كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أطلق الشاب زفرة ضيق طويلة وأنحنى ليلتقط فردة الصندل فى اللحظة التى ظهرت فيها سيارة رولز عتيقة فى الممر,كان الرجل الأسمر الذى خرج منها قد وصل فى الوقت المناسب لتأخير المناقشة الرهيبة المتوقعة وأخذ ينظر إليه وكأنه أنقذ حياته.لم يفت هذا الوصول على كريستينا أيضا وتسألت ماذا يمكن أن يفعل روسو فى هذه المنطقة؟
أعادت رأسها من خارج النافذة بسرعة وحيوية وحاولت أن تفكر,لترى ربما أتى ليتحدث مع جون!فى هذه الحالة أن تظل مؤدبة وتحاول أن تتخلص منه بأسرع ما يمكن وعندما قر قرارها دخلت الحمام .
كان بيك قد لمحها فى جزء من الثانية خلف النافذة ولكنها أختفت عندما وقف أمام المبنى القديم الطراز الفيكتورى ذى الطلاء الباهت المتشقق والشرفة الأمامية المتهالكة وكانت صورة الشابة قد طاردت خياله طوال جزء لاباس به من الليل وكل فترة الصباح لدرجة أنه أتصل بسال نيليا ليعرف عنوان ورقم تليفون أل جون بوندر أبتسم بيك لجون الذى أحنى رأسه محييا:
-صباح الخير سيد روسو...قل لى ما السبب السعيد...؟
تقدم الشاب ليصافح يده وداعبت أصابعه رفرف السيارة اللأمعة السوداء.
قال بيك:
-لقد عملت هناك طوال فترة الصباح وأتيت لأرى إن كانت كريستينا لديها رغبة فى القيام بجولة معى فى أثناء إجراء تجارب الأداء للسيارة
-كيف تعرفت على أمى؟
-كنت فى مكتب سال ليلة أمس عندما قامت بهجمتها على أستخدام شاب برئ فى ملهاه,لقد أتت لجر سيارتى عندما رأتك
خفض جون رأسه ومرر يده فوق جبهته المبللة
-أنا أسف حقا يا سيد روسو من كل هذا ,ولكن أمى تصبح كالنمرة عندماتثور غضبا
رد بيك:
-فى هذا أنت على حق.أن المرء يمكن أن يظنها أختك أكثر من كونها أمك أو زوجة أبيك
أنتصب جون وواجهت عيناه الزرقاوان عينى بيك الرماديتين :
-أنه الأم الوحيدة التى عرفتها طوال حياتى وهى أم ممتازة جدا إنى مدين لها بالكثير وأحبها كثيرا ولكنها لاتصل إلى إدراك أنى كبرت.أنا بالنسبة لها لازلت ذلك الطفل الذى يجب أن تعتنى به
-أن الأمهات كلهن هكذا.وهكذا الحال مع أمى رغم أنى أوشكت أن أصل لسن الأربعين.هل ستصر على ألا تعمل فى الملهى؟
-لم نناقش الأمر بعد وقد حاولت تجنب المناقشة ولكنها تقريبا نجحت فى محاصرتى فى ركن لا فكاك منه عندما وصلت لابد أنها غاضبة لدرجة الجنون لأنى كذبت بشأن عملى
-هل كذبت عليها؟
-ليس بالضبط ولكن الأمر بالنسبة إليها لا يشكل أى أختلاف,لقد قلت لها أنى فى أثناء عطلت نهاية الأسبوع سأعمل فى مكان خاص بأعمال الثيران وفهمت من ذلك أن أعمل فى مطعم ولم أعارضها أو أشرح لها الوضع الصحيح ولكن يا ألهى !ماذا كان بأستطاعتى أن أفعل غير ذلك ؟إنى لا أستطيع أن ألتحق بالجامعة وكسب عيشى فى الملهى إلا بالعمل نصف الوقت,لقد مرت أعوام وهى مطحونة بين إكمال دبلومها العالى فى المحاسبة والذى أنتهت من لتوها وبين شاحنةجر السيارات فى عطلات نهاية الأسبوع لقد عذبنى أن أرها تقود تلك الشاحنة ولكن الأمر بالنسبة إلبها سيان لقد تركز أن على أن أدرس الطب حتى النهاية
-هل تريد أن تصبح طبيب ؟
منتديات ليلاس
طبعا وهو حلم حياتى من قديم الأزل ولمن الأمر لا يستحق أن تخاطر أمى بحياتها لتحقيقه إن كل ما تدفعه شركة (هوب لوفيل) من أجور مخصصة للوفاء بأحتياجاتى المنوعة ولم تنل هى أى شئ جميل من سنوات عدة ثم أنظر إلى هذه البناية ذات الألوان الصارخة والتى تهدد بإن تنهار فوق رؤوسنا ,بمعاونة ما أحصل عليه من أمسيات ملهى لوبوف يمكنها أن تتوقف عن جر السيارات وتلتقط أنفاسها
-أن كريستينا تبدو سيدة طيبة يا جون
-نعم أنها عبقرية ولكن عنيدة...أه لو أستطعت أن أقنعها.ما رأيك أن تحدثها فى ذلك يا سيد روسو؟أنت أحد رجال الأعمال المرموقين فى هيوستون وقال لى سال أنك ترأس نصف دسته من بنوك المدينة وأراهن أنها ستسمعك
