كاتب الموضوع :
fati_mel
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وقطب حاجبيه فاضافت "ولا تعد الى هنا ابدا "
قال بنبرة قاسية تدعم تهديده "شهر السلاح عمل عدواني ايضا "
-لكنك متسلل الى املاكي
-هذا لا يعطيك الحق في رفع بندقية في وجهي انا ذاهب الان وساراك غدا
كبحت روان ردا لادعا وراقبته بصمت وهو يتراجع نحو الظلام الدامس .
وبعد تفحصها البندقية لتتاكد
من خلوها من الذخيرة اطفات المشعل ووقفت دقائق عدة الى ان اعتادت عيناها على الظلمة ثم اتجهت الى المدخل وهي تنظر حولها باحتراس .
لم يتحرك شيء ....وفي المناء رات النور في قمة سارية اليخت كانه عين غاضبة ...ولم تر اي ضوء اخر كما لم تسمع صوت محرك يكسر الصمت ....وفي مكان ما كان لايزال يراقب وينتظر . منتديات ليلاس
الرعب والذعر القديمان حطما الحاجز الذي بنته في وجههما ...ولامت بصمت الرجل الذي اعاد ايقاضهما .
وفي المنزل وضعت البندقية بعيدا وجلست على حافة السرير و قلبها يخفق في صدرها وكانها نجت لتوها من خطر عظيم .
منتديات ليلاس
لقد كانت بلهاء احساسها بالاضطهاد فاقه احساس غامر بوجود ولف وهذا بكل بساطة تعذيب لنفسها لا مبرر له .
وقفت لتسير الى النافدة غرفة نومها تتطلع الى الشعاع الصغير في الظلام ...لعل مراقبتها مقدمة للتجهم ...فقد كان طوني يتجسس عليها .
وضربت الريح المكنزل فتمايلت اغصان الاشجار بحيث بدا االنور من اليخت وكانه يومض .
كان ولف يتصرف بشكل بغيض لانه يريد منها شيئا ....شيء محدد ومنطقي .
هكذا اعتاد طوني ان يتصرف لكنها كبحت افكارها هذه وعادت بذكرتها نحو ولف مجددا ووجهه الاسمر الوسيم وتلك الهالة التي لا تقاوم من الجتدبية الرجولية ..وسرت رعشات في جسمها وهي تتذكر مدى جادبيته ....
نظرة واحدة اليه اوصلتها الى مكان لم تعد القواعد تطبق فيه وانستها التعقل فتملكها مزيج مبالغ فيه من الاثارة والاستسلام منتديات ليلاس.
لكن عليها ان تتغلب على هذا وان تعود الى طبيعتها الحذرة لن تستطيع ان تخبر ولف ماحدت ....فهذا ليس سرها لوحدها
تركت الستارة تهبط وهي ترتجف وقالت "على اي حال هذا لن يساعد امه ...وعادت ببطء الى سريرها وهي تتذكر السيدة سمبسون الانيقة الجميلة والمذهولة ...."
الحقيقة ستقتلها على الارجح .
استيقضت روان على ومضض لكنها قفزت من السرير حين رات الساعة "بسرعة لوبو بسرعة....سيكون مشوارنا قصيرا هذا الصباح "
في الواقع لم يكن امامها القليل من الوقت فركضت الى سقيفة المراكب ....اجل....لقد ترك ولف الخرطوش على العرضة الخشبية حيث كانت تضع البندقية فوضعتها في جيبها وهي تعض شفتها .
وصلت الى المقهى متاخرة عشر دقائق فرمقها صاحبه بنظرة حادة وسالها "ماذا حدث ؟" منتديات ليلاس
-اسفة.....لقد استغرقت في النوم.
-حسن جدا....ستعوضين عن تاخير عند الغداء لدينا زبون .
رسمت ابتسامة على شفتيها واخدت الدفتر والقلم لتخرج الى الغرفة المضاءة
والتقت عيناها بعينين خضراوين لامعتين ....عينا ولف .
تشنجت لكنها قالت وهي تقاوم ليبدو صوتها ثابتا "صباح الخير ...ماذا يمكن ان اضر اليك؟"
-بيض مسلوق وتوست ولحم مقلي وطماطم مسلوقة ....وقهوة .
