي عبارته حتى انحرف إلى الطريق الجانبي ، قائلاً بتهكم :
ـ ارتدي قفازك أيتها النقيب ، فربما تجبرنا الظروف على مغادرة السيارة ، وأنت تعلمين مدى برودة الجو خارجها .
وعلى ربوة قديمة نفث رجل ضخم بخار الثلج من بين شفتيه ، وهو يتطلع من خلال منظار مقرَّب ، وقال لرفيقه الواقف إلى جواره :
ـ لقد اختفت السيارة خلف تل ثلجي متوسط يا ( جورج ) .
أجابه رفيقه ، وهو يضم ياقة معطفه السميك المصنوع من فراء ( المنك ) :
ـ لا عليك يا ( هنريك ) .. سرعان ما تبدو سيارتهما مرة أخرى بعد اجتيازها التل .. إن هذا الموقع مثالي للمراقبة .
قال ( هنريك ) بقلق :
ـ لقد طال الوقت ، والتل أقصر من أن تقضي السيارة كل هذا الوقت للمرور به .
شعر ( جورج ) بالقلق يكتنفه ، وهو يقول :
ـ ناولني هذا المنظار ، ربما عجزت عن تمييز سيارتهما البيضاء وسط الثلوج التي تغطي كل شيء .
تناول ( جورج ) المنظار المقرب ، ووضعه فوق عينيه ، ودار به يفحص المكان بسرعة ، ولم يلبث أن زوى ما بين حاجبيه قائلاً في توتر :
ـ اللعنة !! أتبخرت السيارة ؟ .. أم ذابت وسط الجليد ؟
قال ( هنريك ) بتردد :
ـ هل نلقي نظرة عن قرب يا ( جورج ) ؟
صمت ( جورج ) مفكراً ، ثم أزاح قطرات الثلج التي تجمدت على أطراف شاربه ، وقال :
ـ يبدو أننا سنضطر إلى ذلك يا ( هنريك ) ، فأوامر مستر ( أبسن ) تقضي بالتخلص من الرجل بأية وسيلة .
قبض كل منهما على مقبض مسدسه الضخم بحرص ، وأخذا يهبطان التل الجليدي بحذر ، ثم اقتربا بهدوء من التل ، وأشار ( جورج ) على صاحبه ، قائلاً :
ـ سيدور كل منا حول التل من اتجاه مختلف عن الآخر ، حتى يمكننا مفاجأتهما .
لم يعترض طريق أحدهما شيء ، وسرعان ما تلاقيا بجوار السيارة البيضاء الساكنة والخالية ، فتطلعا إليها بدهشة وحيرة ، وقال ( هنريك ) وهو يلتفت حوله :
ـ أين ذهب العجوز والفتاة بحق الشيطان ؟
هز ( جورج كتفيه بحيرة ، وه يتطلع حوله بدوره ، قائلاً :
ـ فلأذهب إلى الجحيم ، لو كنت أستطيع إجابة تساؤلك .
ثم أشار فجأة إلى ( هنريك ) أن يصمت ، وعاد يشير بسبابته إلى حذاء حريمي صغير ، يظهر طرفه من خلف تل ثلجي قريب ، وهمس :
ـ يالغباء هذه المرأة !! تختفي وسط الثلوج بحذاء أحمر يشبه بقعة من الدم ، فوق صفحة بيضاء ناصعة !!
واقترب كلاهما بحذر ، وقد أعدَّا مسدسيهما للإطلاق ، وما أن أصبحا على قيد خطوات من الحذاء ، حتى قطب ( جورج ) حاجبيه بغضب ، وقال بحنق :
ـ اللعنة !! إن هذا الحذاء خالٍ تماماً .
وانتفض جسده بغتة ، عندما سمع صوتاً هادئاً ساخراً من خلفه يقول بتهكم :
ـ وماذا كنت تنتظر إذن يا ملك الأغبياء ؟
استدار الرجلان بحدة وسرعة تلائم محترفين مثلهما ، وقد استعدت سبابتهما للضغط على الزناد ، ولكن هيهات .. فغريمهما ليس رجلاً عادياً .. إنه ( أدهم صبري ) الملقب بـ ( رجل المستحيل ) .
* * *
