كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
حاولت أن تنسى الرجل الواقف أمامها تماما وهى تردد لحن عيون تكساس وتنظر إلى رباط حذائها الرياضى فتح الباب خلفها فجفلت.قال سال:
-لقد رحل منذ فترة
صاحت بصوت مخنوق بعد أن سلكت حلقها محاولة الأبتسام لهما :
-رحل ؟لأبد أن أرحل أنا كذلك.إذن إلى اللقاء
أوقفها بيك:
-أنتظرى !وماذا عن سيارتى؟
وقفت فى الحال
-سيارتك؟
-نعم....لقد حضرت إلى هنا من أجلها...إن سيارتى فى ساحة الأنتظار أنها سيارة غالية
-طبعا....لست هناك مشكلة يا سيد روسو سأعتنى بها وكأنها طفلتى,تصبح على خير يا سيد ميليا سعيدة بمقابلتك.
رد ميليا بلهجة رقيقة:
-وأنا أيضا يا سيدة بوندر
كان ملهى لوبوف شبه مهجور عندما عبرا الصالة الكبرى ليخرجا.كانت الزبائن قد رحلن وأضئيت الأنوار وكان أحد العاملين يعد أيراد الخزينة وساد صمت لا يقطعه سوى صوت المكنسة الكهربائية. كان الأمر غير عادى بعد الجنون المطبق الذى سبق أن ساد المكان عندما ولجته لأول مرة
كان غير عادى أيضا ذلك الأحساس الذى أحسته وكف بيك على وسطها ليوجهها عبر المخرج لاشك أنها حركة غير مقصودة منه لكن بالنسبة إليها كانت عذابا لا يطاق على أعصابها كانت روحها مركزة على هدف واحد هو الرحيل والهروب من هذا الرجل.لا أهمية لما يمكن أن يجعلها ذلك الرجل تسبح فى الفلك فإن كريستينا تعرف من التجربة أنها لا يمكن أن تثق بهذا النوع من الرجال.سارعت خطواتها ودفعت الباب بيديها ولكنها لم تنجح دفعته مرة ثانية دون أن تنجح.خنقها الخوف وأفلتت منها تأوهات ضعيفة .ضغطت بفخذها على خشب الباب الصلب أمسك بها بيك من كتفيها فتصلب جسدها أبعدها بيديه برقة وفتحت أحدى عينيها فى اللحظة المناسبة لترى بيك يبتسم ويديرالمفتاح الذى كان موجودا فى الكالون من البداية سمعت الشابة نفسها تتلعثم بصوت مخنوق :
-يا لى من غبية حتى ألا الاحظ ذلك
قال بيك وهو لايزال يبتسم :
-على الأطلاق
قفز الحارس واقفا عندما رأه وقال :
-لقد بقيت لأحرسسيارتك يا سيد روسو أنها نموذج للروعة والفخامة
قال بيك وهو يمنح الحارس منحة ضخمة و فلكية:
-شكرا يا أيدى أليست مميزة؟ولقد دفعت مبلغا ضخما لأشتريها ولست أدرى ماذا حدث لها هذا المساء ولكنه أمر بسيط وستسير بعد إصلاحها كما كانت وهى جديدة
تابعت كريستينا نظرات الرجلين المبهورة ثم أكتشفت سيارة صالون قديمة الطرازتتوج وسط المكان الخالى كان لونها أسود وحليتها من النيكل اللأمع وأطارتها مغسولةوعليها أغطية معدنية بدت وكأنها خرجت لتوها من أحد أفلام ما قبل الحرب.قالت :
-هذه....سيارتك؟
هز الرجل رأسه موافقا وأتجهوا نحوالسيارة وهو يقول
-أنها رولز رويس رأيت 1939 فى حالة ممتازة وأشتريتها من جالفستون وعدت بها ولكنها بدأت تقفز قفزات غريبة من مسافة قريبة من هنا,أريد أحدا يقطرها إلى الورشة لفحصها أن السيرات مثل النساء.أنهن يتصرفن تصرفا أفضل إذا تعاملنا معهن برقة
أخذت أصابعه تربت غطاء الأمامى للسيارة بينما عيناه تنزلقان على كريستينا ثم سألها:
-هل يمكن أن تصلى إليها ؟
قالت فى نفس مقطوع :
-أصل إلى ماذا؟
ساد صمت ثقيل
-إلى قطر سيارتى ....
ردت عليه بعداء مفاجئ
-طبعا....ليست هناك مشكلة وسترى سارفعها على سيارتى قبل أن تمر ثانية واحدة
أنطلقت نحو الشاحنة وما أن جلست خلف عجلة القيادة حتى تنفست الصعداء هل يحاول هذا الشخص أن يغازلها أم أن الأمر محض خيالات جامحه؟
منتديات ليلاس
طوال كل هذه السنوات التى قادت فيها شاحنة قطر السيارات ماركة هوب لوفيل لم تقع فى مثل هذا الموقف .وكان البعض من بينهم جون يعتبرون عملها خطيرا ولكنها لم تقابل فى حياتها مشكلة عويصة أو شبه عويصة .على أى حال كانت دائما ما تنجح فى السيطرة على المواقف حتى الشائكة منها ةولكن مواجهة بيك روسو أمر أخر عيناه أبتسامته الساحرة.....أوه!