-يمكننى أن أحاول ولكنها لو أكتشفت أن لوبوف ملكى فأننا نخاطر بإلا تستمع إلى
-أذن لنلغى فكرة الحديث إليها
تردد بيك أنه يكره أن يتدخلل فى خلافات الأخرين ولكن جون ذكره بما كان عليه وهو فى سن الثامنة عشر مما جعله يرفض فكرته .لقد بدأهو نفسه بالرقص فى أول كازينو يدعى لوبوف أى الثور فى شيكاغو ولم توافق على ذلك أمه أيضا ولكن أستعراضه الذى أستمر خمس سنوات فى عطلات نهايات الأسبوع مكنه من أن يدفع مصاريف الجامعة من الألف إلى الياء ومكنه أيضا من شراء الملهى والعناية بأسرته بعد موت والده وقد أفتتح أثنى عشر فرع مشابها فى جهات متفرقة من البلاد قبل أن يبيعها من وقت قريب عدا فرع هيوستون .أذن بيك يعلم ماذا يحس جون بالضبط ولكن كان لديه مشروعاته الخاصة من أجل كريستينا إن كونها وراْعجلة القيادة للشاحنة الرهيبة لا يسعده على الأطلاق
هبطت الشابة من الدور العلوى فى اللحظة التى عبر فيها كل من بيك روسو وجون باب المدخل صعد الشاب درجات السلم كل أربعة فى قفزة واحدة ووقف ليقبل أمه على خدها عندما وصل إليها
أمسكت به من رسغه وهى تزوم:
-أنتظر قليلا لدينا ما نتكلم عنه
رد عليها وهو يؤمى برأسه ناحية بيك :
-ولكن لديك زائر وأنا سأذهب لأخذ دوش
تنهدت وقد بدأعليها التصميم وهى تقول:
لا تدع المياة تنساب طويلا
منتديات ليلاس
كان بيك لايزال يقف فى الردهة وهو يتامل وجهها الفتان وسط ضوء النهار الباهرزادت الفتاة فتنة فى عينيه وكان شعرها المتحرر من ضفائره قد أنسدل فى كتلة من الخصلات بلون العسل فوق كتفيهاوعلى ظهرها وكانت نلابسها نكونة من بنطلون وصديرى بدون رقبة بلون وردى بالهت مما جعلها تبدو أكثر رقة وكأنها فراشة طائرة على أستعداد للطيران عند أقل لمسة
بللت كريستينا شفتيها دون إرادتهامعيناها ثابتتان على بيك الواقف عند عتبة السلم كانت عيناه مخفيتان خلف رموشه الكثيفه تلتهمانها التهاما وكان قماش قميصه الجرسية بلون البحر يظهر قوة وطه الأسمر الرفيع ولكنه لم يكن مرتديا سلسة ذهبية بينما أختفى تحت بنطلونه ساقاه المفتولتا العضلات
لقد كان رمز للرجل فى عظمته السمراء وفى كل عافيته عليها لأن تنتبه للخطر
أشتبكت العينان الزرقاوان مع العينين الرماديتين وحدث شئ ما....شئ غريب أحست الشابة بطنين خفيف فى أذنيها وبأحساس شديد الغرابة لا يمت إلى أى عالم وغرقت فيه بدا وكأنهما محشوران فى فقاعة ضخمة تفصلهما عن الواقع وترفعهما عاليا فوق الريح
أحست بحرارة تسرى فى جسدها وكأنها سائل متسرب طيار وأحست بأن داخلها يرتجف
خرج صوت متحشرج من حلقها ولم تشعر الشابة ماذا تعنى بما تقوله فركت عينيها وأرتجفت وتسارعت أنفاسها يا إلهى ماذا يحدث لها؟ولماذا هى بالذات؟ولماذا هذا الرجل ؟لابد أن له زوجة وستة أولاد مختفين فى أملاكه على نهر أوكس
إن كريستينا لم تعرف الرغبة منذ أيامها الأولى مع كيرت وأصبحت شبه مقتنعة بأن رد فعلها نحو بيك فى الليلة الماضية هو مجرد خيال جامح معها.صاح جون من داخل الحمام :
-لقد فتحت مياه الدش يا أمى
ارتخت كتفا كريستينا وسرى الأرتياح بينهما ونزلت الدرجات الأخيرة وأوشكت أن تصطدم ببيك تلعثمت وهى تسرع نحو المطبخ :
-أرجو المعذرة
كان ذلك غلطة منها وهذا ما تأكدت منه الشابة وهى تضع طاسة القلى فى الثلاجة لابد أن جهازها العصبى قد فسد أو أضطرب,وقد أختلطت فيه الرغبة مع الغضب وتصلب جسدها كان الأمر لا يحتمل الشك وهو أنها أرتعدت أمام هذا المخلوق الإيطالى الذى يرتدى بوكاسا فاخرا من تصميم جوتشى أخذت تردد وهى تضع قدمها فوق المقعد العالى لتصعد فوقه أنه أمر فوق التصور!
مــنــتـــديــات ليــلاس
|