كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فى الساعة المحددة كان بيك مرتديا بدلة رمادية ممسكا آلة تصوير فى يده وهو يطرق باب بيت كريستينا قال لها عندما فتحت الباب :
-انت رائعة....هل تشعرين بالعصبية؟
-هل هذا ظاهر ؟
قبلها ودخل ليتعرف على والديها صعق أمام التشابة الشديد بين جوين رايت وأبنتها
كان لهما نفس الشعر وأن كان شعر الأم فضيا ونفس العينين الزرقاوين بينما ظهرت بعض التجاعيد الخفيفة عند ركنى العينين فى وجه جوين الذى زينته بشدة ,فصافح بيك يد جوين وقال مبتسما:
-إنه ليسعدنى أشد السعادة أن أتعرف عليك وأعرف أنك لأبد فخورةللغاية بكريستينا وأشكرك على السماح لى أن أشاركك هذه الأمسية المميزة أنا وأسرتى
تبادل بيك والأب المصافحة بحرارة ووجه له كلمات رقيقة وأقترح أن تلتقط بعض الصور قبل الرحيل إلى الجامعة .همست أمها فى أذنها وهم يهبطون الدرج:
-أنه جذاب وساحر أنه رجل مهذب حقا
أضاف جورج رايت بنفس اللهجة :
-بالتأكيد هو نموذج ممتاز وأحب هذا النوع من الرجال الذى ينظر إليك مباشرة فى عينيك
أستهلك بيك تقريبا فيلما بأكمله وحاز إعجاب آل رايت تماما وأنهت كريستينا المشهد بأن أعلنت :
-إذا لم نرحل فى الحال فإننى سأفوت الأحتفال
أستقر جون بين جديه فى الأريكة الخلفية فى السيارة الرولز بينما جلست كريستينا فى الأمام بجوار بيك عندما وصلا سرداق الأحتفال كانت الصفوف قد أعدت فأسرعت كريستينا بالأنضمام إليها بينما ذهب الباقون ليجلسوا فى أماكنهم.
لقد درست بحماس وجهد لتصل لهذا اليوم الموعود حتى أنها أوشكت أن تعتقد أنه لن يأتى حقا أجتاحها خليط من المشاعر المتضاربة جعلت الدموع تصعد إلى عينيها.كانت مرتدية قبعة التخرج السوداء والعباءة الجامعية وهى تصعد الممر الرئيسى مع زملائها.فى اللحظة التى صعدت فيها المنصة لتتسلم الدبلوم وضح لها تماما أن هذه الواقعة تشكل نقطة تحول كاملة فى حياتها وبداية مرحلة جديدة واعدة رائعة.
عندما ألتقت كريستينا بعائلتها فى السيارة بعد الأحتفال الرسمى ضمها بيك بقوة وقام كل فرد بتهنئتها بطريقته الخاصة كانت مشرقة الأسارير وشاردة بعض الشئ وهى تفكر فى سعادتها الجديدة نقلتها السيارة الرولز إلى بيتها حتى يمكنها أن تبدل الثياب من أجل السهرة التى ستبدأبعد ساعة على حافة حمام السباحة ,سألها بيك:
-أتودين منى أن أنتظرك حتى ترتدى ثوبك ؟
-لا....سأصلبعد حوالى نصف ساعة...ولكن على أية حال أشكرك لأنك نقلتنا إلى الأحتفال إن أبى وأمى لم يركبا أبدا سيارة رولز فى حياتهما وأعتقد أنهما تأثرا من ذلك لحد بعيد
-كنت أفضل لو أنهما تأثرا من السائق أكثر من السيارة
-تأكد من أنهما فعل ذلك أيضا
كانت كريستينا تشع سعادة وه تناور بالشاحنة حتى مخرج الممر الدائرى بطريقة بطئية تدل على عدم رغبتها فى الأسراع .قفزت إلى وفردت ثوبها وأمسكت بجهاز اللاسلكى المحمول كانت الشمس تختفى خلف أشجار نهر أوكس ونسيم خفيف أت من الشمال يلطف من الجو
كان الوقت مثاليا لتناول العشاء فى الخارج كان بيك ينتظرها أمام باب الدخول خرجت وأشارت له بيدها وهى تسرع نحوه سألها:
-لماذا أتيت بالشاحنة ؟
-أنها أمسية السبت قد أحتاج إليها
-ولكن....إنها أمسيتك....لا تقولى إنك سترحلين وسطها!