لا يمكن الجزم بان أحد الرجلين قد ميز ملامح خصه .. فقبل أن تكتمل استدارتهما ، كانت قدما ( أدهم ) قد أطاحتا بمسدسيهما ، في قفزة رائعة ، ثم توجهت قبضة ( أدهم ) اليمنى كمطرقة فولاذية ، لتهشم أنف ( هنريك ) ، واندفعت يسراه كالقنبلة في معدة ( جورج ) ، أعقبتها يمناه كالصاعقة تحطم فكَّ هذا الأخير بصوت مسموع ، اختلط بآهـة مكتـومـة ، تدلـت مـن شفتي ( جورج ) قبـل أن يهـوي علـى الجليـد فاعد الوعي ، علـى حيـن ترنح ( هنريك ) ، وحاول رفع كفّه إلى وجهه ، لمسح الدماء التي اختلطت بقطرات الثلج حول أنفه المهشم ، ولكن قبضة ( أدهم ) الحديدية ألصقت كفَّ ( هنريك ) بوجهه ، وفتتت عظام فكه ، وأرسلت به إلى عالم اللاوعي .
مسح ( أدهم ) الدماء مع قبضته بهدوء ، وهو يقول ساخراً :
ـ حسناً .. المرء يحتاج إلى بعض النشاط من آن لآخر .
ابتسمت ( منى ) وهي تتطلع إلى الرجلين ، قائلة لـ ( أدهم ) :
ـ لقد ساعدك معطفك الأبيض على التخفي وسط الثلوج يا سيادة المقدم .
ضحك ( أدهم ) بسخرية ، وولج إلى سيارته قائلاً :
ـ دعابة جيدة أيتها النقيب .. أسرعي بركوب السيارة حتى لا نتأخر عن موعدنا مع السيد ( أبسن ) .
سألته ( منى ) بدهشة ) :
ـ هل ستذهب لمقابلته بعد ذلك ؟
هز كتفيه وهو يقول ساخراً :
ـ ولم لا ؟ .. ما دمت قد وعدته ، فلا بد لنا من الذهاب .
ثم أردف بعبث :
ـ إنني أهوى مشاهدة علامات الخيبة على وجوه أعدائي .
* * *
5 ـ رصاصة الموت ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتفض ( فريدريك أبسن ) في مقعده ، وهو يصيح في وجه سكرتيرته بدهشة :
ـ ماذا ؟! .. هل وصل مستر ( صفوت ) إلى هنا حياً ؟ .. أقصد هل وصل في موعده ؟
أجابته السكرتيرة بدهشة مماثلة :
ـ نعم يا سيدي ، وهو ينتظر في غرفتي حتى تسمح له بالدخول ، وبصحبته سكرتيرته .
التفت ( فريدريك ) إلى ( سونيا ) ، وسألها بدهشة :
ـ كيف أمكنك استنتاج ذلك ؟ .. كيف جزمت منذ دقيقة واحدة أنه سيصل سليماً في موعده ؟
ابتسمت ( سونيا ) بدهاء ، وقالت :
ـ لدينا ملف كامل عن هذا الشيطان يا مستر ( أبسن ) .. ومن العسير تصور مهاراته وقدرته ، ما لم يتعامل معه المرء شخصياً .
ثم التفتت إلى سكرتيرة ( فريدريك ) ، وقالت بلهجة آمرة :
ـ دعيه يدخل وسكرتيرته .. وثقي أن رؤيتي ستكون مفاجأة له .. آخر مفاجآت حياته .
* * *
لم يكد ( أدهم ) و( منى ) يخطوان داخل حجرة ( فريدريك أبسن ) ، حتى تراجعت ( منى ) خطوة إلى الوراء ،
واتسعت عيناها دهشة وذعراً ، على حين ابتسم ( أدهم ) بسخرية وضحك ، وهو يقول :
ـ مرحى يا عزيزتي ( سونيا ) .. هل سمحوا لك بالعمل مرة أخري ، بعد هزيمتك الساحقة في ( تكساس ) ؟
اتسعت عينا ( سونيا ) دهشة على الرغم منها ، وهي تصوب إليهما مسدساً ضخماً تدور أصابعها حول مقبضه بصعوبة ، وقالت :
ـ عجباً .. إنك لم تحاول حتى التظاهر بالعكس يا مستر ( صبري ) ، برغم أنك متنكر ببراعة فائقة .
هز ( أدهم ) كتفيه ببساطة وبلا مبالاة ، وهو يقول :
