كاتب الموضوع :
fati_mel
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
بدا ان بوبو تتحرق شوقا لطرح مزيد من الاسئلة لكن شيئا في وجه روان منعها وبدلا من ذلك اصبحت عملية ونشيطة .
-حسن جدا ...ساوصلك الى المطار ...يمكنك تحمل كلفة السفر جوا 0....لقد بعنا اعمالك كلها ايلة امس وحصلت انت على ما يكفي من مال لتشتري بعض الطلاء النادر الغريب للخزف ..انهي قهوتك ووضبي اغراضك بينما اهتم بتذكرة سفرك .
-اكره ان اتركك تواجهين ولف .
-لا تقلقي ...استطيع مواجهة اي كان ....وقد القي شباكي عليه
كتمت روان غيرة عنيفة وابتسمت ابتسامة زائفة "ارجوك ....لا تعطه عنواني " منتديات ليلاس
وانتظرت الردج متوترة فوعدتها بوبو "لن افعل "
*********
بعد ثلاثة اسابيع وبينما كان ولف ينظر الى السماء تندر بالمطر تمتم بسخرية "موقع مناسب يا روان ...بري جميل بشكل غير عادي "
لو كان يؤمن بالخرفات لتاثر حين راى البرق ينتقل من غيمة الى اخرى بعد ان تلفظ باسمها لكنه لا يؤمن بالخرلافات ...ومع قصف الرعد وتردد صداع في الافق انشغل باليخت وهو يحاول تجاوز ريح شديدة اخرى .
بحسب الخرائط يجب ان يصل الان ...اجل...ها هي التلال المغطاة بالشجيرات الصغيرة الكثيفة والمنعطف الذي يشير الى المكان الخطير الذي تختبىء فيه روان . منتديات ليلاس
كانت السيطرة على الدفة شبه مستحيلة في هذه العاصفة التي تصب وابل مطرها ...ووجه المركب نحو الخليج الصغير مبقيا عينا حذرة على تغيير الريح والتيارات والصخور في مثل هذه الظروف الخطرة الابحار يثير حماسته وبهجته لكنه لا يحب التهور ...ومع ذلك حين ظهر المناء امامه سمح لابتسامة قاسية من الرضى العدائي ان ترتسم على وجهه .
توقف المطر فجاة كما بدا ....وسمح للشمس المتسللة ان نغسل البحر والشاطىء بوهجها الاصفر الحزين ...وشق المركب الماء باتجاه الشاطىء الابيض الشاحب ...وبعيدا عن الصخور المنخفضة المغطات باتلشجر راى منزلا مختبئا ...صغيرا وقديما ويحتاج فعلا الى طبقة من الدهان . منتديات ليلاس
انه منزل روان .
من زاوية عينيه لمح ولف حركة علة الشاطىء اجل حتى من هذه المسافة استطاع ان يتعرف عليها ...خرجت من بستان يحد الشاطىء ..وضيق عينيه فلاحظ كلبا يسير في اعقابها وبندقية صيد على ذراعها ..ارتسمت ابتسامة ساخرة على فمه اذن فنانة الخزف المغوية خرجت لتصطاد ...الارانب على الارجح ثقتها وهي تحمل البندقية كانت مسمار اخر في الصرح الذي بدا يبنيه حولها . منتديات ليلاس
لم تكن قد خطت خطوتين حين رات اليخت ومن دون ان تلتفت اليه استدارت برشاقة واختفت بين الاشجار تاركة الشاطىء فارغا يردد صدى فراغه .
ابتسم ولف مرة اخرى وتخيل انه قادر على الاحساس بغضبها واستيائها مثل هبة ريح عاصفة تجتاز الماء لتضربه بقوة بدائية لكن هذه المرة لن تهرب منه .
حين دوى الرعد مجددا خلف التلال المعتمة نظر ولف بسرعة الى الخريطة ووجه اليخت نحو الريح ...وكسيدة انيقة استجاب اليخت على الفور لتصرفه الماهر وخلال ثوان طوى الشراع الامامي ورمى المرساة .
اقشعر جسمه وكان الطبيعة تحذره من انه لا يزال تحت المراقبة وهو يتاكد من سلامة اليخت فكر بالقصعة التي اشتراها من المعرض ...والتي تحمل الرقم 47.
بطريقة ما عملت روان في الطين لتبتدع تجربة عاطفية فريدة . منتديات ليلاس
وبدافع مجنون دفع ولف ثمنا باهطا وعرض القصعة في منزله لتذكره في كل مرة يراها فيها ان المراة التي صنعتها مسؤولة عن موت اخيه ...وبسببها اصيبت امه بالذبول .
قد تكون روان كوربيت نابغة في التعامل مع الخزف والمراة اللتي كاد تجاوبها اللعين معه يفقده عقله ... لكنها ايضا اقرب الناس الى القتلة .
