(الفصل الرابع):
((كابوس ))...؟
جلست إيما في سريرها, وقلبها يخفق ,لقد ازعجها شئما, وانصت,ثم سمعتها مرة اخرى,صرخة ترددصدها في ليلة ظلماء صامتة ...اسرغت بقميص نومها غبر الممر الى غرفة ساندى , وسمعت الصرخة مرة أخرى ,بوضوح أكثر,مؤكدأن ساندى تعانى من كابوس مزعج وفتحت إيما الباب برفق, كانت الطفلة مكتورة حول نفسها في السرير,واضاءت اللمة بجوار السرير, وصحت الطفلة وإيما تطوقها بذراعيها وتسأئلها ((ماذا حدث ياعزيزتي؟))...((اشعر بالمرض))...((سأقيس لك الحرارة))...
رات حرارتها مرتفعة وانزعجت لذلك, وتحيرت ماذا تفعل , لوكانت وحدها هنا ربما تصرفت بمفردها لكن بريت آدامز هنا ,فلا مبرر لتحملك المئولية , في الواقع ربما يجعله مرض إبنتة يفيق من غيبوبتة!!
على الجانب الاخر,غلبا"ماترتفع درجة حرارة الاطفال لساعات فقط وستظر جنونها لو إستدعته بلا ضرورة....
يجب الانتظار ريثما يحضر, عموما" فهى لاتتوقع مجيئة مبكرا"الليلة.
قالت للطفلة برفق ((سأعطيك اسبرينا", وبعد ئذن ضمادات بأردة, ستجعلك تتحسنين )).
بعد أن انهت ذلك سأئلتها((هل تردين أن اجلس معك لفترة؟))...((اريد أن تقضي الليلة كلها معى ))..مدت يدها الصغيرة تمسك بها ((أتحسن عندم تكونين معي))...((اذن لن اتركك, سأضع المقعد بجوار السرير وتكسكين بيدى))..بعد فترة نامت ساندى ,وبعد نصف ساعة عندما سحبت يدها , بكت الطفلة وإستيقظت ,هدأتها إيما ((لاتبكي ياعزيزتي مازلت هنا ,لن اتركك أبدا"))..سمعت صوتا" قويا"يسأل ((ماذا يجري؟))
تفت إيما لتجد والد الطفلة بالباب والجاكيت على ذراعة, اجابتة ((حرارة ساندى مرتفعة ))..تقدم بجوار السرير وقال :((هي حساسة للبرد, لاتبكي ياساندى , أنتفتاة كبيرة , ولست طفلة ))...((لست فتاة كبيرة ))...انهمرت دموعها وكشرت أباها...ونظرت إيما إلية ..لكنه بدلا من إقترابه من ابنتة , إبتعد وقال((لاحاجة لبقائك معها ياآنسة فيلدنجج , نادى ماريا فهى معها منذ أعوام ,وتعرف كيف تتصرف !
بكت ساندى ((لاأحب ماريا , أحب إيما ))...((لاتتوقعى منها أن تبقى بجوارك طيلة الليل))...ردت إيما بنعومة ((لايهمني ))...اتجه إلى الباب ((من فضلك إذن ليلة سعيدة ياساندى أنا واثق أنك ستكونين على مايرام في الصباح ))..((لاتذهب , أنا مشغول بالعمل طيلة الغد وأحتاج للراحة والنوم الان))...خرج وانتحبت الطفلة ,ورتبت إيما على ظهرها وهي تتمنى أن تضرب اباها ....ياله من حلوف لايقلب له !!...كيف يتحمل أب الابتعادعن إبنتة وهى مريضة ؟؟...