ـ ولم يا عزيزتي ( سونيا ) ؟ .. إنني لا أحب إضاعة الوقت فيما لا يفيد ، وكلانا يعلم جيداً أنك الوحيدة في مخابرات دولتك ، القادرة على تعرُّفي مهما تنكرت ، بسبب شكل أذني .
ثم التفت إلى ( منى ) قائلاً بسخرية :
ـ ذكريني حتى أخفي أذني في المرة القادمة يا زميلتي العزيزة .
رفعت ( سونيا ) حاجبيها إلى أعلى ، وقالت :
ـ أنت متفائل للغاية يا مستر ( أدهم ) .. أؤكد لك أنه لن تكون هناك مرة قادمة .
ابتسم بتهكم ، وقال وهو يعقد ساعديه أمام صدره :
ـ ومن يضمن ذلك يا صغيرتي ؟
صوبت ( سونيا ) مسدسها إلى صدره ، وقالت بعزم :
ـ رصاصات مسدسي تضمن ذلك ، أيها الشيطان المصري .
تكلم ( فريدريك ) لأول مرة منذ دخول ( أدهم ) و( منى ) ، فقال بحنق :
ـ لحظة يا ( سونيا ) .. إنني لا أسمح بقتلهما في مكتبي .
ابتسمت ( سونيا ) بسخرية ، وقالت :
ـ يا للرقة !! أتخشى رؤية الدماء ؟ أم أنك تحبذ لا فكرة القتل ؟
صاح ( فريدريك ) بعصبية :
ـ إنني لا أحب إثارة المتاعب دونما ضرورة ، وأنت تعلمين أنني قد أرسلت ( هنريك ) و( جورج ) للتخلص منهما و ....
قاطعه ( أدهم ) ضاحكاً بسخرية وقائلاً :
ـ هل تقصد السخيفين اللذين اعترضا طريقنا ؟ .. نسيت أن أخبرك أنهما في حالة سيئة وسط الثلوج .
ضغطت ( سونيا ) على أسنانها وهي تقول لـ ( فريدريك ) ، الذي احتقن وجهه غضباً :
ـ هل رأيت نوعية هذا الشيطان المصري ؟ .. صدقني .. الوسيلة الوحيدة للتخلص منه هي قتله دونما تردد ، ما دامت الفرصة سانحة .
رفع ( أدهم ) راحته أمام وجهه ، وهو يقول بسخرية :
ـ لحظة يا عزيزتي ( سونيا ) .. هل تسمحين لي بخلع معطفي ؟
ومد يده إلى معطفه وكأنه يهم بخلعه ، ولكن ( سونيا ) صاحت بلهجة آمرة :
ـ توقف يا مستر ( صبري ) .. كُف عن خداعك هذا .
ابتسم ( أدهم ) بخبث ، وقال :
ـ هل تظنين أنني أعمد إلى خطة ما ، عندما أطلب خلع معطفي ؟
قالت بصرامة وضيق :
ـ بالتأكيد .
ضمَّ (أدهم ) كفيه أمامه ، وقال بهدوء :
ـ حسناً يا عزيزتي ( سونيا ) .. لن أفسد متعتك .. أطلقي النار على قلبي مباشرة .
صاحت ( منى ) فجأة :
ـ كلا .. أنني أفضل الموت عن ....
وبترت عبارتها فجأة ، وتخضب وجهها بحمرة الخجل ، فانطلقت من فم ( سونيا ) ضحكة ساخرة عالية ، وقالت وهي تسدد مسدسها نحو قلب ( أدهم ) بإحكام :
ـ يا للعاطفة الرقيقة !! إنها فرصة نادرة أن أجد نفسي أنا ( سونيا جراهام ) ، وسط كل هذا الفيضان من العواطف الجياشة .
واكتست ملامحها الرقيقة فجأة بشراسة رهيبة ، ألقت الرعب في قلب ( منى ) وهي تقول بقسوة :
ـ وداعاً يا رجل المخابرات المصري .. لا تقلق على زميلتك ، سأرسلها خلفك في الحال .
ابتسم ( أدهم ) بسخرية شديدة ، وهو يقول بهدوء :
ـ هيا يا عزيزتي ( سونيا ) .. لقد مللت الانتظار .
وبغضب عارم وتصميم شديد ، ضغطت على زناد مسدسها المزود بكاتم للصوت .. وشهقت ( منى ) ذعراً عندما صوت انطلاق الرصاصة المكتوم ، وهي تعبر فوهة المسدس ، وصوت ارتطامه بصدر ( أدهم ) .. في موضع القلب تماماً .
* * *