-لا تقلق وأعتزم أن أذهب إلى هناك فيما بعد.لقد وعدنى بيفن أن يرد على النداءات فى غضون بعض الساعات ويذهب بشاحنته ولم أحضر هذه إلا لحالات الضرورة
-يا حبيبتى!لقد تعشمت أن تكون هذه الأمسية....يا إلهى!يا كريستينا إذا كان الأمر يتعلق بالنقود فقد فرغ صبرى من هذه الناحية
كفت الشابة عن الأبتسام :
-أرجوك يا بيك لا تفسد على ليلتى
-أنا أسف يا عزيزتى وأنما أنا أفكر ببساطة....
قاطعه صوت امرأة عجوز :
-نيقولا لا تدع ضيفتك مسمرة هناك....تعالى....تعالى يا عزيزتى!
-حاضر يا أمى...أقدم لك كريستينا بوندر ضيفة الشرف
قالت السيدة روسو زهى تصافحها بحرارة :
-لك كل التهانى القلبية لحصولك على الدبلوم...لقد سمعت أمورا رائعة عنك ويسعدنى أن أتعرف عليكى
أجابت كريستينا التى أحبت المرأة من أول نظرة :
-هذا شرف لى....أن لك أسرة رائعة!
-أنها فاتنة نيقولا أنها تعجبنى كثيرا
رد بيك وهو يضحك:
-وأنا كذلك
سحبت السيدة روسو كريستينا دون أن تكف عن الثرثرة وهى تريها ديكورات ومعدات البوفية .
لم يتأخر المدعون فى الحضور.حضرت كارين هولدر وقد تبعتها آماليا وبيل سيمونز ثم تونى ميليا وأبناؤه سال وكارلو ثم سرعان ما وصل آل رايت فى صحبة اللوفيل ثم إيميت لايمان وزوجته وكذلك بقية الأصدقاء وجيران الشابة قال إيمت وهو يصافح بيك بحرارة :
-أعرف أنك ساعدت كريستينا فى إستعادة السيارة البونتياك وأنا شاكر ومقدر لك ذلك إنه عمل شجاع قامت به الشابة وتستحق عنه أجرا كبيرا .
رد عليه بيك ببعض الكلمات المجاملة وأستدار ليستقبل جون وصديقته الصغيرة الشقراء ذات الشعر الأحمر.
عندما وصل كل المحتفلين بمن فيهم العم لارى وهو يرتدى قميصا من هاواى متعدد الألوان وبنطلونا أبيض,تأكد المضيف من أن الجميع أحتسوا مشروب الضيافة فى صحة المحتفى بها قال وهو يحتضنها ويرفع كوبه عاليا:
-فى صحة كريستينا ونجاحها اليوم
رددت كل الأصوات فى نفس واحد :
-فى صحة كريستينا
لفت كريستينا ذراعها حول وسط بيك وهى تبتسم وتمنع الدموع من السقوط وترفع الكوب بدورها :
-فى صحة أصدقائى وأسرتى,شكرا لكم وشكرا لك يا بيك أننى لن أنسى أبدا هذا اليوم
-كافأها بنظرة تائهة وهو يقول:
-إن السعادة كلها ترجع إليك أيتها النمرة.