بكت ساندى ((بابالا يحبني, يكرهني لان أمي هربت وهذه هى غلطتي))..كانت العبارة صدمة لإيما,وقالت ((هذا غباء منك أن تقولى هذا ياعزيزتي أمك مرضت وماتت هذا مختلف تماما"عن الهروب وقتلت,الآنسة أيتون قالت لى ذلك ))...((من هي الآنسة أيتون؟))...((كانت مربيتي))اذن الآنسة أيتون كانت غبية جدا"ولم تقل لك الحقيقة, لو كان بابا يعرف ماقالته لكان إنفجر غضبا"فيها,فهو يحبك جدا" اكثر من اي إنسان في العالم, إذغلماذا تظنين أنه طلب منى المجيئ من انجلترا لرعايتك؟
إستندت ساندى على ذراع إيما وتفحصت وجهها ((هل قلت انه يحبني ؟))...((اكثر من الحب ))...كانت إيما كاذبه لكن الفتاة أشرق وجهها بإبتسامة....بعد فترة نامت الطفلة واسندت إيما راسها على مقعدها بجوارها السريروعندما دخلت ماريا الساعة الثالثة والنصف كان الصداع ينبش دماغ إيما. ....همست لها ((السيد آدامز طلب منى أن أبقى بجوارها وتنامي أنت ))...عادت إيما إلى غرفتها ونامت ولم تستيقظ حتى الحادية عشرة صباحا",واخذت حماما" سريعا",وارتدت فستانا"قطنيا",وذهبت لترى الطفلة...وهي تتأمل فيما قالته لها امس...حتى لوكان صحيحا"ان المراة هربت من زوجها ,فماهو الدافع الخبيث الذي جعل الآآنسةأيتون تحميل الطفلة اللوم؟ التفسير الوحيدأن ساندى أرهقتها حتى نفذ صبرها وأردت ان تجرحها ومع ذلك فهذا سلوك وحشي ماقالته للطفلة خصوصا" في حالة ساندى وإنشغال أبيها عنها...وفي منتصف الممر عندما قابلتهاماريا وقالت لها ((الطبيب مع السيد آدامز عند ساندى فهيمصاي=بة بحمى خطيرة))...يالفظاعة كلمة الحمى اخفق قلب إيما لسماعها, وأسرعت عبر الممر,حتى لحقت بوالد ساندى وطبيب برازيلى متى جاء من عيادة ليلية,وقال لها بريت آدامز ((لم أدرك أنك إستيقظت ,أتمنى أن تكوني قد نمت؟))...((نمت بما فيه الكفايه,كيف حال ساندى؟))..اجابها ..((نزلت برد,سأزورها غدا"مالم تتصلى بي ))..بعد انصراف الطبيبونظرت إيما في وجه بريت آدامز وقالت((هل يمكننى التحدث معك على أنفراد؟))..((عن ماذا هذه المره؟اظنناقلنا كل مايمكن أن يقال ليلة أمس ))...((ليس تماما"))دخل إلى غرفة اللعب ....((حسنا",قولي ماعندك))...
لم تجد ضرورة لأى دبلوماسية وقالت مباشرة ((ليلة امس قالت ساندى لى أن الاأنسة أيتون اخبرتها انك تلوم ساندى على هروب زوجتك ثم ماتت بعد ذلك ))...((ماذا؟))...إنتفخت أوداجه وتقلصت عضلاحلقة.
((وهذا هو السبب إعتقاد ساندى أنك لاتحبها ولا تقضى اى وقت معها ))أبعد وجهه وشعرت هي بتعاطف معه ((أسفه على مصارحتى لك بذلك ياسيد آدامز لكنها مسالة خطيرة بالنسبة لطفلة وعب لاتتحملة ))...((أوفقك , سأتحدث معها بمجرد تحسنها في نفس الوقت...سأكون ممتنا"لو توقفت عن التدخل في شئوني.!...لقد استأجرتك كمربية ولست كمخبر سري!))
ياله من اتهام ظالم لاتطيقة إيما ((لوكنت تظن أنني أجبرت ساندى على المصارحة والاعتراف يجب ان تعيد التفكير لايهمني ماتفعلة بحياتك ,بأستثناء مايؤثر على إبنتك!!))...وهو يدمدم خطأ خارج الغرفة وقالت ((هذا صحيح ,اهرب !!هذه هي إجابتك على كل شئ عندما يتعلق الامر بأبنتك, ربما تكون عبقريا"في السيارات,لكنك تافه كأب!!))توقف ورمقها بنظرات ,ولو كان بامكان النظرات ان تصبح قاتلة لقتلها,وقال لها ((قلت لك السبب في إبتعادي عنها,لماذا لاتتركينى ولشأني !!))