تعمدت كبح ذكرى تلك الليلة التي استسلمت فيها لنوبة الغضب وسالت "قهوة اكسبرسو؟"
بالطبع تعرف انه يشرب القهوة القوية مثل الخطيئة .
ارتفع حاجبه الاسود وقال منهكما "بل قهوة عادية فلماذا نفشها باضافة اشياء اخرى عليها ؟" منتديات ليلاس
ادهشتها ابتسامتها كما اغضبتهات وصدمتها وجعلتها تشعر باستسلام عابث ...فهذا الرجل يمكن ان يسلها ...وهذا ما اقلقها اكثر .
حين احضرت له ىالقهوة سالها متكاسلا "هل تستمتعين بالعمل هنا ؟"
ابتسمت ابتسامة من دون معنى ....وقالت من دون ان تحاول اخفاء ما ترمي اليه "انه عمل جيد لمراقبة الناس "
منتديات ليلاس
هل كان يعرف انها تعمل هنا حين قرر الحضور لتناول الفطور؟هذا ممكن ففي ثلاثة الاسابيع استطاع ان يعرف كل ما يحتاجه عنها تقريبا وانتابتها رجفة باردة .
لحسن الحظدخل زبونان فتركته لتسجل طلباتهما لكن بالرغم من امتلاء المقهى كانت تشعر بنظرات ولف المركزة عليها وبنظرات الزبائن الاخرين اليه منتديات ليلاس
شعر الجميع انه شخص مهم ومثير ....ولعل السبب هو وجهه وطريقة جلوسه ومظهره الانيق وعيناه الخضروان البرقتان .
وتحت ثيابه العادية لكن مفصلة جيدا كان جسم ولف يعكس صورة القوة والسلطة .
انه ببساطة ذكر متسلط .
-روان!
اجفلت عند سماع نداء صاحب المقهى الحاد وقالت "قادمة "
وابتسمت بتصميم وهي تتجه الى الباب الصغير.......
-اوقفي سيل لعابك واعملي .
وتلاشت ابتسامة روان لكنها اخدت الصنية وخرجت الى المقهى ...وسمع ولف التعليق المهين فراته يصر على اسنانه .
ولم يمض وقت طويل حتى رحل وتركها تتساءل كيف وصل الى هنا . منتديات ليلاس
وفي الساعة الثانية ركبت دراجتها عائدة الى البيت واخرجت لوبو المتحمس ليقوم بنزهته المعتلدة ثم ذهبت الى السقيفة حيث تعمل ورفضت بعناد ان تتطلع من النافدة جلست وراء "دولاب"العمل تستجمع كل ذرة من سيطرتها على نفسها لتحرر ذهنها من صور الرجل الذي يملك اليخت .
وبعنادج شكلت كؤوسا كبيرة اغراضا سهلة عادية لكنها تحتاج الى تركيز ...صناعة الخزف ليست لمن لا يستطيع السيطرة على يديه وتفكيره
ومع حلول المغيب وقف لوبو وتقدم الى النافدة ينظر بانتباه شرس وبعد لحظة اخد يئن وعاد ليقف قرب روانت وهو ينظر اليها بعينيه القلقتين .
قالت بصوت هادء "لاباس ايها الصغير ...اعرف انه لا يزال هناك " منتديات ليلاس
وتقدم كلب الر عاة الالماني ليلمس يدها بانفه .
قالت بحدة تذكره الا يلمسها وهي تعمل "لا"
فجلس يراقبها ووجهه الذكي محترس وجعلته ينظر الى ان انهت الوعاء ةقطعت قاعدته بشريط ...عندئد وقفت وتقدمت الى النافدة وهي تدعك مؤخرة عنقها بيدها .
وبرزت خطوط اليخت البعيد عبر الضباب والامواج تتقادفه ...قالت ساخرة "ارجو الا يصاب بدوار البحر ...وماذا يفعل في يخت كهذا ؟اصحاب المليارات يشترون يخوتا ضخمة وليس يختا صغيرا للسباق ويستخدمون بحارة ليقوموا بالاعمال "
واضافت بعد لحظة "لن يدوم هذا ....سوف يبحر مبتعدا فتركض على الشاطيء وقد تتمكن من ان تلتقط طير النورس "
لكن لم يكن لدى ولف اي نية بان يغادر فقد خطط كالوحش المفترس لاصطياد فريسته وينتظر اللحظة المواتية للهجوم .