ناورت كريستينا بالسيارة كعادتها وسرعان ما رفعت السيارة الرولز فوق ظهر الشاحنة بواسطة روافع هوائية أمام أنظار بيك المذهولة ما أن تمت كريستينا العملية حتى القت قفازها داخل كبينة السيارة فوق المقعد وسألت بيك عندما جلس على المقعد المجاور لها :
-أين سنذهب ؟
قال الرجل وهو يعطيها عنوانا فى أفخم حى سكنى فى هيوستون :
-إلى ريفرأوكس
همهمت من بين أسنانها
-طبعا واضح
أن هولاء الناس يعيشون دائما فى ممتلكاتهم على نهر أوكس وبها حدائق وحمامات سباحة أما كريستينا نفسها فتسكن فى شبه مهدم فى مرتفعات هيوستون والوحيد الذى تنقل منه الماء إلى الدش فى الدور الأرضى هو حوض المطبخ سألها :
-هل قلت شئ؟
-لا...لا...أنى أفكرفقط فى وصايتى ,منذ متى تعيش فى هيوستونيا سيد روستو؟
-لقد أتيت من شيكاغو من حوالى ثمانية أعوام
قالت كريستينا وهى تتمسك بهذا الموضوع للحديث :
-وهل كانت أسرتك هناك دائما؟
-نعم جزء منها ولكن الأغلبية تعيش الأن فى هيوستون لأن إمكانيات العمل فيها كثيرة.وماذا عنك؟
-ماذا عنى ؟
-حديثينى عن كريستينا بوندر سائقة شاحنة جر السيارات هل أنت من هيوستون ؟
-لا أنا أصلى من تكساركانا حيث تعيش بقية أسرتى وقد أتيت إلى هنا للدراسة وبقيت فيها إن أبى الأن متقاعد ولدى أيضا شقيق شاب يعمل مهندسا فى سكرمنتو
أحست بأنها على أستعداد أن تستمر فى حكايتها بنفس الوتيرة المملة إلى أن تتخلص منه....
-....أنه أسمه أندورو هو وزوجته كارول لديهم ثلاث بنات صغيرات
-منذ متى وأنت تقودين هذه الشاحنة؟
-من حوالى أربع سنوات ونصف وعادة ما أعمل فى عطلات نهاية الأسبوع أو عندما تمطر
-عندما تمطر؟
-عندما تمطر أنى أتلقى أكبر عدد من الطلبات عندما تصبح الشوارع مبللة. ما أن ترتفع المياة فى الشوارع بضعة سنتيمترات إكون واثقة أن أمامى نهار ا طويلا شاقا
-اليست هذه المهنة خطرة على النساء؟
أجابت كريستينا بجفاء :
-أحب هذا العمل .أنه يمكننى من سداد فواتيرى وهو نشاط شريف يا سيد روسو
أبتسم الأخر وهو يراها ترفع ذقنها لأعلى فى كبرياء وفى نفس الوقت مركزة على قيادتها ,ولأول مرة بعد فترة طويلة إستطاعت امرأة أن تبهره بهذا العمق والجاذبية أنه لم يسبق له أن أحس بمثل هذا الشعور الحى منذ رحيل بولا كانت هى نفسها أمينة ونبيهة مثلها وكان يعلم أن العاطفة لم تكن غالبا فى مكانها الطبيعى بينه وبين بولا خلال الأعوام الأخيرة من حياتهم المشتركة
منتديات ليلاس
حاول أن يقارن بين زوجته السابقة وتلك الشعلة الصغيرة الجالسة بجواره فلم يجد بينهما أى تشابه إلا من حيث الجمال فقط .كانت بولا باردة العواطف ولم تكن تهتم بأى شئ أخر سوى صورتها الخاصة فى عيون الأخرين ,كان سينفجر من الضحك بصوت عالى لو تصورها مرتدية الجينز المشحم وتقود شاحنة ضخمة
فى الوقت الذى وصلا فيه إلى مقر إقامته كان قد أتخذ قرارا,أن هذا الشئ الضئيل المستقل -الذى هوكريستينا بوندر-قدغزاه وقهره وأول ما سيفعله هو أن يجد لها عملا وسط مجتمعه بعيدا عن المخاطر التى يحملها الطريق
ما أن أنزلت السيلرة الرولز من الشاحنة حتى أخرج بيك عددا ضخما من النقود من حافظته وناوله للشابة فقالت وهى متجهمة:
-ماهذا؟
-أعتبريه تعويضا لك عن المتاعب التى لاقيتها هذا المساء فى الملهى
لقد كان الأمر مزعجا يا سيد روسو حقا ولكنك لن تسكتنى بنقودك هذه التى لا أريدها وقل للسيد ميليا أن الفايكنجز قد أنتهى من أخر استعراض له
قالت ذلك بحده وهى تصعد فى غضب لتجلس على مقعد القيادة
أنتهى الفصل الأول
منتديات ليلاس
|