منتدى ليلاس
(لأن الامور لن تتحسن !!تحدث مع اي سيكولوجي عن الطريقة التى تتعامل بها ساندى ولووافقوا عليها سأركع على ركبتى وأقبل حذاءك!!))..رمقته بنظرات عدائية وجسدها يموج بتوثره,وصدرها يعلو ويهبط, وتلاقت العيون,حتى احفضى ناظرية وسألها ((هل تحاولين إصلاحي ؟))...((لا,ياسيد آدامز ..حياتك هى من شأنك لتعبرها أينما تشاء ,إن كان هذا ماتريد..لكن لااستطيع الوقوف حايدة وأشاهدك تدمر إبنتك !!))...((تقصدين أنك سترحلين لو لم افعل ماتطلبين منى ؟))...((لا,لقد وعدتك بالبقاء معها حتىدخولها المدرسة ولن أتراجع في كلمتي ))..((حسنا"إذن ليس لديك مايمكنك من إبتزازي !!))قبل أن ترد إنصرف
ساءت حالة ساندى ,ومع بداية الماء إرتفعت حرارتها وبدأت تكح وتسعل وعندما عاد الدكتور سيلنا قال ((ربما تعاني من شئ ما,يجب وضعها تحت الملاحظة ))..قررت إيما ان تنام مع الطفلة في غرفتها ونقلت سريرها ,وابتهجت ساندى لذلك ونامت بسرعة , وتركت ماريا معها حتى تخرج لنزهتها اليوميه في الحديقة .
عادت إلى المنزل بسرعة ,سمعت ضحكات قادمة من غرفة الإستقبال الرئسية في المنزل ,ولم تندهش لو رات بريت آدامز وسطهم...فهو لم يقترب من إبنتة طيلة اليوم ومع ذلك سمعها تتحدثمع الطبيب عندما عاد ليفحصها...وتنهدت وهى تصعد السلم وفي منتصفة سمعت صرخة,....وقفزت بقية الدرج ,وأسرعت داخل غرفة ساندى , ووجدت ماريا تطوقها بذراعيها ,أمرتها بسرعة ((ابلغي السيدآدامز لإستدعاء الطبيب ))...((وهي تسعل قالت الطفلة ((صدري يؤلمنى ))...((اعرف ياحبيبتي ,الافضل الاتتحثي ))...((ماريا تقول أن ساندى تعانى من صعوبة التنفس !))قال لها بريت آدامز وهو عند الباب.
عندما راته مدت ساندى ذراعها ((امسكني يابابا!))..((بلطف جاء جوارها ورفعها في حضنه ))...((لاتتحدثي ياصغيرتي !!....
هذا يؤذيك ))بعد فترة جاء الطبيب , وكانتإيما نائمة ولم تشعر به وهو يفحصها.اعلن الطبيب((لا أدري ماذا بها فلست واثقا",لكن يسعدني أن تكون في المستشفى؟))..((صاح بريت آدامز ((الآيكننا إحضار ممرضة هنا ؟))..((طبعا",لكن في المستشفى يمكن معالجة كل شئ ,أعتقد أن ذلك فعلا"أصوب ))...قال بريت آدامز ((لاأريد ذهابها إلى إيمبرا,لى صديق له عيادة في ريو وسأخذها فورا"اليه))....رد الدكتورداسيلفا ((لقد فاتتك آخر طائرة ,وبطراحة مطلقة , أود إدخالها للمستشفى بأسرع مايمكن ))
ردبحسم لينهى المناقشه ((سأجر طائرة .خاصه إذن ,لو رتبت إحضار ممرضة أوأى شئ ضروري ....!))ونظر إلى إيما ((جهزي ساندى ,من فضلك,سأعود فور إجراء الترتيبات, والافضل أن تاتي معنا ايضا"بمجرد تحسنها ستحتاج لتسلية..))
دعت إيما من أعماق قلبها يارب عجل بشفائها, وبعد ساعتين كانت تجلس بجوار ممرضة. ولم تشعر بالخوف من الطيران ,بل كل خوفها تركز على الطفلة النائمة في حضن ابيها أذهلها تغير مشاعره ,هل هذا سبب شعوره بالذنب أم لإدراكة انه أذى نفسه وابنتة بابعادها عنه؟....اكان يجب أن يحدث مرضها ليدرك ذلك ويظهر مشاعرة الحقيقية ويا للأسى لوكان سلوكه ومشاعره الجديدة قد جاءت بعد فوات الأوان !!....شعرت من صوت محركات الطائرة أنها تهبط بهم ,بجواره نامت الممرضة,لكن بريت آدامز لم يحرك ساكنا"منذ جلوسه في الطائرة ومازال ممسكا بساندى,وكانت إيما واثقة أنة لم ينم رغم إظهاره الاجهاد,أوالتعب.
وعندما لامست عجلات الطائرة أرض الممر إستيقظت الممرضة,وإتجهت ناحية ساندى وتحاول تذفئتها بيدها,ولكنعندما حاول حملها,هزابوها راسه وسالته الطفلة بصوت مبحوح ((أين نحن يابابا؟)) في ريو,ياملاكي.