و هذا ما يجعل عدم سيطرته على نفسه معها امر غير مسؤول خاصة و ان ماساة طوني موجودة لتحذره مقدما.
لقد شك في انها عرفت حقيقة هويته .... فقد كان طوني يتبجح بانجازات اخيه ....كما ان رحيلها المفاجئ مثير للارتياب و كدالك تململ وكيلة اعمالها حين سالها عن عنوانها .
سيكون مثيرا للاهتمام ان يعرف ما اذا تعمدت استخدام جمالها لتهدئته قليلا . منتديات ليلاس
لو انها فعلت فقد اساءت تقديره و فهمه فهذه ليست المرة الاولى التي ترمي فيها امراة بنفسها عليه بدافع خفي ... و لو انه لم يشعر من قبل بمثل هذا المزيج من الغضب و السخط و الازدراء نحوها و نحو نفسه اصبح الان منيعا ضددها و لن يتاثر بوجودها قربه ... لقد منع نفسه عنها في المرة الماضية و سينجح هذه المرة ايضا .
انزل المرساة و نزل الدرجات الثلاث الى الكابين في الاسفل حيث التقط منظارا عسكريا و اخذ يراقب المنزل .
كان المنزل قديما بسقف منحدر و شرفة تمتد على طول واجهته ... بدا معزولا خلف اشجار ضخمة تتعلق بعناد بالصخور و جدورها الطويلة القوية يغسلها رذاذ الماء .
و بعد تفحص دقيق و سريع للمكان عامة اعاد ولف نظرة الى حيت اختفت روان . منتديات ليلاس
حركة سريعة جعلته يدير منظاره نحو الجهة الاخرى من الشاطئ ... اجل .... ها هي و الكلب الالماني الضخم يركض خلفها و هي تتجه نحو بيت صغير عند اسفل الصخور .
تدفق الاندرينالين في عروقه و تقلصت عضلاته لجزء من الثانية فيها تحركت في داخله قوة جامحة ... لكنه ضبط مشاعره و ابتسم من دون مرح و هو يرمي المنظار فوق المقعد.
تجمعت غيوم عاصفة مجددا في الافق لكن الريح كانت قد خفت و تركت الجو ساكنا مثقلا ... رفع ولف وجهه الى السماء في تواصل صامت مع قوى الطبيعة الحرة .
شعور غريب جعل اعصابه تتشنج و لزمه كل تركيزه ليبقى هادئا و لئلا يتحرك و يتبادل النظر مع امراة تراقبه من وراء ستار الاشجار . منتديات ليلاس
تذكر شكل عينيها حين رفعت جفنيها المثكلتين الكسولتين و تلفضة باسمه .
لا عجب في ان يكون طوني قد سحر بثلك العينين الغاويتين و بذالك الفم... و كتم ولف ما اعتمل في قلبه ... عينا روان تحملان اسرار خطيرة لكن بعد ان فهم مدى قوتها اصبح مسلحا ضدها
منذ ثلاثة ايام قابل طبيبة لاورا سمبسون التي قالت ببساطة "لم يعد لدي ما اقدمه ... لقد جربنا كل شئ "
لكنها لا تعاني من اي علة جسدية ؟.
و تحركت الطبيبة دونما ارتياح " لا نعرف ... لكننا نعرف اننا لم نجد اية علة ... و حالتها لا يسهل تشخيصها و الضغط النفسي مهم جدا في هذه المسالة "
و نظرت الى وجه ولف قبل ان تضيف " و ليس من المحتمل ان تموت " . منتديات ليلاس
فرد ولف بقسوة " من الافضل ان تموت .... لقد كانت سعيدة و مليئة بالنشاط تتلهف كل صباح للاستيقاظ ... اما الان فكل شئ تقوم به يتطلب منها جهدا عظيما " .
شد حبل القارب الصغير المربوط خلف اليخث و نزل اليه كان يعرف انه سيبدل اي جهد و سيقوم باي عمل لتلتقي روان كوربيت بامه و تعطيها المعلومات التي تحتاجها يائسة حتى لو اضطر الى خطفها .
و ما ان وصل الى الشاطئ حتى كانت تتقدم نحوه و كلب الرعات الالماني يسير خلفها ... المراة و الكلب متصلبان بعدائية ... لم ير اثرا للبندقية لا شك انها اخفتها في غرفة المراكب . منتديات ليلاس
تذكر و هو يبتسم من دون مرح انها بارعة في الفنون القتالية ... لكن سيلزمها اكثر من قفزات خيالية لتواجهه .
كان الضوء الاصفر الغريب قد تحول الى نور لطيف صيفي جعل الرمل بلون الذهب و حول الماء الى لون ازرق داكن لامع و انار المطر اللذي استقر على الاشجار فلمع كالفضة و كانه في غابة مسحورة .
