كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
سمعت صوت هوب لوفيل الخشن من الطرف الأخر
-لقد بلغونى أن الأرض بدأت تصبح لزجة من ناحية شارب تاون وقد أرتفع منسوب المياه إلى حوالى ثلاثين سنتميتر فى بيتش وفى الطريق السريع الجنوبى الغربى والأمر أسوأ فى موندرين أتودين أن تقومى بجولة بالشاحنة؟وإذا أردت من يصحبك يمكننى أن أستدعى بيفن
-لا...هذا غير مجد...سأصل فى الحال
بعد ذلك إستدارت الشابة نحو بيك وقالت :
-أنا أسفة ولكن العشاء يمكن الأنتظار لمرة أخرى لابد انهم فى حاجة إلى فى شارب تاون
سارعت هاربة إلى الداخل وأخذت الحذاء الكاوتشوك ذا الرقبة الطويلة ومشمعا لونه أصفر وخرجت.قال بيك :
-سأتى مك
نظرت إليه لحظات ورات تصميمه فأمسكت بحذاء كاوتشوك أخر و مشمع وناولتهما له :
-ليس أمامك سوى أن تلبس ملابس جون للطوارئ ولكن لا تبقى هكذا فى اعقابى..أطفئ نورالمطبخ وضع غطاء على حلة الصلصة وهيا بنا
نفذ الرجل أوامرها بسرعة وأخذ معدات المطر تحت ذراعه وتبعها إلى الخارج وهو يتقافز عبرا الشارع الذى غطاه وشاح من الضباب ووصلا إلى نهايته حيث الشاحنة,فتح لهما الباب رجل يرتدى بلوفر من التريكو المربع وبنطلونا فضفاضا ملتصقا فى أعلاه بكرشه المنتفخة وشعره الأبيض ملتصق بجمجمته وهويقول:
-أنتبهى يا كريستينا فإن الطرق ستكون لزجة
طبعت قبلة سريعة على خده وقالت :
-سأخذ حذرى لا تبقى هنا فهذا مضر بالنسبة لألتهاب المفاصل أقدم لك يا هوب بيك
تبادل الرجلان الإيماءات وأستطاع بيك بصعوبة أن يغلق الباب حتى كانا فى الطريق وقد أضاءت كشافات الشاحنة الصفراء المعتادة للضباب,سمعا فى الرديو النثبت فى المقصورة نداءات الشرطة ,سالها بيك وهو يمسك بحافة التابلوه فى الوقت المناسب قبل أن يسقط عندما دارت عند الناصية بسرعة جنونية :
-أليس عندك حزام أمان ؟
-لابد أنه معلق فى مكان ما خلف المقعد ولكنه ليس ضروريا
بدأ رذاذ المطر يتحول إلى سيول عندما وصلا إلى الطريق السريع
والدائرى قبل أن يتحولا إلى الجنوب وحتى معى أستخدام مساحات الزجاج والسير بسرعة معقولة وجدت كريستينا صعوبة فى تمييز الطريق ومع ذلك أستطاعت أن تناور بين السيارات وهى يصيح فى السائقين أن يفسحوا الطريق لشاحنتها,زمجر بيك :
-أنت من هواة الأنتحار !
-لم يحدث لى حادثة واحدة فقيادتى مؤكدة
-ومن علمك القيادة....أحد أبطال الرالى ؟
قالت وهى تضحك :
-لا....هوب لوفيل
-ومن بالضبط هذا اللوفيل ؟
-أنه هو و زوجته إيفلين من جيرانى ومن أعز الأصدقاء إن لديه ساحة وأرضا يجمع فيها الأشياء المحطمة ولقد بدأت معه بمسك حساباته من وقت لأخر بعد موت كيرت ثم أكتشفت أنى لا أستطيع أن أربح مالا أكثر بقيادة الشاحنة فى عطلات نهاية الأسبوع وظلت ألح عليه إلى أن تعلمت منه
ابطأت الشابة عندما رأت صفا طويلا من فوانيس السيارات الحمراء الخلفية التى تنتظر فرصة الخروج ألى الطريق السريع ثم حولت جهاز نقل السرعة إلى الخلف وهى تضغط على بدال البنزين وتقول له :
-تماسك
حركت عجلة القيادة بخفة وأنتقلت إلى حارة أخرى صاح :
-أوهـ كريستينا إنها حارة الدخول العكسى
-لن تأتى سيارة فى مواجهتنا وهذه أسرع وسيلة للخروج من هنا
-وما الفائدة لو أنسلخ جلدنا من لحمنا ؟
ضحكت وتابعت الطريق الذى كان مبللا وقفت فى مكان بلغت فيه المياه حد الرصيف وأمسكت بقضيب معدنى أسفل مقعدها ووضعت قلنسوتها فوق رأسها وقالت :