سنذهب لعيادة الطبيب حتى تتحسنين))...وحملها بعنايه وهبط من الطائرة حيث كانت في الانتظار سيارة إسعاف (ويوي...ويوي )
قال للإيما,لقد رتبت لمجئ سيارة وسائقها ليوصلكإلى الفندق مباشرة))...((الافضل أن أذهب معكم إلى العيادة ))....((صعد السيارة وخلفه الممرضة وترك إيما لتكمل سيرها إلى السيارة,ولقد أدهشها دقه ترتياباته,ولكن لاعجب فهو رجل إعتاد تركيز ذهنه في مضمار السباق امامه,وهى القدرة التى اوصلته إلى القمة....غيرت في فهمها له,بالامس كانت تتشككفي مشاعرة لكن الان عندما تسترجع ساعات سهره على إبنتة الليلة ...تدرك مدى غموضه مثل لغز!إلى الهول الصامت حقا"كلما إقتربت منه كلما إلتبس عليها فهمه.
نسيت أن تساله عن عنوان الفندق أو العيادة ولذا إضطرت لتقليد أفلام هليوود وأمرت سائقها أن يسير ((خلف سسيارة الإسعاف البيضاء..((ولقد تابعت على أمرها كل ثانية ..وفي الرابع الساعة التاليه عبر الشوارع ريودى جانير والمزدحمة ,وكأن السيارا ت من الاتجهاهات الاربع,ولاشارات مثلها مثل السائقين لاتقررعلى قرارولاتحترم المشاة والارهاقالذي اقلق كاهلها طيلة الاربعوعشيرين ساعة الماضية,استرخت إيما في مقعدهاوتركت الامور تسير كما يشاء لها قدرها...وإندهشت عندما شعرت بصمت مطبق حولها وفهمت انها وصلت لمبنى المستشفى الابيض الحديث بطوابقه الخمسة ,وأمامه ميدان واسع فسيح ملئ بلاشجار الظليلة الخضراء.
دخلت لوبي المبنى مكيف الهواء ولمحت باب المصعد يغلق خلف بريت آدامز,واتجهت إلى مكتب الإستعلامات ,بعد لحظات إقتيدت إلى إسترحة في الطابق الأرضي,وحاولت ان تسترخى وجلست,وعندما تصفحت كومة المجلات على المائدة وسط الغرفة وجدتها كلها باللغة البرتغالية والمجلة الانجليزيةالوحيدة التى عثرت عليها وسطهم كانت مجلة علمية,ولذا أغمضت عينيها واصبحت على شفا النعاس,حتى شعرت بوجود أحد ورفعت رموشها لترى بريت آدامزيرمقها بنظراته وقبل أن تنبس ببنت شفة بادرها قائلا"((لاجديد بعد..تم فحص ساندى ونحن في انتظار النتائج...لذا يجب أن ننصرف الان ))
سالته إيما ((ألاترى ضرورة لبقائى معها؟..قد تنفعل عندما تجد نفسها بمفردها))...((هى في غيبوبة ولاتدرى شيئا""))..لكنها وهى تسير خلفه قررت ان تعود بأرع مايمكن ,سواء نامت أو لم تنم فهى تشعر أن ساندى بحاجة لوجه مألوف لها بجوارها .....كانت المسافة إلى الفندق هادئة,فلقد قاد السائق السيارة بحرص شديد لوعية بأن الراكب مشهور جدا",وايضا"لم تسترخى أعصاب إيما لاهتمامها بالركب جوارها,وبطرف عينه لحها,وقال دون توقع مسبق ((مؤكدأنك مرهقة جدا",كنت نافذة الصبر وكأنك تتقلبين على جمر النار ونحن في الطائرة ))...((كيف أدركت ذلك؟))...((لم تنظرين من نأفذة الطائرة ,وكنت ترتعشين كفأر في مصيدة كلما إهتزت كابينه الطائرة!!))....ردت بإختصار((كلنا لنا وساوس ومخاوف ))...((حقا",أحد مخاوفى عندما أركب سيارة لاأقودها,عندما لايكون معى راكب آخر,أتظاهر وكأننى لست في سيارة ))...لم تكن إيما واثقة من مدى جديته وهل يداعبها أم لا,وظلت حائرة حتى وصولهم الفندق,وهو عبارة عن ناطحة سحاب على الشاطئ..
