كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن
***********
مـــــــنــتتـــــديـــــــات لــــيـــــلاس
كانت الساعة الثالثة ونصف صباحا عندما أوقفت كريستينا شاحنتها أمام محل هوب ثم صعدت درجات العتبة,فتح الباب على أتساعه قبل أن تضع المفتاح فى قفل الباب وظهر جون وقد وضع كفيه فى وسطه بدأن أنه اكن بإنتظارها وسألها :
-أين كنت ؟لقد كنت على وشك إستدعاء الشرطة
قالت وهى تتبرم :
-إن من يرأك يقول أنك الأب وليس الأبن
-لقد قلقت عليكى لم يسبق أن عدت متأخرة هكذا ولكن...هل تناولت شرابا ؟
-لا بالطبع لا...فى الحقيقة شراب واحد...لقد تحدثت أنا ةبيك ولم أنتبه إلى تأخر الوقت
فحصها جون بإهتمام ثم أضاءت الأبتسامة وجهه
-قولى لبيك أن يحلق ذقنه قبل اللقاء القادم لأن وجهك أحمر جدا
صاحت وهى تتظاهر بالمهانة :
-جون !
-لا تقلقى ولا تخجلى أننى أحب بيك وقد حان الوقت كى تجدى لك صديقا
-أنه لطيف....أليس كذلك ؟
دون أن تشعر مرر يدها على الجزء الأسفل من ذقنها وهى تجلس على أحدى الدرجات وأسندت رأسها على الدربزين.سألها جون:
-هل يجب أن أسأله عن نيته نحوك؟
ضحكت من صميم قلبها وهى تضربه على كتفه
-دعنا من هذا الموضوع ولنتحدث الأفضل عن نيته نحوك أنت
-أتودين التحدث عن أنشطتى فى ملهى لوبوف ؟
-هزت كريستينا رأسها فشرح الشاب لها :
-أنت تعرفين الأن وجهة نظرى...أنى أسف لأننى كنت عصبيا وأنا أحدثك بتلك الطريقة ويمزق قلبى أن أسبب لك خيبة الأمل بعد كل ما تحملتيه من أجلى من وقت طويل ولكن أبى مات من زمن بعيد ولم أعد ذلك الصبى الصغير الذى يجب عليك حمايته
مررت الشابة أصابعها فى حنان وسط خصلات شعره كما كانت تفعل دائما منذ طفولته وقالت :
-لقد أردت دائما ألا تعرف تلك الأمور التى قلتها عن أبيك
-لقد كنت أشك فى الأمر ولهذا لم أتحدث معك عنه أبدا ولكنى كثيرا ما سمعت معارككما وتهديداته لك غالبا فى الليل وأنا ممد فوق سريرى كنت أدعو الله أن يبقى فى البيت حتى نصير أسرة عادية وأعتقد أنى كنت أحبه على طريقتى وأن كنت أحبه كعم يزورنا من وقت لآخر ويحضر معه الهدايا لقد كان طفلا كبيرا ولا يعرف معنى كلمة مسؤولية أما أنا فأعرف ذلك وأنت علمتينى ذلك يا أمى
ترقرت الدموع من عينيها وهى تحتضنه ولف جون ذراعه حول كتفيها وظلا هكذا فترة طويلة ثم تنهدت وقالت :
-أبنى (الفايكنجز)محارب الشمال
ضحك الشاب وقال :
-أتوافقين أن أرقص...هل هذا ما تودين قوله؟
-أوهـ....أنك لم تعد طفلا ومن حقك أن تتخذ قراراتك بنفسك ولكن أنتبه إلى أن كل قرش تحصل عليه من ملهى لوبوف ستخصصه لدراستك
-ولكن يا أمى....
-سنتحدث فى ذلك فيما بعد لأنى منهكة
من حوالى خمس سنوات كان يوم الثلاثاء من أحب الأيام إلى كريستينا حيث كانت تخصصه لحسابات (هوب لوفيل)زوجته إيفلين التى كانت تعد لهما دائما ما يمكن أن يأكلاه على الغداء وفى نهاية فترة الصباح جلس كل منهما فى مكانه المعتاد داخل مكتب هوب حيث كانت جدرانه مزدانه بعشرات من صورسيارات السباق كان المقعد المفضل لدى الشابة هو أريكة مكسوة بالجلد الأحمر كانت فى الأصل المقعد الخلفى لسيارة كاديلاك قديمة وكان هوب يشغل مقعدا مماثلا ولكن لونه أسود بينما كان يستخدم مائدة مصنوعة من صاج الرفرف .عاشت خلال فترة مشاركته فى حلبة سباق السيارات حيث عمل فى البدأية متسابقا ثم ميكانيكى إلى أن قضى التهاب المفاصل المزمن على مهنته فى السباق
سألها هوب طبقا لطقوس الثلاثاء المعتادة:
-هل أنت مستعدة؟
-نعم
-إذن هيا بنا....