6 ـ وثبة الثعلب ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صرخة ( منى ) صرخة قوية ملتاعة ، وهي تغمض عنينها بقوة ، وقد طفرت من منهما دموع اللوعة والأسى،
ولكنها عادت تفتحهما بدهشة بالغة ، عندما سمعت صرخة تموج بالذهول ، تحمل صوت ( سونيا جراهام ) ..
فتحت عينيها ليطالعها مشهد تدلت لها فكها السفلي بذهول .. فقد كان ( أدهم ) بمعطفه الفرائي الأبيض ، يشبه ثعلباً ضخماً من ثعالب الثلوج ، وهو يثب وثبة رشيقة غاية في المهارة نحو ( سونيا ) و( فريدريك ) ، اللذين ملأتهما الدهشة ، حتى تفجرت بأقصى صورها في ملامحهما ، عندما هبط ( أدهم ) أمامهما تماماً ، وامسك بمعصم ( سونيا ) ، ليرفع مسدسها بعيداً عن مدى إصابته ، ويلكم ( فريدريك ) في الوقت ذاته لكمة قوية ساحقة ، ألقت به فوق مكتبه ، فتناثرت محتوياته في الغرفة ، ثم عاد بكفه ليصفع ( سونيا جراهام ) صفقة قوية ، تردد رنينها في الحجرة ، وسقطت هي على أثرها على الأرض دون أن تنطق بكلمة واحدة ..
أسرعة ( سونيا ) واقفة على قدميها ، وقد انطبعت أصابع كف ( أدهم ) الحمراء على خدها الأبيض ، وامتلأت ملامحها بالحنق والغضب والدهشة ، في حين أطلق ( أدهم ) ضحكة ساخرة عالية ، وهو يصوب مسدسه إلى ( سونيا ) و( فريدريك ) ، ويمسك كف ( منى ) الرقيق في راحته ..
صاحت ( منى ) بدهشة :
ـ كيف أمكنك ... ؟
قاطعتها ( سونيا ) بحنق :
ـ هذا ما أود أن أسأله يا فتاة المخابرات .
ضحك ( أدهم ) بسخرية ، وهو يمسك بطرف معطفه قائلاً :
ـ لا ريب أنك تعرفين هذا النوع من المعاطف الواقية من الرصاص ، يا عزيزتي ( سونيا ) .
اتسعت عينا (سونيا ) وهي تقول بذهول :
ـ مستحيل !! إنني لم أتوقع ..
قاطعها ( أدهم ) بسخرية قائلاً :
ـ عجباً !! لِمَ يصر الجميع على أنهم يفاجئون بم أفعل ؟ .. حتى لو تصرفت بصورة بسيطة طبيعية .
وابتسم بخبث ، وهو ينظر في عيني ( سونيا ) مباشرة ، قائلاً :
ـ ولا تنسي يا عزيزتي ( سونيا ) ، أنني عرضت عليك خلع هذا المعطف الواقي من الرصاص ، ولكنك رفضت بإصرار .
تمتمت ( سونيا ) بحنق :
ـ مغرور ..
ضحك ( أدهم ) وهو يقول لـ ( منى ) :
ـ هيا يا زميلتي العزيزة .. سنقيد هذا الوغد ، وهذه الحية الرقطاء ، حتى نغادر المصنع بأمان .
لم يكد ( أدهم ) و( منى ) يغادران الغرفة ، حتى قفزت ( سونيا ) واقفة على قدميها ، وألقت قيودها بعيداً ، وهي تقول بغضب :
ـ يا لهذا المغرور !! أيظن أنه الوحيد الماهر في التخلص من القيود .
نظر إليها ( فريدريك ) بدهشة وصاح :
أسرعي يا عزيزتي ( سونيا ) .. حلّي قيودي .
ـ لحظة يا مستر ( أبسن ) .. لابد أولاً من إبلاغ حراس المصنع ، حتى يمنعوا هذا الشيطان ورفيقته من مغادرة المكان ، حتى ولو اضطروا لقتلهما .
* * *
كان ( أدهم ) يقود السيارة المرسيدس البيضاء بهدوء نحو بوابة الخروج للمصنع ، وهو يقول لـ ( منى ) :
ـ لقد انكشفت خطتنا هذه المرة أيتها النقيب ، وسنضطر إلى العمل بأسلوب حرب العصابات كالعادة .