بعد كل ماسمعتة عن الشاطئ المشهور,وعندما مشاهدته لاول مرة خاب أملها تماما",حقا"هناك مياه البحر المترامية الزرقاء يحفها رمال شاطئ ابيضاء" ناعمة,وكرنيش واسع يتمش علية الناس,لكن هناك إفتقار اللون الاخضر ولوجود الاشجار,بل تتناثر الفنادق على الخليج لتحول المشهد كله إلى غابة من الاسمنت.
لكن بمجرد دخول الفندق إجتاحها شعور وانبهار بالتحف والكريستال اللامع والارضية الرخامية والحراس المأهبون للاداء خدمات....لاحظت إيما أن بريت آدامز صار محط أنظار الجميع,كان كل شخص يلكز صاحبه ويشير نحوه ,حتى لو كان يكن مشهورا"يكفيه جاذبيه المغناطيسية التى تستقطب أنظار الجميع بما فيهن النساء طبعا",وللمرة الاولى خطرلها أن تتساءل ماإذا كانت زوجته قد هجرته لانه لم يكن وفيا"ما....وعندما تتذكر بائعات الزهور يبدو لها هذا إحتال لايمكن" ولو كانت الحالة هكذا ,فلماذا لم تأخذ زوجته ساندى معها؟..
هناك أسئلة كثيرة تريد الاجابة عليها,ولانبريت آدامز مزهو مصدرها الوحيد للمعلمومات في هذه الحالة يجب أن تكبح جماح فضولها.
سمعت أحدا"يناديها ولمحته يقف عند المصعد وبسرعة لحقت به وبعد دقائق وعندما اشارت لوحة المصعد إلى الدور الثامن عشر قال لها ((إنزلى هناك حيث غرفتك ,أما ما غرفتى ففى الطابق التالى)).
بحلق جاف سالتة ((هل ستعود إلى المستشفى بعد ان نرتاح؟))...بمجرد أن ارتاح لكننى أود أن أعود بمفردي ))...((سأرتاح لوذهبت إليها هزكتفيه ((سأخذحمام وأحلق ذقنى وأتناول إفطارى ,ولو أردت المجئ معى إستعدى بعد ساعة ونصف )) ..كانت غرفة إيما اكثر من قدرة كلمة فخمة على وصفها,وكان الحمام شيئا" من الآحلام ,جدرانه مرآة,وبانيو دائرى بصنابير ذهبية على أشكال الدولفين ....
القت بجسدها لتغطس في مياه الدافئة ,بعد ذلك تسلت خارجة وإرتدت ملابسها,وترددت في طلب الافطار لغرفتها أم النزول ووجدت على تسريحتها قائمة بخدمات الفندق :المطاعم الفرنسية والبرازيلية والبارات الفاخرة ,والجزيوم وحماماتالساونا , ولاسواق الفاخرة ....
قررت عندما تحين لها الرصة أن تشاهد كل ذلك...وإرتدت ملابسها,وهي تتناول حقيبتها سمعت طرقات الباب ودخول الجرسونه وهى تدفع تروللى الطعام....
صاحت مندهشة ((لم اطلب شيئا"))وتذكرت أن بريت آدامز هو الذى فعلها.غزها سرور وسعادة وهى تفكر في قيامه بذلك خشيه أن تنزل إلى البار,وقالت سألعب نفس لعبته ,وأحاول معرفة المطعم الذى سيتناول فيه غذائه وعشائه وأتجنبه في المعد المحدد ...كانت في إنتظاره أمام عارضة المكتب والصحف ولمحت نسخة صحيفة التايمز,وباقى المجلات وعادت لتشاهد الناس القادمين من المصاعد ولمحت بريت آدامز قادما" في أبهى حله ,بنطلون صوفى لطيف وسويتر بنى بحواف زرقاء,وكأنها ترى شخصا"غريبا" غريبا"عنها,وحاوت تخيل رد فعلها لوكان غريبا"فعلا" ورأته يخلب العقل بحسن مظهره وثقة البالغة بنفسة التى تذهب بعقل أى إمره!!أرعبها الذي أخذتها افكارها إلية وذهبت للحاق به , بلأعصاب باردة. منتدى ليلاس
كالعادة لم يخطو خطوة واحدة ناحيتها,ويظل يراقبها بنصف إغماضة عين مما جعل مستحيلا"عليها التكهن بحقيقه أفكاره. واعترفت أنه يبعث فيها دفئا"غريبا"وهي تذكر تلك الكمات النابية التى قالتها له وولم يرد لها الصاع صاعين كما يحدث عادة!!....سألها بلهجة عادية ((أتشعرين الان بالانتعاش ؟))...أومات بأدب ,وذهبت معه ألى سيارتهم ,وهي بجواره تفحصت ملامحه وودركت أنه يبدو أصغر من عمره الفعلى رغم الهالات تحت عيونه وحول جاننبى فمه ..ولكنه يبدو غير سعيدا"الان,وشفتاه تلتويان وكأنه يشمئز من العالم تسألت أهذاهوا لسبب لاختياره مهنه الموت ؟رغم ذلك فحياتة لاتخلو من عاطفة إتضحت أثناء مرض إبنته ساندى ,مما يكفى لتكذيب مزعم الانسة أويتون.لكن ماذا عن الاشياء الاخرى التى فرق بين والى ساندى ,بل أمها السيدة آدامز هى التى هجرت زوجها حتى قتلت ولقيت حتفها...وهذا طبعا",هو السبب في استغراقة في السباق. عادة ما ينهك الناس انفسهم في عملهم كوسيلة لأنسة أنفسهم ونسيان احزانهم ..أم بدأ ذلك معه قبل رحيلها,ويصبح هذا السبب في هجرها له
كان فضول إيما قويا, لتعرف حياة مخدومها ماضيةوخاضرة مستقبلة ,لكنها قالت لاشأن لى به,ويجب التوقف عنان التفكير فيه...