-أنتظرنى هنا.....سأعود فى الحال
-سأصطحبك
-إذن ارفع بنطلونك وضع طرفيه فى حذائك تركته منهكما فى عمله فى المقصورة وقفزت هى إلى الخارج ثم ذهبت للبحث عن أولعميل لها :
-رأت نصف دسته من شاحنات الجر وقد رفعت سيارات معطلة ووجدت مجموعة من المراهقين يدفعون سيارة كاديلاك خارج حفرة عميقة وصلت فيها المياه إلى أرتفاع منتصف الباب رأت فى الداخل سيدة شعرها فضى فى حوالى السبعين من عمرها جالسة خلف عجلة القيادة وأخذت تطرق على زجاج السيارة فى هيستريا أنضم إليها بيك وسألها :
-ماذا يجرى ؟
-أعتقد أن نظام السيارة الكهربائى قد غرق فى الماء وهو ما يمنعها من فتح النافذة
-وماذا يمكننا أن نفعل أنكسر لوح الزجاج ؟
أجابته قبل أن تنادى العجوز :
-تعال سأريك....أرجوك أهدائى....سأخرجك من هنا
دست الشابة ألة ما بين الزجاج والباب وهزتها عدة مرات ونجحت فى فتح الباب
وضعت السيدة العجوز يدها على حلقها وألقت بنفسها على ظهر المقعد وهى ترتجف :
-قلبى !أنى مريضة...المستشفى التذكارى دكتور روبرتسون
قالت كريستينا لرفيقها :
-أبق معها مسأذهب لأستدعاء سيارة إسعاف عن طريق اللأسلكى
عادت بسرعة ألى الشاحنة وأذاعت نداء ثم عادت ومعها بطانية فى أقل من ثلاث دقائق وقالت العجوز :
-أبنى دانيال سلاترى...سيارتى
طمأنتها كريستينا وهى تمسك بيدها :
-لا تقلقى وأرتاحى وستصل سيارة الإسعاف وقد تم إخطار الدكتور روبرتسون
منتديات ليلاس
بعد عشر دقائق كانت السيدة سيلاترى قد نقلت إلى المستشفى فى سيارة بيضاء ذات نفير مزعج حملت كريستينا السيارة الكاديلاك فوق الشاحنة ووقفت عند أول كبينة تليفون لتتصل بدانيال سلاترى
ما أن أنزلا السيارة عند أقرب تةكيل كاديلاك حتى قاما بنصف دورة للعثور على سيارات أخرى غارقة فى مياه المطر.كان عليها أن تواجه منافسة الشاحنات الأخرى وحاول بيك أن يكون نافعا ولكنه نظرا لأنه لا يعرف الإجراءات فقد قامت الشابة تقريبا بكل العمل لتؤديه بفاعلية وكفاءة عالية
مر منتصف الليل عندما صعدا وهما مبتلان درجات المبنى الفيكتورى.كانت العاصفة قد طاردت السحب وبدا القمر شبه بدر كامل يلمع فى السماء المرصعة بالنجوم بينما سرت فى الجو رائحة التربة المبللة بمياه الأمطار.سألته كريستينا :
-أتعتقد أن بأستطاعتنا تسخين اللحم البقرى؟أنى أموت جوعا
-إذا لم يكن السقف قد سقط فوق المطبخ لن يكون هناك مشكلة
-على السقف أن يتحمل قليلا فإنى لم أربح سوى مائتى دولار هذا المساء وهى لا تكفى لإصلاح السباكة
-ماذا؟!أتريدى أن تقولى أننا نقلنا كل هذه السيارات وسط هذا المطر والطين مقابل مائتى دولار؟!
-أوهـ أنه رقم خرافى أليس كذلك ؟ويجب الأعتراف بذلك رغم وجود منافسة شديدة هذه الليلة
-أن جون يستطيع أن يجنى ضعف هذا المبلغ فى أمسية واحدة يا كريستينا
سكتت الشابة فى الحال ثم سألته :
-لا شك أنك تنزح؟ضعف هذا المبلغ؟من أجل أن يتبخطر أمام النساء المهوسات فى هذا الملهى السيئ السمعة
هز بيك رأسه :
-إن لديه الرغبة فى أن يفعل ذلك ولاأجد أى غضاضة حقا فى ذلك بل أنه أمر مسلى وغير ضار حقا ولو سمحت له يمكنك فى وقت واحد الكف عن قيادة الشاحنة إنه مرعوب أمام فكرة أن أمرا ما قد يحدث لك وأنا أفهمه
-لا مجال للمناقشة,لسنا فى حاجة إلى النقود بصفة ملحة وأستطيع تماما أن أعالج الأمور
مـــــــتنـــــــتـــــديـــــات ليــــــــــلاس
|