أشار إلى المدعوين فسارعوا بملء أطباقهم من البوفية الفاخر والعامر بما لذا وطاب من الطعام والشراب والحلوى والفاكهة ثم أخذ كل منهم مكانه أمام المائدة المخصصة له....فى أثناءوقوف المدعوين فى طابور أنتهز بيك الفرصة ليأخذ كريستينا جانبا
سألته وهى تدعه يقودها:
-أين نحن ذاهبان؟
قادها بيك إلى حجرته حيث أغلق عليهما الباب
-إننى فى حاجة إليك لحظات بمفردنا
أخذها بين ذراعيه وقبلها فى شوق وهو يقول :
-أهـ لو علمت كم أشتقت إليك؟يا حبى .أتدرين منذ متى؟
تنهدت الشابة:
-من حوالى أسبوع
-ستة أيام وثلاث ساعات وربع الساعة
سمعا صوتا نسائيا من فتحة الباب يقول :
-أسفة لقد حضرت لآخذ معدات الزينة
شاهد العاشقان وراء الباب كارين تبتسم حاولت كريستينا أن تبتعد عنه ولكنه منعها وأشار إلى كارين بطرف أصبعه :
هناك تجدينها
-شكرا وأستمرا فى المشهد الرائع
ضج الأثنان فى الضحك قالت كريستينا :
-أعتقد أن علينا أن نعود إلى أسفل فقبل كل شئ أنت مضيف وأنا ضيفة الشرف
-حسنا...ما دمت تصرين....ألا تريدين حقا منى أن أقنعك بقضاء الليلة هنا بدلا من الخروج بالشاحنة
أبتسمت وهزت رأسها نفيا فى بطء :
-سأحضر بعد غد عند رحيل والدى
-لدى شئ مهمة أود أن أقوله لك ولكنى أعتقد أنه على أن أنتظر إلى أن نصل إلى هناك
رتبت الشابة زينتها وملابسها وهبطا كى يملأ أطباقهما بالطعام وعندما شاهدت برطمانا ضخما من الزيتون الأسود من بين الأطعمة رفعت أحدى حاجبيها ونظرت إلى رفيقها,قال بيك هامسا فى أذنها :
-أنى لم أستطيع أن أقاوم الرغبة فى طلبه
غرف معلقة كبيرة ووضعها فى طبق السلطة بعد ذلك أنضما إلى آماليا وبيل سيمونز على مائدة لأربع أفراد كان صوت الضحكات المرحة يشع الحياة فى الشرفة حيث كان العم لارى يسلى جيرانه ببعض ألعابه السحرية قال بيك معلقا :
-أنه رجل ممتاز
-لا تذكرنى به لحسن الحظ أنه لم يحضر معه مكعباته الزجاجية والبلاستيكية ليضعها وسط أكواب المياه
قصت كريستينا للمجموعة قصة حياة العم لارى ووصفت لهما محله للعب والخدع ,قالت آماليا معلقة :
-أوهـ...من الأفضل ألا تتحدثى عنه لأن بيل يعشقهذا النوع من الخدع
رأت كريستينا أمها والسيدة روسو منهمكتين فى محادثة طويلة أومأت برأسها نحوهما وقالت لبيك:
-يبدو عليهما الأنسجام
-لدى إحساس بذلك ,فهل أنت سعيدة ؟
-جدا
هبط الليل شيئا فشيئا على المحتفلين وأستمرت الوجبة فى نفس الجو السعيدوفى لحظة إحضار الحلوة الشهية لكريستينا المكونة من الفراولة بالكريمة سمعت صوت إنذاراللاسلكى فنهضت فجأة:
-أوهـ...لقد نسيت أن أوصل اللاسلكى بالجهاز بالسيارة جرت نحو الشاحنة يتبعها فى الحال مضيافها
وبعدأن تبادلت حديثا قصيرا فى اللاسلكى صعدت إلى مقصورة القيادة وهى تصيح من خلف كتفها :
-لقد وقع حادث سيئة فى الطريق رقم 10لقد أنقلبت شاحنة مليئة بالبنزين وهم محتاجين لى حالا
-أنتظرى يا كريستينا
ولكنها أنطلقت فى الحال وصوت الإطارات يصدر صريرا عاليا لاحتكاكه بالأسفلت ولم يستطيع أن يلحق بها جرى نحو الجراج كانت كل السيارات محجوزة فيه اللعنة ماذا يفعل ؟وصلت بيانكا فى أعقابه وسألته:
-ماذا جرى؟
-لقد رحلت كريستينا بالشاحنة لجر شاحنة فنطاس بنزين وقع لها حادثة ويبدو أن الأمر خطير أعيرنى سيارتك
أخرجت أخته سلسة المفاتيح من جيبها ونأولتها له وهى تقول :
-هيا أذهب وسأعتنى بالسهرة
-اللعنة على تلك السهرة!