سألها ((ماذا تقولين ؟))...فزعت وأدركت أن صوتها خانها وارتفع في غيبة إنتباهها ,ولذا ردت بأول شئ خطر لها ((كنت أفكر مما قلته بأنك لاتحب أن يقود أحد بك السيارة,وأنا مندهشة لأنك لم تستأجر سيارة أتوماتيكية ))...أجابها ((أعصابي لاتتحمل إزدحام ريو,هذا ما أمكننى فعلة لمكافئتك ))ضحكت حتى تعالت قهقها فيها ....قال لها ((أول مرة أرى أسنانك ,رغم أنك كنت ستأكليننى بهم !!***ضحكت ببراءة ((تصورنى وكأننى شرسة جدا"))....أنت شرسة فعلا"))...((فقط عندما اكون على حق ))...وصلوا المستشفى ,وابلغوا أن الدكتور فيهلو الذي يرعى ساندى يريد التحث معهم, وفي الطابق الاول وفي غرفتة الجانبية قابلوا الطبيب وهو رجل لطيف الحديث فيبداية الاربعينات تقدم للترحيب بهم ...بدأ حديثة ...
((ساندى تعاني من التهاب شعب هوائية ,والساعات القادمة حرجة جدا"))تجمد قلب إيما وتعاى ضرباته في اذنيها سأل بريت آدامز الطبيب ((ماهي فرصتها في الشفاء يادكتور؟ولا تعطيني املا"خادعا" اريد الحقيقة؟))....((أفهم لكن ليس من السهل تحديد ه لكن يجب أن اقول أنها خمسين بالمائه))...((إذن يجب أن أبقى هنا ))...((طبعا"))إتجه الطبيب الى الباب ((هل تريد أنت وزوجتك رؤية ساندى ؟)) منتدى ليلاس
ردت أيما وهي تسير خلفهما ((أنا مربيتها))...وعند دخولهم الغرفة الصغيرة المليئة بالأجهزة المخيفة وجدوا ساندى في خيمة بلاستيكية,وعيونها مغمضة, جسدها مغطى ,بمجرد دخولهم إبتعدت الممرضة عن السرير وتحدثت مع الطبيب بكلمات قليلة الذى إتجه ليفحص الطفلة...تبعه بريت آدامز ووضع يده فوق البطانية ,نطقت الطفلة ((بابا!!))كان صوتها هامساطط خافتا" والتفت أبوها وفي خطوتين كان بجوارالسرير,وركع حتى حاذى وجهه وجه أبنتة وقال بصوت مرتعش ((مرحبا" ياملاكى ,ظننت أنك نائمة ))...((كنت نائمة..أين أنا؟))...((في مستشفى في ريو))...((هل جئت هنا معى ؟))
كان صوت ساندى مبحوحا" ضعيفا"وملات الدموع عيون إيما,ودعت من كل قلبها أن يدرك مغزى سؤال الطفلة ...رد ((طبعا"انا معك,أنت حبيبة بابا,ولم اكن لادعك تجئين وحدك))
((هل إيما هنا يضا"؟))....((هي خلفى))...إبتعد حتى يتيح لساندى أن ترها وخطت إيما ناحيتها((مرحبا"ياحبيبتي,لايمكنك تخلص منى بسهولة!!...سأظل هنا حتى تصبحين بأحسن حال وتعودين إلى المنزل ))
حاولت ساندى أن تتحدث,لكن بمجرد إنفراج شفتيها ,سقطتراسها على الوسادة وتجمد جسدها,وصاح أبوها ((ياربي !!هل هى...)).....