هزت كتفيها ببساطة ، وهي تغوص في مقعدها قائلة :
ـ لا عليك يا سيادة المقدم .. لقد اعتدت ذلك .
زوى ( أدهم ) ما بين حاجبيه ، وهو يتمتم بسخرية :
ـ يا للسخافة !!
اعتدلت ( منى ) وسألته بقلق :
ـ ماذا حدث ؟
أجابها ( أدهم ) وهو ينحرف بسيارته في صورة مباغتة ، ويزيد من سرعتها في الوقت ذاته :
ـ يبدو أن صديقتنا ( سونيا ) قد نجحت في التخلص من قيودها بأسرع مما توقعت .. فحراس المصنع ينتظروننا وقد أغلقوا البوابة ، وحملوا أسلحتهم في وضع التأهب للقتال .
لم يتم عبارته ، حتى اخترقت رصاصة من رصاصات الحرس زجاج السيارة الخلفي ، ومرقت من الزجاج الأمامي بقوة .. فصاح ( أدهم ) في مرح وهو يعاد الانحراف بسيارته :
ـ يا إلهي !! إن الأوامر قد صدرت بالتخلص منا تماماً يا ( منى ) .
أسرعت ( منى ) تخرج مسدسها من حقيبتها الصغيرة ، وتصوبه نحو الحراس وهي تقول :
ـ حسناً .. لن أدع أمامهم فرصة للندم .
ضحك ( أدهم ) بسخرية ، وهو يقول :
ـ أعيدي مسدسك إلى حقيبتك يا عزيزتي ، وتشبثي بمقعدك جيداً .
لاحظت ( منى ) أنه قد دار بالسيارة ليواجه البوابة مرة أخرى ، ورأته يضع عصا السرعة في الوضع الرابع .. فسألته بدهشة وقلق :
ـ ماذا تنوي أن تفعل يا سيادة المقدم ؟
اندفعت سيارة ( أدهم ) كالصاروخ ، نحو كومة من الخشب مواجهة للبوابة ، وهو يقول بسخرية :
ـ في نيتي أن أحول هذه المرسيدس إلى طائرة أيتها النقيب .
صاحت ( منى ) في ذعر :
ـ لن تحتمل السيارة يا ( أدهم ) .. لن يمكنك أن ....
وتحولت صيحتها إلى صرخة رعب عالية ، عندما ارتطمت عجلتا المرسيدس الأماميتان بكومة الأخشاب ، فأدت سرعتها البالغة إلى ارتفاعها عن الأرض ، وطارت في الهواء عالياً ، مجتازة رجال الحرس وبوابة المصنع ، التي يبلغ ارتفاعها مترين ونصف المتر ، واندفعت تشق الهواء ، في طريقها إلى الأرض المغطاة بالثلوج ، كطائرة تهوي من ارتفاع شاهق وبسرعة بالغة .
* * *

 
 

 

عرض البوم صور منى توفيق   رد مع اقتباس
قديم 19-08-06, 09:41 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

ملكة الانيمي


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9911
المشاركات: 4,590
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 590

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى توفيق المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

[frame="2 80"]أرجو أن يكون هذا القسم أيضاً قد أعجب أصدقائي

وأرجو أن يسعدهم ما كتبت حتى لا يضيع مجهودي

ويذهب أدراج الرياح وأنا بانتظار ردودكم


مع تحيات
منى توفيق
[/frame]

 
 

 

عرض البوم صور منى توفيق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ثعلب الثلوج, رجل المستحيل, روايات رجل المستحيل, نبيل فاروق, نبيل فاروق رجل المستحيل
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:44 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية