كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-أنا أسفة أعرف أنى كنت سخيفة لكن.....
-وهل هناك دفاع أقوى من أستخدام سلاح الهجوم؟
ردت عليه قبل أن تنهمك فى المهمة الشائكة فى تناول الطعام :
-أنه شئ شبه ذلك ولكن ما قلته له أساس من الصحة يا بيك أننى مجرد شخصية عادية للغاية ذات تجربة قديمة تحاول أن تحل يوما بيوم مشاكلها الثقيلة وانت بصفتك وثروتك وكل فخامة رجال الصفوة فإن جميع النساء الراقيات من هذا المجتمع لابد أن يهتممن بك واحدة على شاكلة جريس كيلى من حيث الجمال والرقى والسمو والتى ترتدى ثياب على أرقى مستوى من التصميم والرقة وتستخدم وقت فراغها للذهاب إلى الأوبرا وليس لتقود شاحنة جر السيارات المعطلة....هذا هو الوضع
ضحك بيك ضحكة جافة :
-أنها صورة مرفوضة لزوجتى السابقة والحقيقة أننا لم نخلق لنتفاهم حقا,هل حدثتك عن زواجى السابق ؟
هزت الشابة رأسها نفيا فقال :
-أذن سأحدثك عنه
خلعت كريستينا صندلها ووضعت إحدى ساقيها أسفل جسدها بينما لفت ذراعها حول الساق الثانية ووضعت ذقنها على ركبتها
قال لها بيك وهو يصب قدح من القهوة :
-هل تشعرين بالراحة وأنت مكومة هكذا ؟
-منتهى الراحة قص على حكاية زوجتك السابقة
-لقد عرفت بولا بعد وصولى هيوستون بقليل من حوالى ثمانى سنوات كنت قد أنتهيت من بيع أعمالى فى شيكاغو وأتيت لأبحث عن فرصة عمل جديدة هنا كان عدد كبير من البنوك قد أهتم بالتعامل معى بما فيه بنك أبى وهو الذى قدمنا لبعض وتزوجنا مدة خمس سنوات وأن كانت العلاقة بيننا أنتهت قبل ذلك بمدة طويلة كنت من مدة طويلة أحاول إصلاح ذات البين ولكن الأمر أنتهى بالطلاق منذ سنتين لقد كانت جميلة وفاتنة وسيدة مجتمع ومدللة ولا تهتم بملابسها الفاضحة التى كانت ترتديها وأعتقد أنى لم أكن بالنسبة لها سوى تجربة جديدة مثيرة لفضولها بأعتبارى رجلا أسمر يمكن أن يقتحم جمالها الأشقر وفى نفس الوقت غنى يرفع من قيمتها الأجتماعية
-كيف كان حالك معها ؟
أحست بالرعب لأنها ألقت بهذا السؤال وقالت :
-يا إلهى ! ماذا قلت؟ أرجو الا ترد وأنس الأمر
-ليس هناك ما يضايقنى وأسالى ما يعن لك من أسئلة لأنى أريد أن نكون صريحين معا...يمكننى القول....أعنى لنقل أنها كانت تحب أن تظل زينتها كما هى ونحن نتبادل الغرام ولم تكن عاطفية على الأطلاق
أحست الشابة بعدم الأرتياح يزداد شيئا فشيئا بعد سماع كلماته ولكنها أستطاعت أن تغتصب أبتسامة
قال :
-لقد كانت مملة ولا يهمها الناس ولا الحياة لم يكن لديها عمق ولا ثقل ولم يكن لدينا نفس القيم المشتركة لقد أردت أطفال ولكنها لم ترغب فيهم خوفا من أن يشوه الحمل جسدها الجميل وكانت لهجة أمى ولهجة أسرتى الصاخبة الإيطالية لا تعجبها وتلوى سحنتها أياما عندما أقابلهم و أزورهم لقد كنا زوجين تعيسين
كانت حكايته تشعرها بالمهانة مالت للأمام ثم وضعت كفيها على المائدة وهى تصيح فى غيظ :
-لا يمكن تصور أحدا لا يحب أسرتك إنهم أشخاص رائعون وأنظر ماذا فعلوا لى دون أن يعرفونى لاشك أنه أمر جيد أن تخلصت منها إنك تستحق بدلا من تلك المتحذلقة المتصنعة شخصية تعرف كيف تقدر مزاياك العديدة الواسعة يا إلهى!أنت رجل فياض العاطفة وكريم وحنون و.......
