كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثالث
××××××××
كانت الساعة الخامسة بعد ظهر الثلاثاء بينما تراقب كريستينا من الشرفة الأمامية للمنزل السحب المتهادية والثقيلة فوق رأسها ,أن الفيضان على وشك أن يصل ولاتحتاج إلا إلى بعض الرياح ليتفجر وبدأوكأن تلك السحابات الحوامل يؤخرن وضع ما فى بطونهن عمدا ليضايقنها,صاحت نحو السماء:
-وماذا عن هذه الأمطار؟
وتلقت الأجابة فى صورة هبات مثلجة من الرياح لاشك أن هطول الأمطار سيستمر طوال الليل وهو ما سيمكنها من كسب كثيرالنقود تمكنها من أصلاح السباكة لاشك أنه أمر مرعب تتمنى أن تمطر ولكن هذا ليس غلطتها إذا تواجد بعض المغامرين فى الطريق فى أثناء المطر والأرض مبللة ثم يصطدمون أو يحاصرون لابد إذن من وجود من يأتى لإخراجهم من مأزقهم وبالتأكيد هى المقصودة بذلك ثم أن الجو السيئ عذر مقبول لتجنب مقابلة بيك
أن صديقتها طبيبة العلاج الطبيعى التى تحاول دائما أن تجد لها عاشقا أحست بالإثارة والسرور من هذا اللقاء وأمطرتها بالأسئلة المتلاحقة فى المساء وهما تعملان فى حساباتها.لقد شرحت لها كريستينا أن من الأفضل لها وله ألا يختلطا معا ولكن كارين أعلنت:
- إنها فرصة نادرة حقا !إذا استطعت أن أصطاد رجلا يقوم بغسيل ملابسى فإنى لن أضيع دقيقة واحده
لقد حلمت به الشابة فى الليلة الماضية ولكنها الآن لا تمسك بالتفاصيل التى هربت منها ثم أنها لا تريد أن تتذكر رغما عنها .
سمعت صوت الباب يفتح خلفها وجاء جون ليضع ذراعه حول كتفيها وقال :
-أتعتقدين أنها ستمطر؟
همست وهى تحتضنه :
-أتعشم ذلك
-أهـ فقط لو تستمعين إلى يا أمى....لو.....
-لقد أغلقت الموضوع يا جون,ساستمر فى قيادة شاحنة الجر لحساب شركة هوب وأمنعك تماما أن تستعرض جسدك العارى تقريبا فى الملهى
-لم أكن عارى....لقد كنت ألبس الضرورى....
-لقد انتهى الموضوع جون .
-يبدو يا أمى أنك لاىتدركين أنى لم أعد صبيا صغيرا إنى الآن بالغ
-أذن تصرف كرجل بالغ
زفر وسحب ذراعه وقال قبل أن يقبل أمه:
-يجب أن أرحل لأعمل فى المكتبة ويبدو أنى سأتاخر
أبتعد الفتى نحو سيارته الكامارو الرياضية أحست كريستينا وهى تراه يبتعد بالسيارة التى علقت عليها شركة هوب لوفيل لوحات بأسمها ,أحست بقلبها يؤلمها رغم أنها تكره الأعتراف بالأمر الواقع فقد كبر جون وسيرحل قريبا,أسندت رأسها على الدرانزين المتهالك للسلم وأغمضت عينيها لتمنع قطرات الدموع من التساقط من عينيها كلما فكرت فى هذا الرحيل المتوقع ورغم ما بذلته من جهد فقد سقطت بعض الدموع على خديها.
سمعت صوتا جادا يسأل:
-ماذا هناك؟
فتحت الشابة عينيها لترى بيك واقفا عند العتبة وقد حمل حقيبة مواد تموينية فى كل يد ورفع وجهها إليه وبدأ عليه القلق,ضحكت ضحكة صغيرة ومررت أصابعها على فوق وجهها ثم مسحتها فى الجينز
-مجرد عواطف أمومية بسيطة.إنى أحس أحيانا بالألم عندما أدرك أن جون أوشك أن يصبح رجلا
قال بيك :
-لكنه رجلا بالفعل
-ولكنه فى الثامنة عشر من عمره
-فى سنه كنت أتخبط فى الحياة وحدى يجب عليكى أن تتركيه يشق طريقة وحدة
غاظتها تلك الكلمات ونكأت جروحها.كيف يجرؤ ويعلن رأيا دون أن يعرف مدى ما كابدته لتربية جون؟
قالت وهما يدخلان البيت :
-إنك لا تستطيع أتفهم إنه تحت وصايتى ومسؤوليتى لقد أصبح هو كل حياتى منذو كان فى الخامسة من عمره
-وأبوه؟
-كيرت؟أنه ظاهرة جسدية لا يصلح أن يكون أبا,على أية حال فإنه لم يكن موجود بصفة كبيرة بعد السنة الأولى من زواجنا
-لابد أنه كان مجنونا
منتديات ليلاس
هزت كريستينا كتفيها بلا أكتراث لتنهى المناقشة .أنها لا تحب الحديث عن كريت وأن تفكر فيه وهو ما تريده فى حالتها الراهنة هل كان ذلك بسبب أن جون أخذ شيئا فشيئا يزداد شبها بكريت؟أم بسبب لقاءها ببيك؟أن هناك بعض التشابه بين الرجلين,سحر دون شك يجبر المرء على إحترامهما وجاذبية تبدو وكأنها تشع من جلديهما وهذا ما يجعلها لاتثق بأحد منهما ,فتحت مظهر كيرت الجذاب كان يخفى روحا لا أخلاقية دون شك وكون جون خلق على نفس حجم وتكوين كريت لا يمكن أن يسعدها
مــــــنــــتـــديــــات ليـــــلاس
|