بحث داخل حقيبة أوراقه وأخرج طبقا من الورق ناوله لكريستينا وشوكة وسكين بلاستيك ومنشفة ورقية تبعها ببرطمان المسطردة وشريحتى خبز لكل منهما وبصلة كبيرة وعلبتى سردين وحفوظ وفى أثناء تقطيعها البصلة إلى شرائح رقيقة قام هوب بفتح غطائى علبتى السردين.
كان التغير الوحيد فى هذه الطقوس هو لون المناشف وأطباق الورق وعندما إكتشف هوب حبهما المشترك لساندوتشات السردين بالبصل كان يصر على أحضار المعدات والمواد الضرورية فى اليوم السابق ليوم العمل.كان قد أعترف لكريستينا :
-أن إيفلين لا تسنح لى مطلقا أن أفتح علبة سردين فى مطبخها وتقول أن الرئحة تفسد كل البيت ولكن عليه اللعنة لأننى أعشق السردين بالبصل والطريقة والمثالية لتناوله هى مشاركة أحد فى أكله عندما أنتهى كل منهما من تكوين سندوتشه حسب أولوياته المفضلة أخذ كل منهما يتغزل فى إبداعهما وهما يقضمان السندوتشات فى تلذذ.
أنطلقا يضحكان كما هى العادة دائما وهما يتابعان أحتفالهما ويحتسيان الشراب وكان النقاش هو ما يعجب كريستينا أكثروكانت خبرة الرجل العجوز الواسعة قد علمتها الكثير ومنذ اليوم الأول الذى انتقلت فيه للإقامة فى هذا المكان الفظيع المبنى على طراز العهد الفيكتورى فى شارع لوفيل حتى أصبحت هى وهوب صديقين حميمين وأصبح الرجل وزوجته بمثابة والديها قال هوب :
-الأمتحانات الأخيرة ستتم خلال أسبوعين وأعتقد أنك ستلتهمين الكتب حتى تنتزعى الجائزة
-هذا ما يجب.وأحيانا أخاف من أن تفكيرى المستمر فى الأمتحانات سيجلب على سوء الحظ لو أستطعت الأحتفاظ بمستواى الحالى فإن جائزة (شارل لازين)تصبح فى متناول يدى ولكن الأكثر أهمية من الجائزة هو عرض وظيفة ذهبية على بعد حصولى عليها هو الدافع ورائى وهو الهدف الذى نجح فى أن يجعلنى أعمل جاهدة طوال عشرة فصول دراسية قاسية
-أنت تستحقينها يا عزيزتى ونحن فخورون بك لقد أشترت إيفلين ثوبا جديدا من أجل اليوم الذى سنذهب فيه لحضور حفل تسليم الدبلوم,هل سيحضر صديقك الجديد؟
-نعم....أولا يجب أن يتصل بكما ليدعوكما للأحتفال بذلك بعد ظهر يوم الأحتفال الرسمى أو ستفعل ذلك سكرتيرته,لقد رحل إلى شيكاغو هذا الصباح ولن يعود قبل عطلة نهاية الأسبوع
-يبدو أن الآمر قد أخذ شكلا جادا بعض الشئ
هزت كريستينا كتفيها وأبتسمت :
-ربما
-أنى لم أقابل كيرت بوندر أبدا ولكن حسب ما قصه على جون فإن المدعو روسو هذا يبدو مستقيما فى تصرفاته والأمر المؤكد هو أن عينيك تلمعان الأن من السعادة عند ذكرى لأسمه
أبتسمت بينما ابتلع هوب جرعة كبيرة من الشراب من الغريب أن كل شخص تحدثت معه خلال الأسبوع لاحظ عليها تغييرا وليلة البارحةعندما ذهبت كريستينا لتعمل عند كارين أعلنت لها الطبيبة :
-أنت تبدين مضيئة كالشمس فى يوليو ولابد أن هناك حبا وراء ذلك