اجابه الدكتور فيلهوا((نائمة)) وهويتناول معصمها ليقيس نبضها .((لم ترتاح منذ راتكم ,ةلانها تعرف أنكما هنا ...وابتسم .....الطفلة متعلقة بأبويها وهذا يفيد حيثما يفشل العلاج الطبي ))...((اخشى أننى اكن قريبا"جدا"منها))...((ليست المسألةكم الوقت الذى تقضية معها ..بل حرارة المشاعر نحوها ))...((لم أسمح لنفسى بإظهار مشاعري نحوها ))...إستمعت لااعترافه,وإمتلا قلب إيما بالشفقة عليه,فليس من السهل على رجل مثله أن يعترف هكذا,وهى تعرف أن شعوره بالذنب هو الذى اجبره ,كنوع من التنفيس...رد الطبيب ((ألان طفلتك تعرف أنك تحبها ...وهذا كل مايهمها ))...((هل تعرف بصراحة أنها أدرككت ذلك ؟))...((بدون شك...أنظر ..كيف تنام بهدوء..وفي سلام ..هذا لم يحدث لها إلابعد مجيئك ))....((لمعت جفونه ...أدركت إيما أن الدموع بللتها ,وفي صمت فتح الطبيب الباب ((هناك غرفة في نهاية الطريفه يمكنكم الانتظار بها ))...((لوحدث تغير ,هل ....))...((فورا")) ..ظلت إيما وبريت بقية اليوم في المستشفى ...واندهشت لانها لم تتوقع من رجل بمثل حركتة وحيوية أن يبقى جالسا" طلية تلك الفترة ,وندمت على كل ماتفوهت به من اتهامات له ....تكررت مرات ذهابه للاطمئنان على ساندى والتحدث مع الممرضة المصاحبة لها .
وفي نهاية اليوم سالته إيما ((هل تفصل ان اذهب إلى الفندق؟))..رد حاسما"((بالتاكيد لا,تسعدني صحبتك ))..ولاانه لم يتحدث معها طيلة ذلك الساعات لم تستطع تصديقة,وأضاف هو((أقصد ,إيما رغم صمتك ,فالتوتر والقلق واضح عليك))...((هذا مدح ممزوج بالذم ,لكنه عموما"افضل من الذم الخالص !!))..ضحك لأول مرة ((الافضل أن تنادينى بابريت ,بعد الحقائق التى دفعينى بها أظننا لم نعد غرباء!!))...هو على حق ,يجب أن تناديه بدون تعليق....((اشك في ذلك ...لقد أوضحت في شخص بمالايقبل الشك))...((لقد كنت وقحة ومتطاولة جدا",يامستر....يابريت أنا في غاية الاسف))
((لا ,لاتتأسفى !!ولايجب,كل شئ قلته صحيح,لكن ..لتركيزى على المستقبل, اليس كذالك؟))....((أنت غير ملوم على مرض ساندى ))....((اشعر اننى المسئول,لوكنت أسعد ربما لم يصبها هذا المرض))
...((.السعداء..يمرضون ايضاط,وسوف تشفى ساندى وتتحسن ...د\فيلهو قال أن وجودك يساعدها على سرعة الشفاء ))...((شكرا"..على كلماتك الرقيقة الوعظية,انت فتاة عظيمة ياإيما))...
تورت خجلا",واطرقت براسها تنظر الى مجلة فوق حجرها ....سالها دون توقع ((كيف كانت حياتك قبل مجيئك هنا؟))...((كانت حياهاكثر كدرا"وتعاسة من هنا))....((كدروتعاسة ؟...لكنك تعشين مثل راهبة في دير!!))...((شبة راهبة !!أعيش في منزل عجيب مع دستة رجال مبتذلين!!))....((من منهم لم تنظرى إليه نظرة ُانية...فيما عدا بيل ودائما"تتباعدين عنهم ))...ادهشها دقة ملاحظتة ولكنه رفع حاجبية وقال ((أنا أرقبك ياإيما,في الواقع ,حتى أتحيد لك الخطأ,وتظرين حقيقتك !!لكنك خيبت رجائى,لم تتعرين أبدا"في البكين,عندما كنت تأخذين ساندى إلى الحديقة ولم تنضمى لعمالى وهم يشربون في المساء!!))