قالت روان بصوت مرتفع "لكنه لن يستطيع ان يفعل شيئا كل ما على ان اقى هادئة والا اتركه ىيجعلني اثرثر" منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
قفز لوبو واقفا وهو ينبح والتفت نحو الباب ... فاستدارت روان متشنجة تلاحق لانظراته .
رات طيفا طويلا مهيبا يخرج من تحت الاشجار ولاحظت ان ولف يبدو واثقا من نفسه وخطيرا جدا حتى في بنطلون الجينز كنزة الصوف السميكة تحت السترة الصفراء المضادة للماء .
شدت روان كتفيها لتواجه الذعر الذي ضربها في معدتها وخدر دماغها ...وقالت وهي تخفض صوتها لئلا يلاحظ لوبو الخوف فيه "الجولة الثانية ......حسن جدا.....كنا نعرف انه سيعود فدعنا نخر لنلاقيه "
احست بالخجل لانها تمنت لهنيهة لو انها لم تكن ترتدي كنزة وسروالا قدمين وملطخين بالوحل
التقيا خلف المنزل فنبح لوبو نبحة تحذير حين تعرف عليه
سالت روان بعد ان اسكتت الكلب "ماذا تريد؟" منتديات ليلاس
اجاب ولف بوجه متحجر لا يلين "يجب ان اتكلم معك بشكل لائق "-اعتقد اننا قلنا كل ما لدينا ليقال
-لا ....ادعيني للدخول
كان كلامه اقرب الى الامر ....ومع ذلك اضعف طلبه مقومتها ....فطوني لم يطلب هذا ابدا ...
تحدثه "وماذا ستفعل اذا قلت لا؟"
هز كتفيه ورد "ساتابع المحاولة "
-الى ان تتعب اعصابي؟
ضاقت عيناه ...وبصوت اجش بارد قال "الى ان اقنعك باني لست هنا لا سبب المتاعب كل ما اريده منك هو ان تطلعي امي على الحقيقة" منتديات ليلاس
نظرت روان بعيدا وقد تشوش تفكيرها واضطرب اذن هي لا تعني له شيئا مقارنة مع مرض امه ...ومع ان هذا الرفض اصاب مشاعرها في الصميم الا ان جزءا منها استرخى انه يطاردها فعلا لكنها تشعر انه يقول الحقيقة .
شخصية طوني المرحة كانت تخفي انانية باردة وعنيدة ...اما ولف فهو يقوم بهذا من اجل امه .
ومع ذلك لم تجرؤ ان تصدقه تماما وقالت محذرة "انت تضيع وقتك"
-ساكون انا الحكم على هذا
ترددت ثم هزت كتفيها وفتحت الباب الخلفي قائلة من دون لباقة "حسن جدا ادخل " منتديات ليلاس
علق ولف معطفه عند الباب ثم خلع حذاءه فقادته عبر المطبخ الى الغرفة الامامية الصغيرة .
كانت رائحة الغرفة رطبة وعفنة ...وبعد ان اشارت له ليجلس على المقعد الوحيد الذي تملكه شغلت نفسها باشعال النار ثم وقفت لتجد لوبو يراقب ولف بحذر قال معلقا "انه حيوان رائع ...كم عمره؟"
-ثلاثة سنوات
وجلست بحذر شديد على الاركة فيما تمدد لوبو الى جانبها
قالت من دون مقدمات "ماذا تريد ؟"
-لماذا تعملين بحق السماء في ذلك المقهى ؟
-يجب ان اكل .....وكذلك لوبو منتديات ليلاس
تراجع في المقعد يراقبها بعينين شبه مغمضتين ...وعكست النار نورها بدفء على وجهها واشاحت بنظرها عن تلك النظرة القوية الثاقبة .
سال "الم يكن بالامكان ان تجدي عملا مريحا اكثر ؟"
-ليس هنا
واطبقت شفتيها بقوة على الكلمات التي تريد ان تخرج من بينهما
-وهل انت مضطرة للعيش هنا ؟
فردت بحدة لاذعة "هذا ليس من شانك"
قال بغطرسة ناعمة لا تخفي تصميما مخيفا حقيقا "كل شيء يتعلق بك هو شاني في الوقت الحاضر " منتديات ليلاس
انتهى الفصل الخامس
|