أحس بيك بالخوف يقلص بطنه وجرى ناحية السيارة الرياضية وأندفع ناحية الأتجاه الذى سارت فيه الشاحنة السوداء الضخمة التى تقودها كريستينا
أضاءت كريستينا الكاشافات الأمامية العالية وأجتازت الطريق السريع فى سرعة فائقة استغرق الأمر منها ثلاث دقائق فقط لتصل إلى المكان.كان عدد كبير من سيارات الشرطة تمنع المرور من الأتجاهين بينما وجدت شاحنتى جر أخريين مما تعمل يدويا على جانبى الطريق
قفزت كريستينا إلى الأرض وأتجهت نحو رجل الشرطة الذى كانت تعرفه كان منهمكا فى منع الفضوليين وأبعادهم بمسافة مناسبة عن مكان الحادثة عندما تقدمت منه وتعرفت على السيارة الصغيرة الحمراء التى تحطم الجزء الخلفى منها تحت الشاحنة الضخمة تجهمت كانت سيول من البنزين تخرج من الخزان المحطم وقد فاحت رائحته النفاذة,قال لها رجل الشرطة:
--أننى سعيد لرؤيتك إن تلك الشاحنة يمكن أن تنفجر بين لحظة وأخرى وهناك مراهقان محصوران بداخلها وهما شبه فاقدى الوعى وتسيل منهما الدماء بكثرة ولا توجد فرصة كبيرة لإخراجهما من هناك دون إصدار شرار من ماكينات القطع
أشارت كريستينا إلى الشاحنتين الجرارتين :
-وهاتان...ألا تستطيعان عمل شئ؟
-أنها مخاطرة كبيرة...لقد أضطررنا للف سلاسل الجر حول هيكل الشاحنة حتى يمكن سحبها ولكن لو أشتعلت فيها النيران فستصيبهما كذلك ولكن عن طريق أذرع شاحنتك الهيدروليكية قد يمكنك التصرف وفى حالة اندلاع الحريق فإن الخطر قد يصبح أقل ويمكنك الهرب بسرعة,ولسوء الحظ فإن سيارات الحريق التى استدعيت وقع لها حادثة وهى أتية إلى هنا ولا نستطيع انتظار السيارات الأخرى.....أتحبين التجربة ؟
لم يكن لديها حرية الأختيار تصورت أن جون كان ممكن أن يكون احد المراهقين المعرضين للهلاك تعرفت على أثر الوقود الداكن واللامع فوق الأسفلت والذى أخذ يتجمع شيئا فشيئا قالت وهى تستدير إلى ضابط الشرطة بطريقة آمره:
-أجمع كل طفايات الحريق الموجودة وكن على أستعداد.سمعت صوت بيك يناديها فأستدارت ورأت أحد رجال الشرطة يحاول جاهدا إبعاده عن المكان صاح بيك فيها بصوت عالى :
-لا تذهبى إلى هناك
أحاط به شرطيان أخران فى اللحظة التى صعدت فيها إلى مقصورة القيادة فى شاحنة الجر
|