كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت كريستينا مذهولة وهى ترى الرجل الذى يدور فى دائرة الضوء المركز من كشاف أمامها تماما.كان جسده أسمر قوى وقد لمع من تأثير دهان جسده بالزيت ولم يكن يرتدى سوى شورت قصير من اللآلئ وقد علق ريشتين وسط شعره الأسود الطويل سمعت أحدى جاراتها تقول وهى تلقى عليه ورقة نقود :
-جيرونيمو!
زمجر الراقص وأتى بحركات غريبة,تأوهت كريستينا وهى تنكمش فى مقعدها محصورة بين هؤلاء المجانين اللذين يرسلون أوراق النقد المكورة إلى جيرونيمو.
أنه أمر مزعج وغير مفهوم لقد حاول بعض الخدم أن يبعدوا أيدى النساء الثائرات عن الهندى ثم بدأت سرعة دقات الطبول تبطئ أخيرا بينما يرفع جيرونيمو ذراعيه وسط الضوء اللذى يخف تدريجيا فكرت كريستينا أن فى أستطاعتها أن تخرج وهى ترشف قهوتها.ولكن لا إن الجمهور لم يقم بعد ثم أن الموسيقى أرتفعت دقاتها مرة أخرى وأن كانت الألحان هادئة,تردد صوت المذيع :
-والأن سيداتى سادتى ....نجم لوبوف الجديد إنه الملك ذو الضفائر الذهبية أنه.......الفايكنجـــــــز
بدأ أن هستريا المتفرجات وصلت ذروتها ومن بين أذرعهن وسيقانهن أستطاعت كريستينا أن ترى رجلا ضخما واقفا فوق منصة وسط الحلبة وقد إرتدى فروا وأمتشق سيفا وفوق رأسه خوذة ذات قرنين
عند أول حركة بدرت منه وصل هوس المتفرجات إلى حد بعيد حتى أن قطرات من قهوتها تناثرت على قميصها,أحست بالأشمئزاز.كيف يمكن لسيدات بالغات أن يتصرفن هذا التصرف الأهوج؟وأى نوع من الرجال يمكن أن يحدثوا مثل هذا الهياج المهين؟
ومع العدد المتزايد لأوراق البكنوت التى كانت تتطايرفى الهواء لأحظت أن الراقص يقترب منها وقام أحد الخدم بحجز أحدى الزبائن الثائرات أمامها.أستطاعت الشابة فى خلال ثوانى أن تلاحظ سوارا من جلد الحيوانات وحزاما تحت السرة وفى وسطه وشم.دارت عينا كريستينا فى محجريهما وفغرت فمها وظلت تائهة بينما أنطبعت الصورة فى ذاكرتها.نهضت فى قفزة واحدة وأخترقت جمعا من النساء ووصلت إلى حافة المنصة ثم رفعت عينيها على العملاق الأشق الشبه عارى والذى كان يميل على أحدى الشقراوات التى كانت تمسك ورقة بعشرين دولاروهى تصيح فى صوت هادر
-أنزلوه من هناك فى الحال! ياجون بوندر
تسمرت نظراتها على المشهد عندما تحول إليها الفايكنجز وفى الحال أحست بالندم ووضعت كريستينا يدها فى وسطها وصوبت نظرات ناريه إلى الشاب الذى كان يفوقها فى الطولثلاثين سنتيمترا وصاحت :
-عليك أن تذهب فى الحال وترتدى ملابسك
وفى لحظة أمسكت بذراعه وفى نفس اللحظة رفعها خادمان ذوا عضلات بارزة وسحباها خارج الحلبة قال أحدهما فى لهجة لتهدئتها وهى وتصارعه:
-ليس من حق أحد يا سيدتى أن يلمس فايكنجز
-أنه ليس فايكنجز...إنه أبنى
قال الثانى وهو يدفعها لأختراق الجمهور فى الجهة المقابلة يساعده زملاؤه:
-بالتأكيد !
-إنى أطالب بمقابلة المديرفى الحال
كان بيك روسو جالسا فى ركن حجرة المكتب يراقب فى تسلية وإعجاب تلك الكتلة الكهربائية الصغيرة التى أرتدات بولوفر أزرق متسخا وجينز كان يبرز بطريقة رائعة أستدارة جسدها.كان جزء من شعرها على شكل ضفيرة وكانت تهتز فى كل مرة توجه أصبعها فى وجه سال ميليا بعد أن ناولته الصابونة بينما باقى خصلات شعرها بلون عسل النحل تناثرت فوق كتفيها وعلى طول ظهرها.صرخت بعد أن أسقطت ثورتها اللوحة الخشبية الموضوعة فوق المكتب وعليها أسم سال ميليا
-هل يمكن أن تشرح لى يا سيد مليا لماذا بالضبط تستخدمون أطفال أبرياء فى هذه الحانة القذرة؟إنه عار ويجب إلقاء القبض عليك
بدأ على سال مظهر الذهول وتحول إلى بيك بينما تبعت كريستينا نظراتهثم سألت الأخير :
-وانت...ماذا أنت بالضبط؟
نهض بيك وتقدم نحوها كانت رغم عينيها اللتين ترسلان شررا تبدوان ذات أجمل وجه رأه
قال وهو يمد لها يده مبتسما :
-أنا بيك روسو
شدت على يده بطريقة آلية وفى نفس الوقت أكتشفت خلف رموشه السوداء الكثيفة عينين رماديتين جعلتاها مذهولة كان شعره الداكن الذى تخللتهه شعيرات بيضاء عند فوديه الطويلة.وكذلك كان طويل القامة وله كتفان عريضتان وقد أرتدى حلة سوداء داكناء ذات هيئة راقية كان أنفه مستقيما بينما أظهرت الأبتسامة شفتيه الممتلئتين وأظهرت غمازة على خده الأيسر الذى كان له وقع السحر على كريستينا.لم يسبق لها أبدا أن رأت رجلا أكثر منه جاذبية وفقدت كريستينا فى الحال القدرة على التنفس ولم تستطع إلا أن تنظر إليه وفمها فاغر.قال بحيوية:
- وأنت ؟ من تكونين؟
-أنا كريستينا بوندر أتيت لأسحب سيارتك المعطلة
سال بدهشة:
-أنت؟!