(ماذا كنت ستفعل لو فعلت أنا ذلك ؟))...((أعيدك حيثما جئت ...بعد كارثة......المربية السابقة لم أعد أطيق تكرار ذلك))....((0ياله من تعسف الاتظن ذلك؟...هل كان شريكى سيعاقب معى ؟))..هز رأسه ...وعلقت ((لااعتبر ذلك عدلا"!))...((في خبرتي دائما"المرآه هى النى تبدأ اللعبه !!))...إسترجعت كل اللاتي شاهدتهن معه وقالت بحسم ((الرجال دائما"يجيدون المرآه التى يبحثون عنها وتليق بهم ))
((هل هذا غمز وتعريض بى؟))....((حسنا"أنا.....))....((أنت على حق ,في السنوات الاخيرة كنت استمتع بلذاتى حيثما أريد ))..أبعدت عيونها خجلا",وتشككت أن صراحتة بسبب اجهاده وأنه سيندم بعد ذلك ....وساد الصمت بينهما لفترة وظنت أنه نام ...وعندما قامت لتحضير مجلة فوق المائدة رأت عيونه مفتوحتان....وقالت ((يدهشنى جلوسك هادئا"طيلة هذا الوقت !))...((أحاول ,فلقد وجدتها افضل وسيلة للاسترخاء ))...((هل تتعلمت من أحد؟))....((منرجل هندى علمنى اليوجا))...(((لااستطيع تخيلك واقفا"على رأسك مثلهم!))...((لم أفعلها ,والرجل الهندى كان طيارا"!!لوتعلمتها ربما تساعدك في تركيز على الجوهر))..((مثلما تفعل أنت مع بائعات الزهور!!))..
((هن صائدات المشاهير ـولايعنين لي شيئا"))....تبدو ساخرا"!!))...((فعلا"ياعزيزتي ,أنا ساخر ,كما قلت لك حب المرآه هو عاطفة لاتلفت لها ,ولاتعني لي شيئا" اكثر من الرغبة الجسدية ))...((لكن الحب كان ألدافع لاعظم إنجازات الرجل ))...عارضها ((بل الرغبة الجسدية ,بمجرد أن يجعل الرجل نفسه آسيرا"للحب يغرق في أغلال العبودية ))...وقف واعتدل ,وذهبت هي لتقف بجوار النافذة.
إقترح بريت ((لماذا لاتذهبين للتجول في ريو ,أنت لم تشاهدى المدينة ))...((لست مستعده نفسيا"))...((لو....))..توقفت ندما"
لمح قدوم الممرضة وسألها بصوت مرتعش ((ساندى؟))...((استيقظت وتريد أن تراكم )).نظرت إلى إيما ((تريدك أيضا"))...إسرعت إيما وهي سعيده لكنها حزنت عندما راتها مستلقاه في سريرها.سألها ابوها ((تشعرين بتحسن ياصغيرتي ))...((مازلت أشعر بالم عندما أتنفس ...مدت يدها إليه ....متى نعود إلى المنزل يابابا ؟))ليس قبل ان تتحسنين وتعودي معى ))..أشرق وجهها البرئ بأبتسامة وجذبت يد أباها على خدها ((أحبك بابا ))..((وأنا احبك ))وأرتعشت يده وهو يقبل جبينها همست ((هل إيما هنا ؟))...((أنا هنا ياحبيبتي ,يجب أن تتحسنى بسرعة أنا متلهفة عليك ))....((يمكنك أن تعتني ببابا ))...
أجابتها إيما بمرح ((هذه مهمتك ,يجب أن تستريحى الآن ,ياعزيزتي .سنراك مرة اخرى ))عادوا إلى غرفة الانتظار وأوشك النهار على الرحيل وجاء الدكتور الساعة الخامسة والنصف ليبلغهم أن حرارة ساندى انخفظت وهي مازالت نائمة ...واضاف ((ليس أمامكم ماتفعلونة هنا ...الافضل لكما أن تعودو الى الفندق ,وسأتصل بكمل هناك كلما جد جديد ))....تقبلو أقتراحه وعادوالى قصر بلازا لم يطلب بريت من إيما العشاء معه ,وعندما عادت ألى غرفتها قررت النزول إلى المطعم ..لم لا ؟
ولكنها تراجعت ,وهى تتحير في شخص بريت وجاذبية التى سحرتها وقالت لو إنضمنت وراء عاطفتى ربما تكون هى رغبة السماء حتى يقلع بريت عن السباق المميت !!!