وحتى العم لارى صاحب محل اللعب وعلق على ذلك عندما ذهبت لعمل حسابات محله وعندما فتحت الباب فصدرت أصوات ضحك من لعبة موصلة بالباب رفع الرجل عينيه من فوق الألعاب التى كان يرتبها وأخذ يراقب دخولها وسط الممرات والأشياء العديدة التى تملأالمحل وهو يبتسم وقد لوى طرفى شفتيه الرفيعتين قليلا وصاح:
-أهـ يا كريستينا الآسرة أنى أعزو إلى الربيع تراقص خطواتك وكأنك عروس الثلج التى على وشك أن تسيح من المذنب المسؤول عن إظهار كل فتنتك وجمالك والذى أعتقد أنه سينهى عزوبيتك؟
هزت الشابة رأسها وهى تضحك:
-أوهـ أيها العم لارى ألن تكف أبدا؟يوما ما قد أصدق طلبك ليدى
-أن المرء لا يكف أبداعن الأمل ياحلوتى وأنا مستعد لهذا الإحتمال
أتعتقدين أن حبيبك بيك مستعد أيضا؟
ضمت حاجبيها وهى مذهولة وردت:
-كيف عرفت أن الأمر يتعلق ببيك ؟
أخذ الرجل العجوز غريب الطباع يدير أصبعه فى الهواء
-أهـ...إنه بسبب الوحى الذى ينزل على يبدو أن ذلك اللعين سيحطم أملى ورجائى ومع ذلك أنا سعيد للغاية ولأنى سأقوم بالتأكد من جدية العلاقة والأتحاد بينكما وكذلك من إعداد خطابات ضمان لك بمناسبة حصولك على الدبلوم
-لابأس فإنى أفهم كل شئ ...لقد تلقيت إذن دعوة للأحتفال وأستنتجت منها كل هذه النتائج
قال الرجل وهو ينكر ذلك ويبتسم :
-لا....أنما عرفت ذلك من سكرتيرته التى أشك أنها أخته
بذلت كريستينا كل جهد حتى لا يدفعها الفضول أن تسأله عن التفاصيل سلكت حلقها وأتجهت نحو المكتب حيث كانت بأنتظارها دفاتر حسابات العم لارى أما إيميت لايمان صاحب شركة سيارات مستعملة وشركة مالية كانت تعمل لديه كريستينا أيام الخميس فلم تبدو عليه اللهفة لمعرفة الأخبار كالباقين وأنما إكتفى بأن تمعن فيها عندما رأى التغير الواضح عليها يبدو أن الرجل الضخم الذى كان دائم الشكوى من إلتهاب القولون قد أخذ يردد قصته المعتادة حول شقيق زوجته الذى تأخر سبعة أشهر فى سداد أقساط السيارة البونتياك وهو يحاول من خمس شهور أن يستعيد سيارته وقال وهو يسحق عقب السيجارة
-ولكنى أخيرا أعتقد أننى وجدت طريقة العثور على ذلك اللعين وأعذرينى عندما أتفوه بهذه الألفاظ وهناك إشاعة أنه سيشترك فى إحتفال صالة عرض فاو مساء السبت إذا حضر .....
-وكذلك سيارته....هل تريد منى أن أسحبها لك؟
-لقد فهمت قصدى...أن هذا القذر سيجد مفاجاة
عند هبوط الليل يوم السبت كانت كريستينا منهمكة فى إدخال الشاحنة فى الممر الذى يؤدى إلى بيت بيك وأطلقت النفير لمدة طويلة لم يكن أحد ينتظرهاوبعد عدة ثوانى صعد بيك إلى جوارها ومعه سلة رحلات وقال لها وهو يجذبها بين ذراعيه ويقبلها:
-لقد إشتقت إليك ولم أعد أستطيع أن أقضى أى يوم بدون مقابلتك
-لقد أشتقت إليك أيضا
شملته بنظرها ورأت أنه فى الجينز والحذاء الرياضى الذى يرتديه مثلها أنه إزداد رجولة ضحكت عندما وجدت أن قميصها بنفس اللون الأصفر وقالت:
-أنناحقا نذيع على نفس الموجة الأذاعية
منـــــتـــديـــات لـــيــــلاس
|