إضاءت الإبتسامة وجهه مما جعلها تصمت فى الحال
-أوهـ....يبدو أنى لا أستطيع أن أمسك لسانى
-فى الحقيقة يا كريستينا هل المشكلة بيننا هى حسابى فى البنك ولا شئ غيره....ألا تظنين ذلك؟
أدارت وجهها بعيدا عنه بعد أن هزت رأسها نفيا
-أم هل السبب يرجع إلى كيرت؟
قالت له وهى ترفع عينيها إليه :
-وماذا تعرف عنه ؟
-الكثير من الأمور لقد تحدثنا أنا وجون عن ابيه ولما كنت تتجنبينى وأجهل أين تقع المشكلة فقد فكرت أن جون يستطيع أن يساعدنى فى ذلك .لقد قضينا ساعات طويلة معا فى الأسبوع الماضى
-أن جون لا يعرف كل شئ
-ربما كان يعرف أكثر مما تظنين ومما قاله أحسست أن زوجك الراحل كان شخصا طائشا جعلكم تعيشون بسبب عدم مسئوليته حياة بائسة وأعرف كذلك أن السبب الوحيد الذى كان يتحكم به فيك هو تهديده بأخذ جون
تأوهت كريستينا فى حزن عارم :
-أوهـ !لقد ....لقد اردت دائما أن أجنب جون هذا المصير فكيف عرف ذلك؟
-أن الأطفال دائما يفهمون أشياء كثيرة
أمسك بيك بكفى الشابة المنقبضتين وفردهما برقة
-لقد كان جون أكثر من محظوظ لأنه كان يملكك أنه يعشقك ويقلق عليكى إنك لم تعرفى أى رجل أخر بعد زوجك أليس كذلك؟
-لا بعد موت كيرت أقسمت ألا يسيطر أى رجل على مسيرى بهذه الطريقة لقد كانت التجربة قاسية ومريرة أنى لن أسمح لأحد بالتلاعب بى أو أن يأمرنى
قال بهدوء :
-أنا ليست كيرت يا كريستينا
بعد فترة صمت أطلقت زفرة تدل على أستقرارها
-أعرف
أضاءت ابتسامة وجه الرجل
-أذن يبدو لى أننا وصلنا إلى نهاية تعقيداتنا
منتديات ليلاس
ألمت سعادته الشابة وودت لو أبتلعتها الأرض إن الأنجذاب بينهما يشبه خرافة قاسية هزت رأسها فى بطء ورأت ابتسامته تتسع مما زاد من المها أنها لا تريد ان تقول له ذلك ولكن يبدو أنه يدفعها وتحثها عيناه الرماديتين
ضغط يده على يدها ثم قال :
-أنت تعرفين يا كريستينا أنك تفهمين الكثير عنى أنك تساوين الكثير عندى ألا تعرفين ذلك؟ وأعتقد أنى لست غير ذى أهمية عندك أيضا
هزت كريستينا رأسها فأستمر :
-هناك أمر هام جدا يوجد بيننا ويجب أن نمنح هذه العاطفة الوقت كى تنمو أننى لن أحاول أبدا أن أسيطر عليك أو أن أبخسك قدرك إننى لا أريد سوى إعزازى لك....ألا تصدقينى ؟
-بلى أنى أصدقك
قال بيك فى الحاح :
-أذن أين المشكلة؟
حررت قبضتها ونهضت فجأة :
-لابد أن أذهب لرؤية غسيلى
أمسكها من ذراعها وأجلسها كما كانت :
-إن الغسيل يمكن أن ينتظر....أريد جوابا
-أرجوك إن الأمر لا يمكن أن ينجح....صدقنى.أنت...أنا ....نحن يا بيك ....لا توجد أى فرصة يمكن أن تجعل العاطفة تنمو بيننا....لأنى لست طبيعية
أمسكها بيك من كتفيها وأدارها لتواجهه كان وجهها يتقد حيوية وثورة
-هل أنت مريضة ؟قولى لى ماذا هناك يا حبيبتى؟!
-لا ليس الأمر هكذا على الأطلاق....أريد أن أقول إن حالتى ليست ميؤوسا منها أو مستعصية
خفف من قبضته على كتفيها وأستعاد خداه لونهما :
-لقد سببت لى الخوف والرعب...قولى لى
-أننى...أننى لست....
ضاعت الكلمات الأخيرة عندما دست رأسها فى صدره فرفع ذقنها لأعلى وقال :
-قوليها يا كنزى....أنى لم أسمع النهاية
أطلقت عينا الشابة شررا
-لقد قلت قلت.....أنى ليست متحمسة جسديا
أرتخت نظرات الرجل وبدا ركنا فمه يرتجفان أفلتت منه أهه ثم كتمها وقال:
-يا نمرتى الصغيرة الرهيبة !
ثم ألقى رأسه للخلف وأنطلق يقهقهه
مــــنــــتـــــديــــــات لــــــيـــــــلاس
نهاية الفصل الخامس
|