جعلها سؤاله تهبط من فوق سحابتها وعاد غضبها مرة ثانية مما جعلها تتجنب أن تصبح موضع سخرية
-نعم أنا ولكنك جعلتنى أنتظر وفى هذه المناسبة رأيت جون يستعرض بطريقة قبيحة وهو لا يرتدى سوى قطعة ملابس تستر بالكاد عورته.وهو لا يزيد عن كونه مراهق .ليس هناك ما يفعله فى هذه المنشأة لقد قال لى أن يعمل حارسا فى مكان يرعى الثيران وأعتقدت أنه مطعم ولم أكن أعلم أنه هو الثور نفسه
ختمت كريستينا كلامها بكل إحتقار.سال بيك وقد قطب حاجبيثه :
-ومن هو جون؟
أنه جون بوندر المعروف هنا بالفايكنجز أى أحد غزات الشمال فى أوروبا
-بوند؟هل هو أخوك؟
-لا ليس أخى.....أنه أبنى
رفع الرجل حاجبيه الأسودين فى دهشة:
-أنك تبدين شابة أصغر من أن يكون لك أبن فى سنه أنك لا تزيدين عن خمسة وعشرون عاما
قالت بصوت مبحوح:
-أسمع أنى فى الرابعة والثلاثين من عمرى وأستطيع أن أريك رخصة قيادتى إذا لم تكن تصدقنى.إن جون هو أبن زوجى ولكنى أربيه منذ كان فى الخامسة
قال بيك فى النهاية فى ندم :
-إذا كان جون هو ابن زوجك فلابد أن يكون له أب-ولكن أى نوع من الآباء يترك هذه الغزالة ذات الوجه الملائكى تقود شاحنة جر سيارات وحدها فى هوستون فى هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ألا يعلم أن عدم الحرص هذا يمكن أن يكون خطيرا؟-وزوجك هذا....أين هو؟
-أنا أرملة يا سيد روسو ولكن هذه ليست المشكلة ولكنى الواصية الشرعية على جون
-فهمت.....وما سن جون ؟
ثمانية عشر عاما
-وهل لايزال فى حاجة إلى وصية؟
اجابت وهى تحرك رأسها وبالتالى الضفيرة:
-إنه فى حاجة لمن تعتنى به ليس هذا لأنه لا يتردد على الجامعة التى هرب منها عندما أحضرته إلى بيتى بعد أن ركلته ركلة طيبة
-فهمت
كتم بيك ضحكة مجنونة وهو يتخيل امرأة فى رقتها تحاول ركل جون بوندر الذى يزن على الأقل خمسون كيلوجرام أكثر منها.قال لسال :
-ما رأيك يا سال أن تذهب لإحضارالفتى حتى نسوى هذا الأمر؟
قال ميليا وهو يسرع :
-طبعا يا بيك
أستدارت كريستينا لتفحص الرجل الأسمر الذى لم يحس بالضيق فى عملية التقيم له. لم تكن أصابعه الطويلة تحمل أى دبلة ولكنها أقسمت فى نفسها أنه رمز للرجولة الرومانية والذى يخفى تحت قميصه الحريرى الأبيض سلسلة ذهبية تحت رابطة عنقه.
وكان وسطه دون شك وسط بطل أوليمبى ولكن ماذا يهم من قوة وسطه؟حسنا....أنه مليح وجذاب ولكنه فى الحقيقة ليس النمط الذى تفضله.أن الرجال الذين يرتدون أحذية تفصيل باليد وأحزمة من ذهب قد يفوق ثمنها ثمن شاحنتها...أنهم لا يثيرون أنتباهها أنه يشع قوة هادئة وطاقة مؤثرة هى عطر ما بعد الحلاقة الذى يستعمله ولاحظت أن به بعض الخشونة من السرعة التى يتصرف بها السيد ميليا أمام أى أقتراح منه تسألت من يكون هذا الشخص الذى يعطى أوامر للمدير؟
قطع السكون صوت أثوى لكريستينا :
-يا سيد روسو ماذا يربطك بالسيد ميليا وهذا......المكان؟
-العائلة....أن سال مليا أبن أختى الكبرى وأقدم له النصائح من آت لآخر
جعلتها أبتسامته الهادئة تحس ببعض الأطمئنان ثم أن كريستينا أحمر وجهها أمام نظراته
يا إلهى ماذا حدث لهما؟أن ماحدث لها لا يطمئنها على الأطلاق يجب عليها أن تأخذ جون وترحل من هنا بسرعة قالت :
-فهمت
|