منظر رائع ... لكنه ليس هنا ليستمتع بالمناظر ... نزل ولف من القارب قبل ان يصل الى اليابسة ثم امسك الحبل و سحب المركب الصغير فوق الرمال نبح الكلب الكبير و قفز باتجاهه بعدائية ... فاستدار ولف بحركة رشيقة ليخفف من صدمة جسمه الضخم ... انه قادر على التعامل مع الكلب .
قالت روان بحدة "ارقد" و اتسعت عيناها في وجهها الشاحب .
و على مضض عاد الكلب اليها و رقد قربها مع ان نظره لم يفارق وجه ولف . منتديات ليلاس
بسعادة باردة قاسية و مترقبة وقف ولف حيث هو .. مجبرا اياها على ان تتقدم نحوه و شعر بهذا كامتياز له ... شئ يحتاج اليه ...ةاعتصرت يد خفية احشاءه لكنه قاوم شحنة قوية من القوة و الاثارة .
لقد فقدت بعضا من وزنها ... مع انها اخفت ساقيها الطويلتين الرائعتين و خصرها النحيل تحت كنزة قديمة مبقعة بالطين و بنطلون بلون الخردل حول لون عينيها الى ذهب خالص و بعثرت هبة ريح شعرها فوقعت خصلة منها على وجهها الذي بدت عظامه اكثر بروزا مما كانت عليه منذ ثلاثة اسابيع .
و هاجمت ولف ذكرى تلك الليلة و هو يضمها الى صدره فاجتاحت صدره حرارة مفاجئة لكنه عاد و تمالك نفسه و سيطر على انفعالاته .
راح الكلب يسير جيئة و دهابا خلفها و هو يكشر عن انياب ضخمة و كانه يقرا افكار ولف .
و بصوت منخفض امرته روان بالبقاء مكانه ... و توقف على بعد ثلاثة امتار عن ولف و قد امتزج الذعر و الفرح و الصدمة في قلبها . منتديات ليلاس
يا للشجاعة ولف تالامنتس ... معضم الرجال اللذين يواجهون "لوبو" و هو في مزاج عدائي يقومون بما في وسعهم لابتعاد عنه و قد اظهرت الثقة الباردة في وقفته لروان انه واثق من قدرته على التعامل مع لوبو .
هل عرف من هي ؟ و سرت في جسمها موجة ارتياب جعلتها تضاهي الثلج برودة لكنها قابلت عينيه من دون خوف و سالته "ماذا تريد ؟"
نظر اليها بعينين هادئتين غير مقروئتين ورد "اريد ذلك الحديث الذي هربت منه "
تسارعت نبضات قلب روان لكنها سيطرت على اثارتها وقالت"ليس لدي ما اقوله لك اعتقد انني اوضحت هذا جيدا "
-اتسال ما الذي جعلك تظنين ان من السهل التخلص مني ...لدي الكثير لاقوله لك منتديات ليلاس
غضن العبوس جبينها ....لم تكن تعرفه في هذا المزاج وبدا لها مخيفا تتفجر منه طاقة شريرة اطلقت اجراس الانذار في عقلها ....لثلاثة اسابيع استعادت ذكرى كل لحظة قضياها معا ...حتى انها تخيلت لقاءهما مرة اخرى حيث اصغى اليها وهي تخبره ىعن موت طوني وتفهم ما حصل .
لكن الخيال يجعل المرء مغفلا بطريقة ما عرف من هي ....وبراس مرفوع وكلها امل الا تكون بوبو قد اخبرته شيئا قالت "لا"
وراقب ولف الكلب لوبو وهو يتقدم مكشرا عن انيابه ...انه وحش كبير غيور انه يعي اكثر منها الخطر الذي يمثله الدخيل . منتديات ليلاس
.وفكر ولف في انه مع الوقت قد يصل الى نوع من ةالصداقة مع الكلب ....لكن الصداقة مستحيلة مع روان مع ذلك ومن وراء الحاجز الثلجي الذي احاطت نفسها به ىاحس بدلائل سرية تشير الى مشاعرها ....دلائل راح جسده يتجاوب معها في توقيت غير مناسب ابدا .
قال بدافع خفي "هل تذكرين ان ثمة نقاط مشتركة من حيث الالوان بينك وبين كلبك؟شعر اسود مظلم مثل قبور الجحيم وعيون وكانها احجار كريمة سمراء محمرة هل هو من العائلة ؟"
فيما بعد سيحاول ان يفهم ما يحاول ان يفعله لكن الدهشة التي ظهرت في عينيها كانت مكافئة له .
قالت ببرود "لا اجد هذا مسلبا ...اجوك ارحل من هنا "
ابتسامة كانت افرب الى العدائية حين قال بلطف "ليس قبل ان نتكلم عن الايام الماضية " منتديات ليلاس
|